شبكة ذي قار
عـاجـل










في رحلتي الاخيرة صوب الوطن المفدى التقيت بالمئات من أبناء العراق, بعثيين وغير بعثيين. حادثتهم فرادى وجماعات على مدار خمس وأربعين متواصلة بنهاراتها ولياليها وأطلعت عن كثب عن أحوال العراقيين ونوع اهتماماتهم وهمومهم الراهنة. وبناء عليه أقول: البعث العظيم هو عشق الرجال الشرفاء الأزلي وطريق فعلهم الذي لا بديل عنه.

 

البعثييون في العراق على العهد وعلى طريق المبادئ التي عاهدوا الله والوطن والأمة عليها.

البعثيون يعشقون أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة والوحدة والحرية والاشتراكية.

البعثيون يؤمنون بأن تحرير العراق واجب وحق ودرب الغيرة والنخوة والكرامة وشرف الرجال.

البعثيون يمارسون الايمان بالنصر بدءا من صدورهم ونيّاتهم وانتهاءا بكل ما متاح أمامهم من وسائل، بل ويطرقون ما هو غير متاح وخارج سياق الممكن الموضوعي طبقا لقدرات البشر المعرّفة عبر عملهم العسكري ضد قوات الاحتلال المجرم وأعوانه من القردة الخاسئين وجهادهم بالوسائل الاخرى المختلفة.

 

البعثيون يسحقون الاجتثاث ويحولونه الى هباء منثور ويسخرون منه لأنهم يدركون ان الفكر القومي العروبي الاشتراكي الثائر المؤمن لا يمكن أن يُجتث، بل هو متجذر في أرض العراق والامة وأعظم من هذا ان البعثيين قد حولوا الاجتثاث الى كابوس في رأس الاحتلال والعملاء والخونة في عملية الاحتلال السياسية ..

 

البعثيون يبحثون يوميا عن وسائل للاتصال بحاجات شعبهم العظيم فيجدون المئات منها فيمدون أياديهم بهذه الطريقة أو تلك ليعيدوا لهذا الشعب ما فقده بفعل شرّير وجبان ودوني من المحتل وزبانيته بزرع الامل بالتحرير والرجاء بوأد الفتنة والتفاؤل بغد تشرق فيه شمس الحرية والعمران وضمان حقوق المواطن بدءا بالخدمات وانتهاءا بأمن وسيادة الوطن.

 

البعثيون يمارسون التحدي لعناصر التصفيات الجسدية والتهجير والاقصاء بوسائل نضالية تقليدية وأخرى يبتكرها العقل الجهادي المبدع الخلاق ليبقى البعث وحلفاءه من الشرفاء الذين رفضوا أن يكونوا فتات الموائد بارقة الامل الأهم في حياة العراقيين لاعادة العراق الى سابق كينونته العربية المسلمة.

 

البعثيون يقارعون الظلم والعدوان على الوطن والأمة محتسبين صابرين على ما يواجههم من أساليب البطش والتعسف والارهاب المنظم من المحتل الامريكي الصهيوني الفارسي وكأنهم ينتزعون الغنى من الجوع والعوز والفاقة وينتزعون البقاء من أتون القتل الاجرامي، وينتزعون الحقيقية التي تربوا عليها من أفواه الذئاب والافاعي ومن مخالب القطط ومناقير البوم ليضعوها امام شعبنا الذي صار كله يفتقد زمن الترف العراقي البعثي الوطني الاصيل.

 

البعثيون يتواصلون مع الحياة الحرة الكريمة عبر مقاتلة الاحتلال ونتائجه الاجرامية بأيديهم وبألسنتهم وأقلامهم وبقلوبهم ذلك لأنهم رجال مبادئ وعقيدة راسخة لا تهزها رياح الثأر الأسْوَد والضغائن المنكرة ولأنهم يعرفون تماما كل ما يحاك ضدهم في السر والعلن من مؤامرات تهدف الى انهاء وجودهم الذي يمثل وجود العراق الحر الموحد والامة العربية المتطلعة للحرية والذات الكريمة.

 

البعثيون ينتقدون أمسهم بحب وإشفاق ويحاكمون غدهم بحلم الرجال ويعيشون حاضرهم وهم يرسمون صورة الغد القادم في تعايش حر متفتح بعبقرية تبدأ من البساطة وتصل الى صياغة نظرية العمل المتوغلة في العمق والرقي والتطور. وهم يحاكمون أمسهم في ضوء حقائق ما أنجزوه هم في سلطتهم النزيهة الواثقة الشفافة وعلى ضوء ما أقدم عليه وما فعله أرباب الخيانة والغدر تحت حماية الاحتلالين الامريكي الصهيوني والفارسي.

 

البعث العظيم فكر أصيل ومتجدد لا يخبو ولا يصدأ رغم كل أهوال الاستهداف والحقد البغيض و هو ايضا ممارسة تتجاوز الذات للتوحد مع روح الوطن والشعب وينبثق منها فعل عملاق جسور وحكيم، يقود خطى الرجال في كل روافد الحياة وفروعها ليتم تخطي مهمات مرحلة التحرير الجسيمة والمعقدة والمتشابكة. ودليلنا الأهم على ذلك هو تعامل البعث الخلاّق نظريا وميدانيا مع تعقيدات الوضع العراقي بعد الاحتلال بكل ما ترتب عليها من تداخل الألوان الذي أدى الى عمى الكثير ممن كانوا يدّعون المبادئ الوطنية والقومية وتغلغل الروح المنافقة والنفعية والانانية المجردة من أي من مقومات التضحية واضمحلال ووهن الروح الوطنية المتوثبة واليأس أمام معطيات القوة الغاشمة، أو الخنوع لموقف الحوزات العلمية الخائن وادعاءات دينية أو مذهبية مُفقرة للروح ولعزم الفعل الشعبي، وغير ذلك من عوامل انحطاط الروح المكافحة المؤمنة بالله وبالوطن أمام سلطة الطائفية البغيضة المسنودة بالدبابات والطائرات والافكار الهدامة، وسطوة المال الذي صار هو العنوان الاكبر للتمييز عن مرحلة ما قبل الغزو والحصار المجرم كاستجابة طبيعية لنتائج بؤس ومعاناة الحصار واستثمارا خبيثا لها وتمييعا وتغييبا لئيما مقصودا لكل المعاني الحقيقية للدولة المنتجة.

 

ان رجال البعث قيادات وقواعد في الداخل العراقي وفي المهجر تتعاطى مع هذا الوضع الشائك والمعقد وكل افرازاته وتحدياته بروح مؤمنة وبوسائل عمل تفرزها آنيا ومكانيا عوامل الوعي بمخاطر جسيمة لا تُعد ولا تُحصى ولا يُدرك مديات مخاطرها وآفاق التعاطي والتعامل معها، الاّ رجال الميدان الاشاوس والبعثيون المتعايشون بالروح والوجدان وعبر أية وسيلة متاحة مع ذاتهم البعثية العظيمة. انهم يستمدون الحياة والنمو والتقدم الى أمام في سيرهم نحو أهداف وغايات التحرير الناجز من روح نضالية وجهادية مؤمنة بالله وبالوطن وبقيادتهم الحكيمة الجسورة، ويسجلون في هذا نموذجا رائدا قد يكون في حقيقته هو الأهم في كل تاريخ البشرية قياسا الى امكانات العدو وقدراته المخابراتية والسوقية. وأهل العقيدة الراسخة والمبادئ الغالبة المتجذرة يواجهون حملات الاعلام التي لم يشهد لها التاريخ مثيل بقلوب كقلوب الاسود وبنفوس مفعمة بالرضا بما أراد له الله ان يحصل وهم يحلّقون بتطلعاتهم كما في أفعالهم الرجولية الباسلة كما الصقور ولا يهمهم تخاذل مَن تخاذل أو ارتداد مَن ارتد أو سقوط مَن تساقط .. انهم رجال العراق الآتي بعون الله ... انهم رجال القادسية الثانية وأم المعارك والحواسم وامتدادات الحواسم في مقاومة البعث وحلفاءه من رجال الوطن والقوميون والاسلاميون الاحرار الاشاوس للاحتلال المجرم وكل نتائجه العسكرية والمدنية.

 

رجال البعث المتواصلون مع دروب العطاء ايمانا واحتسابا هم مؤمنون في محراب الثورة الدائمة ولا يسألون أنفسهم عمَّن خلفهم ولا عمَّن وراءهم وهم غير معنيين الاّ بوعد الله ونصره واسناده وما عدى ذلك كله وبكل تفاصيله لا يعني لهم الاّ بقدر ما يعضد مسيرة الجهاد ويرفع راية الله أكبر مطرز فيها نجوم الوحدة والحرية والاشتراكية. البعثيون عاشقون أزليون والعاشق لا يهمه نهاية ولا يبحث عن مردود فالعشق ايمان والايمان لا ينتهي أبدا .. والله اكبر.

 

 





الاثنين١١ شوال ١٤٣١ هـ   ۞۞۞  الموافق ٢٠ / أيلول / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب أ.د. كاظم عبد الحسين عباس نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة