شبكة ذي قار
عـاجـل










للأعمال الفنية أثرها الكبير على المشاهد ،، وخاصة التمثيلية منها ،، فهي ترتبط بالمشاعر الأنسانية وكأنها حقيقة وليس تجسيد لقصة وضعها مؤلف ،، فهناك من يتأقلم مع الأحداث ويتفاعل مع المواقف وكأنها جزء من حياته ،، حتى لايكاد أن يسيطر على أنفعالاته من شدة الأندماج ،، فيضعف أمام عواطفه ،، بكاء ،، فرح ،، حزن ،، حقد ،، حب ،، ألخ ،، والبعض يتأثر بالشخصيات إلى الدرجة التي يحاول أن يقلدها في حياته اليومية ويتطبع بطبائعها ،، خصوصاً عندما يسلط الضوء على شخصية حقيقية لعبت دوراً في زمن معين ،، فأن التأثير يكون أكبر وأعمق ،، مثل شخصية رأفت الهجان ،، أوعلى سبيل المثال ،، شخصية حمزة أبن عبد المطلب (رض) ،، عم الرسول (ص) ،، التي ظهرت في فلم الرسالة (للمخرج العبقري مصطفى العقاد) ،، ولعب دورها الفنان الراحل (عبد الله غيث) في النسخة العربية ،، و(أنتوني كوين) في النسخة الأنكليزية ،، لقد تركت هذه الشخصية أثراً بالغاً في نفوس من شاهدها على الشاشة ،، حتى شاع في حينها أسم حمزة في المواليد الجديدة ،، ورغم مرور زمن طويل على عرض الفلم ،، إلا أن المشاهدين لازالوا يتابعون بلهفة كبيرة مقطع ظهوره على الفرس في الوقت المناسب ليصفع أبو جهل!!.


الغاية من هذه المقدمة ،، هي تسليط الضوء على الدراما وتأثيرها على المتابعين ،، خصوصاً ،، عندما يكون النص مقتبس من واقع حقيقي في زمن معين ،، أي محاكاة أحداث حقيقية ،، فأن التأثير يكون أكبر ،، بحيث تعلق التفاصيل في الأذهان بسرعة أكبر مما عليه عند قراءة تلك التفاصيل في كتاب ،، أنها عملية توثيق تاريخي لحقبة ،، قد تكون مهمة في مسيرة شعب ،، أو تاريخ أمة ،، كما في الحضارات القديمة التي تركت لنا رسوم وصروح فنية تنقل لنا تاريخ ذلك الزمن وعلومه ،، ولهذا ،، يجب أن يكون هناك حرص كبير على نقل الصورة مكتملة ،، فلا يجوز أن تكون مجزءة وناقصة ،، وإلا ستكون كمن يقرأ (ويل للمصلين) ويترك باقي الآية !!،، فجميع الجوانب مهمة ،، بالـ (الحسنات والسيئات) ،، لأن الحقيقة هي المطلوبة ،، وليس وجهات نظر شخصية لكاتب تتلاعب فيه العواطف والولاءات و ،، (الثمن البخس) ،، فمن حق الجيل الذي لم يدرك تلك الفترة الزمنية أن يأخذ فرصته ليحدد أنطباعة وتصوراته دون أن يقاد إلى فكرة معينة ،، ويكون قاضي يحكم على الأحداث ،، وينصف من يستحق ،، وعليه ،، فأن هكذا أعمال فنية هي أمانة ومسؤولية يتحملها كل من شارك بها ،، فأذا ما سقط حرف من الحقيقة عمداً ،، كأنما طعنت الحقيقة بالباطل ،، وعليه يكون الفاعل من المنافقين ،، وآية المنافق ثلاث ،، إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا اؤتمن خان ،، والكلام يخص قناة البغدادية.


كعادتها البغدادية ،، (تتحفنا) بالمسلسلات التي تقدمها في رمضان!!،، وهي من التراث الشعبي للمظلوميات ،، التي تسرد وقائع من وحي الخيال الصفوي ،، لماذا الخيال الصفوي ؟!،، لأنها تنطبق تماماً مع ما يروج له الصفويون عن الظلم والقهر والأستبداد والتسلط الذي ما أنزل الله به من سلطان !!،، وكما هو معروف أن خيال الفرس خصب ومتميز في تأليف الرويات التي  تصلح لألف ليلة وليلة ،، أو فقرة في برنامج صدق أو لاتصدق ،، فهم أصحاب باع طويل في تشويه الحقائق والتبلي على خصومهم ،، فبعد عمر أبن الخطاب (رض) ،، وسعد أبن أبي وقاص ،، وخالد أبن الوليد ،، والحجاج أبن يوسف الثقفي ،، وهارون الرشيد ،، جاء الدور على صدام حسين (رحمهم الله أجمعين) ،، بسبب أن هؤلاء الأبطال لهم تاريخ مشرف في الوقوف بوجه الأطماع الفارسية والدسائس التي أستهدفت الدين والدولة ،، وردوهم خائبين مندحرين يلعطون جراحهم ويتجرعوا كؤس السم ،، ولهذا أصبح هؤلاء الرموز بفعل الفرس ومن والاهم ظالمين مستبدين ،، وهذا ما تفعله تلك الأعمال المخابراتية (لانها لاتصلح كاعمال فنية) ،، لتوثق ما يروجون له ويصنعون له تاريخ ،، والبغدادية شريكة في هذا التدليس التاريخي وتزييف الحقائق.  


بعد أمطار النار ،، جاءت بيوت الصفيح ،، التي تنقل لنا صورة مآساوية عن العراق قبل الأحتلال ،، حيث سجلت نقاط لصالح الذين يروجون الأكاذيب والأباطيل ،، سجون ممتلئة بالأبرياء (ليس فيها أي مجرم) ،، أعتقالات عشوائية طالت الكبير والصغير والنساء والشيوخ دون سبب يذكر،، فساد لا مثيل له ،، ظلم ،، قهر ،، ألخ ،، هذا وجه الدولة ،، أما وجهة المخربين والمجرمين فقد أظهرهم الكاتب بأروع صورة ،، مثقفين ،، متكلمين ،، أصحاب حجة ،، وطنيين ،، طيبين ،، شجعان ،، أصحاب حكمة ،، ألخ ،، أليس هذا تزوير للحقائق؟!،، نحن العراقيون نعرف من كان يتخذ من الأهوار ملاذاً له ،، فأهل مكة أدرى بشعابها ،، فأن كانت هذه الأكاذيب تنطلي على غير العراقي لانه لايعرف حقائق الأمور ،، فأنها مكشوفة أمامنا ،، لأننا عاصرنا زمن التسليب على طريق (بغداد – البصرة) الذي كان يقوم به (مناضلوا) الأهوار ،،  وأعجب لماذا لم يتطرق الكاتب لمصدر الأموال التي كانوا يمتلكونها ،، وكذلك لم يذكر الجنود العراقيين وكيف كانوا يقتلوهم ويمثلون بجثثهم ،، ولا عمالتهم لإيران وفسح المجال أمام مخابراتهم لتتسلل إلى داخل العراق ،، ومع هذا فأن البغدادية تمنح الجائزة الأولى لكاتب قصة بيوت الصفيح التي تخفي معظم الحقيقة ولا تظهر إلا ما يريده أعداء العراق؟!،، أين مصداقيتكم كمنبر إعلامي ،، أليست هذه المسلسلة حديث للناس ،، لماذا يكون حديثكم كاذب؟!.


أذا كانت البغدادية تبحث عن قصص مآساوية ،، لماذا لاتنتج مسلسل عن أكبر ظالم عرفه التاريخ وهو أسماعيل الصفوي الذي قتل حتى والدته وذاق أهل العراق المر من ظلمه وجبروته ،، ومع هذا لم نسمع يوما أن تشكى أحد من تلك الحقبة أو كتب كاتب عن الألوف المؤلفة التي نحرهم بطغيانه خصوصاً من أهل العراق !!،، وحتى لانكون بعيدين إلى هذا الحد ،، فبالأمس القريب كان لنا أسرى في إيران ذاقوا أنواع العذاب ،، فلماذا لم تدفع الوطنية صباح عطوان أو ماجد مظلوم أو قناة البغدادية أوغيرهم من (المنافقين) ليقدموا عمل عن تلك المعاناة!!،، أليسوا عراقيين ،، أم الخوف من إيران والولاء لها يجعلهم يبتعدون عن ذكر مثل تلك التفاصيل !!،، لماذا لم يتطرقوا إلى موضوع العراقيين الذي قتلهم (الخميني) بإطالته الحرب أو بقصفة لبيوتهم ومدارسهم بالمدفعية الثقيلة!!،، لماذا لم تبادر البغدادية لتصوير معاناة العراقيين الذين هربوا لإيران ودفعوا ثمن خديعتهم من كرامتهم التي مسح الفرس بها الأرض !!،، لماذا لم تتطرق أي مسلسلة من المسلسلات التي تنتجها البغدادية عن ولاء البعض لإيران وخيانتهم للعراق!!،، لماذا لم تستهدف البغدادية كارثة زواج المتعة الذي انتشر في العراق كالنار في الهشيم وأصبح ممارسة فاضحة في الجامعات ودوائر الدولة!!،، أو قضية تعاطي المخدرات التي تصدرها عمائم الشر في قم وطهران ،، أليست هذه حقائق ومآسي من الواقع يجب على البغدادية أن تتطرق لها وتعالجها بالتوعية كواحدة من مسؤوليات و(أمانات)الإعلام ،، إلا يعتبر السكوت عنها خيانة للأمانة يابغدادية؟!.     


لقد وعدت البغدادية مشاهديها بأن تكون (محايدة) ولا تنحاز إلا للحق ،، وهذه صفة القنوات الإعلامية ،، لكن الحقيقة غير ذلك ،، فقد أصبحت البغدادية أداة ترويج رخيصة للأكاذيب ،، ومصدراً لتشويه الحقائق وتزييف التاريخ ،، ومنبراً للتملق والتمسح بذيول حكومة المنطقة الخضراء ،، ليس في الأعمال (المخارابراتية) التي تعرضها بل حتى في البرامج التي تذيعها ،، فالمتابع لبرنامج (سحور سياسي) يلاحظ حجم الأنحياز للمالكي من قبل مقدم البرنامج (عماد العبادي) ،، وكا يبدو أن صوت الطلق الناري أرعبه فغير مساره وبات يهتف للدعوجية!!،، وكذلك خروج (ازل السياب) عن الحيادية وتهجمها الدائم على النظام الوطني الذي كان يحكم العراق قبل الاحتلال ،، أليس من المفروض أن يفصل مقدم البرامج آراءه الشخصية عن وظيفته ويقف على مسافة واحدة من كل الأطراف ؟!،، لكن لا عتب على البغدادية التي جعلت من (عرفان) مقدم برامج !!،، وبهذا تكون البغدادية قد أخلفت بعدم ألتزامها بما تعهدت به من حيادية ،، وبالتالي فأنها تكون وإدارتها ومن شارك بتلك الأعمال من ممثلين وعاملين وكتاب (ثمنهم بخس) من المنافقين كما ذكرهم الرسول الكريم (ص).


رغم النكسات والنكبات التي مر بها الشعب المصري ومع هذا يهتفون ويتغنون لمصر ويناصرونها لأخر لحظة ،، ويكرسون أعمالهم الفنية من أجل تثبيت الحقيقة التي ترفع رأس مصر والمصريين وتردع من يحاول النيل منهم ،، فما بال المنافق (عبد الحسين خشلوك) ومن على شاكلته من الذين شاركوا بتلك الأعمال لا يتعلمون من المصريين!!،، ويكفون حرابهم عن الطعن بالعراق من أجل ارضاء إيران وحكومة المنطقة الخضراء ،، إلا يعلمون أن المنافقين بالدرك الأسفل من النار!! ،، لك الله ياعراق.

 

 





الجمعة٢٤ رمضان ١٤٣١ هـ   ۞۞۞  الموافق ٠٣ / أيلول / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب بلال الهاشمي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة