شبكة ذي قار
عـاجـل










تعودت منذ أمد طويل, كغيري أن أكتب بكل رصانة وجدية, أن نحلل الوقائع والأحداث بعلمية ونحاول استشراف المستقبل. وأن نمتلك الجرأة والشجاعة في مواجهة الحاكم – كائن من يكون هذا الحاكم – عندما تكون قضايانا الوطنية والقومية مستهدفة بالتخاذل والتآمر و التصفية. هذه الثوابت التي درجنا عليها, لم نتخل عنها في أصعب المراحل وأدق الظروف وأيضا, لم ننجر إلى الإسفاف أو التفاهة أو النيل من الأشخاص..

 

كل هذه الثوابت, الآنفة الذكر, وقفنا إزائها وقفة شرف وأخلاق، ولكن بالمقابل كنا نراقب النظام الرسمي ا لعربي, وهو ينتقل بسهولة مؤسفة ومريبة من تراجع إلى تراجع, ومن تردي إلى آخر, طالت كل المحرمات الوطنية والقومية والأخلاقية, حتى الثوابت التي لا يجوز له طعنها والتخلي عنها, طالتها يده الآثمة وبدأ- منذ سنوات- بالنيل من حرمتها.

 

ثوابتنا الوطنية والقومية كثيرة... تأتي في مقدمتها القضية الفلسطينية العادلة وشعبها المظلوم منذ أكثر من نصف قرن. جريمة غزو و احتلال ا لعراق, التي لولا الدور القذر لبعض الأنظمة العربية, ما كانت لتتم, وهذا باعتراف الولايات المتحدة وباعتراف كافة المراقبين والمحللين السياسيين. التآمر على السودان و وحدته الوطنية واستقراره وسيادته. التواطؤ على اليمن من خلال دعم ما يسمى الحراك الجنوبي الذي يدعو علانية إلى اعادة تشطير اليمن. إغراق الصومال في صراعات وحروب استنزفت كيانه وشعبه...

 

إضافة لكل ذلك، هناك انتهاك صارخ لحق الإنسان العربي بالتعبير الحر عن رأيه. وهناك إفساد المجتمع ومحاولة تفكيكه، وهناك تجويع المواطن وهناك البطالة وعدم إيجاد فرص عمل عادلة لمئات الألوف من الخريجين... وهناك.. وهناك ..

 

مؤخرا أجرى النظام الرسمي العربي "عراضة" استثنائية في مدينة سرت الليبية. وقد تعلمنا أن اللقاءات أو الاجتماعات الاستثنائية, تكون لمواجهة حالات طارئة أو عاجلة لا تحتمل التأجيل. وأيضا- والأهم - لاتخاذ قرارات تكون على مستوى الأحداث. وأعتقد جازما- كغيري – أيضا, أن ما تمخضت  عنه "عراضة" سرت , لم تكمن على التسمية الاستثنائية".

 

إن ما جرى هناك, وأمام عدسات التلفزة وأثير الاذاعات, لم تكن أكثر من مسخرة استثنائية, وتمتعنا برؤية تلك الوجوه الكالحة اياها, وسماع أصوات الغربان ونقيق الضفادع، وكانت هناك "شطارة"تجار البازارات, بكل ما تحمل من "فهلوة".

 

"المقررات" التي خرجوا بها ليست أكثر من صفر في العلم السياسي والحساب, وفي البديهيات الوطنية والقومية هي أدنى من ذلك بلا أدنى شك.

"قيادة" النظام الرسمي العربي تعاني من مشاكل وأمراض كثيرة ومزمنة. وقد استفحل الداء فيها. ولم يعد ينفع معه إلا البتر.

"قيادة" النظام الرسمي العربي, اختلطت معها الكلمات ومعانيها, وهذا ناتج عن ضعف باللغة العربية وتردي بالسلوك الأخلاقي.

"قيادة" النظام الساقط وطنيا وقوميا وأخلاقيا. يمارس شيئا آخر إلا "القيادة"...

 

وعندما تتخل هذه"القيادة"عن الثوابت التي اشرت اليها في المقدمة, تختل لديها كل الأمور, وتتشابك لديها الكلمات. وأقول لهم أن "القيادة" شيء وأن "القوادة" شئ اخر, وهذه ليست تشابك كلمات, بل مدلول نتائج لما يقومون به تجاه ثوابتنا الوطنية والقومية وقضايانا العادلة.

 

 





الجمعة٠٧ ذي القعدة ١٤٣١ هـ   ۞۞۞  الموافق ١٥/ تشرين الاول / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب علي نافذ المرعبي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة