شبكة ذي قار
عـاجـل










مما لاشك فيه ان الاحتلال الامريكي للقطر لم يستهدف نظام الحكم الوطني العراقي ولم يستهدف حزب البعث العربي الاشتراكي لا قيادة ولا قواعد فحسب بل استهدف الفكر البعثي اولا والشعب العراقي ثانيا , فما يحمل هذا الفكر من مباديء تنبيء بتجدد قيام حضارة امة اختارها الله لتلعب دورا فاعلا مهما في الحضارة الانسانية ينشر قيم السماء جعلت الفكر البعثي هدفا رئيسيا للقوى الغازية وهذا لم يكن وليد اليوم بل مشروع طرحته تحالفات الاستعمار منذ ما يقارب النص قرن اخذ عدة مراحل تبلت فيها التكتيكات والسيناريوهات , اما استهداف الشعب العراقي فلانه الحاضنة التي استوعبت فكر الحزب ولانه اداة تنفيذ مشروعه ولهذا القول دلالة مبنية على اساس الحصار الظالم الذي فرض على الشعب العراقي لاكثر من ثلاثة عشر عام شمل كل تفاصيل الحياة اليومية كاول حملة ابادة جماعية بهذه الطريقة وهذه القساوة لشعب على المعمورة , هذا الحصار الذي نشهد تعتيما عليه وعلى نتائجه الكارثية منذ الغزو لانه يفضح تحالف دول العدوان ويكشف زيف وكذب الشعارات التي يرفعها ذلك التحالف بل راح المحتل وعملائه يروجون له كأنه ضرورة ملحة لابد منها ومن يتجرأ على ادانته فان طرحه خجول ولمصلحتة الخاصة .


اما الدلالة الثانية فان العدوان وحلفائه وعملائه لم يكتفي باستهداف قيادات الحزب التي تمكنت من خلق قاعدة متينة بين الجماهير فعمل بكل جهده على اسرها وتمكن في محاكمة صورية مرسومة الاهداف وموضوعة النتائج مسبقا من تصفية معظمها ولكي يحقق الهدف المهم شرع قانون اجتثاث البعث في الوقت الذي اطلق العنان للمليشيات الطائفية لتصفية كوادر الحزب وانصاره ومؤيديه وبهذا يتوضح بشكل جلي ان من اهم اهداف العدوان النيل من حزب البعث العربي الاشتراكي وحاضنته الطبيعية الاقوى الشعب العراقي تحقيقا لاستراتيجية بعيدة المدى مرسومة منذ فترة طويلة .


كان من اولى مهمات حزب البعث العربي الاشتراكي باعتباره الوريث الشرعي لنظام الحكم الوطني ان يشرع بمقاومة الاحتلال واسقاط اي حكومة تعمل على تحقيق مصالحه وقدم على ذلك الطريق الاف الشهداء ولازالت التضحيات مستمرة بينما تشرد الملايين في ارض الله الواسعة من عوائلهم , وبما ان العراق ليس ملكا لاحد وشرف المقاومة ليس حكرا على البعث ورجاله الابطال فقد تخندقت معه في البطولة والجهاد كل القوى الوطنية ككتل واحزاب وطنية او كشخصيات وافراد واتسعت دائرة المشاركة في المقاومة الوطنية حتى الى من كان يتقاطع ويختلف مع سياسة حكم الحزب ومنهم من فضل العمل العلني بينما اتخذ القسم الاخر من العمل المقاوم سرا للضرورات الامنة التي تتقتضي ذلك او لضمان الدعم والتواصل , ولسنا بحاجة الى عرض طرق المشاركة او الاسماء لتأكيد هذا الجانب فكل منا يمتلك قائمة تطول وتعرض ممن انخرط في العمل الجهادي .


وككل الحركات التحررية العالمية كان لابد للبندقية المجاهدة ان تكون هي الوسيلة الاكثر فاعلية والاجدى نفعا لطرد المحتل واذنابه بعد تحديد الهدف الاساسي لها المحتل ولا احد ابدا غير المحتل باستثناء الخونة والادلاء فهؤلاء يكون التعاطي معهم وفق كل الشرائع والاعراف بنفس طريقة التعامل مع اسيادهم بعد ان تفشل محاولات اصلاحهم ووضعهم على جادة الصواب وانطلقت لذلك من اليوم الاول للاحتلال فصائل الشرف التي تم تهيأتها مسبقا او التي تشكلت بعد العدوان لتشعل ارض الرافدين الطاهرة لهيبا تحت اقدام الغزاة , وان يكون البندقية بهذا القدر من الاولوية لا يعني اطلاقا اهمال الجانب السياسي حيث لا تقل اهميته عن الجانب العسكري فتشكلت الجبهة الوطنية والقومية والاسلامية وتحددت مهامها بعد استقطاب كل القوى الوطنية التي لا تمتلك الامكانيات القتالية عسكريا باتجاهين الاول يتضمن تقديم الدعم اللوجستي للفصائل الجهادية ومدها بعوامل المطاولة والصمود لاكمال مهامها القتالية العسكرية وقد تكللت جهودها بفضل الله ومدده بالنجاح الباهر فانهار المعتدي وهرول يجر اذيال الخيبة والخذلان حتى اعلن رئيس الولايات المتحدة الامريكية في خطاب انسحاب جيشه انه لم ينتصر , وان شاء الله ساعة الحسم النهائي باتت ادنى من قاب قوسين , اما على الصعيد السياسي وهو الاتجاه الثاني لها فان الجبهة الوطنية والقومية والاسلامية قد حققت انجازات كبيرة في الداخل من خلال عشرات الاف رسائل تجديد البيعة التي بعث بها الى المعتز بالله شيخ الجهاد والمجاهدين المؤمن عزة ابراهيم الدوري , شيوخ عشائر وافخاذ وشخصيات وطنية وقومية فكانوا نعم الحاضن والمساند ومدد الجهاد ومعينه الذي لاينضب , وفي الخارج لها نشاطات لا يمكن ان يتجاهلها احد وكان حضورها متميز في كل المناسبات والتجمعات التي تعزز دور المقاومة وتفضح فعل المحتل واذنابه وخستهم في العمل على اجتثاث حضارة العراق العظيم .


ان العمل بهذا الجهد العملاق وتحقيق الانجازات العظيمة لا يعني اطلاقا ان عدونا استسلم وذهب الى تحقيق كامل شروط حزب البعث العربي الاشتراكي والقوى التي ائتلفت معه , ولم يكن المعتدي قد قدم هذه التضحيات من اجل شعارات فضفاضة فارغة هو نفسه غير مقتنع بطرحها ولم يكن لينسحب ويسلم العراق بثقله الاقليمي والعالمي لحفنة من مجرمي الحروب والقتلة ومصاصي الدماء واللصوص بل راح يقاتل على كل الجبهات المتاحة وبكل امكانياته لان هدفه كبير جدا ومعركته مصيرية وجودية ولابد ان نقف هنا فان عدونا قد نجح في بعض الجوانب من خلال ادواته الاقليمية والمحلية فشكل فصائل واجهتها انتحلت الصفة الجهادية وحقيقتها كانت ادوات شد الى الخلف وعرقلة في المسيرة الجهادية وتشويه صورتها , تديرها اجهزة المخابرات الاجنبية , عملت بذات الاتجاهين السياسي والعسكري , ومما يؤسف له ان شخصيات كان لها او لعائلاتها تاريخ وطني مشرف انخرطت فيها ولوثته بذلك الانتماء رفضت كل محاولات اصلاحها بل انغمست اكثر في الوقوف بوجه المد الوطني العارم , خططت لهجمات ابتعدت عن العدو وطالت شعبنا البريء باسم المقاومة لخلط الاوراق تارة او التفاوض مع هذه الجهة او تلك تارة اخرى او الاعلان عن موقف مخزي تارة ثالثة .


لقد افرزت سنوات الاحتلال البغيضة مواقف استطاع من خلالها شعبنا الصابر ان يميز بين الاصيل والرديء وبين العدو والصديق بالتأكيد ستمكنه من عبور اخطر مرحلة في تاريخه المعاصر بعد ان لقن العدو درسا قاسيا دفعه الى الانهيار مهزوما صاغرا الى الابد .



المجد والخلود لشهدائنا الابرار
عاشت كل الفصائل الجهادية البطلة
سيبقى العراق خالدا حرا عربيا موحدا .

الذل والعار لمن خان العراق والعروبة والمباديء

 



Iraq_almutery@yahoo.com
http://www.alqadsiten.net/index.php

 





الجمعة٠١ شوال ١٤٣١ هـ   ۞۞۞  الموافق ١٠ / أيلول / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب عراق المطيري نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة