شبكة ذي قار
عـاجـل










لا تنه عن خُلق وتأتي مثله .... عار عليك إذا فعلت عظيمُ

 

رفض جميع الرجال (الغيارى, النشامى, الأحرار) الذين تصدوا للحكم ( الدكتاتوري ) وأسقطوه يوم 9- 4- 2003 من رجال الاحزاب (الدينية) والاحزاب الطائفية والاحزاب العلمانية والاحزاب الشوفينية الذين حملوا بنادقهم وركبوا دبابات الجيش العراقي الباسل وسقطت منهم في شوارع التضحية والفداء ببغداد جماجم معممة وأخرى غير معممة قربانا" للحرية التي ثاروا من أجلها, رفض هؤلاء جميعا مقترحات تقدم بها الأمريكان والأنجليز,( الذين عاونوهم أيام الاعداد والتنفيذ للثورة الدينية التاريخية العظيمة بصفة سواق للعجلات والطائرات التي نقلتهم الى بغداد), لالغاء عقوبة الاعدام في العراق الجديد. وكان منطق الثوار الذي يصعب على أحد أن يرفضه أو يتقاطع معه هو ان الابقاء على عقوبة الاعدام هو بحكم حاجة البلد الى الأمن والاستقرار وسلامة النظام الجديد وخاصة سلامة الرجال الذين تصدوا للنظام السابق وأسقطوه .!!

 

أمن البلد واستقراره وسلامة رجاله اذن قضية يمكن أن يكيّفها أي نظام تكييفا يتناسب مع رؤاه ومع أهدافه وغاياته. تماما مثل قضية الحق والباطل حين تضيّع معاييرها الحقيقية وتصبح أدوات لتنفيذ مآرب خاصة فيصير الباطل حقا والحق باطل طبقا لمتطلبات مصلحة العين التي ترى والاذن التي تسمع والارادة التي تحكم. واذا كان من حق الاحزاب الموصوفة أعلاه أن تنفذ حكم الأعدام بمن تراه وفقا لرؤاها وتعاريفها للامن مخلا به فلماذا تسقط وتلغي هذه الاحزاب حق النظام السابق بالتصرف بذات الطريقة وتحت نفس المسوغات التي هي حماية الامن والاستقرار لكل العراقيين من رئيسهم وحتى اصغر رضيع من مواليدهم؟ مَن يستطيع أن يقنع طفلا صغيرا في هذا العالم كله ان الذين استلموا السلطة من الامريكان الغزاة هم اناس يتسمون بالعدل المطلق والموضوعية المطلقة والانسانية المطلقة لكي يقبل العالم منحهم صلاحيات تنفيذ حكم الاعدام في الوقت الذي يُحاكمون فيه عدد من رجال العراق الاحرار من قبل هؤلاء القادمون كل اوكار الجريمة العالمية بحجة صلتهم في تنفيذ الدولة الوطنية لاحكام اعدام بحق من حاكمهم القانون واصدر عليهم الحكم بالاعدام في حينها ؟

 

اذن .. ان أشباه رجال العراق الجديد قد مَنحوا أنفسهم حق الاعدام قانونيا وأصبح الاعدام ديدنا يمارسونه يوميا صباح مساء وما بينهما. وفوق هذا وأمر وأخس وأتعس منه انهم أباحوا لانفسهم وأعطوا لايديهم القذرة الحق في الاعدام ذبحا حتى الموت لقرابة مليوني عراقي بتهمة الارهاب وتهديد أمن وسلامة المنطقة الخضراء فضلا عن تهم اخرى مثل الصلاة في مساجد السنة والتشييع على الطريقة العلوية وغيرها من التهم الجاهزة. فلماذا اذن يحاكمون رموز النظام الوطني على ما يسمونه تصفية الاحزاب الدينية.؟

 

لا نريد الخوض في تعريف الاحزاب الدينية وهل هي حقا دينية ام طائفية تمثل وجهات فقهية أم هي محض أحزاب سياسية تتختل خلف جلباب الدين لتمارس كل أنواع الحرام بما في ذلك سقوطها في أحضان التخطيط والتنفيذ المجرم والاسناد السياسي الدنئ لغزو العراق واحتلاله وتعاقدها العلني السافر مع قوات الاحتلال وقبولها بان تكون واجهة حكم للاحتلال. ولا أريد أن اكون أحد المتحمسين لعقوبة الاعدام أيا كان سببها سياسيا أو دينيا أو اقتصاديا أم اخلاقيا اجتماعيا وأيا كان النظام الذي ينفذها. غير اننا نتتساءل ومعنا كل انسان حر شريف ... لماذا يعطون لأنفسهم حقا هم أعتبروه باطل؟ لماذا ينفذون قانونا هم اعتبروه تعسف؟ لماذا يمارسون فعلا ادانوه هم واعتبروه اثما؟ مَن أعطاهم الحق أن يكونوا هم الحق؟ لماذا يثارون بالاعدام لمن شارك علنا في اغتيال وزراء وسفراء وضباط بل ساهم في محاولة اغتيال رئيس الدولة؟

 

لم يقدم أرباب الاحتلال والعمالة والخيانة دليلا واحدا للعراقيين ولا للعالم أجمع يثبت انهم رجال دين ولا أحزاب دينية ولا طائفية ولا سياسية بقدر ما قدموا من أدلة وبراهين ثابتة على انهم حفنة من السراق والقتلة والمفسدين. الثابت انهم عملاء وخونة وعبيد لهوى النفس الأمارة بالسوء قادهم هذا الهوى الى أخس وأبشع انواع السقوط السياسي والاخلاقي وهم يمارسون ابشع انواع الجرائم بحق العراق وشعبه لكي يحافظوا على السلطة التي منحتها لهم أميركا والصهيونية العالمية والطائفية الفارسية ومشروعها الصفوي اللئيم. بمعنى آخر ان حكام الاحتلال لايمتلكون شرعية وطنية ولا شرعية أخلاقية تؤهلهم للحكم بالعدل ولا يمتلكون أية قدرة انسانية على ممارسة أي معيار من معايير العدالة  ففاقد الشئ لايعطيه.

 

هم اذن يحاكمون اشراف العراق وقادته واسوُده بمحاكمات صورية ليس لها أي سند قانوني وينفذون احكام الاعدام عبر المحاكم او بدونها كتعبير عن وحشية اجرامية متاصلة في نفوسهم الموبوءة بهوى النفس الامارة بالسوء.

 

وثمة نقطة أخرى تستوقف أي مراقب محايد أو باحث موضوعي هنا، هي مَن هي الاحزاب الدينية التي صفاها النظام الوطني؟ اظنهم يقصدون حفنة العملاء الجواسيس الذين ورطهم حزب الدعوة العميل بالتجسس لصالح أيران الشاه سابقا وأيران خميني لاحقا. وهؤلاء اعدموا بجرم التجسس والتخابر مع دولة أجنبية في حالة حرب معلنة وغير معلنة مع النظام الوطني في الوقت الذي كانت فيه قيادتهم الفارسية ونصف العراقية قابعة في قم وطهران ولندن وباريس ودمشق وغيرها من عواصم العالم. ودليلنا الأهم في ما نذهب اليه هو هذا العدد الهائل من المعممين وغير المعممين الذى غزى العراق كما الجراد مع قوات الغزو الامريكية والانقلاب الصهيوني الفارسي الذي قادته لاسقاط النظام الوطني وأحتلال العراق العظيم. مئات من القادة والزعماء الذين نزلوا على العراق والعراقيين من طيات الاقدار بصفتهم زعماء للاحزاب الدينية. لمَ لم تطلهم التصفية التي يدعونها مع ان العديد منهم عاش لهذا القدر أو ذاك من السنوات في العراق وتحت حماية نظامه الوطني قبل ان يقرر البحث عن جو أبرد في الصيف وأكثر دفأ في الشتاء من العراق المعروف طقسه بالتطرف؟.

 

ليشهد الله اني كعراقي ومعي ملايين العراقيين نتساءل ونعاتب بشدة أجهزة النظام الوطني كيف سمحت لهم بالنمو والبقاء وهي تعرف يقينا انهم كلاب خيانة وأذناب عمالة ومجرمين بلا نوازع بشرية. لمَ تركتهم يمارسون العهر السياسي ليوقعوا العراق في محنة الاحتلال بتعاونهم الحرام مع الفرس وبني صهيون واميركا الغبية.

 

وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون ... سيحاكمهم شعب العراق وينزل بهم القصاص العادل ليس فقط لانهم يحاكمون رجاله الاسود النجباء من غير سبب، سوى انهم حموا العراق لخمس وثلاثين عاما من مشروع الفرس المجوس الطائفي وشاركوا الأمة بقوة مشهودة في مقارعة المشروع الصهيوني .. سيحاكمهم ويعدمهم لانهم أعدموا أشرف رجاله وقادته ولانهم نفذوا حكم الاعدام ذبحا بمليوني عراقي لكي يستوطنوا في العراق غرباء عنه وعليه نتاجا عفنا للاحتلال المجرم .. وبشر القاتل بالقتل هي سنة الله في الناس العين بالعين والسن بالسن .. والله اكبر والمجد لأسود العراق في أقفاص الأسر والعز لمواقفهم البطولية في مواجهة وحوش العصر عبيد الاحتلال.

 

أ.د. كاظم عبد الحسين عباس - أكاديمي عراقي

aarabnation@yahoo.com





الاثنين٠٢ رجــــب ١٤٣١ هـ   ۞۞۞  الموافق ١٤ / حزيران / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب أ.د. كاظم عبد الحسين عباس نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة