بسم الله الرحمن الرحيم

نداء
الى الاخوة اصحاب الجلالة والسيادة والسمو ملوك ورؤساء وامراء الاقطار العربية المحترمين

في البداية لابد ان نذكركم ان العراق العربي المسلم هو واحد من اقطار الامة الاثنتي والعشرين قطرا وهو جزء اساسي وحيوي من امة العرب التي خصها الله جلت قدرته بحمل رسالة السماء, رسالة الاسلام الخالدة فكانوا خير امة في انسانيتها وتجسيدها لمعاني الايمان واعمدة العدالة والمساواة واحترام انسانية الانسان والوقوف بوجه الظلم والظالمين ومع الحق ضد الباطل , الا ان المؤسف له وعندما مالت الدنيا ببعض اقطارها وجزء من ابناء شعبها نتيجة العدوان والاحتلال والاستيطان الاستعماري وتعرضت تلك الاقطار الى ابشع عمليات القتل والتهجيروالقهر والاذلال والامتهان والتغريب ونهب الثروات سواء كان ذلك في فلسطين او في لبنان او في الصومال او العراق او في اي جزء اخر من ارض الامة لم نجد من رفع يده وعلا صوته مناهضا ورافضا ومقاوما لتلك الاعمال البربرية الوحشية التي تريد ان تعيد الانسانية برمتها الى شريعة الغاب الاولى والى شيوع واستخدام قانون القوة بدلا من قوة القانون التي تضمن للفرد حقوقه وللشعوب احقيتها في الحياة وحريتها في العيش بكرامة واباء , واليوم نخاطبكم ياسادتي الافاضل ونقول لقد احتلت امريكا العراق بحجج وادعاءات كاذبة وهذا ما اعترفوا به قادة الاحتلال انفسهم وقامت بقتل اكثر من مليون ونصف المليون من الابرياء وشردت اكثر من خمسة ملايين مواطن من داره وارضه فتوزعوا على كل شتات الارض وسرقت ثروات العراق ونفطه واشاعت كل اشكال الرذيلة والفساد وعادت به الى عصور ما قبل الصناعة وهذا ما قاله جمس بيكر وزير خارجية امريكا في العام 1991 ( سنعيدكم الى عصر ما قبل الصناعة ) ولم تكتف بهذا القدر من الدمار والخراب بل فتحت الابواب مشرعة امام من هب ودب من الدول الاقليمية والبعيد الاخرى للتدخل في الشان العراقي لترتب حصتها من المغانم التي جاء بها الاحتلال وها انتم ترون اليوم كيف يلعب اللاعبون وكيف يخططون وكيف يفرضون على عملائهم ممن جاءوا بهم لترتيب العراق على الطريقة التي تضمن وجودهم الطويل الامد في هذا البلد المبتلى, والخاسر الاول من كل ذلك هو الشعب العراقي, الذي دفع ولا زال يدفع الثمن بارواحه وممتلكاته وثرواته وقيمه وتقاليده واعرافه ( الا لعنة الله على القوم المحتلين والعملاء المفسدين ) ان الله يمهل ولا يهمل فمثلما قتلوا ونهبوا واغتصبوا فهو لهم بالمرصاد واذا بموقع ويكيليكس يعلن وثائقه الاربعمائة الف وثيقة والتي تحكي قصة الاحتلال والقتل والتعذيب لابناء العراق الابرياء على يد المحتلين والميليشيات الطائفية والفرق الخاصة بقيادة رئيس الحكومة , فاين انتم يارؤساء اقطار الامة وملوكها الا يكفي صمتكم ؟لقد ادان الغرباء هذه الافعال الجبانة واستنكروها وعزموا العزم على مقاضاتها وهم لم يمتوا للعراقيين بصلة غير الانحياز الى مباديء الانسانية , فالى اي مدى هذا الصمت والعدو ادان نفسه بنفسه وبانت كل الحقائق والوثائق ,

ان ابناءكم في العراق وكل الاحرار والشرفاء يتطلعون الى موقفكم تجاه هذه الممارسات اللاانسانية ويدعونكم لمقاطعة حكومة العار التي تبجحت طويلا بعدالتها ومساواتها وان تكونوا في صدارة الموقف الدولي الرافض والدائن لها والمطالب بأحالة جميع من ساهم بأرتكابها الى محكمة الجزاء الدولية كونها من الاعمال الموجهة ضد الانسانية وخارقة بشكل فاضح ومكشوف لحقوق الانسان ,كما يناشكم المركز بان تتولوا مسؤولياتكم الكاملة تجاه العراق وشعبه استنادا لميثاق الجامعة العربية والروابط التاريخية وحقوق الامة, وان تمنعوا التدخل الاجنبي مهما كان لونه وجنسه وتعملوا من الان على تعريب القضية العراقية بدلا من تدويلها وتقترحوا وتقروا المشروع الوطني الذي يحافظ على وحدة العراق وعروبته ودوره التاريخي والسياسي , وفقكم الله لخدمة امتكم بجميع اقطارها والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .