شبكة ذي قار
عـاجـل










لم تكن التظاهرات التي شهدتها اغلب المدن العراقية مؤخرا بدعة لقضاء الوقت او للعب والتسلية او ممارسة هواية اعتاد المواطن عليها بشكل دوري للحفاظ على نمط معين في حياة بذخ وترف اعتاد عليها ولا حبا في التمرد على من يتمركز على كرسي السلطة , ولم تكن حالة فردية نتجت عن تضارب مصلحة فرد او مجموعة افراد مع اجهزة السلطة , بل جاءت تلك التظاهرات رغم ما يحيط بها من مخاطر شديدة قد تؤدي الى مصادرة الحياة والتصفية الجسدية كما حصل في محافظة البصرة حيث جوبه المتظاهرون باطلاق النار عليهم مباشرة تعبيرا عن رفض الشعب لحالة فرضتها الظروف السياسية التي نتجت عن الغزو الامريكي للقطر وتنصيب حكومة عميلة لا يهمها من مصلحة شعبنا شيئا بقدر ما يهمها انجاز مشروع الاحتلال وتلبية مصالح المحتل وحلفائه في المنطقة , وتلك الحالة لم تكن تعبيرا عن رفض الاهمال الذي شمل كل الشعب العراقي والتقصير في الاداء الخدمي الذي ينبغي على الدولة ادائه لمواطنيها كتوفير الطاقة الكهربائية او الماء الصالح للشرب او غيرها ومن يتصور ذلك يضع نفسه في وهم كبير ويسرق جهدا شعبيا عظيم قام به الشعب العراقي برجاله ونسائه وشيوخه واطفاله بسنته وشيعته وبعربه واكراده ( وقد يقول قائل ان المنطقة الكردية لم تشهد مثل هذه التظاهرات , فنقول له انك واهم هنا ايضا لان غليان الاكراد الان جاهز للانفجار في اية لحظة ورغم سطوة الاجهزة الامنية هناك وقوة بطشها الا ان المواطن رفض السلطة هناك بدلالة نتائج الانتخابات الاخيرة مع ملاحظة عمليات التزوير والترغيب والترهيب التي جرت فيها ناهيك عن التكتم الاعلامي الذي يرافق اي نشاط جماهيري مطلبي او مقاوم ) .


المواطن العراقي مؤمن بالله وبقدره ومن الممكن ان يحتمل ويصبر على نقص الخدمات والتزامات الدولة التي ينبغي عليها تقديمها له اذا ايقن ان اسباب النقص خارجة عن ارادتها وامكانياتها وان التقصير غير مقصود ولا يستهدف حياته في الحاضر او المستقبل وعلى سبيل المثال لا الحصر , عندما تفهم ان الولايات المتحدة الامريكية فرضت حصارا ظالما على القطر بعد حرب الخليج الاولى لغايات ومبررات معروفة للجميع , ولتدمير كل البنى التحتية بقصد اعادته الى العصور والوسطى وعهود التخلف والظلام كما اعلن حينها اركان ادارة جورج بوش الاب , صبر وجد واجتهد وتعاون مع دولته الوطنية وابدع في ايجاد البدائل للتخفيف من اثار العدوان والحصار وخلال اشهر قلائل ازال ما نتج من تدمير وجاهد لاكثر من ثلاثة عشر عام صابرا لافشال الحصار وقد نجح بفضل التعاون الفذ بينه وبين قيادته الوطنية , ولكن حين يشعر المواطن ان اسباب نقص الخدمات تعود الى تقصد متعمد في الايغال باذلاله مقابل سرقة المال العام وعلى يد حكومة اثبتت اكثر من سبع اعوام بالتجربة الملموسة انها عميلة ومنقادة الى اكثر من جهة خارجية فستكون حينها مسألة نقص الخدمات هي القشة التي تقصم ظهر البعير والمنفذ للتعبير عن الارادة الشعبية وشرارة لانتفاظة جماهيرية جبارة .


ان تظاهرات العراق الاخيرة هي تعبير عن الاحتقان والغليان الشعبي الرافض لما يدور في كواليس السلطة الناتج عن النهج الذي اختطته لنفسها حكومة الاحتلال في الاساءة لكرامة المواطن العراقي لا من خلال نقص الخدمات فحسب بل في حملات الاعتقالات والسجون السرية والتصفيات الجسدية والسطو على البنوك التي تشنها المليشيات الطائفية ومليشيات حكومة الاحتلال من العناصر الفارسية التي ادخلتها في اجهزتها الامنية والمدنية وخصوصا الخدمية منها , ومن يدعي انها عفوية بمعنى انها غير منظمة وغير مخطط لها من حيث الاعداد وساعة الصفر وغير مدعومة من جهات سياسية اجنبية فهو قد يتجه بعض الشيء الى الصواب ولكن من يقلل من شأنها ويقصد بعفوية التظاهرات ويتجه بها على انها اعمال شغب لنهب ممتلكات الدولة قامت بها جماعات من قطاع الطرق والخارجين على القانون والمارقين فانه بالتأكيد يسيء الى الشعب العراقي كله ويسيء الى قدراته في فرض ارادته ومواجهة عملاء الاحتلال .


هذه التظاهرات كانت النتيجة الطبيعية والحتمية لحملات التوعية والثقيف الجماهيرية التي تمارسها القوى الوطنية بمختلف اتجاهاتها وهي ثمرة وجزء من كفاح متكامل لشعبنا البطل ومقاومته الباسلة للاحتلال وحكومته الجبانة وهي جهد بطولي شريف مقاوم اعلن فيه شعبنا انه يصنع حياته بارادته , شرارته الاولى نقص الخدمات ولن ينتهي ان شاء الله الا بزوال الاحتلال واركانه .


Iraq_almutery@yahoo.com
http://www.alqadsiten.net/index.php





الجمعة١٣ رجــــب ١٤٣١ هـ   ۞۞۞  الموافق ٢٥ / حزيران / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب عراق المطيري نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة