شبكة ذي قار
عـاجـل










استطاعت المقاومة العراقية البطلة ان تثبت قابلية على الحياة وبهذا استطاعت ان تدحض ادعاءات المحتل وعملائه ومزاعمهم التي طالما رددوها منذ اليوم الاول للاحتلال وحتى يومنا هذا، وبات المواطن العراقي اليوم اكثر اقتناعا من ذي قبل ان العمل الجهادي المسلح هو استراتيجية، لا تكتيك، وانه قادر في النهاية على كنس الاحتلاليين الامريكي والايراني وعملائهما من ثرى العراق الطاهر، وسواء كانت هذه القناعة صحيحة ام لا، فان ثقة ابناء العراق الاماجد بالمقاومة الباسلة وبقدرتها على تحقيق اهدافها يرتبطان الى حد بعيد بتصعيد العمل الجهادي وتوسيع دائرة العمل الجهادي كما ونوعا.


الا انه يبدو وكأن ظروف موضوعية وذاتية تعمل على عرقلة العمل المقاوم وعلى حصرها في نطاق ضيق، فالقواعد الامنة لانطلاق العمل المقاوم لاتزال حتى الان محصورة في اراضي معينة معلومة للجميع وان اراضي العراق الاخرى في الشمال مثلا لن تأمن قواعد امنة لانطلاق المقاومة، وان الاحزاب العميلة واجهزة مايسمى بالدولة العراقية تحول دون انتشار العمل المقاوم لاسيما في جنوب عراقنا العظيم وبالتالي فان نطاق تحرك ابناء المقاومة يضيق في مثل هذه المناطق، وان استجابة المواطنيين في الشمال والجنوب لمقتضيات العمل الجهادي المقاوم لاتزال محدودة على الرغم من علامات التحسن التي نراها مؤخرا، فما يعانيه ابناء العراق في هذه المناطق من تعسف واضطهاد وحرمان جعلهم يعلنون الرفض للاحتلال وعملائه ولكن بين الرفض وبين الاشتراك المباشر بالثورة العراقية المسلحة مسافة يتطلب اجتيازها تضحيات.


ان القوى الوطنية القومية والاسلامية والتي تحمل لواء المقاومة العراقية المسلحة لاتزال للاسف منقسمة على نفسها الى جبهات ومنظمات عديدة ومع مرور الزمن وتعدد المنابر تبتعد عملية التوحيد عن ان تصبح مطلبا واقعيا وشعبيا يسهل تنفيذه، فوحدة المقاومة الباسلة في العراق تعد من المطالب الملحة جماهيريا، لاسيما ونحن نرى اندحار الاحتلال الامريكي وافتضاح امر الاحتلال الايراني والخلافات الحادة بين العملاء الذين يتخبطون بما يسمى العملية السياسية.


ان ماتقدم اعلاه من ظروف يؤدي الى نتائج سلبية عديدة ياتي في مقدمتها حرمان العمل الجهادي للمقاومة العراقية البطلة من القدرة على تطبيق قاعدة تكتيكية رئيسية في حرب التحرير الشعبية الا وهي قاعدة( اضرب عندما يكون النجاح مضمونا، وانسحب عندما تكون الخسارة متوقعة)، اذن ان العمل الجهادي، بانحصار قواعده الامنة في مناطق محدودة، يمكن العدو من استمكانه بسهولة ومواجهته على الدوام ويوقع به خسائر بالامكان تجنبها اذا ماتمكنا من توسيع دائرة العمل المقاوم.

ان وضعا من هذا النوع يؤدي الى تهديد العمل المقاوم باخطار دائمة وحقيقية قد تهدد وجوده بالاساس، ولايمكن ايصال العمل الجهادي الى مرحلة الامان ما لم يتحقق شرطان اساسيان لتصعيده واقترابه من تحقيق اهدافه النهائية، الشرط الاول هو اشراك الجماهير الشعبية داخل العراق في الجنوب والشمال بالعمل الجهادي المسلح على نطاق واسع وان كلف ذلك خسائر كبيرة، الشرط الثاني هو خلق قاعدة امينة للمجاهدين في كل محافطة من محافطات العراق، تكون على استعداد لحماية العمل المقاوم، وهنا يأتي دور الاحزاب والحركات الوطنية والقومية والاسلامية المناهضة للاحتلال التي يفترض فيها التوحد ضمن استراتيجة عمل واحدة.

 

 





السبت٢٢ ذي القعدة ١٤٣١ هـ   ۞۞۞  الموافق ٣٠ / تشرين الاول / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب فالح حسن شمخي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة