شبكة ذي قار
عـاجـل










الموالين ،، هم المتعاطفين مع الخطاب الإيراني والمتأثرين بالأجندة الفارسية ،، وهم لايحملون من فلسفة المذهب الجعفري سوى أدعاءهم التشيع ،، فقد تم أعدادهم وتهيئتهم فكرياً من خلال خطاب طائفي فصله الفرس على مقاسهم ،، ومن الجدير بالذكر أن عملية تجنيد (الموالين) وبناءهم ليست جديدة ،، أو وليدة الأمس القريب ،، بل هي فكرة قديمة مرت بمراحل متعددة من التطوير والتحديث ،، (رغم أن أسم الموالين ظهر حديثاً لكن فكرة تهيئتهم هي نفسها).

 

عندما بدأ (المختار بن أبي عبيد الثقفي) في القتل والبطش وسفك دماء المسلمين وشق صفوفهم بحجة الثأر لمقتل الحسين (ع) ،، أتبعه فريق من المسلمين أدانوا له بالولاء ،، رغم أن الأمام علي زين العابدين بن الحسين (ع) قد رفض تقرب المختار الثقفي منه ووصفه بالكذاب ،، لكن بريق الشعارات التي كان يرفعها الثقفي خطفت أبصار السذج (وعقولهم كذلك) فصدقوا ما كان يدعيه ،، فقد أستغل المختار قضية مقتل الحسين (ع) وجذب (من استطاع خداعهم) من المتعاطفين مع المآساة بشعار (يالثارات الحسين) ،، حيث جعل من الأثر النفسي والحزن دافعاً يحرك به من أغواهم كما يحرك احجار الشطرنج ،، وكان له ما ارد من الاتباع (الموالين) الذين ظللهم ليحقق مآربه ،، إلى ان هزم على يد مصعب بن الزبير عام 67هجرية ،، والسؤال الذي يحتاج إلى أجابة ،، لقد طال سيف المختار الثقفي رقاب لم يرتكب أصحابها ذنب يذكر ،، فهل أوصى الحسين (ع) بذلك أو كان سيقبل بهكذا أمر؟!،، من المؤكد لا ،، ولدينا خير بهان على ذلك ،، عندما كان الأمام علي (ع) يحتضر أوصى بأن يضرب (أبن ملجم) ضربة واحدة لا أكثر (السن بالسن والعين بالعين) ،، ويترك أمره إلى الله سبحانه وتعالى ،، وبما أن هذا الشبل من ذاك الأسد ،، فلا بد أن يكون الحسين (ع) كأبيه لايقبل أن يظلم أحد حتى قاتله ،، أذن ،، فحركة المختار لم تكن لترضي الحسين (ع) أو أحد من آل بيته ،، لكنها حققت للمختار غايته ،، وبذلك يكون المختار الثقفي أول من جند (الموالين) له ،، وحصل على طاعتهم العمياء.

 

لكن حركة المختار أحدثت منعطفاً تاريخياً ،، حيث أثبتت التجربة قدرة الخطاب العاطفي على سلب تفكير المتعاطفين مع قضية أنسانية ،، وكذلك برهنت على أن العواطف البشرية لها تأثير كبير على سلوك الانسان وانسياقة أكثر من تأثير العقل ،، الأمر الذي وجد فيه الصفويون (بعد قرون) ظالتهم لبناء الانسان التابع لهم ،، فعملوا بجهد كبير على تغييب العقل بالعجز والغلو ونكران المنطق ،، وحفزت العاطفة بالآلم ،، فبدأت من ذلك الحين تغذية العاطفة البشرية بمفاهيم عن ،، الظلم ،، القهر ،، الآلم ،، وكل ذلك من وحي الخيال ،، فأصبح الحقد والكراهية والضغينة دفة القيادة التي وضعت العقل جانباً ،، ليصبح التابع (الموالي) مسيراً باتجاه واحد يحدده صاحب السلطة المطلقة على الموالين ،، هكذا أراد الصفويون أن يكون (الموالين) لهم ،، عاطفة كبيرة وعقل صغير!!.

 

ثم جاء (هدام الأسلام) روح الله مصطفوي الخميني الهندي (كما ورد أسمه في كتاب شرح دعاء السحر ص9) ،، (أكبر منظري ومستحدثي الفكر الصفوي في التاريح المعاصر) ،، ليكون حلقة جديدة في سلسلة بدأت بالمختار الثقفي قبل الف وأربعمائة سنة تقريباً ،، ليعيد أحياء الفكر الصفوي الذي سبقه بنحو خمسمائة عام ،، بل ويستحدثه ،، فكما ركز على مخاطبة العاطفة البشرية أتجه نحو الغريزة ،، ليحفزها لدى الأتباع إلى جانب العاطفة على حساب أضعاف العقل أكثر وأكثر ،، ومن الملاحظ أن (الدجال) الخميني ومن اتبعه اليوم من أصحاب العمائم الصفوية ،، يركزون على تشريع متطلبات أشباع الغريزة ،، حتى أصبح التابع (الموالي) بعاطفة وغريزة وعقل صغير!!،، فمنذ أن بدأ المختار وأختتم الخميني والتركيز على أتباعهم (الموالين) لازال جارياً ومستحدثاً وبكل الاشكال ،، حتى خلص الأمر لأن ينتج عن ذلك نوع جديد من الموالين للخميني وإيران أكثر من الموالين للأسلام والرسول(ص)!!،، فماذا قدم الموالون للحسين (ع) منذ ظهورهم وحتى يومنا هذا؟!،، وماذا كان سيفعل معهم لو كان حاضراً بيننا اليوم؟!.

 

الموالون هم نفسهم الموالون ،، إن كانوا للثقفي أو لإسماعيل الصفوي أو من أتباع الخميني ،، فقد خرجوا عن ملة (التشيع العلوي) إلى مستنقع (التشيع السياسي) الذي وضع الصفويون كل حجراً فيه بناءاً على تجربة المختار الثقفي ،، وعلى مدى التاريخ كانوا سلاح بيد أعداء الاسلام والعرب ،، وفي كل مرة يبررون فعلهم الخياني والتآمري بالمظلومية ،، وكأن المثل القائل (عذر أقبح من فعل) قد جاء من أجلهم ،، والعجيب أن الموالين يحاولوا أن يوهموا الناس بالشعارات كما تم أغواءهم من قبل ،، فيدعون أنهم من أتباع آل البيت (ع) ومقتدين بهم ،، فمن من آل البيت (حاشاهم) استعان بالاجنبي على أبناء جلدته؟!،، لقد تنازل الحسن بن علي (ع) عن الحكم لبني آمية من أجل أن يحقن الدماء ،، بينما الموالون (تكالبوا) على كرسي الحكم ودماء الأبرياء تنزف!! ،، الحسين (ع) عندما قام بثورته على بني آمية لم يستعين بالأجنبي ،، بل أعتمد على من بايعوه ،، ثم نقضوا بيعته وغدروا به !!،، حيث قال عنهم الحسين (ع) ،، اللهم إن مَتَّعْتَهم إلى حين فَفَرِّقْهم فِرَقاً ،، واجعلهم طرائق قدَداً ،، ولا تُرْضِ الوُلاةَ عنهم أبداً ،، فإنهم دَعَوْنا لِينصرونا ، ثم عَدَوا علينا فقتلونا (الإرشاد للمفيد ص241)!!.

 

فكيف أمكن (الموالون) الأستعانة بالأجنبي وهم المدعين باتباع آل البيت ؟!،، فهل سيقبل الحسين (ع) أن يخالف الآية الكريمة ،،

 

بسم الله الرحمن الرحيم

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ

صدق الله العظيم

 

كما أن رضا المحتل الأمريكي عن (الموالين) وتسليمه مقاليد الحكم لهم أخرجهم من ملة الاسلام ومذهب التشيع العلوي ،، وأدخلهم في ملة الراضون عنهم كما جاء في الآية الكريمة ،،

 

بسم الله الرحمن الرحيم

وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ

صدق الله العظيم

 

أذن ،، من فعلها قبلهم؟! ،، الصفويون هم من أستعانوا بالصليبيين لمقاتلة العثمانيين وأحتلال العراق ،، فهذا هو مرجع الموالين وهؤلاء هم قدوتهم!!،، فهل بعد هذا من شك أن الموالين ذهب منهم العقل ودخلوا في عتمة الانسياق العاطفي!!،، فحتى قول الله لم يعني لهم شيئاً رغم وضوح الآيات والمعاني ،، فالقرآن له تفسير آخر لايرى بالعين المجردة ،، هذه قناعتهم ،، وبهذا خدعوهم ،، وأوهموهم أن عقلهم لاينفع ،، فهل سيقبل الحسين (ع) بمثل هؤلاء أتباع له (كما يدعون)؟!!.

 

الخميني بعد أن حول (الموالين له) إلى كتلة من العاطفة والغريزة ،، وسلب منهم عقل البشرية التي انعم الله على الأنسان به ،، أصبح يحركهم كيفما يريد ومتى ما يشاء ،، وباتوا يتبعونه كما يتبع الأعمى كلبه ،، (ربما الفارق أن كلب الأعمى يقود صاحبه إلى بر الأمان بينما الخميني يقودهم إلى نار جهنم) ،، ولا يفكر أحد بما يمليه عليهم أو يفتي به ،، ولا حجم التباين بين طروحاته ،، مثال على ذلك ،، عندما قامت الثورة في إيران أفتى الخميني بعدم مقاتلة الجيش الايراني ونصحهم بتقديم الورود للجنود على اعتبار انهم اخوة وليس أعداء وأن الجيش هو جيش إيران وليس جيش الشاه ،، بالمقابل أوعز للموالين (من حملة الجنسية العراقية) أن يقاتلوا الجيش العراقي لانه جيش (صدام حسين)!!،، وطبعاً صدقوه ،، وعندما أدعى الموالون أن الخميني يناصر الشيعة كانت مدافعة الثقيلة تقصف جنوب العراق وتقتل ألوف من الشيعة (وكان في حينها الموالي محمد باقر الحكيم يقف خلف الخميني عندما يظهر في التلفزيون) !!،، فأين عقول الموالين وهم يفسرون الموت نصرة !!،، وكأنهم يريدون خداع الشيعة !!،، فهل قارن الموالون بين نصرة الحسين (ع) للمسلمين وبين نصرة الخميني (الدجال) للشيعة؟!،، وأن كان لاوجه مقارنة بين فعل سبط الرسول (ص) وسيد شباب أهل الجنة ،، وبين فعل الخميني (الدجال) !!،، العقل نعمة.

 

 





الجمعة٢٥ شعبـان ١٤٣١ هـ   ۞۞۞  الموافق ٠٦ / أب / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب بلال الهاشمي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة