شبكة ذي قار
عـاجـل










كان من بين اهم افرازات الغزو الامريكي للعراق ان سعت سلطات الاحتلال الى خلق حالة من التنافس وفرض الوجود بين تكتلات موجودة اصلا ولكنها ضعيفة وغيرت من اسلوب عملها وبرنامجها او خلقتها على اسس طائفية او عرقية تمهيدا لمشروع قذر يهدف الى تمزيق العراق ووحدة نسيجه الاجتماعي ودعمتها بكل ما يمكنها من فرض سيطرتها في الشارع العراقي الذي تربى وفق نمط معين يسعى الى تغليب الاخلاص والولاء للوطنية والقومية على الطائفية او العرقية .

 

 وفي خضم الصراع المحموم لتلك التكتلات التي لم ترقى الى مستوى واضح من الحزبية لافتقارها الى الكثير من مقومات العمل الحزبي ولبرامج عمل وطنية برزت الى سطح الاحداث كتلة اتخذت من السيد محمد صادق الصدر رمزا لها , ومعروف انه كان مدعوما ابان حكم العراق الوطني لافشال مشروع تغلغل الفرس وبسط نفوذهم على مدرسة العلوم الاسلامية او الحوزة العلمية في النجف الاشرف وقد كتب فيما يثبت ذلك وما يثبت ان الفرس استهدفوا حياته الكثير وهو ليس موضوع بحثنا الان, ولكن ما حصل ان هذه الكتلة برعاية الفرس ومساعدة ابراهيم اشيقر الجعفري الذي كان يمثل الخادم الامين لمصالح الفرس في العراق واحمد الجلبي الذي كان يمثل حلقة لوصل بين جهات الاستخبارات الامريكية الفارسية وكثير اخرون لهم مصالحهم , رفعت اسم محمد صادق الصدر عنوان لها ولكي تثبت وجودها على الساحة العراقية بعد ان وصلت الاحداث فيها الى مستوى يفوق الفوضى عملت على استقطاب قطاع الطرق والسراق واصحاب السوابق من سقط المتاع لتحقق بها مجموعة من الغايات والاهداف التي تصب جميعها في خدمة مشروع الاحتلال وغزو العراق بعد ان دفعت بولده الفارغ فكريا مقتدى ليكون في الواجهة كمصدة كدمات وكان اغتيال عميل بريطانيا المعول عليه لمنافسة ال الطباطبائي الحكيم عبد المجيد الخوئي اول فعل اجرامي واختباري لها .

 

عند الوصول الى مرحلة تقاسم المناصب التي تسهل سرقات قوت الشعب العراقي لم يجد من انخرط في هذا التيار فرصة او قبولا بين من جاء بشهادات مزورة من خارج القطر لسببين يكمن الاول ان معظهم معروف للعراقيين بسبب تواجدهم هنا داخل القطر اصلا ومؤشر انهم ممن حكم عليهم سابقا لفعل اجرامي وتهم اكثرها مخلة بالشرف وعدم امتلاكهم لخبرات مناسبة في التعامل الاداري او الجماهيري, والثاني التنافس الحاد على الاستحواذ على المناصب الادارية وما يترتب على ذلك من عمليات تسقيط وتهميش للاخر بين المتنافسين .

 

عند هذه النقطة برزت حاجة هذا التكتل الى رموز تمثلهم في المناصب الادارية في حكومة الاحتلال وهم لا يمتلكون من يحمل مواصفات تؤهله لشغل هكذا منصب فبرزت بينهم دعوات باتجاهين الاول في استقطاب عناصر جاهزة وطلائها بصبغتهم على ان تعمل لخدمتهم والدفع بها الى واجهاتهم ورغم ان هذه النماذج وصولية غير مضمونة الولاء فقد نجحوا فيها الى حد ما من خلال ما قدموا لها من مغريات خصوصا في الشرطة والجيش وهي الان تشكل مظلة تحميمهم من طائلة القانون الذي يطلبهم لجرائمهم وفق مبدأ تبادل المصالح والمنافع , والاتجاه الثاني التحرك على الشباب واستقطابهم ودعمهم لاعدادهم ككوادر مستقبلية في مواصلة الدراسة على السواء الدينية في الحوزة العلمية او المنهجية في المدارس الرسمية ((وقد اخذت حركة اتباع مقتدى باتجاه الشباب مجموعة من الوسائل منها تشكيل فرق رياضية استغلت عنفوان الشباب لتحويلها الى مليشيات او تعيين الكثير منهم في وظائف خدمية او كحراس ليليين او فرضهم في الاجهزة الامنية برتب متدنية لتمرير عمليات السطو والتصفيات ناهيك عن تسخير المناسبات الدينية وتحويل المجالس الحسينية الى مجالس للاتاوات والجباية المالية والتآمر )) وقد بدأ مقتدى الصدر بنفسه ليكون قدوتهم بالدراسة في حوزة قم اضافة الى طموحه الشخصي في منافسة الايات القابعين في سراديب النجف الاشرف وهذا جانب اخر غاية في الاهمية والخطورة في هذه المرحلة لانه سيتمكن من تمرير الكثير مما يخدم مشروع تمدد الفرس على حساب الشعب العراقي تحت عناوين طائفية اضافة الى اطلاق فتاوى غير دقيقة تسيء الى الدين الاسلامي الحنيف .

 

ان دعم قسم من الاباء ممن كان يقلد محمد صادق الصدر من دون ادراك لما يجري اسس لظاهرة استقطاب الشباب بمختلف الطرق التي كثيرا ما تصل الى ممارسة الفساد والفاحشة والرذيلة بعد تعاطي المخدرات التي انتشرت بشكل ملفت للنظر شبه معلن ومباح في مقراتهم او خارجها وممارستها كمنهج ثابت خلال اكثر من سبع سنوات خلت من عمر الاحتلال الامريكي الصفوي البغيض واصبحت تشكل مرضا خطيرا يساهم في تفسيخ المجتمع العراقي يجب الوقوف عنده بتأني لمعالجته, كما انها ستشكل عبئا ثقيلا يصعب التخلص منه مستقبلا خصوصا بعد زوال الاحتلال قريبا باذن الله لان عملية اعادة بناء العراق واصلاح ما خلفه تحالف العدوان الامريكي الصهيوني الفارسي ستكون بحاجة ماسة الى تظافر كل جهود ابنائه النجباء .

 

Iraq_almutery@yahoo.com

http://www.alqadsiten.net/index.php





الجمعة٢٧ رجــــب ١٤٣١ هـ   ۞۞۞  الموافق ٠٩ / تموز / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب عراق المطيري نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة