شبكة ذي قار
عـاجـل










المواطنة هي صدق الانتماء للوطن والاخلاص له وهي ليست نتاج عن رغبة خاصة لدى شخص ما في الانتماء الى هذا الوطن او ذاك , بل هي غريزة تنمو وتترعرع مع المواطن ترتبط معه وهما صنوان لا يفترقان ابدا , فليس من المعقول والمقبول ان ينتمي العراقي العربي الصميمي حد النخاع الى اي بلد في العالم مع احترامنا واعتزازنا بالاخرين بعيدا عن العنصرية والشوفينية مهما كلف ذلك , ولا يمكن ان يحدث العكس وهذا التمسك ناتج عن ارتباط حقيقي بين المواطن وموطنه قائم على اسس وثوابت ولا يتوقف هذا الحق عند مواطن واحد ويقتصر عليه دون غيره بل يشترك فيه جميع المواطنين ومثلما هو حق فان له متطلباته , تترتب عليه واجبات يلتزم بها الجميع وهذا ينطبق على اي قطر فهو حق لجميع مواطنيه ومسؤولية الحفاظ على امنه وحمايته مسؤولية الجميع وعليه كان الشعار الذي اطلقته القيادة الوطنية العراقية وعملت به منذ فترة طويلة .

 

تلك المقدمة البسيطة نبتغي من خلالها الدخول الى من له حق امتلاك زمام الامور في العراق اليوم وهو بلد يرزح تحت احتلال غاشم بغيض نصّب عملاء اغبياء للتحكم في مصير العراقيين لتفيذ خطة اذا انتصر فيها العدوان لا سامح الله سوف لا يبقى من العراق في هذا الكون الا ذكرى يتحدث عنها التاريخ ويذكر اننا نحن ابناء هذا الجيل كنا قوم لا نستحق الحياة فكان لنا استحقاقنا مع ملاحظة البون الشاسع بين ان تكون حاكم للجماهير مسلط عليهم وبين ان تقودها بشعور تام انك احد افرادها تعمل على تلبية مصالحها , وبين ان تكون صانع للقرار وان تكون اداة للتنفيذ او ان تكون المادة التي تخضع لتطبيق القرار ، وقبل الخوض في وجهة نظري اتخطر اني كنت في ذات ليلة قبيل عدوان تحالف الشر البغيض على قطرنا المفتدى استمع الى اذاعة البي بي سي وقد التقى مذيعها باحد المواطنين العراقيين القادمين من اوربا في مطار عمان في الاردن حيث سأله عن شعوره وبلده يوشك ان يتعرض الى عدوان تقوده اكبر قوة في العالم يتحالف معها اكثر من ثلاثين جيش ليس اقل منها قوة ، فكان رد المواطن العراقي على المذيع انه ذاهب الى العراق للدفاع عن بلده ضد هذا العدوان وحين سأله المذيع عن علاقته مع قيادة حزب البعث العربي الاشتراكي وعن الرئيس الشهيد صدام قال له انا مطلوب من صدام ونظام حكمه قانونيا لتهم تخصني ولكن ضميري وواجبي الوطني يحتم عليّ ان اقف مع ابناء شعبي الان لعظم الهجمة ولا يهمني ما سيحل بي ، وجود بلدي الان في خطر وهذ هو المهم وبعد ان تنتهي الحرب وتضع اوزارها سيكون لنا حديث اخر .

 

الان وقد حصل ماحصل اذا تجاوزنا الاهداف والدوافع والاسباب بصوابها او خطأها فهل علينا كمواطنين عراقيين بعد تجربة قاسية استمرت ما يقارب الثماني سنوات ان نستسلم للنتائج التي تحققت على الارض والقبول بما افرزه الامر الواقع مسلوبي الارادة راضين بما يقرره العملاء بعد ان انسحبت قوات الاحتلال كما يعلن (( والكل يعلم ان هذا الانسحاب كاذب ولاعلانه اسباب معروفة ليست موضع بحثنا الان )) ,  ونترحم على شهدائنا سرا وننتظر دورنا في القتل او التهجير ونطأطيء رؤوسنا لمن ينتهك اعراضنا اي ان نكون المادة التي يقع عليها تطبيق قرار الاسياد وينفذه عبيده .

 

هل ننتظر ونحن نرى بام اعيننا عراقنا الذي بدأ اجدادنا بنائه وتابعنا بعرقنا وصبرنا البناء يتهدم حجرا تلوى اخر وما تبقى منه مستمر تهريبه الى جارة السوء والكفر ايران , حتى يصبح في يوم ما ضيعة ايرانية؟.

 

هل ننتظر ان يباد شعبنا جوعا وعطشا بعد ان تم تدمير الزراعة والصناعة وتنهب ثرواتنا لتصبح قصورا او ارصدة لرعاع القوم ومصاصي دماء الشعب في بلدان الغرب؟ .

 

هل ننتظر ان يرفع احدنا صوته مطالبا بابسط حقوقه وليس سلاحه حتى يكون هدفا لرصاص مليشيات الفرس وادوات المحتل الذين يعيثون في ارضنا فسادا ونخالف ما اوجبه علينا ديننا الحنيف وتاريخنا واعرافنا ؟

 

رغم امتلاك الولايات المتحدة الامريكية لكل اسباب القوة لما يحقق لها غايتها في غزو القطر فقد تحالفت مع اكثر من ثلاثين جيشا واستخدمت كل الاساليب والوسائل المتاحة وحتى الغير مسموح بها دوليا لتمنح نفسها شرعية دولية للنيل من عضد شعبنا فهل من المعقول ان لا نتوحد نحن ابناء البلد الواحد المستهدف للوقوف بوجه هذا السيل العارم ونحن نمتلك الايمان بعدالة قضتنا ومشروعيتها وهذا احد اهم شرط النصر ولا يمتلكه عدونا .

 

نعم لابد من توحد صفوفنا كعراقيين مقاومين للاحتلال بيننا اكثر من رابط وصلة مدافعين عن بلدنا بغض النظر عن انتمائنا العقائدي وبغض النظر عن ديانتنا او قوميتنا ونعمل على تحقيق طموحنا في تحرير بلدنا والشروع فورا باعادة بنائه وننهض به ومن ثم نجعله يأخذ دوره الطبيعي في بناء الحضارة الانسانية مستمدا قوته من عمقه التاريخي .

 

لكن كيف نتوحد ؟ ومن يقود وحدتنا ؟ ولماذا ؟

 

في حالة كالحالة العراقية تتفرد بخصوصية قد لا تتوافر لشعب اخر حيث بادر الشعب الى مقاومة الاحتلال منذ اليوم الاول للغزو وبشكل منظم واخذت ابعاد شتى شملت كل الشرائح الوطنية وبكل الوسائل لتجعل من الارض العراقية لهيب ومحرقة تحت اقدام الغزاة ولم يكن هذا العمل اعتباطيا بل هو نتاج لتخطيط القيادة السياسية الوطنية وبرمجتها للصفحات القتالية لانها لم تكن قيادة حكم بقدر ما كانت قيادة شعبية منيثقة من رحم الجماهير استحضرت حقبة مهمة من تاريخها النضالي السري والعلني تجاوزت النصف قرن وعلى ذلك قدمت تضحيات شملت كل مستوياتها ابتداءا من امين عام الحزب وطالت حتى جماهيره ولم ولن تتوقف ولان مشروعها جماهيري وطني فقد اصطفت معها كل القوى الوطنية بفصائلها الجهادية القتالية والسياسية ودعمتها شرائح المجتمع وكوادره الوطنية.

 

ونظرا لاتساع الهجمة المعادية وشراستها وتنوع اساليبها فقد اصبح لزاما على الجميع ان يتجاوز المصلحة الخاصة اولا وتذويب كل الانتماءات الا الانتماء للوطن لنتمكن من اعادة فرز العراقي الصميمي عن مدعي العراقية وهذا لا يمكن ان يتم الا عن خلال طريق واحد لا غيره بلا خيار هو الاصطفاف والتخندق تحت راية الجهاد الذي يقوده الشعب العراقي الذي يقدم بسخاء كل اسباب الدعم والمطاولة والصمود , القيادة التي وقفت في ميدان المواجهة بثبات اسطوري مستحضرة لكل معاني الرجولة والفروسية والبطولة ترفع راية الجهاد والتحرير والخلاص الوطني, والابتعاد عن المزايدات الكاذبة ورفع الشعارات الفضفاضة وعقد مؤتمرات وضعت مقرراتها اجهزة المخابرات .

 

باذن الله العزيز النصر بات جدا قريب لايتجاوز لمح البصر وافلح من صنع له تاريخ حقيقي يفتخر به وكان مكانه بين الرجال الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه واستعد للمرحلة القادمة لاعادة البناء ونعم به من رجل .

 

Iraq_almutery@yahoo.com

alqadsiten@yahoo.com





الاربعاء٠٦ شوال ١٤٣١ هـ   ۞۞۞  الموافق ١٥ / أيلول / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب عراق المطيري نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة