شبكة ذي قار
عـاجـل










لابد لاي شخص حين يقدم على عمل ما يتجاوز تأثيره ذاته او يتسع مداه الى غيره ان يجد لنفسه مبررات تقنعه اولا بصحة ما ينوي تنفيذه تلبي مصالحه ومن ثم يبدأ باقناع الاخرين وخصوصا من المعنيين بما سيقدم عليه , وهذا طبعا ينطبق على الافراد والجماعات وينسحب ايضا الى الدول او الامم وحتى التكتلات او التحالفات الاقليمية والدولية او التي تشترك في اهداف فيما بينها وعلى ذلك قامت اكثر الحروب التي جلبت الويلات والدمار الى الانسانية ويشار اليها على انها علامات سوداء بارزة في تاريخ البشرية .


عرفنا ممن سبقنا في كتابة تاريخ بلادنا عندما غزت بريطانيا العراق الذي كان محتل يخضع لنفوذ امبراطورية الرجل المريض العثمانية ودخل الجنرال البريطاني مود الى العراق ابان الحرب العالمية الاولى , وجه خطابا الى العراقيين ليضمن على الاقل حيادهم في دوران عجلة المعارك انه وجيوشه جاؤوا محررين لا فاتحين وذهبت مقولته مثالا للغدر الاجنبي حيث مكثوا في العراق اكثر من نصف قرن , واذا كان لذلك الغزو في حينها مبرراته فان الادارة الامريكية كررت نفس العبارات على لسان رموزها او حلفائها وعلى لسان عملائها فقالوا انهم جاؤوا ليحرروا العراق من حكمه الوطني بعد شخصنة العدوان كما نعرف فهذه احداث عشناها ورغم حالة الارهاب التي خلقوها واسسوا لها فقد اصبحوا مثالا اخر لسخرية كل من سمع بتلك التصريحات , وبكل الوقاحة والاستخفاف بالعراق تجاوزت الادارة الامريكية اكثر من ثلاث عشرة عام من الحصار الجائر للعراق بكل اطيافه كانها لم تبيد شعبنا ولم تقتل فيه ولم تدمر ولم تحرق , فتسائل الجميع : هل من يقتل امس يحرر ضحيته اليوم ؟؟ ومع الاسف كان يطبل لها ويسوق لشعاراتها من يدعي انه عراقي او تهمه مصلحة الشعب العراقي , تسلب الحياة من الانسان الشريف السليم ويقال انها الرحمة برصاصة القتل !!!


تلك المبررات اثبتت سبع سنوات واكثر من عمر الغزو زيفها واقتنع الجميع بذلك ولكن الثمن باهض تجاوز حياة اكثر من ثلث الشعب العراقي بين شهيد ومعوق ومهجر داخل القطر او خارجه ودولة هزيله تتلاطم وسط ارادات اجنبية مختلفة ومتقاطعة في كل شي الا في تدمير العراق حيث اصبح هذا الهدف رابط قوي جدا يجمعهم ويوحد صفوفهم .


ان الخبرة التي يمتلكها ابنا العراق نتيجة استقراءهم لتاريخهم وما تحمل من مدلاولات قوية في مكافحة المعتدي المحتل ووضعه في مطبات لا يستطيع الافلات منها تجبره على الاستسلام واعلان الهزيمة صاغرا رغم كل محاولاته المضادة ورغم اساليب البطش ( وتشمل هذه العبارة كل الممارسات ابتداءا من سجن ابو غريب وليس انتهاءا بالتفجيرات والاغتيالات والاعتقالات وفضائح السجون السرية الاخيرة ..... الخ ) التي يمارسها هو او صنائعه فالعلاقة الحالية القائمة بينهم (اعني المحتل وصنيعته ) وضعتهم في وضع مرتبك ومحير لا يحسدون ابدا عليه نتيجة تقاطع مصالحهم مع الشعارات التي يتبنونها , ورغم مظاهر الحياد الامريكي الحالي لما يجري والتغلغل الفارسي المفضوح فقد اصبحوا جميعهم تحت الضغط الشعبي فما اسسوا له في الدستور الملغم الاعرج وما يسمونها ديموقراطية استغلها الشعب لصالحه فاسقط العملاء , وما جرى في اذار هو حركة شعبية رافضة للاحتلال باسلوب اكثر تعقيدا من فهم وادراك عملائهم الذين ترجموه الى صراع وتناحر على كرسي السلطة فوقفوا جميعهم عاجزين عن تفسير ما حدث ولم يتوصلوا الى اتفاق الا بعد ان يدفعوا ثمن خيانتهم للشعب غاليا ولن ينفعهم التشبث في السلطة التي يحميها الاحتلال لاننا في الايام القادمة سنرى بلا شماته لاننا نعرف النهاية , كيف يتخلى السيد المحتل وبسرعة تتصاعد كلما اقتربت المواعيد التي يلزمون نفسهم بها عن قسم كبير من عبيده العملاء بعد ان يكشف المزيد مما تستر عليه من ممارساتهم مقابل مصلحته لانهم ارخص من ان يعنون له شيئا وهم من وصفهم رب العزة بقوله : بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْقِلُونَ (14) الحشر.


ان مصداقية ما نراه تأتي من خلال عرض مجريات الاحداث الاخيرة وطريقة التصارع في اقامة الحكومة في ظل تحالف الاحتلال الامريكي الصهيوني الفارسي والمأزق الذي دفعه شعبنا اليه لتتكشف اوراقه الخبيثة بعد ان ذهبت القشور التي يغلف بها نفسه وليظهر وجهه القذر, فلتفيذ سياسته بالشكل الذي يخدم مصالحه لا يسمح باقامة حكومة وطنية حقيقية ولا حتى باستنساخ تجربته كنموذجا في انتقال السلطات وتعاقبها فلم نعرف في التاريخ الحديث عن حكومة ما في اية دولة عصرية استغرق تشكيلها كل هذا الوقت , يختلفون في تفسير اليات دستور هم من صاغوا بنوده واقروها ولا زالوا احياء وهم جزء منهم .


تلك حكومة ترعاها ديمقراطية الغزاة الامريكان وحلفائهم وسنرى كيف يقيم شعبنا ديمقراطيته بارادته وحده بعد ان يحرر ارضه بصموده واصراره على الانتصار وان غدا لناظره قريب .


Iraq_almutery@yahoo.com
http://www.alqadsiten.net/index.php





الخميس٠٥ رجــــب ١٤٣١ هـ   ۞۞۞  الموافق ١٧ / حزيران / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب عراق المطيري نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة