شبكة ذي قار
عـاجـل










آلام الحاضر تلهب تداعي الذكريات العزيزة  

قد يجد القاريء , ان في هذا العنوان نوع من الغرابة , ولكنني استعرت هذا العنوان من احد اناشيد الصبى التي كنا نرددها ونحن تلاميذ في الدراسة الابتدائة , في الاربعينيات من القرن الماضي , وكان احد هذه الاناشيد يبدأ بالبيت الذي يقول : ( الجيشُ سورٌ للوطن     يحمينا يوم المحن ) . تذكرت ذلك في يوم الذكرى التسعين لثورة العشرين , التي ثار بها شعب العراق بكل عشائره العربية الاصيلة , من جنوبه ووسطه وشماله , والتي ابت ان يدنس ارضها الاحتلال الانكليزي . واستمرت جذوة هذه الثورة التي لقنت الاحتلال الانكليزي دروساً في بطولة هذا الشعب , حتى طرد آخر جندي انكليزي من العراق في ثورة  14 تموز 1958 .....    

 

كانت تداعيات هذه الذكريات قد الهبتها مشاهدتي في ذلك اليوم لعميلين من عملاء هذا الزمن الاغبر, الذي اعاد فيه مجموعة من العملاء احتلالاً جديداً يتمثل بأفعى سامة قاتلة ذات ثلاث رؤوس , تمثلت  ( بالامريكان والصهاينة ومجوس الفرس ) . وكان هذان العميلان الذان  يجلسان في موقع متقدم لما اسموه , هم , بالجيش العراقي ( الجديد ....!!! ) الذي صممه وبنى عقيدته (إن كانت له عقيدة) , الاحتلال الجديد ذو الثلاث رؤوس  ......!!!  .... كان هذان العميلان هما ؛ كل من ما يسمونه العراقيون (خرّاعة الخضرة ) , وكما يسمونه اخوتنا  المصريون ( خيّال المئاتة ) وزير دفاع حكومة الاحتلال , والدّعي الكذاب ( خلف ابن امين ) , وكما يسمونه اخوتنا المصريون (ابو لمعة ) , المتحدث الرسمي بأسم هذه الوزارة ,( محمد العسكري) الذي لا يمتلك من اخلاق العسكرية اي شيء ... حيث تكلم الاول وهو منتفخ الاوداج , وكأنه فاتحٌ ( جنة قلعة )؛ عن يوم السيادة الذي وهبه  الاحتلال الامريكي لعملاءه على الورق فقط , (كمنة منه ) لتبييض سواد وجوههم بعد ان شبعوا من السحت الحرام ....!!!  . والثاني , اشبعنا من كذبه المعتاد؛ فأنكروجود السجون السرية ومافيها من هدرلحقوق الانسان , كما تحدث عما يعيشه العراق من امن وسلام بفضل ( جيش محمد العاكول ) الذي قضى على الانفجارات وعصابات القتل التي  ارسلها من الماضي نظام البعث ( كما يدعي العملاء ) , الذي خررهم منه اصدقاءهم الامريكان , وبنى لهم هذا الجيش (اللنكات ) الذي ارعب كل دول العالم , ( عدى اصدقاءهم الامريكان ومجوس الفرس وكيان بني صهيون في فلسطين......!!!! ) ...

 

إنها الاكذوبة التي ارادوا ان يصدقها ابناء الرافدين الذين لم ينخدعوا بها منذو ان وطأت اقدام الغزاة ارض العراق قبل اكثر من سبع سنوات ..... ان كل ما في هذا الجيش الذي بناه الغزاة للعراق هو ساقط في معنى الجيوش والجندية المتعارف عليها في كل جيوش العالم ... فليس في هذا الجيش  ما يجب ان يكون له من القدرات القتالية الموجودة في ابسط جيوش العالم ... فسلاحه هو مجرد سلاح حفيف , وان تجاوزه الى السلاح المتوسط  فهو سلاح الجندي الامريكي الذي اصبح خارج خدمته , اما الاسلحة البعيدة المدى والصواريخ فهي مُحرّمة عليه بأمرمن المحتلين وحكام الزريبة الخضراء .  والاخيرين حرموا هذه ااسلحة لسببين : اولهما ؛ لانهم قد حرضوا الامريكان لاسقاط النظام  السابق على اساس انه كان يمتلك مثل هذه الاسلحة , وقد حرضوه على ذلك  (عندما كانوا يتسكعون في مواخير الغرب , وكموظفين مأجورين لدى المخابرات الامريكية , او كهوات في ان يكون الواحد منهم عميلاً لاكثرمن جهاز مخابرات عالمية , على غرار هواية جمع الطوابع , او على حد قول اياد علاوي الذي افتخربعمالته لاكثر من16 مخابرات عالمية  واعتبر هذا العمل مسألة حضارية.......!!! ) . وثانيهما ؛ يتعلق  بخوف هؤلاء الحكام من هذا الجيش الذي قد ينقلب عليهم وعلى جيش الاحتلال الذي جاء بهم , خصوصاً وانهم يعرفون ان غالبية ابناء هذا الجيش هم من ابناء العشائر العربية التي أجبرتهم البطالة والعوز الى ان ينتموا لهذا الجيش ( عدى اولائك الذين جاءت بهم الحزاب الطائفية , ممن ينتمون للمليشيات الفارسية واصحاب السوابق من قتلة ومجرمين , وأمّروهم على الجيش ) .

 

العقيدة العسكرية

إن الحديث عن الجيوش يجرنا بالضرورة الى الحديث عن عقائدها .. وقد يطول الحديث في هذا الامر , غير اننا سنقتصر فيه على ما تشترك به جيوش العالم في تحديد المسار الوطني والمهني لها  , مبتعدين عن الخوض بالتفاصيل المتعلقة بالسوق ( الاستراتيج ) والامور التعبوية (التكتيكية ) .....    حيث ان اهم ما تلتقي به هذه الجيوش :-

 

1 )   الزامية الخدمة العسكرية لجميع المواطنين عندما يصلون لعمر البلوغ , واذا كان  المواطن منهم مستمراً في دراسته , فتؤجل خدمته لحين اكمال دراسته لحد نيله الشهادة الجامعية , ولا يعفى من هذه الخدمة اي مواطن الا اذا كان معيلاً وحيداً لعائلته او معوقاًً . ولا تزيد مدة هذه الخدمة عن السنتين في كل الحوال . ان الاسباب في وضع الانظمة السياسية لهذه الخدمة الالزامية , هي لتدريب المواطنين كافة على حمل السلاح واستعمالاته القتالية , وتربيته على الخشونة وتحمل المشاق والطاعة والانظباط في تنفيذ اوامر المافوق , لان التهاون في كل ما تقدم وخصوصاً في وقت المعارك  سيكلف الامر الحياة اوخسران المعركة او الحرب بكاملها عند الاصطدام مع العدو  الخارجي الطامع في احتلال ارض الوطن . وان التأكيد على الخدمة الالزامية , يعني التأكيدٌ على وطنية اي جيش , وفي خلاف ذلك يكون الجيش مجموعة من المرتزقة تأتمر بأوامر الحكومة او الجهة التي تحكم , متسلطة على ارادة شعوبها وتعتر الشعب هو العدو الذي يجب ان توجه نحوه فوهات البنادق  , كما هو حال استعمال الجيش الحالي للعراق ( ذلك الجيش الذي كونه الاحتلال ليحمي وجوده في العراق ويحمي عملاءه الذين يحكمونه الآن بتوجيهاته , من ضربات مقاومة الشعب التي تريد تحرير العراق منهم ) ....فالجيش الحالي تنطبق عليه مواصفات ( جيش المرتزقة ) , لانعدام روح المواطنة فيه , مادامت فوهات بنادقه قد استبدلت صدور جنود الاحتلال لتتوجه الى صدور ابناء الشعب , ولأن كل جنوده معيّنين فيه كموظفين , عليهم ان ينفذوا اوامر الاحتلال

 

2)  ومن الفقرات المهمة من عقيدة اي جيش هي توفير العدد والاسلاحة اللازمة والقادرة على تدمير قدرة العدو وصد عدوانه وطرده من ارض الوطن ..... طريق الحكومة التي عينها لتحكم بما يكرس وجوده ووجودها .

 

ان جيش العراق لكي يكون مستعداً لاداء واجبه الوطني والقومي , لابد ان يسعى لربط  الواجب القومي بالواجب الوطني , حيث ان هذا الامر مهم جداً , لان كلا هذين الواجبين يدعم احدهما الآخر, حيث ان العراق هو جزء اساسي للامة العربية , ليس من حيث التواجد الجغرافي واللغة والتكامل الاقتصادي فحسب , بل لان مصير تحرر اي قطر من اقطار هذه الامة مرهونٌ بالمصير  التحرري للاقطار الاخرى . فعلى سبيل المثال لا الحصر فان ؛ اجتباح الكيان الصهيوني للاردن الذي يمتلك اطول الحدود مع هذا الكيان ( لا سمح الله ) , فأن قوات هذا العدو ستصبح على الحدود الغربية للقطر العراقي , وكذلك الحال بالنسبة للقطرين السوري والسعودية . وكذلك الحال بالنسبة لمصر , إذ أن ضعفها كأكبر قطر عربي سينعكس بالتبعية على باقي الاقطار العربية ...... اما احتلال العراق , وهو ما حاصل الآن من قبل الثالوث المعادي للعراق والامة العربية , فان الباب ستنفتح امام الفرس والدول المتعاونة لاحتلال باقي الاقطار العربية وتنفيذ المشاريع التقسيمية لهذه الاقطار , وذلك لأن العراق يمثل البوابة الشرقية للوطن العربي التي لو تمكن منها مجوس الفرس , لاحتل باقي الاقطار العربية بالتعاون مع الكيان الصهيوني ومن يساعدهم من الدول الاخرى  ....... كل ذلك  يحتم على ان يسعى جيش العراق ان يتسابق مع الزمن لامتلاك احدث الاسلحة والمعدات وبكل اصنافها لتحقيق النصر على اعداءه ..وفي هذا المجال , قال شهيد الحج الاكبرصدام حسين ( رحمه الله) ومنذ باكورة ثورة 17- 30 تموز 1968  ؛ ( ان الدولة التي لا تصنع سلاحها بنفسها لايمكن ان تحقق تحرراً حقيقياً , لانها وهي تستورد السلاح من اي دولة فانها ستقع تحت الشروط التي تقلل من نسبة هذا التحرر ) , ولذلك فان نظام البعث قد بدأ منذ بداية ثورته المذكورة يخطو خطوات واسعة على طريق صناعة السلاح , وتطور في هذه الصناعة , ابتداءً من صناعة بندقية الكلاشنكوف وصولاً الى صناعة الدبابة العراقية وصواريخ الحسين والعباس التي دك بها الكيان الصهيوني في ام المعارك عام 1991 حينما شاركت طائرات هذا العدو في قصف العراق ..... كما بنى نظام البعث , العديد من منشآت التصنيع العسكري التي تديرها دائرة التصنيع العسكري ..... وفي الجانب الانساني , كان الشهيد صدام حسين رحمه الله يؤكد على ان لا يستعمل السلاح العراقي في ضرب الاهداف المدنية للعدو .

 

كلمة اخيرة                   

ان ذكرالفقرتين اعلاه من عقيدة الجيش كافيتين لاخراح الجيش الحالي في العراق من اي علاقة له بالجيوش ...... الا اننا نتوسم في الكثير من المنتسبين له حبهم للعراق وانتماءتهم للامتين العربية والاسلامية وانهم سيكونوا عوناً لكل العراقيين وينتفظوا ويثوروا على هؤلاء الاوباش, الذين خانوا وطنهم وامتهم وكل قيم الامانة والشرف ……….. وحيَ علا الجهاد .. وسننتصر باذن الله وعونه ….  والله اكبر….. والمجد والخلود لشهداءنا الابرار وفي طليعتهم سيد شهداء هذا العصر صدام حسين المجيد …..والله اكبر وليخسأ الخاسؤن …..  

 

 





الجمعة٢٧ رجــــب ١٤٣١ هـ   ۞۞۞  الموافق ٠٩ / تموز / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب محمد عبد الحياني نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة