شبكة ذي قار
عـاجـل










تذكرت هذا القول المأثور والعظيم لسيدنا عمر بن الخطاب صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم والخليفة الراشدي رضي الله عنه وارضاه عندما قرأت في الأخبار ان ايران الدولة المجوسية الفارسية تخطط لبناء جدار على طول الحدود بينها وبين العراق  , تصورا مدى قبح هذا النظام المجوسي الذي يحكم في ايران , لنعود الى الخبر واسبابه من وجهة نظر الجانب الأيراني اذ يدعي هذا النظام المجرم بأن سبب هذا الجدار هو منع تسلل مقاتلي حزب البيجاك    الكردي الأيراني الذي يتخذ من شمال العراق قواعد وبالذات في محافظة السليمانية , اذن المبرر هو منع تسلل مقاتلي هذا الحزب الذين لم نسمع عن عمليات حقيقية او مؤثرة بحجم العمليات التي يقوم بها حزب العمال الكردستاني التركي الذي يقوم بعمليات شبه يومية ويوقع خسائر كبيرة بالجيش التركي , كما ان اصلا الحدود في تلك المنطقة جبلية وعره جدا وتمثل جدار بحد ذاته ولو افترضنا ان حجتهم هذه صحيحة فلماذا لا يقتصرون بناء هذا الجدار فقط في المنطقه التي ينطلق منها الأكراد الأيرانيين اي  الشريط الحدودي في اجزاء من السليمانية وبذلك يتحقق الهدف المنشود وتكون التكلفة محدودة وليست مكلفه جدا لو كان على طول الحدود مع العراق .

اذن من الواضح ان مبررات وغايات بناء هذا الجدار هي مبررات واهيه وكاذبة يريد بها هذا النظام المجرم الأيحاء بأنه الضحيه وليس المجرم ويدعي بأنه يتضرر من جيرته للعراق ويحتاج الى بناء مثل هذا الجدار الفاصل.

 

لنأتي الى الأسباب الحقيقية لهذا النظام في التخطيط لبناء هذا الجدار:

 

-  ان النظام الأيراني يرى انه بوجود الأحتلال الأمريكي في العراق الذي قدم العراق على طبق من ذهب  الى ايران فهي المتنفذة الآن بمقدرات العراق ولن تتكرر مثل هذه الفرصه التأريخية له مطلقا.

 

-  ان النظام الأيراني يرى ان وجود حكومة عميلة له في بغداد برئاسة الأحزاب الطائفية بقيادة المالكي وزبانيته يمكن ان يفرظ عليها مايريد من مكتسبات ومنها فرظ الجدار العازل الذي يتطلب موافقة حكومة اي بلدين متجاورين وهذا ماكان ليحدث لو كان في العراق حكومة وطنية  , كما يخشى تشكيل حكومة في بغداد لاتخضع له تماما .

 

-  الأيحاء للعالم بأن اي هذا النظام المجرم هو من تضرر بسبب احتلال العراق وانتشار العنف والفوضى في العراق والأيحاء كذبا بأنه يخشى من انتقال هذا العنف والفوضى الى ايران.

 

-  ان النظام الأيراني بدء يحس الآن بأن الأنسحاب الأمريكي بات على الأبواب وهو يعلم بأن هذا الأحتلال كان افضل غطاء له لممارسة جرائمه ومكاسبه من العراق لذلك يبغي هذا النظام استباق اي تغيرات في الساحه العراقية بعد الأنسحاب الأمريكي من اجل ضمان اطماعه ومكتسباته المتمثله :

 

  • اقتطاع اراضي من العراق وضمها الى  ايران بحكم الأمر الواقع في تنفيذ الجدار

  • اقتطاع اراضي عراقية تضم الثروات النفطية كما حدث في استيلائه على ابار الفكه ويطمع في مناطق نفطيه اخرى.

  • اقتطاع مناطق المياه المشتركه سواء كانت الأنهار او المناطق الساحلية في شط العرب.

 

واسباب اخرى يخطط لها هذا النظام المجرم للايغال في ايذاء العراق واضعافه لأستكمال المخطط العالمي في سيطرته على المنطقه العربية .

لنعود الى قول سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه ( اللهم اجعل بيننا وبين فارس جبل من نار) واذا بهذا النظام المجرم يريد ان يقلب الحقائق ويوحي كما اسلفنا بأنهم هم من بحاجه الى جدار او جبل لدرء الخطر والشر القادم من الغرب اي من العراق والعرب من ورائهم وليس العكس الذي اشار اليه الفاروق في مقولته الأستراتيجية .

 

وهنا اود ان اوضح لماذا اطلقت كلمة الأستراتيجية على هذا القول العظيم

ان اقوال الخلفاء الراشدين هي نابعه من ايمان وصله ايمانية مع الرسول صلى الله عليه وسلم فهم اصحابه واحباءه وهم اهل ايمان واهل رؤيا وبعد نظر ايماني كبير , لذلك فأن اقوالهم تنبع من رؤيا وبعد نظر ويقين وليس

 

اود ان اشرح معنا وفلسفة هذا القول :

اللهم اجعل بيننا وبين فارس جبل من نار

يبدء سيدنا الفاروق مقولته بالدعاء والرجاء والطلب والتمني  من الله ان يجنبنا هذا الشر وهذا العدو الفارسي المجرم ويستخدم مجازا جبل النار.

 

لنأتي الى (جبل من نار) لماذا جبل من نار لو قال جبل فقط فأن الجبل مهما ارتفع يمكن للأنسان ان يرتقي ويتسلق للصعود اليه ثم العبور الى الجهه الثانية وبذلك تنتفي صفة المنع للعدو من المرور , ولو قال وادي من نار لأمكن ان يقوم الأنسان بصنع جسر يعبر هذا الوادي ويتجنب النار في الوادي  بأرتفاع الجسر, ولو قال ارض سهل من نار يمكن وبسهوله ان تطفئ هذه النار في الأرض السهله وان تعبر الى الجهه الأخرى , اما تخيلوا جبل من نار كيف يمكنك ان تتسلق وترتقي على جبل وهو من نار كيف ستقوم بأطفاء النار لكي تتسلق هذا الجبل بالتأكيد ان هذا من المستحيل ويمكن سؤال رجال الأطفاء عن صعوبة او ربما استحالت اطفاء جبل من نار وانت واقف على الأرض فبذلك يريد الفاروق ان يبين امنيته ان يضع المستحيل امام هذا العدو الفارسي من العبور الينا بالتأكيد نحن نتكلم عن المنطق القائم في زمان سيدنا عمر بن الخطاب .

 

لذلك يرجوا سيدنا عمر من الله ان يكون حاجز بيننا وبين فارس يمنع شرورهم وكيدهم وعدوانيتهم عن ارض الأسلام وارض العرب لهول هذا النظام وحقده على العرب ومن ثم على المسلمين الذين فتحوا ارض العراق التي كانت تحت الأحتلال الفارسي في معركة القادسية ومن ثم فتح بلاد فارس واسقاط امبراطوريتهم واطفاء النار المقدسة المجوسية الى الأبد .

 

ان قول سيدنا عمر هذا ينم عن معرفة جليه بالتاريخ القديم المتمثل بالحقد والعدوانية المستمرة على مدى التاريخ من الفرس على العرب والحاظر الذي كان يعيشه سيدنا عمر عندما كلفه الله ورسوله بشرف تحرير العراق وفتح بلاد فارس وادخالهم الى الأسلام ولعلمه بأن دخولهم للأسلام جاء بقوة السيف وانهم قرروا اي الفرس اتباع التقية المجوسية في الدخول في الأسلام وتدميره والكيد له من داخله حتى قيام الساعه , بل اقول ان سيدنا عمر كان يعلم بماسيحصل من الفرس من حقد وتخطيط لقتله رضي الله عنه على يد المجوسي الكافر ابو لؤلؤة لعنه الله  , بل ويعلم مايخطط له وماسيخطط له الفرس على مدى التاريخ في ظرب الأسلام والعرب وتدمير العقيدة الأسلامية بأحداث الفتنه المذهبية والطائفية .

 

فكيف بعد كل ذلك لا يرجوا سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه من الله  ان يكون بيننا وبين فارس جبل من نار  

ان رؤية سيدنا الفاروق وجميع الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم وبالذات سيدنا الأمام علي بن ابي طالب رضي الله عنه وارضاه الذي اتخذ من العراق مقرا له في مدينة الكوفه يعلم علم اليقين بشر الفرس وكيدهم وحقدهم على الأسلام والعرب كونه اي سيدنا ابا الحسنيين رضي الله عنه جاور هذا العدو ولقي منه ما لقى من كيد وفرقة بين المسلمين حتى وصلوا الى حد ان قاموا بتأليه الأمام علي وقالوا له انت الله حاشا لله واستغفره .

 

ان رؤية سيدنا عمر رضي الله عنه رؤية ثاقبه وها نحن نرى ماقام به هذا النظام المجوسي في زمننا الحاظر سواء في عهد الشاه او عند قيام الثورة الخمينية الكافرة والحرب التي فرظت على العراق لثماني سنوات تجرع بعدها المجوسي الكافر خميني السم ليوقفها مرغما , وبعد العدوان الأمريكي الصليبي في عام 1991 وبعد انتهاء العمليات العسكرية بدءت ايران صفحة الغدر والخيانة لتقتل الالآف من العراقيين وتدمر مرافق الحياة في معظم محافظات العراق , وكان اخرها العدوان المشترك بين الثالوث الأمريكي الصهيوني الفارسي في 2003 وحتى يومنا هذا الذي احتل العراق وقتل وهجر الملايين من اهله ودمر كل معالم الحياة فيه ولازال هذا النظام الكافر الى يومنا هذا يوغل في تدمير وقتل اهل العراق انتقاما من اسقاط دولته الفارسية المجوسية الكافرة

 

هذا هو سبب المقوله التأريخية الأستراتيجية الأيمانية الصادقة لسيدنا الفاروق عمر رضي الله عنه بأن يجعل الله بيننا وبين فارس جبل من نار , ادعوا الله ان يجعل كيدهم في نحرهم وان يكشفهم على حقيقتهم الفارسية المجوسية وان يخلصنا والأمة الأسلامية والشعوب الأيرانية الصابرة والمنكوبة شر هذا النظام الفارسي المجوسي الكافر وان يطفئ نارهم المجوسية التي اوقدوها يوم 9 نيسان 2003 يوم احتلال العراق

وما النصر الا من عند الله

 

 





الثلاثاء٢٢ شعبـان ١٤٣١ هـ   ۞۞۞  الموافق ٠٣ / أب / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب ابن العراق مازن العراقي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة