شعارات الدم والقربى والدين واللغة والتاريخ الواحد كلها زائفة

 
 
شبكة المنصور
نصري حسين كساب
وصلت بريدي الالكتروني ( صور من معركة بغداد  عام 2003 ، وعن حقيقة ماجرى  في نهاية اذار و بداية نيسان 2003 و تصوير العراق على انه لم يقاتل و يتصدى للغزو الغاشم فنقول له و بأعلى صوتنا خسأتم ) ولفت نظري تعليق على الصور  لماجدة عراقية تقول : ( تقاتل و انت مرتديا النعل و يقولون انك فررت  و وليت الدبر و كل ما قالوا تحت نعليك رفيقي المقاتل حفظك الله ان كنت حيا و فك اسرك ان كنت معتقلا و رحمك الله ان كنت شهيدا ) .


دعونا نتذكر احلامنا ونستعيدها كما يستعاد ضباب نهارات الطفولة ، أو غبش اليقظة على الكلمة التي تصف انسانا وشجرة وحجرا وكوكبا . دعونا أذن نستدخل غيرنا الى هذا الفضاء العاطفي الذي نمتد فيه ونسميه البكاء تارة والموت تارة اخرى .. أو نسميه المصير والحرية وكل ما يبعث على الحيرة والنشوة والاكتئاب .


في كلمة الغير العربية نفي للأخر . وحين نقول غير هذا انما نعني المختلف عنه وضده وما ينفيه في وقت واحد . ألا يمكن ان يكون الغير امتدادا لنا ، تنوعا ، اضافة ، خبرة من نوع ما ؟


الا يغير هذا من مرجعية خطابنا ويحله في فضاء اخر او يحلله ؟ الضمير امتداد للحرية ، والحرية امتداد للضمير . كم نحتاج من أماد يجب قطعها حتى نفهم عذاب الأخر ، ولا نكتفي بالبحث عن مبررات ؟


كيف حدث غزو العراق واحتلاله ، بعضنا ساهم مع الغزاة قاتلا وسارقا وممولا ، وبعضنا بلا حول ولا قوة ، كيف حدث كل هذا وكل الكوارث والقصائد والمهرجانات والفواجع لم تنبت ضميرا يمنع العربي من الانقضاض على العربي ، ولا نقول يمنع الانسان من الانقضاض على الانسان ؟!


حتى نيسان 2003 كان لدينا القدرة على الدفاع عن الحق العربي ، اما بعد غزو العراق واحتلاله واغتيال الفارس العربي صدام حسين ، فنحن عراة تماما كأنما جردنا لسبب غير مفهوم من اسباب الوجود . ان علينا ان نهاجم فقط وان نبحث عن معنى لنا في ألفاظ الحرب ، فنمجد القاتل الاميركي الصهيوني الصفوي الفارسي والشعوبي الحاقد المتصهين ، ناكرين بطولات العراقيين ودفاعهم عن الامة في كل معاركها ، سبع سنين واهل العراق يدفعون الدم ثمنا للحرية والكرامة والضمير ، وانا انقب عنها عند بنو يعرب  عبثا بين هذا الحطام .


وظيفة الكاتب انتاج الافكار ، ومصير الافكار ان تكون محل انهماك جماعي ، ولكن ما بالنا كلما ارتفعت ضوضاء السياسي أصبنا بها ، وأنقطعنا عن تدوين بطولات اهل العراق ، وتحولنا الى صنوج جماعية ، وبظل الغزو الفارسي الصفوي اصبحنا العاطلين عن الافكار والضوضاء معا !


الا يعترض احد ان كان صادقا مع ذاته .   لو قلت ان من يكتبون ضد البعث العربي الاسلامي في العراق وضد   رفاق الشهيد صدام حسين هدفهم زيادة الارصدة المالية ؟ الا يعتقد العرب والمسلمين الشرفاء بأن العراق هو الضحية عند بنو يعرب  في النصر والهزيمة على السواء ؟ !


بعد الانتهاء من فرض صلاة العشاء اليوم ، شاهدت  صديق عراقي من الابطال الذين كانوا حول القائد صدام حسين ، و تعرض لمحاولة اغتيال من قبل رعاع الصفوية ، انتظرته لينهي صلاة السنة للسلام عليه ، اطال الصلاة ، ومن على بعد مازحته وبصوت عالي و هو يصلي : دكتور مهما صليت ودعوت الله انت عراقي بعثي قومي عربي ووزير من رفاق صدام حسين،  الصفويين الفرس  وراءك .. وراءك .


 سمعني رجل كان متطرفا في زاوية المسجد رد قائلا : نعم اخي العربي انا عراقي ومن رفاق الشهيد صدام حسين ، وجريمتنا اننا كنا نخدم شعبنا وندافع عن العراق والامة العربية ، وسنظل نقارع الصفويين الفرس جيلا بعد جيل ، أما انتم العرب خصمان في مبارزة تتناظرون في الثأر ، وبدل ان تقتلوا عدو العروبة والاسلام قتلتم العراقي .


والسؤال الى اي مدى سيظل العربي صامت امام الامتداد الصفوي الفارسي ؟ والى اي مدى سيحافظ العربي على احترامه لنفسه بعد ان تحول الى مبني للمجهول ؟


كتبت اكثر من مرة عن طعنات بنو يعرب للعراق واهله ، والتأمر على جمال عبد الناصر واغتياله الفعلي ، وعن المؤامرة على اليمن ليكون يمنيين ، وعن تمزيق الصفويين الفرس للبنان ، وعن الاستعمار الصفوي الفارسي للاحواز وجزر الامارات ، وعن تقديم اجساد العرب قرابين لحاخامات بني اسرائيل واحفاد النافق اسماعيل الصفوي ، وعن الذروة العليا لموت بنو يعرب في غزو العراق واحتلاله وتدميره . لا احد يلومني ان قلت : بعد غزو العراق واحتلاله ، واغتيال الفارس صدام حسين ، وما يعانيه اهلنا في العراق ، وما يعانيه  اخوتنا العراقيين من سوء معاملة الاخ وابن العم في  البلدان العربية ،  شعارات الدم والقربى والدين واللغة والتاريخ الواحد كلها زائفة منافقة انتهازية يتاجر بها القادة والاقطار والعواصم .

 

 

للإطلاع على مقالات الكاتب إضغط هنــا  
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الخميس  / ١٣ جمـادي الاخر ١٤٣١ هـ

***

 الموافق ٢٧أيـــار / ٢٠١٠ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور