شبكة ذي قار
عـاجـل










ان القوى الطائفية في العراق والتي بلغت اوج نشاطها المسموم بعد الاحتلال الامريكي ، استطاعت بالتعاون مع مايسمى بالجهاز الحكومي العميل وتحت المظلة الامريكية والدعم اللوجستي الفارسي من فرض موجة ارهاب لم يشهد لها تاريخ العراق الحديث مثيل ،بلغت اوجها عام 2006-2007 وهي اليوم نائمة تنتظر الاوامر، والهدف من هذه الموجة الارهابية هو تصفية القوى الوطنية والقومية وبشكل خاص اعضاء حزب البعث العربي الاشتراكي والكوادر العلمية وضباط الجيش العراقي الباسل الذين تصدوا للعدوان الفارسي والذين شاركوا بفاعلية في حروب العرب القومية التي استهدفت الكيان الصهيوني ، تمهيدا لتقسيم العراق والمنطقة العربية لتنفيذ المشروع الصهيوني في مايسمى ( الشرق الاوسط الجديد) ، ومن هنا فان القوى الطائفية عملاء الاحتلاليين الامريكي والفارسي والقوى الانتهازية التي تتعاون معهم جميعا يشكلون في الوقت الحاضر الخطر المباشر الذي يهدد حزبنا المناضل والقوى الوطنية والقومية المقاومة.


ان القوى الطائفية العميلة والقوى الانتهازية الذين شكلوا كتلة متماسكة مدفوعة بهستيريا ارهاب الشعب العراقي العظيم وكسب السحت الحرام (دولار وتومان) والتنكيل باعضاء الحزب البعث ا يتحملون نتائج افعالهم مستقبلا ولانهم لم يقلوا خطورة على العراق ووحدته عن الخطر الذي شكله ويشكله علوج الاحتلال الامريكي ومايسمى بفيلق القدس الفارسي الذين يتخفون اليوم تحت مختلف العناوين في العراق وعلى الحزب ومقاومته الباسلة التعامل مع هؤلاء على قدم المسواة ويعد العدة لمقاومتهم جميعا دونما تفريق او تمييز بين عدو واخر ، فخطر الطائفيون لم يكن اقل خطورة من خطر الاحتلاليين الامريكي والفارسي وبالتالي فكلا الخطرين لايقلان قوة عن الدور الذي تلعبه القوى الانتهازية المندفعة وراء مصالحها الضيقة التي تقف بالضد من استراتيجة المقاومة الوطنية والقومية والاسلامية وفي المقدمة منها الطليعة البعثية ، والانتهازية التي نراها اليوم تكشف عن اقنعتها في موقف البعض من رجال الاعمال والسياسيين والفنانين والمثقفين العراقيين الذين يسعون للنيل من الحزب والمقاومة بمناسبة وبدون مناسبة.


اليوم ومع بزوغ شمس الحقيقة ، بدأت التناقضات تلعب دورا كبيرا في تمزيق الحلف الطارئ الذي عقده الاعداء للتنكيل بابناء العراق واعضاء الحزب ، فقد اخذ الصراع يشتد يوما بعد يوم بين الاحزاب الطائفية ، فبينما نرى حزب الدعوة واعضاءه مندفعين في السيطرة على مايسمى بالدولة العراقية ومرافقها الحيوية بخطى حثيثة وبدعم امريكي فارسي ، نرى ان الصدريين والبدريين والفضليين افاقوا من غفوتهم وادركوا ان الدعوة عازمة على الاستيلاء على كل شيء ، الامر الذي اجج الصراع بينهم ، هذا الصراع الذي يتكتمون عليه خوفا من ( الشماته) كما يقولون ، وها نحن نشاهد بعض مظاهر الصراع الخفي الحاد في الصحافة المرئية والمسموعة على استحياء ، والتصادم الحاد خلف الكواليس وعلى طريقتهم( الريزخونية) ، ومادام حزب الدعوة متمسك بمنهجة ومرشحه ، مندفع في تنفيذ مخططه في تصفية خصومه وتحت شعار الغاية تبرر الوسيلة فاننا نتوقع اتساع هوة الخلاف بين القوى الطائفية فهم قد تعاملوا بلغة السلاح عبر التفجيرات التي حدثت وسوف تحدث في العراق والتي سينكشف منفذوها بالمستقبل القريب يوم تستيقظ القوى الطائفية من نومها (بالريموند) الامريكي والفارسي لتكشف عن وجهها القبيح وهي تقاتل بعضها البعض هذه المرة طمعا في مال او جاه.


بالوقت الذي بدأت فيه شقة الخلاف تتسع بين من شارك في ماسموه بالعملية السياسية في العراق ، نشاهد ان بذور الانقسام تنضج بين المالكي والصدريون الذين كانوا وراء تسنمه منصبه من قبل ، فقد احس المالكي بخطورة النوايا التي يبيتها له الصدريون وان تظاهرهم بالتقية والحفاظ على الائتلاف لم يكن الا ستارا يخفي نشاطهم المحموم للسيطرة على الحكم وازاحة المالكي ، فالصدريون لن ولن يخلصوا لاي تحالف وهم في نشاطهم انما يدافعون عن مصالحهم ولم يتورعوا عن تدمير اي شيء بقوة السلاح ، ومن هنا فان الصراع سوف يشتد بين الصدريون ومن معهم من جانب وبين المالكي ومن معه من جانب اخر ، وهو ان لم يبرز تماما اليوم ، الا اننا نتوقع ان يكون هذا الصراع جديا وشديدا بالايام القادمة.


وامام هذه التطورات على المسرح السياسة والتي ستصب حتما في خدمة الثورة العراقية المسلحة وطليعتها حزب البعث العربي الاشتراكي ، يتبغي التعديل في اساليب العمل السياسي مع الثبات على الاهداف الاستراتيجية للبعث و المقاوم ، الا ان الاساليب السياسية لابد ان تتغير وتتطور بين حين واخر وفقا للظروف ، فبالرغم من ان اعداء حزبنا ومقاومتنا كثيرون ولكننا اليوم نجد ظروف الحزب افضل ومواقعه اقوى في مقارعة الاعداء ، كما نجد ان الحزب اليوم لديه الحرية في تعيين نوع المعركة ووقتها ، وان يبدأ الصراع مع هذا العدو او ذاك ، في هذا الوقت او في غيره ، وليس من المصلحة مواجهة الاعداء كلهم في وقت واحد وفي معركة واحدة.


ان الاحتلال الفارسي والاحزاب الطائفية المرتبط به هما العدو الرئيسي الذي يجب ان نشدد عليه اليوم وبعد ان تمكنا من حمل الاحتلال الامريكي بقوة السلاح عبر سنوات الاحتلال العجاف على اعادة انتشار قواته والاختباء في قواعد ثابته ومعلومة يسهل التعامل معها مستقبلا علىطريقة حرب الاستنزاف والمثل العراقي الذي يقول ( وين يروح المطلوب النا) يجب ان يبقى ماثلا امامنا في طريقة تعاملنا مع هذا المحتل ال الذي بات اقل خطورة من الاحتلال الفارسي وتابعيه الذين يصنفون اليوم على انهم اخطر الاعداء واشدهم اندفاعا في النيل من كل ماهو عربي في العراق واقذرهم اسلوبا في محاربة القوى الوطنية والقومية والاسلامية وفي الطليعة حزب البعث العربي الاشتراكي.


ان الارهاب الذي مارسه الاحتلال الفارسي والقوى الطائفية معه على الشعب العراقي وحركته الوطنية والقومية خلال سنوات الاحتلال لايمكن ان ننساه وينساه شعبنا في العراق ، فقد ثبت بما لا يقبل الشك بانه العدو الالد الذي لايرحم ولايتورع في سلوك اقذر السبل في محاربة القوى الوطنية والقومية التي تتصدى له ولمشروعه الطائفي البغيض ، هل يمكننا ان ننسى العصابات الطائفية بما فيها القاعدة المدعومة فارسيا بالمال والسلاح وهي تعتدي على الناس الابرياء وتثير الرعب والفزع في ربوع العراق وتقتل وتشرد وتنكل بالمواطنين؟ هل يمكننا ان ننسى كيف تم دمجهم في اجهزة التجسس والقمع التي عملوا من خلالها في ممارسة التعذيب والاغتصاب في حق احرار وحرائر العراق في السجون والمعتقلات ،( الجادرية والمطار وغيرها)؟ هل يمكننا ان ننسى سعيهم الحثيث في ابعاد كل ماهو وطني وقومي تحت عنوان مايسمى بقانون اجتثث البعث ؟ ان كل هذه المواقف وغيرها علمتنا مبلغ الخطورة في مسلك هذه القوى الطائفية االتي يقودها الاحتلال الفارسي ( بالريموند) والتي تركت ابشع الاثر واسوأ الاثار واعمق الاحقاد في نفوس ابناء العراق من زاخو الى الفاو وجعلتهم ينتظرون الفرصة المواتية ليلقنوا هؤلاء درسا قاسيا.


ان الواجب يحتم اليوم على ابناء العراق الاحرار وفي الطليعة منهم حزبنا العمل على عزل القوى الطائفية تمهيدا لتصفيتها فقد وضعت هذه القوى نفسها على مدى سنوات الاحتلال في مصاف المحتل ، وفي مستوى اشد الاعداء خطرا على العراق ووحدة اراضيه ، انهم اليوم يواجهون بداية الخطر ، فالاغلبية الساحقة من جماهير شعبنا في العراق حاقدة عليهم وتنتظر الفرصة المواتية لتوجيه الضربة القاسية لهم ، فالطائفية اليوم منعزلة عن ابناء الشعب ، اما القوى الوطنية والقومية والاسلامية المقاومة فهي قاب قوسين او ادنى من تحقيق النصر المؤزر ، فالعزلة التي يعاني منها هؤلاء تحتاج منا الى وضع خطة محكمة لمجابهتهم و مضاعفة الجهد لفضحهم وان نجاح اي خطة تتطلب قبل كل شيء توثيق صلة الحزب بالجماهير وهذه الصلة كفيلة بتنمية التذمر الذي يتنامى في صفوف الجماهير على هؤلاء القتلة ، وتنمية الصلة تقودنا الى تنظيم فعاليتها وتكتيلها حول الحزب .


ان الجرائم التي اقترفتها الاحزاب الطائفية االتي يدعمها الاحتلال الفارسي بحق ابناء العراق يجب ان تبقى موضع تذكير دائم والا ندعها تنسى يوما، ويجب ان يكون واضحا باننا عندما نحارب الاحتلال الفارسي والاحزاب الطائفية المرتبطة به ونسعى الى القضاء على نفوذهما في بلادنا لانبغي من ذلك التخلي عن مقاومتنا للمحتل الامريكي العدو الاول وانما نريد من كل ذلك ان نمنح حزبنا ومقاومته زخما مضاعفا في التصدي للاحتلال الامريكي ولاننا بالتخلص من هؤلاء نحمي انفسنا ونأمن القاعدة الامينة للانطلاق بالفعل المقاوم ، ويجب ان يرافق جهادنا المقدس بالبندقية التركيز الدائم على توضيح اهدافنا الاستراتيجة التي وجد الحزب من اجل تحقيقها وبغير هذا الاسلوب وبغير هذا النهج نكون قد ضيعنا على انفسنا الكثير من الخطوات التي يجب ان نحققها على طريق التحرير الناجز.

 

 





السبت٠٩ شوال ١٤٣١ هـ   ۞۞۞  الموافق ١٨ / أيلول / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب فالح حسن شمخي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة