شبكة ذي قار
عـاجـل










جميع ألأحرار  في العالم وبمختلف عناوينهم ومنظماتهم ومؤسساتهم السياسية والمهنية والإنسانية  يدركون لا بل يعلمون علم اليقين  بما حل في العراق ونظامه الرسمي الوطني وبمختلف مؤسساته الرسمية والشعبية والعلمية والحضارية والثقافية والاجتماعية نتيجة  احتلاله  بالاحتلالين ألأمريكي وإلا يراني ., وكذلك يدركون  ويعلمون جيدا  بما تذرع به المعتدون من حجج وذرائع  كاذبة لأجل  أن ينفذوا  إستراتيجيتهم  إلأجرامية التي أحرقت الأخضر واليابس والتي ابتدأت من خلال صفحتها الأولى  بالحصار الجائر الشامل  الذي دام لأكثر من ثلاثة عشر سنة  ثم أعقب ذلك  شن  الحرب وغزوه واحتلاله احتلالا عسكريا  وتدميره تدميرا كاملا  ثم انتهت  بصفحتها الأخيرة كنتيجة  مثمرة  بالوصول  إلى غاية مهمة  لهدف مرسوم لها  منذ معاهدة سايكس بيكوا ألا  وهي تقسيم  العراق  الذي  انطلقت  وستنطلق شرارته بالفتنة الطائفية المخطط  لها  تخطيطا  مسبقا لأجل  تدمير بنيته  الاجتماعية  الموحدة  أرضا وهوية .. نعم انه  التقسيم المبرمج لأجل تغير  المنظومات الرئيسية  اجتماعيا  وأخلاقيا ودينيا وحضاريا  والذي يبدأ من تقسيم  العائلة الواحدة  ثم الفخذ الواحد  والعشيرة ثم المكونات  المتآخية مع بعضها  ضمن  الشعب الواحد الموحد بأرضه وهويته الحضارية المعروفة  .

 

ان تاريخ  مسيرة البعث  معروفة لدى جميع الحركات التحررية  في العالم  والدليل  على ذلك  هو التجارب التي خاضها عبر مواقفه  الوطنية والقومية والإنسانية  النابعة من  إيديولوجيته  واستراتيجية النضالية الجهادية التحررية  والمستمدة من رسالة الإسلام الخالدة  المعطرة  بالإيمان والثبات والتضحية والصبر . إيديولوجية  نابعة من  روح وعقيدة الرسالة  التي حملها وجاهد من اجل  نشر دعوتها حبيبنا وسندنا وشفيعنا وقائدنا وملهمنا الحبيب  المصطفى  محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم وعلى اله وصحبه  .  من هنا نستطيع أن نعطي المعنى الحقيقي للبعث بأنه  بعث التحرر من العبودية والهيمنة والاستغلال , بعث المواقف  , بعث  الفداء والتضحيات ,, بعث المنازلة والجهاد , بعث التحرير والنصر  والسلام والبناء , بعث التجدد والعطاء.

 

 نعم انه بعث التجدد والعطاء  بعد أن  أعطى عشرات الالاف من الدماء الزكية  الطاهرة حفاظا على هوية وكرامة الأمة  .  بعث  التجدد والعطاء  بعد أن اجتمع عليه الأشرار من كل بقاع العالم  ليقاتلوه والذي سكت عنه وعن جماهيره في هذا العدوان مع الأسف الكثير من أبناء عمومته وبجميع عناوينهم  ومؤسساتهم سواء كانوا جيوشا أو ساسة أو دوائر مخابرات واستخبارات المنضوية تحت أنظمة الكثير من الحكام والأمراء والرؤساء , ومع  كل هذا وذاك  فقد بقي البعث  صامدا وشامخا بمبادئه وأهدافه وعقيدته  بمناضليه ومجاهديه  رغم  كل ما  تعرض له  من كوارث جراء احتلال  قاعدته الأصيلة  في  العراق والتي  أثرت في صميم قلوب  الكثير من رجاله المناضلين المجاهدين المؤمنين بالأمة الأوفياء ,لا بل تجدد البعث  تجددا عظيما من خلال نضاله وجهاده وإيمانه   بعد أن استفادت من التجربة الغنية والمريرة قيادته وقواعده المجاهدة المؤمنة والثابتة على المبادئ التي آمنوا  بها  جراء تمسكهم  بالعهد والوفاء  الذي عاهدوا به أنفسهم  في إكمال مسيرته الجهادية   .

 

 لقد استفاد  البعث من تجارب النضال عبر مسيرته النضالية الجهادية قبل وبعد  الاحتلالين الأمريكي والصفوي  , تلك التجارب التي استنبط  منها الكثير من العبر والدروس التي واجهت مسيرته  السابقة في الحكم  والتي لم تخلوا من الأخطاء  حاله حال  جميع  الحركات والأحزاب التحررية التي لاقت بعض الصعوبات جراء وقوعها في بعض الأخطاء التكتيكية أو الاستراتيجة أثناء مسيرتها التحررية  . ومع كل هذا  وذاك فان البعث فاجأ الكثير من المحيط  الدولي والعربي والكثير من المراقبين السياسيين الذين يتصدرون المقاعد الأمامية للكثير من  الأحزاب المعادية  والبعض السيئ من الأحزاب والكتل  المؤمنة بالطائفية وهم يتوقعون وقد خاب ظنهم لا بل  وصل الأمر بهم  أن  يراهنوا  من على وسائل الإعلام المعادية  بان  البعث  في العراق  بعد احتلال أرضه وشعبه وإسقاط نظامه من قبل الاحتلالين الأمريكي والصفوي قد انتهى !! ولكن ثبت لهم العكس هو الصحيح إذ  فاجأهم   البعث بفكره القومي الرسالي الخالد من خلال إثبات وجوده على الساحة العراقية  مبشرا الجماهير  في الوطن العربي  بأنه يخوض معارك الشرف والعز من خلال قيادته  المقاومة العراقية المسلحة  التي زلزلت الأرض من تحت  أقدام  المحتلين  , ويبشر رفاقه  المناضلين في القيادة القومية وتنظيماتها على ارض العرب  قائلا  لهم أيها الرفاق المناضلون إن حزب  البعث العربي الاشتراكي في العراق  قد تجدد  ثائرا  مناضلا مقاوما مجاهدا  معافى ينهض  بقوة وعطاء وتضحية  مناضليه المجاهدين الرابضين على ساحاته الجهادية يقود اعتى وأشرس مقاومة عراقية مسلحة  وجدت في تاريخ الحروب التحررية بفعل وعي وصمود وإيمان المجاهدين عسكريين ومدنيين , مقاومة عراقية مسلحة وموحدة  بقيادة مجاهدة  تضم تحت خيمتها  فصائل  وطنية وقومية وإسلامية  , فصائل مجاهدة احتضنها  البعث ويحتضنها وسيحتضنها في جوهر فكره وشرايين مبادئه وروح أهدافه  ونبض شعاره الممتد على طول وعرض ارض العرب التي ودعت أرواح شهدائه  الذين نزفوا دماءاً  طاهرا  للدفاع عنها  .

 

إذن  أليس من حق ألبعثي المناضل المجاهد على ارض العراق والعروبة أن يسال ليباهي الدنيا  بسؤاله    كيف نهض البعث من جديد  قويا صلبا ؟ . ثم يجيب  عليه مفتخرا  بالجواب  :   لقد نهض  البعث من جديد على دماء وأنقاض وأنين وجوده وفي ظرف مستحيل باستحالة  مطلقة على الأرض , وهذا الوجود جعل من البعث ومناضليه ومجاهديه أن يؤسسوا  وجود الحزب على الانطلاقة الشاملة  لتحقيقه  ما تحقق اليوم من حسم المعركة المسلحة وكما يلي  :ــ

 

1. الحسم الذي حقق هروب قوات ألغزو من ارض الجهاد ارض الرباط ارض الرافدين .

2. الحسم الذي سبب إيقاف القتال من جانب واحد .

3. الحسم الذي تحقق من خلال  انسحاب وهروب العدو المحتل من دون أن يتفق  مع المقاومة التي يقودها البعث على الهروب أو الانسحاب.

 

أليست هذه هي المعجزة التي حققها  البعث بتوفيق من الله  ليبشر بها جميع حركات التحرر المناهضة لكل احتلال واستعمار وهيمنة وسيطرة واستكبار  في وطننا العربي والعالم  ؟ وألبس هذا هو التجدد والعطاء من خلال الإيمان في الولاء والانتماء اللتان صنعت المقاومة الشرسة التي هزمت الأعداء ؟ .

 

ومع هذا فان البعث المتجدد  أصبح اليوم  ومن بعد ثماني سنوات من الاحتلال بالرغم من  مراهنة أعداءه  على أنه انتهى  خاب ضنهم وخسئوا , قد  بدأ  منذ احتلال العراق في تنفيذ  صفحته الأولى التي عرفها  العالم والأمة بإستراتيجية البعث ومقاومته الوطنية  ... واثبت للعالم وأمته  من خلال إستراتيجيته بان المستعمر ( الديمقراطي الجديد ) والحريص على تدمير حضارة وانتهاك  حقوق الإنسان العراقي  هو باقي وجاثم  على ارض العراق , ثم  كشف للعالم   من خلال إستراتيجيته بان المستعمر الديمقراطي الإجرامي الإرهابي الطائفي  الجديد  مارس ويمارس فنون هواية  المراوغة والخداع والتضليل لتبرير  صفحات مشروعه ألاحتلالي .. وبيد  من ؟ بيد بشر  يكره العراق وشعبه .. يعشق فنون  القتل والتهجير والطائفية من اجل تقسيم أرضه وشعبه إلى ولايات صفوية وانفصالية .. بشر لم يشاهد  العالم من أمثالهم وهواياتهم  المعروفة من خلال ارتكاب الجرائم  ونهب المال العام معتمدا  على  عملائه وجواسيسه ومنافقيه وملونيه وتجاره المغلفين بالوطنية تارة وبالمقاومة تارة أخرى من دعاة المقاومة . فبعث اليوم وبقيادة شيخ  المجاهدين المهيب الركن عزة إبراهيم الدوري قائد المقاومة العراقية المسلحة وبجميع فصائلها الوطنية والقومية والإسلامية  قد اعتبر وجود الاحتلالين الأمريكي والصفوي هو وجود  قائم ولا يزال في بلدنا بالرغم من انسحاب قواته  إلى القواعد المعروفة , وما يزال يعمل بمشروعه  السياسي  الطائفي ألتقسيمي معتبرا هذا  المشروع مشروعا باطلا بحكم  جميع الشرائع السماوية والقوانين الدولية  .فكيف بالبعث ومجاهدوه من رجال المقاومة العراقية المسلحة  أن يقبلوا  وهناك  عملية سياسية هزيلة إجرامية  صنعت من قبل  الاحتلالين موجودة على بقعة  صغيرة  جدا تقدر ب (2ــ3 ) كم مربع  من ارض بغداد  دار السلام وفي المنطقة   التي تم تسميتها بالمنطقة الخضراء  ؟..

 

فعلى المحتل الباغي أن يحسب  لهذا  ألف حساب قبل أن يقع في الهاوية التي ستجعل من أميركا مهزلة للشعوب والأنظمة الدولية وهي تعيش حالة من الفشل  الاقتصادي والتجاري الذي سبب  لها ولشعبها العجز المالي ناهيكم عن الفضائح  التي ارتكبتها بحق الشعب العراقي ابتدءا من كذبة الحرب على العراق مرورا بتدمير بنية العراق التحية ثم  الإبادة المنظمة للشعب العراقي من خلال استخدام قواتها المحتلة لجميع أنواع القنابل العنقودية والفسفورية والنووية المحدودة  وتذرعها  الكاذب  وأمام الإنسانية جمعاء بعد أن اكتشف كذبها  بعدم وجود أسلحة الدمار الشامل ثم تبديلها بذريعة أخرى في  انعدام  الديمقراطية في العراق والتي استبدلتها بالديمقراطية الدكتاتورية الطائفية الفارسية , ثم الفضائح في أبي غريب و آخرها التي كشفت المستور لديمقراطيتها الإجرامية بحق الشعوب والتي أعلنها على العالم والشعب الأمريكي   موقع (ويليكيليس) . فضائح أثارت وثائقها استغراب واستهجان وتنديد واستنكار وفزع منظمات حقوق الإنسان والمحكمة الدولية الخاصة بجرائم الحرب بما فعلته وتفعله القوات الأمريكية ومن معها  من دول تحالف الشر وفضائح حكومة الاحتلال المالكية الصفوية الخاصة والعامة في قتل وتعذيب الشعب العراقي بالرغم من أن  ما نشر في هذا الموقع إنما هو  جزء من الحقيقة وليس كلها  .

 

 نعم على إدارة الولايات المتحدة الأمريكية أن تحسب  الحساب لإخراج نفسها من المأزق وتصلح نفسها  قبل أن توقع في مساوئ التاريخ  الذي لا يرحمها كدولة عظمى لاحتلالها على المرتبة الأولى في الإرهاب الدولي والمنظم والميليشياوي جراء اعتمادها وإسنادها ودعمها لأحزاب وكتل إجرامية طائفية في الانتماء والأصل   , نعم على الولايات المتحدة الأمريكية أن تحسب هذا الحساب  قبل أن  تصبح  بعد ذلك مرجعا لقصص قصيرة يتناولها  أطفال الشعوب التي عانت وتعاني من عنجهيتها وحروبها وقتل أبنائها وهم يستهزئون بالبدع والذرائع التي تذرعت بها  إدارة المجرم  بوش الكذاب  في احتلالها للعراق , وما خلف تلك الإدارة المجرمة من إدارات بقيت  ومع الأسف سائرة في نفس الاتجاه المعروف عنها بالعنجهية والإجرام  والبعيدة كل البعد عن إنقاذ شعبها وسمعتها وحضارتها من البعث المتجدد القوي الصلب المجاهد المقاوم لها ولكل حكومة  احتلال مصطنعة من قبلها  وبيد من ؟ بزنود  رجال البعث مقاومته الباسلة  ومن معه من الفصائل المجاهدة والأحزاب والحركات والشخصيات السياسية المناهضة للاحتلالين الأمريكي والصفوي ... وقد اعذر من انذر  .

 

 

أبو علي الياســـــــري

العراق المحتل / النجف الأشرف

٠٢ / تشرين الثاني / ٢٠١٠

 

 





الاربعاء٢٦ ذي القعدة ١٤٣١ هـ   ۞۞۞  الموافق ٠٣ / تشرين الثاني / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب أبو علي الياســري نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة