شبكة ذي قار
عـاجـل










في إطار الإتصالات واللقاءات التي تجري في باريس لتوحيد وتأطير النشاط القومي العربي, والعمل على تشكيل جبهة للعمل العربي الموحد, دعما للقضايا العربية العادلة, التقى الأستاذ علي نافذ المرعبي قبل أيام بمجموعة كبيرة من الشباب العربي بباريس في حوار شامل جاء في أهمه:

 

أيها الاخوة,

لقاؤنا اليوم هو مبادرة حية وضرورية, في هذه الظروف الصعبة, التي تعيشها أمتنا العربية التي تتعرض لهجمة شرسة متعددة الجوانب, لإستهداف حاضرنا ومستقبلنا. ويكفي أن هذه الوجوه الطيبة التي أراها, ومن أكثر من قطر عربي, من المشرق والمغرب العربي, يؤكد على أننا فعلا أمة عربية واحدة.

 

 ان الفكر القومي العربي, الذي هو الطريق الوحيد لنهوض أمتنا, والوصول الى الدولة العربية الواحدة والموحدة, وكما القوى العربية, يستهدف من القوى الغربية المعادية, كما من انظمة الخيانة والذل, كذلك للأسف, تدخل القوى الظلامية والتكفيرية, بإسم الاسلام- والاسلام منها براء- في هذه الحملة. صحيح ان لكل منهم أجندته الخاصة،  ولكن كلهم يتقاطعون وفق مصالحهم على معاداة فكرنا القومي وقوانا القومية. وازاء هذا الاستهداف فإن الضرورة تحتم علينا أن نتكاتف, كقوميين عرب, لايجاد صيغة للعمل القومي العربي الموحد, تتجاوز الأطر الحزبية- مع ضرورة الحفاظ عليها- للوصول للإطار الأكبر والأوسع والأشمل.

 

ان هذه المبادرة الطيبة, ليست جديدة على امتنا, وليست جديدة علينا هنا في باريس. ففي أكثر من قطرعربي جرت وتجري عمليات لتأطير تحالفات جبهوية عربية.  وفي باريس قاد الراحل الكبير الأستاذ ميشيل عفلق لقاءات عديدة في الثمانينات للخروج بالفكر القومي والنضال العربي, من حيز الحزبية الى أفق النضال الجبهوي الأوسع والأشمل والأكبر.

 

 وفيما يخص القضايا العربية قال الأستاذ المرعبي:

 

إيها الاخوة

كثيرا ما قلنا وكتبنا وحذرنا, منذ أكثر من عقدين, أن أمتنا العربية تتعرض لسلسلة من المؤامرات بهدف إجهاض طموحاتها  المشروعة  وإعادة الحقوق التي اغتصبت, كان البعض يرمينا بالمغالات وأننا أسرى" نظرية المؤامرة"؟ حتى وقعت جريمة غزو العراق وإحتلاله واسقاط نظامه الوطني والقومي.

 

إن ما يحاك لأمتنا من مؤامرات في الغرف المظلمة الممتدة من واشنطن الى تل أبيب إلى طهران, يتجاوز حاضرنا, لرسم مستقبل قاتم, يقوم على تفتيت المفتت, وتقسيم المقسم, الى الفرز الطائفي والمذهبي البغيض.

 

وكأن لم يكفهم اقتطاع الاسكندرونة وعربستان, واغتصاب فلسطين, واحتلال العراق. فها هم الآن يستهدفون السودان والصومال واليمن.

أيها الاخوة

 

من العار أن تخرج أصوات تنادي بإعادة تشطير اليمن, ويتم التلاعب بأسباب وأعذار يمكن أن تحل ضمن البيت اليمني الواحد. إن جميع المطالب المشروعة لا أحد يناقش بها, شريطة أن تتم من خلال تطوير الوضع اليمني, ومن خلال التأكيد على وحدة اليمن كضرورة  لابد منها للتقدم السياسي والاقتصادي والاجتماعي.

لقد تعلمنا من دروس التاريخ أن الوحدة الوطنية هي الباب الحقيقي للنهوض وتجاوز المشاكل والعقبات والحفاظ أيضا على الأمن الوطني الذي هو جزء بالضرورة من الأمن القومي العربي.

 

أيها الأخوة

اما المقاومة العراقية الوطنية الباسلة, التي تقاتل منذ احتلال العراق العظيم أعتى قوة بالعالم وكل التحالفات المتخندقة معها من صهيونية وفارسية وامتداداتهم. هذه المقاومة التي تدافع عن حرية العراق, فانها بالوقت ذاته تدافع عن مستقبل الأمة العربية وعن البشرية ككل. وأرى من واجب أخلاقي أن أعترف أمامكم بأننا مهما كتبنا وقلنا وعملنا،  دفاعا عن المقاومة العراقية البطلة, فاننا نظل في عطاء لا يدنو من السبابة التي تحتضن زناد البندقية التي تقارع الاحتلالات في عراقنا العظيم.

وأعترف أيضا أمامكم, أن ما من وطن باستثناء فلسطين الغالية تعرض للظلم التاريخي مثل العراق, تآمر مستمر ومتعدد الوجوه.

 

فالعراق العظيم وقياداته الوطنية القومية الواعية والشجاعة, وعلى رأسها فارس العرب الشهيد صدام حسين, الذي لم يدع حربا إلا وخاضها دفاعا عن الوطن العربي الكبير. كان عراق البعث- دائما- السند الحقيقي والفاعل لأمته العربية.

 

أيها الأحبة

في جميع التجارب الثورية التي كان عنوانها الكفاح المسلح, سواء للتحرر من الاستعمار أو لمقاومة احتلال كان لهذا الكفاح المسلح مؤيدين وداعمين ومساندين, سواء اقليميا أو دوليا, خاصة في مرحلة التوازن الدولي بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي السابق. كان هناك ما يمكن تسميته حالة نهوض ثوري, تمتد من صين ماو تسي تونغ الى فيتنام هوشي منه, من مصر عبد الناصر الى كوبا كاسترو. كان المدى الأصيل يمتد من غابات فيتنام وكمبوديا ولاوس الى دلتا النيل ودجلة والفرات, الى جبال الاوراس والاطلس وبيارات فلسطن, كان العون السياسي والمادي والتسليحي واللوجستي لهذه الحركات الثورية يأتيها من أربع أرجاء الأرض.

 

المقاومة العراقية التي لم تحصل حتى الآن على أي دعم خارجي , واستمرت بفعلها الثوري في ظل ظروف بالغة الصعوبة, تتمثل بالخلل الكبير في موازين القوى الدولية لصالح القطب الأمريكي, وتحالفات اقليمية مريبة تتطرح عشرات التساؤلات عن طبيعتها واستهدافاتها. ويأتي تهالك النظام الرسمي موزع بين قصور فاضح وتآمر مكشوف ليزيد من قتامة وسوداوية الوضع الراهن. غير أن أكثر ما يثير الدهشة الاستغراب هو عدم ارتقاء القوى السياسية العربية والنقابات والاتحادات الى مستوى المواجهة الخطيرة التي تقف المقاومة العراقية البطلة وحيدة بفعلها الثوري التاريخي والمميز للتصدي لحلف الأشرار.

 

ان ما نراه الآن على خارطة الوطن العربي يؤكد أن حالة الضياع والتمزق التي نعيشها, تعود بشكل اساسي الى غياب وتغييب التيار القومي العربي وبروز التيارات والقوى المتسترة بالدين, لقد لعب الغرب والأنظمة الرجعية العربية دورا أساسيا كبيرا بذلك فهي لم تترك وسيلة إلا وأتبعها لضرب التيار القومي العربي, وتمثل بأبشع صوره بالغزو الاستعماري للعراق وتآمر هذه الأنظمة الرجعية.

 

إن الخلاص يبدأ بخطوة أولى واساسية تتمثل بإعادة الدور التاريخي للتيار القومي العربي، من خلال التحالف البناء والفاعل لهذه القوى وفق خطة عمل جادة وعملية وموضوعية, بعيدا عن الفئوية الضيقة, طالما أن تحالف الشر يستهدف جميع القوميين العرب.

 

فمتى نرتقي الى هذا المستوى والى المسؤولية التاريخية التي تقع على كاهلنا جميعا؟

تبقى ايها الاخوة قضيتنا المركزية في فلسطين هي البوصلة التي تؤشر على الوجهة الصحيحة لتوحيد نشاطنا. وعلينا واجب دعم خيار المقاومة كطريق وحيد لتحرير فلسطين, كل فلسطين. وكما قال منذ عقود الراحل ميشيل عفلق: " فلسطين لن تحررها الحكومات وانما الكفاح الشعبي المسلح", وكل ما يقال عن الحلول الاستسلامية هي وهم لن تجدي شيئا, فصراعنا مع الكيان الصهيوني هو صراع وجود وليس صراع حدود. وعندما استهدف العراق بالغزو والاحتلال عام  2003  فلأن نظامه القومي و الوطني الذي قاده البعث والشهيد الكبير فارس الامة صدام حسين, أكد رفضه لكل الحلول الاستسلامية, ولأنه رفض أيضا أن يبيع قراره السياسي المستقل, وكما أن واجبنا يقضي بدعم المقاومة الفلسطينية, فإن الواجب نفسه يقضي بدعم المقاومة العراقية الباسلة..

 

ثم أضاف متسائلا: ألا يحق لنا ايها الاخوة أن نتساءل هنا عن حقيقة الدور الايراني؟؟ في احتلال العراق؟ وخلق التناقضات المخيفة على الساحة الفلسطينية؟ ودعم ما يسمى الحوثيين في اليمن في محاولة لتخريب هذا البلد,  والتدخل الطائفي والمذهبي في أكثر من دولة عربية؟

 

ألا يحق لنا أن ندين ونفضح النظام الرسمي العربي المتخادل والمرتد, الذي سبب الكثير من الانهيار, حتى لم يعد هناك أي ثقل أو فعالية لأن موقف عربي لا اقليميا ولا دوليا.

 

ألا يحق لنا ان نستغرب حالة اللاحراك لغالبية الاتحادات  والروابط الطلابية العربية والنقابات العمالية على امتداد الوطن العربي وكذلك في دول المهجر والاغتراب, خاصة نحو القضايا المصيرية في فلسطين والعراق.

 

وبعد تحليل طويل عن الواقع العربي الرسمي والشعبي, وتصعيد الغرب للهجمة على الأمة العربية, خاصة مع وصول تيار المحافظين الجدد الى مفاصل القرار في الولايات المتحدة والعديد من دول العالم.

 

و ختم المرعبي:

أحييكم جميعا وأجزم أن مستقبل أمتنا العربية سيكون بخير طالما أرى في عيونكم الحلم العربي الوحدوي, الذي لن نرضى بديلا عنه, فأنتم من أخيار هذه الأمة.

حياكم الله وبارك في جهودكم.

 

ثم دار نقاش وحوار طويل ومعمق، حول مجمل القضايا، وقد اتفق الحضور على تكثيف الاتصالات واللقاءات  تحضيرا للمؤتمر العام الذي سيعقد في أواخر أيلول / سبتمبر المقبل

 

 





الثلاثاء٠٨ شعبـان ١٤٣١ هـ   ۞۞۞  الموافق ٢٠ / تموز / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب علي نافذ المرعبي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة