شبكة ذي قار
عـاجـل










في كولومبيا : اختفى الكثير من الرجال لتجد عائلاتهم فيما بعد ان الجيش هو الذي قتلهم.


حين اختفى ابن لوث مارينا بيرنال في شهر شباط وكان عمره 26 سنة ، أثارت زوبعة. لأن العمر العقلي لابنها ليوناردو بوراس بيرنال كان تسع سنوات ولم يكن يقرأ او يكتب ولم يكن يخرج بعيدا عن البيت . تقول امه "لم يكن يخرج وحده ابدا بل كان دائما يخرج مع احد افراد العائلة . لقد فتشنا المستشفيات والسجون وابلغنا الشرطة ولكن لم نحصل على اية اخبار الا في آب"


حين وصلها الخبر اصيبت بالصدمة . كان ليوناردو قد قتل ودفن في قبر مشترك على بعد مئات الكيلومترات في شمال البلاد. وقال الجيش انهم قتلوه خلال معركة مع مجموعة من المتمردين بعد اربعة ايام من اختفائه.


بالنسبة للسيدة بيرنال كان هذا كلاما هراءا. كيف يمكن لابنها المتخلف عقليا ان يتحول الى متمرد مسلح يرتدي زي القتال و يقاتل اكبر جيش متمرس في امريكا الجنوبية في خلال اربعة ايام فقط من اختفائه من المنزل؟


ولكنها اكتشفت ان ماجرى لها لم يكن حادثة منعزلة وانما الكثير من الرجال ومعظمهم من الشباب الفقير كانوا قد اختفوا من المدينة ليكتشف اهاليهم انهم قد قتلوا من قبل الجيش الذي يزعم انهم كانوا "ارهابيين" وهو المصطلح الذي تطلقه السلطات الكولومبية على الثوار الماركسيين الذين يقاتلون الحكومة .


وكل العائلات تصر على ان ذويهم القتلى لم يكن لديهم اي تورط سابق في الجماعات المسلحة في كولومبيا. وكانت مطالباتهم واصرارهم لمعرفة مصائر ابنائهم ، دافعا لفتح تحقيق شامل في مايعرف الان بالموت "الزائف" وهو قيام افراد من الجيش بقتل مدنيين ثم الزعم بأنهم (ارهابيون) من اجل الحصول على مكافآت تصل الى 1500 استرليني.


ويقول خورخي انريك روخاس من جماعة حقوق انسان في بوغوتا "الناس الذين يعملون في الميليشيات التابعة للحكومة والمجرمون يذهبون الى الاحياء الفقيرة حول بوغوتا ويقومون بإغراء الشباب والعجزة ومن له ماض اجرامي بعروض العمل ثم يبيعونهم الى الوحدات العسكرية الذين يقتلونهم ويقدمونهم على انهم متمردون قتلوا اثناء المعارك. انها تجارة شنيعة بالبشر تقود الى الموت"


وكانت حكومة الرئيس الفارو اوريبي قد وضعت مكافأة على كل رأس يقتل من المتمردين في 2005 كجزء من برنامج هجومي للقضاء على الثوار الماركسيين ولكن هذا البرنامج انتهى الى ما انتهى اليه من اختفاء المدنيين.


والآن هناك حوالي 2000 قضية للتحقيق في "الموت الزائف" ويقول روخاس ان الرقم قد يكون اكبر بكثير.


ويقول المراقبون ان الجيش الكولومبي له تاريخ طويل من قتل المدنيين حتى يعظم من نجاحاته وهذا ايضا ماكشفت عنه وثائق سرية استخباراتية امريكية كشف عنها السنة الماضية.


والوحدات العسكرية الكولومبية المتهمة بهذه الجرائم هي التي كانت تمولها وتدربها الولايات المتحدة .


++


تعليق : هذا بالتأكيد حصل ويحصل في العراق. تذكروا ماقيل عن (استخدام القاعدة لنساء متخلفات عقليا؟) تذكروا الجيش الأمريكي الذي كان يقتل الناس المدنيين ويضع الى جانبهم اسلحة ويصورهم على انهم ارهابيون ؟ تذكروا "انجازات" و"نجاحات" قاسم عطا في قتل "ارهابيين" ؟ تذكروا اختفاء الرجال والشباب في العراق؟ تذكروا ان في العراق كل انواع التجارة بالبشر : للجنس ، لسرقة الاعضاء، للعمل الاجباري ، الخ لماذا لايكون هناك هذا النوع ايضا من التجارة بالبشر؟ لماذا لا تقوم بذلك الشركات المرتزقة ؟ لماذا لا يقوم بذلك المجرمون والمتربحون من كوارث العراق؟ لماذا لا تقوم بها عصابات الجريمة المنظمة ؟





الاثنين٠٩ رجــــب ١٤٣١ هـ   ۞۞۞  الموافق ٢١ / حزيران / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب ترجمة عشتار العراقية نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة