شبكة ذي قار
عـاجـل










بسم الله الرحمن الرحيم
[ قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ ]
.([i])

 


لم يُعلمنا الإسلام التشفي، ولا الحقد، ولا الكراهية...إلخ بالمصائب التي تحلُ على نظرائنا في الإنسانية أياً كانت عقيدتهم، وأياً كان مذهبهم، وأياً كانت قوميتهم، فمّما علّمنا إياهُ جلا جلاله الذي يملء مُجلدات قوله جلا جلاله: ] يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ [.([ii]) ومنهُ أيضاً: ] وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبِّ الْمُعْتَدِينَ [.([iii]) ثم يُكرر الله جلا جلاله: ].. وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبِّ الْمُعْتَدِينَ [ في سورة المائدة/الآية 87، وهذا الذي يُفرقنا نحنُ معشر المُسلمين عن الاحتلال الأمريكي الكافر، وبذات الوقت عن المؤسسة الدينية والحوزوية الإيرانية الحاكمة المُنافقة التي حالفت قوات الكفر الأمريكية باستباحة شعب العراق إرهاباً ودمويةً، تلك المؤسسة الدينية التي عاهدت نفسها وإبليس اللعين على تفريق وحدة الإسلام والمسلمين، وإثارة الفتنة الدموية بينهم كما هو الآن في العراق، واليمن، وأفغانستان وباكستان...إلخ، فربما قال الله تعالى في حق تلك المؤسسة الدينية الإيرانية المنافقة وهو الأعلم جلا جلاله: ] أُولَـئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُاْ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالآَخِرَةِ فَلاَ يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ [.([iv])


ويكمن الفرق أيضاً بيننا نحنُ المسلمين عن "الكُفار" و "المنافقين المتحالفين مع الكُفار" في قول الله جلال جلالهُ بهما، وهو الأعلم بقولهِ: ] كَيْفَ وَإِن يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لاَ يَرْقُبُواْ فِيكُمْ إِلاًّ وَلاَ ذِمَّةً يُرْضُونَكُم بِأَفْوَاهِهِمْ وَتَأْبَى قُلُوبُهُمْ وَأَكْثَرُهُمْ فَاسِقُونَ [.([v]) وقوله جلا جلاله أيضاً: ] يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ [.([vi]) ولا أريد الإطالة أكثر سيما وأن هناك الكثير من الآيات القرآنية الكريمة والأحاديث النبوية الشريفة التي جاءت بمثل ما ورد آنفاً. فكان الخالق جلا جلاله بالمرصاد: ] إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ [.([vii]) فكانت المقاومة العراقية المُجاهدة بكافة أطيافها ومكوناتها الذين قال الله جلا جلاله فيهم الكثير([viii])، ومنهُ: ] مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً[.([ix]) الذين بهم نفّذ بهم الله جلا جلاله وعدهُ الحق الذين تمثّل بمقاتلتهم للذين:] يُرِيدُونَ أَن يُطْفِؤُواْ نُورَ اللّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ.. [.([x]) وبهم جلا جله: ].. وَيَأْبَى اللّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ [.([xi])


فكانت المقاومة العراقية المُسخرة بأمر الله تعالى أنْ نفذت أمر الله تعالى في قتال الكافرين، الوارد في الكثير من الآيات القرآنية الكريمة ومنها: ] فَلْيُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالآخِرَةِ وَمَن يُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيُقْتَلْ أَو يَغْلبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً  [.([xii]) أما "المُنافقين" فلا يسعنا القول إلا أنْ نقول أصلحهم الله تعالى والمُشتكى لهُ جلا جلاله وليس لغيرهِ تعالى، فكانت ضربات المقاومة العراقية القوية والفاعلة التي جاءت نتيجة تخطيطٍ مُتقن، وتنفيذ قائم على قوةٍ في العقيدة والوطنية فأوقعت أكبر الخسائر في أفرادهِ، فكان أنْ سربت وسائل الإعلام الأمريكية منها وغيرها العديد من الصور التي بينت خسائر ذلك الجيش الكوني الذي يُقال عنه أنهُ لا يقهر، مما أوقع إدارة البيت الأبيض برمتها في مأزق سيما وأنها قالت مُتبجحة أنها ستحتلُ العراق بدون خسائر، وأن شعب العراق سيستقبلهم بالورود، هنا نتوقف ونقولُ: كذبوا ، وصدقوا.... فكيف هذا، وكيف ذاك...؟!


كذبوا: لأن جيش العراق قاتلهم قتال الصحابة الكرام ولا نُريد أنْ ندخل بالتفاصيل، ثم كانت ولا زالت المقاومة العراقية تحصدُ رؤوسهم، وتُمزّقُ أطرافهم، وتقّلعُ عيونهم، و...إلخ.


وصدقوا: في أن "المُنافقين" القادمين من الجارة الإسلامية إيران مثل المجلس الأعلى للثورة الإيرانية في العراق، وحزب الدعوة المعروف لدى نُطلقُ شخصياً عليهِ بما يستحقهُ، بـ: "حزب الشهوة المتعويه"، وغيرهما من الأحزاب التي جاءت مع الاحتلال قد استقبلوا فعلاً القوات الأمريكية والبريطانية والعمائم السوداء على رؤوسهم، والعباءة على أكتافهم، والسبحة في أيديهم، والخواتم/المحابس الإيرانية تُزين أصابعهم، ولحية "التقية" تتهدل من ذقونهم؟! وغيرهم مَنْ هُمْ على شاكلتهم بالقُبل و...إلخ وصلت إلى حد الانحناء وتقبيل أحذية المُحتلين أعلاه، وهذا ليس بمستغرب ولا غريب إذا علمنا أن مثل ذلك من علامات وسمات "المُنافقين" أذلهم الله تعالى.


المهم لكي لا أخرج عن الموضوع الذي أنا فيه أنْ نُشرت تلك الصور([xiii]) التي توثق نتائج عمليات المقاومة العراقية ولم يستطع البيت الأبيض الصمت أكثر فخرج مُعترفاً بها ثم عُرضت صور لاحقاً تُظهر الرئيس بوش مع عدد من المُعوقين الأمريكان المُحتلين للعراق تُظهر حجم عوقهم جراء عمليات المقاومة العراقية المُجاهدة، وها أنا استعرض المجموعة الأولى من هذه الصور، فبُشراكم يا شعب العراق بالنصر... وبارك اللهُ فيكم يا رجال المقاومة العراقية المُجاهدة وننتظرُ منكم المزيد... والرحمة على أرواح شُهداء العراق والمُسلمين ...


وأودُ الإشارة إلى أنني سوف لن أُعلق على أيةِ صورةٍ من الصورِ أدناه فنحنُ معشرُ أبناءُ العراق أكبر من أنْ نتشفى بما حل أو يحلُ بأخوتنا في الإنسانيةِ من مصائب، أو كوارث لا سامح الله تعالى كما اشرنا آنفاً، ولكن ذلك لا يعني أننا لا نُلقنُ "الكافرين" و "المُنافقين" أعداء الله تعالى والإنسانية دروساً في كيفية إعادتهم إلى رُشدهم إذا ما بغوا/اعتدوا علينا وتاريخنا العراقي الحديث والمُعاصر مليء بمثل تلك الدروس ومنها ما هي عليه المقاومة العراقية المُجاهدة الآن... وهذه الصور أدناه جزئية من الكثير الكثير الكثير.

 

 

 

جيمس هوستن، أحد الجنود الذين شاركوا في بيرل هاربور، وفي أحضانه الرقيب مارك كرونك جينيور، في أعقاب الاحتفالات بيوم الجندي القديم في مدينة دالاس، تشرين الثاني/نوفمبر 2004. الرقيب كرونك الذي يظهر بالصورةِ أعلاه قد فقد يداً وعيناً في العراق، جراء انفجار عبوة ناسفة زرعتها المقاومة العراقية المُجاهدة .

صورة أ ب| "دالاس مورنينغ نيوز"، جيمي ماهوني.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 الدكتور ثروت اللهيبي
almostfa.7070@ yahoo.com
 

 

[i] التوبة/14، تفسير ألآية الكريمة كما وردت في تفسير الجلالين المُحمل على قرصٍ كمبيوتري: ((14 - (قاتلوهم يعذبهم الله) يقتلهم (بأيديكم ويخزهم) يذلهم بالأسر والقهر (وينصركم عليهم ويشف صدور قوم مؤمنين) بما فعل بهم بنو خزاعة..


[ii] الحجرات/13، تفسير ألآية الكريمة كما وردت في تفسير الجلالين المُحمل على قرصٍ كمبيوتري: ((13 - (يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى) آدم وحواء (وجعلناكم شعوبا) جمع شعب بفتح الشين هو أعلى طبقات النسب (وقبائل) هي دون الشعوب وبعدها العمائر ثم البطون ثم الأفخاذ ثم الفصائل آخرها مثاله خزيمة شعب كنانة قبيلة قريش عِمارة بكسر العين قصي بطن هاشم فخذ العباس فصيلة (لتعارفوا) حذف منه إحدى التاءين ليعرف بعضهم بعضا لا تتفاخروا بعلو النسب وإنما الفخر بالتقوى (إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم) بكم (خبير) ببواطنكم..


[iii] البقرة/190، تفسير ألآية الكريمة كما وردت في تفسير الجلالين المُحمل على قرصٍ كمبيوتري: ((190 - ولما صُدَّ صلى الله عليه وسلم عن البيت عام الحديبية وصالح الكفار على أن يعود العام القابل ويخلوا له مكة ثلاثة أيام وتجهز لعمرة القضاء وخافوا أن لا تفي قريش ويقاتلوهم وكره المسلمون قتالهم في الحرم والإحرام والشهر الحرام نزل (وقاتلوا في سبيل الله) أي لإعلاء دينه (الذين يقاتلونكم) الكفار (ولا تعتدوا) عليهم بالابتداء بالقتال (إن الله لا يحب المعتدين) المتجاوزين ما حد لهم ، وهذا منسوخ بآية براءة أو بقوله. 


[iv] البقرة/13، تفسير ألآية الكريمة كما وردت في تفسير الجلالين المُحمل على قرصٍ كمبيوتري: ((86 – ((أولئك الذين اشتروا الحياة الدنيا بالآخرة) بأن آثروها عليها (فلا يخفف عنهم العذاب ولا هم ينصرون) يمنعون منه..  


[v] التوبة/8، تفسير ألآية الكريمة كما وردت في تفسير الجلالين المُحمل على قرصٍ كمبيوتري: ((8 - (كيف) يكون لهم عهد (وإن يظهروا عليكم) يظفروا بكم (لا يرقبوا) يراعوا (فيكم إلا) قرابة (ولا ذمة) عهداً بل يؤذونكم ما استطاعوا وجملة الشرط حال (يرضونكم بأفواههم) بكلامهم الحسن (وتأبى قلوبهم) الوفاء به (وأكثرهم فاسقون) ناقضون للعهد ..


[vi] الصف/8، تفسير ألآية الكريمة كما وردت في تفسير الجلالين المُحمل على قرصٍ كمبيوتري: ((8 - (يريدون ليطفئوا) منصوب بأن مقدرة واللام مزيدة (نور الله) شرعه وبراهينه (بأفواههم) بأقوالهم أنه سحر وشعر وكهانة (والله متم) مظهر (نوره) وفي قراءة بالإضافة (ولو كره الكافرون) ذلك..


[vii] الفجر/14، تفسير ألآية الكريمة كما وردت في تفسير الجلالين المُحمل على قرصٍ كمبيوتري: ((14 - (إن ربك لبالمرصاد) يرصد أعمال العباد فلا يفوته منها شيء ليجازيهم عليه.


[viii] أنظر شبكة المعلومات/ الإنترنيت: دراسة د. ثروت اللهيبي الموسومة ((تأثير عمليات المقاومة العراقية على القوات المُسلحة الأمريكية والمُشاركة معهُ المُحتلة للعراق... المبحث الثاني منها الموسوم بـ: شرعية ثُنائية الجهاد/المُقاومه في الإسلام/القرآن الكريم ومنه استمدت المُقاومة العراقية شرعيتها الجهاديه..


[ix] الأحزاب/23، تفسير ألآية الكريمة كما وردت في تفسير الجلالين المُحمل على قرصٍ كمبيوتري: (( 23 - (من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه) من الثبات مع النبي صلى الله عليه وسلم (فمنهم من قضى نحبه) مات أو قتل في سبيل الله (ومنهم من ينتظر) ذلك (وما بدلوا تبديلا) في العهد وهم بخلاف حال المنافقين..


[x] الأحزاب/23، تفسير ألآية الكريمة كما وردت في تفسير الجلالين المُحمل على قرصٍ كمبيوتري: ((التوبة32/ 32 - (يريدون أن يطفئوا نور الله) شرعه وبراهينه (بأفواههم) بأقوالهم فيه (ويأبى الله إلا أن يتم) يظهر (نوره ولو كره الكافرون) ذلك..


[xi] الأحزاب/23، تفسير ألآية الكريمة كما وردت في تفسير الجلالين المُحمل على قرصٍ كمبيوتري: ((التوبة32/ 32 - (يريدون أن يطفئوا نور الله) شرعه وبراهينه (بأفواههم) بأقوالهم فيه (ويأبى الله إلا أن يتم) يظهر (نوره ولو كره الكافرون) ذلك..


[xii] النساء/74، تفسير ألآية الكريمة كما وردت في تفسير الجلالين المُحمل على قرصٍ كمبيوتري: ((74 - قال تعالى: (فليقاتل في سبيل الله) لإعلاء دينه (الذين يشرون) يبيعون (الحياة الدنيا بالآخرة ومن يقاتل في سبيل الله فيقتل) يستشهد (أو يغلب) يظفر بعدوه (فسوف نؤتيه أجرا عظيما) ثوابا جزيلا..


[xiii] تم اقتباس الصور من عدد من المواقع الإلكترونية، منها، الموقع الإلكتروني: http://www.aljazeeratalk.net؛ الموقع الإلكتروني: http://www.google.com وغيرهما من المواقع.

 

 





الاحد٢٠ شعبـان ١٤٣١ هـ   ۞۞۞  الموافق ٠١ / أب/ ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الدكتور ثروت اللهيبي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة