شبكة ذي قار
عـاجـل










أن تعترف أميركا بأنها مجرمة قاتلة وبأن مَن جلبتهم معها لتوليهم على رقاب شعبنا هم أيضا قتلة ومحترفي إجرام، أمر على غاية الأهمية بغض النظر عن الطريقة التي يتم بها وبغض النظر عن القناة الإعلامية التي تتولى الإعلان عنه. انه مفيد ضمن قاعدة من فمك أدينك إذ إن هناك من العراقيين ومن العرب من لا يقتنع بجرائم أميركا وزبانيتها وشركاءها بالغزو والاحتلال، إلا إذا جاء الاعتراف من أميركا حصرا وتحديدا، ونحن يهمنا أن يجد هؤلاء أنفسهم في زوايا الخسران والندم أو على طريق التوبة. والمفيد في تسريبات وثائق الإجرام التي نُسب قسم منها إلى أميركا وأخرى إلى المالكي كزعيم إيراني أو إلى إيران كطرف شريك في الغزو والاحتلال بالنسبة لنا, ليس في كونه قد أعطانا معلومات جديدة لا نمتلكها، إذ نحن نمتلك وشهود عيان على أضعاف مضاعفة مما أُعلن, بل هو مفيد في كونه يمنحنا وثائق مفيدة إعلاميا وأدلة يمكن للعدالة الدولية وقوى حقوق الإنسان أن تستثمرها إن كانت حقا تعمل من اجل خدمة الإنسانية. هذه قناعة راسخة، أُعبر عنها ببساطة ذلك لان الأمريكان لن يسمحوا بمحاكم عدل لا دولية ولا محلية, ولن يعيدوا للحياة شهيدا مغدورا في معتقلات عملاءهم ولا على حواجزهم الأمنية ونقاط تفتيشهم أو عند المداهمات الوحشية لبيوت العراقيين, ولن يستطيع أي قانون في العالم أن يعوض عذابات مئات الآلاف من الأسرى والمعتقلين والمحتجزين ولا يعوض الرعب المستوطن في نفوس الملايين.

 

المفيد أن يتمكن شرفاء العراق أفرادا وقوى سياسية وعشائر من توظيف الفضائح الإجرامية التي تم تسريبها لتصعيد الفعل الجهادي المقاوم, فالطريقة الوحيدة للثأر للدم وللعذابات، هو أن يسلّط العراقيون ما يناظرها على الغزاة وأعوانهم. الدم بالدم والشقاء بالشقاء والعذاب بالعذاب والرعب والخوف برعب وخوف أشد وأقسى وإلاّ فلا. والمفيد أن نعمق ونثخن جراح الثور الأمريكي فنضخ المزيد من المعاقين والمجانين والتوابيت إلى الشوارع الأمريكية تزامنا مع تسريبات ويك ليكس وليس بعد أن تستنفذ غاياتها المختلفة التي طُرحت من اجلها بما في ذلك احتمال أن تكون لوجه الحقيقة. والمفيد أن نحرّك شوارع المدن العراقية بحشد وتعبئة تُدين أميركا وإيران والمالكي وحزب الدعوة وفيلق بدر وجيش مقتدى، وان يكون أهل الفرات الأوسط والجنوب سبّاقين في هذه الحملة.

 

النظام الإيراني طائفي إلى النخاع وكذا الأطراف التي صدرتها إيران مع حشد الجيوش الغازية . هذه حقيقة طافية ولا غبار عليها ليس لنا نحن فقط بل لأمريكا قبل أي كيان آخر. فلماذا سمحت أميركا بان تكون إيران وأزلامها طرفا أساسيا في الغزو والاحتلال ؟ لماذا سمحت أميركا بدخول فيلق بدر بكامل تجهيزاته الخفيفة والمتوسطة وشبه الثقيلة ولم تمنع غير الدبابات والمدفعية بعيدة المدى عند دخوله من إيران تزامنا مع أيام الاحتلال الأولى ؟. إن ما كنا نعلنه عن شراكة بين إيران وأميركا في الغزو والاحتلال ولا يصدقنا احد قد أعلن الآن بصيغة وثائق سربتها أميركا عبر موقع الكتروني لا يستطيع أن يرسل رسالة حب ساذجة من غير موافقتها!!. والسؤال الملح الآن هو: ما ذا سيفعل من كان يكذبنا عندما نكتب ونتحدث علاقة الشراكة بين أميركا وإيران ؟.

 

تسريب الوثائق مفيد إن استثمرته القوى المناهضة للاحتلال لتصعيد فعلها لتقويض العملية السياسية الاحتلالية وتوضيح مضامينه لأبناء شعبنا بكل الوسائل المتاحة لتصعيد النخوة العراقية لأخذ الثار لكل جرم وقع على بلدنا و شعبنا. وعلى الجميع أن يضعوا خطة عمل طويلة الأمد ولا تتوقف مع انحسار زخم التسريب. ومن بين ما يجب التصدي له هو طوفان المواقف التي صدرت وستصدر من الخونة الموثقة جرائمهم في التسريبات مثل المالكي المجرم.

 

إن من اللافت والذي علينا كمقاومين أن نركز عليه هو لجوء المالكي وأعوانه فورا، ومن غير أن يطّلعوا على مضامين الوثائق التي نُشرت إلى أسلوب الدفاع الرخيص عن أنفسهم واللجوء إلى إجراءات محددة هدفها تمييع رد الفعل الوطني. ومن الواضح تماما إن ما أبرزته ردود فعل حكومة المالكي هو ليس الاكتراث بحجم ونوع الجرائم المرتكبة ضد العراقيين بقدر ما كانت هربا إلى الأمام لتخفيف وطأة الصدمة في اتجاهين:

 

الأول: إصدار حكم من المحكمة الاتحادية لإنهاء الجلسة المفتوحة لبرلمان العمالة للإسراع بإعادة تكليف المالكي بتشكيل الحكومة قبل أن تتصاعد تداعيات الفضيحة للحد الذي تفلت الفرصة من يد حزب الدعوة المجرم.

 

الثاني: محاولة التقليل من أهمية الوثائق وتهميش تأثيراتها المتصاعدة والتركيز على الدفاع عن المالكي وحزبه ومحاولة التقليل من وزن الجرائم وانعكاساتها على الرأي العام المحلي والعالمي.

 

نحن نعرف تفصيليا الطبيعة الإجرامية المتفردة لحزب الدعوة وبدر وجيش مقتدى وميليشيات الفضيلة. ونعرف إن منهج التطهير الطائفي والسياسي والعرقي هو سياسة فارسية تم تنفيذها على نطاق واسع في العراق لترويع الناس وإعطاء انطباعات عن السلوك المتهور المتعطش وغير الآبه للقتل لتحقيق النزعة الإجرامية كوسيلة لردع الناس وإخضاعهم لإرادة فارس الاحتلالية لبلدنا. ثم إن استخدام أساليب تعذيب مبتكرة يتم تسريب بعض تفاصيلها إلى الشارع لخلق أجواء من الرعب والفجيعة التي تحقق الصدمة الإنسانية والخوف المقيّد للحركة، هو الشق الثاني من الأجندة الفارسية التي ينفذها عبيد العجم من مالكي وجعفري ومقتدى وغيرهم. والذي نحن على يقين منه أيضا إن الأمريكان على علم تفصيلي بهذه الأفعال والأساليب وموافقة عليها. وهذا الأمر الذي طالما نوهنا عنه ووصفناه بالشراكة والاتفاق الفارسي الأمريكي الصهيوني. ومن هنا يأتي تأكيدنا على قناعات سابقة وراسخة إن الأمريكان في شقهم المتسلط الآن على القرار وليس شقهم الذي يقف وراء تسريب الوثائق, لن يتصرفوا بأية طريقة مؤذية لأحزاب الطوائف وميليشياتها ولن يقفوا بوجه المالكي وهو يعدو هو ومن وراءه ليمسك بزمام الحكم من جديد ليكمل مشوار إيذاء العراقيين وتمزيق العراق خدمة للاحتلال الفارسي من جهة وللاحتلال الأمريكي من جهة أخرى. الأمريكان يعرفون جيدا إن خطة توطين الاحتلال التي قدّمها احمد الجلبي وحزب الدعوة وفيلق بدر تقضي ببث الموت والتعذيب كوسيلة وحيدة لتركيع العراقيين وإجهاض رفضهم ومقاومتهم البطلة للاحتلال وتفريخاته الإجرامية.

 

الأمريكان قاموا بجريمة الغزو والاحتلال ونفذوا جرائم يندى لها جبين البشر في العراق وجزء من هذه الجرائم هو تمكين أعداء البشرية ووحوش السلطة الظالمة المتعسفة الفاسدة وعصابات القتل والنهب والسلب من رقاب العراقيين. والأمريكان يدركون جيدا إن الثأر الإيراني من العراقيين قد تم تنفيذه تحت حمايتهم وبعلم تام من أجهزتهم الأمنية وعساكرهم. وصار الآن جزء من الحقائق معلن من قبل أميركا نفسها في هذا التسريب الجزئي لوثائق الاعتداء على إنسانية العراقيين وحقوقهم المدنية. ولم يعد أمام كل المنظمات الرسمية وشبه الرسمية ومنظمات المجتمع المدني وتشكيلات حقوق الإنسان إلا أن تبدأ فورا بتقديم لوائح الاتهام ضد الأمريكان والفرس وعملاءهم حكام المنطقة الخضراء لتتحقق فوائد عملية من تسريبات ويك ليكس وإلا فان الضجة والفورة الآنية لن تداوي للعراقيين جرحا ولن ترفع عن مظلوم منهم حيفا، وسنضطر ومعنا العالم كله إلى قراءة ويك ليكس من جديد.

 

 

 aarabnation@yahoo.com

 

 





السبت٢٢ ذي القعدة ١٤٣١ هـ   ۞۞۞  الموافق ٣٠ / تشرين الاول / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب أ.د. كاظم عبد الحسين عباس نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة