شبكة ذي قار
عـاجـل










الكثير من النخب العراقية وغير العراقية بل عموم أبناء الشعب العراقي يتفقون إن الواقع العراقي قبل الغزو والاحتلال عام 2003 كان عرضه لضغوط  سياسية واقتصادية وإعلامية مكثفة الغرض منها  تحقيق التغير الذي يتوافق وأهداف القوى الضاغطة ، ويشاطرني الرأي الأكثر ويتوافق كليا معي إن حال العراق وأوضاعه السياسية والاقتصادية والامنيه والاجتماعية أسوأ بكثير مما كان عليه الحال قبل الغزو والاحتلال بفعل  الحصار الجائر المفروض على العراق و الهجمة الإعلامية الموجهة لتغيير القناعات لدى الفرد العراقي من خلال جملة تلك الضغوط ، وبعد أن ركب الجميع قطار الغزو والاحتلال وما أتاحته لهم الظروف ألسياسيه والمالية والفكرية لكل تكوين اجتماعي وسياسي لإثبات وجوده والتعبير عن رغبته في حكم أو تنفيذ طموح وعنفوان الابهه والانفلات الاجتماعي السياسي سار الجميع في ركب الديمقراطية المزعومة ظالم ومظلوم جاهل ومتعلم غني وفقير متدين وملحد أصولي وعلماني مثقف ومتخلف والكل تنشد التغير وتتحدث باسم الشعب ورفاهيته والتأكيد على منحه الديمقراطية  ، ونسوا أو تناسوا أن النتيجة محسومة وقد وضعت ضمن استراتيجيه لا يعرفها إلا من خطط للتغير ضمن أبعاده ألاقتصاديه والشرق أوسطيه الجديدة التي تبدأ بتقسيم المقسم وتحويل الوطن العربي إلى كانتونات متناحرة متضادة فيما بينها كي تسود أمريكا راعية الإرهاب العالمي وتفرض هيمنتها المطلقة على أهم المناطق إستراتيجية عالمية من حيث الموارد الاقتصادية والبشرية والموقع الدفاعي الهجومي في آن واحد دفاعا عن مصالحها ، ولم يبالي رأس الاستسلام الذين يدعون أنهم قادة المعارضة بالتكتيك المرحلي لصرع هذا الكيان السياسي أو ذاك مهما كانت أخطائه ونواياه ووفق الرؤى المعولمه وتحدث بالســـــياسة كل من هب ودب وحتى السراق الفارين خارج الحدود أو الهاربين من خدمة العلم أو من اتخذ النصب والاحتيال وسيلة لجمع المال الحرام ،

 

ولم يعي هؤلاء أبعاد الحساب وجسامة المسؤولية ومخاطر إذلال الشعب من بعض المغمورين ممن هم في الداخل أو ممن اعتاشوا على موائد حكام الكويت وبعض الحكام العرب الذين عمت بصيرتهم  الأنانية والكراهية والغيرة ، أو من جيشهم ملالي قم وطهران ليؤدوا الدور القذر في نحر العراق وتدمير بنائه إشباعا لرغباتهم السادية  بالانتقام من الشعب كل الشعب وترويعه ، وأصبحوا بقدرة قادر من ابرز المناضلين وانبطحوا أمام الثور الهائج وقبعة رعاة البقر ليؤدوا الخدمة لأسيادهم أمريكا ومن تحالف معها لهدم العراق وإسقاط التجربة العربية قبل نضوجها بالكامل والتي يمكن توصيفها بالجمل الذي أســــقطه السكين ( المسلول بيد حرامي البيت ) ، فكان الذي كان وتفردوا بالجمل الواقعة الكبرى ولكن نقول حقا إنها أوقعت بالشعب العراقي الواقعة بل الكارثة الأكبر، فبعد سبع سنوات من الحكم وتبلور الصراع بعد إن سقطت الكثير من أجنحه القوى الصغيرة جراء عدم مقاومتها السير لواقعها الاقتصادي المتدهور جراء صراعها المرير مع من تربع على كرسي المال والحكم وحيتان الفساد المالي والإداري وتقاسم المسؤوليات كل حسب كيانه وقدرته تبلورت أخيرا النهايات السياسية لتتحول إلى ثلاث كتل اثنتان منها طائفيه وأخرى عرقيه وكتله رابعة غير متجانسة وهي عبارة عن خليط لا يربطها بالعلمانية إلا المصالح ألضيقه لبعض من وجد فيها بصيص الأمل لوصوله إلى أمانيه وتطلعاته التي لايجمعها بالشعب إلا الشعارات ولكن المنصف يجد فيها بالمقابل  البريق الذي يوصله إلى الحل والخروج من الدهليز المظلم الذي أراده الغازي المحتل ورديفه نظام الملا لي ، لما تتسم به وان كان نســـــبيا من حيث النظرة الوطنية والاهتمام بالوطن كونه المجال الحي لإثبات الذات والانتقال إلى حالة قريبه من الخلاص ، 

 

بل الحقيقة التي تتسم بها المكونات الثلاث هي هدم مؤسسات دولة قائمة التي يسودها القانون وكل المعايير الواجبة لتحديد العلاقة فيما بين القيادة والشعب ، وهنا  السؤال الواجب التعرض إليه لماذا كل هذا الكم الهائل من الاستهداف وما أسباب ذلك..؟ وللجواب على هذا السؤال يتطلب تفسيرا حقيقيا لأداة التغيير التي يدعونها أو تطرح نفسها على الشارع بأنها القوة المعارضة التي عملت وجاهدت من اجل التحرير  في البنية السياسية العراقية لتكون المفتاح للواقع الجديد ضمن المحيط العربي والإقليمي ، كون النتائج تشكل معيارا حقيقيا أيضا للمغير أي القوة التي استثمرت التحلل ألمواطني في ذات الادواة المستخدمة للوصول إلى أهدافها وغاياتها القصيرة الأمد والبعيدة الهداف باعتبار إن المحصلة النهائية لشراهة من خارت قواه وارتضى الذل والتبعية والعمالة هي وليدة ظروف اجتماعيه اقتصاديه سياسيه وليست دالة وعي وقاعدة فكرية نابعة من إرادة الأمة للتعبير عن تطلعاتها وأمانيها وهذا ما يستدعي منا الدخول في تحليل وبيان هوية من يدعون أنهم المعارضة العراقية والتي تولت إدارة الحكم في العراق في ضل الغزو والاحتلال بلا برنامج مسبق وبلا تشخيص نوعي لأعضائها ونوعيات الأحزاب والكتل  والتيارات الدينية السياسية المشاركة فيما يسمى بالعملية السياسية  والتي تؤدي أدوارها في الواقع العراقي الذي يسمونه الجديد  .

 


يتبع بالحلقة الثانية





السبت١٩ شعبـان ١٤٣١ هـ   ۞۞۞  الموافق ٣١ / تموز / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامــل عـبــد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة