شبكة ذي قار
عـاجـل










ألمقدمة

 

تسريبات وكيليكس عن جرائم الأمريكان وجارة السوء إيران بحق الشعب العراقي لم تأتي عن فراغ , بل أن تحركات كلا الطرفين توحي بأن كل منهما يهيئ لقفزة إستراتيجية يحاول أن يتمدد بها على حصة الآخر من ارض العروبة , وفي مقدمة ذلك أرض العراق .. فبالنسبة لإيران تجد السرعة ضرورية في تحيق ذلك , في الوقت الذي يجد فيه الجانب الأمريكي التريث والمماطلة لكي تنجز ما تراه لازماً من إجراءات في استكمال مخطط  تنفيذ مشروعه الشرق أوسطي , بعد أن حطمت المقاومة العراقية ووحدة أبناء الرافدين آماله في أن يكون احتلاله للعراق الباب الواسع لتحقيق هدفه هذا , الساعي لشرذمة اقطارالوطن العربي , لصالح الكيان الصهيوني في بناء دولة اليهود ( من النيل إلى الفرات ) وبالسرعة والسهولة التي أوهموه بها العملاء المزدوجين الذين يحكمون اليوم العراق على طريقة علي بابا والأربعين حرامي ..

 

أين وصلت المخططات والمسارات التي سلكها مثلث الاحتلال :-

 

أولاً ) الجانب الأمريكي :-  كان الهدف المركزي الذي دعى الأمريكان لاحتلال العراق هو إسقاط النظام الوطني الذي أصبح خطراً على مشاريعه الساعية نحو السيطرة على العالم وثرواته النفطية والمعدنية وذلك من خلال قيام نظام البعث بالانجازات الضخمة التي وضعت العراق, وبفترة قصيرة من الزمن , على أعتاب دخوله ميدان الدول المتقدمة صناعياً , من خلال تأميمه للشركات النفطية الأجنبية واستثمار باقي ثرواته المعدنية استثماراً مباشراً , وقيامه بأضخم وأسرع ثورة تنموية  , تلك الثورة التي أصبحت نموذجاً عالمياً تسعى كل شعوب ودول [ العالم الثالث ] الاقتداء بها , الأمر الذي وجدت فيها الدول الاستعمارية وفي مقدمتهم أمريكا , إن بقاءها سيكون سبباً يهدد مشاريعها في سيطرتها على العالم .... غير أن الضربات القاتلة التي تلقاها الجيش الأمريكي على أيدي أبطال المقاومة العراقية ومن خلال وحدة صف شعب الرافدين خلال مدة احتلال أمريكا للعراق جعل هذه الدولة ( الأعظم ) في العالم أن تتستر على تردي حالتها المعنوية المهزومة أمام شعب الأنبياء والحضارات وتهدئ من اندفاعها المشبع بالغرور , خصوصاً بعد أن أحست بالطُعم المسموم الذي قدمته لها إيران من خلال عملاءها ألمزدوجي الولاء , والذين أصبحوا بعد الاحتلال حكاماً على العراق يعملون لإيران بإرادتها .... لقد أصبحت أمريكا , نتيجة خسائرها أمام المقاومة العراقية وكذبها على شعبها والعالم في مبررات إعلانها الحرب على العراق ونظامه الوطني , ما بين  سخرية العالم منها وغضب شعبها الذي اكتوى بنتائج هذه الحرب التي كلفته دماء شبابه وأموال الضرائب التي دفعها للحرب والتي كانت نتائجها المليارات التي ذهبت لخزائن الشركات ألأمريكية عابرة القارات , بالإضافة لتسريح الكثير من العمال نتيجة الأزمة الاقتصادية , وبين خبث الشريك الإيراني الذي طغت سلطاته في العراق على قدراته السياسية في هذا القطر وعلى مساحة مشروعه الشرق أوسطي وذلك باندفاع هذا الشريك باتجاه سوريا ولبنان ليكون شريكا للعدو الصهيوني وذو حصة كبيرة في تقاسم الأرض العربية .

 

إن أمريكا في إعلانها الانسحاب من العراق , لم تكن تعني ذلك بجدية , يل إن كل الضر وف التي تحدثنا عنها آنفاً دعتها لإتباع هذا النوع من المخادعة لتحقق نجاح مشروعها عن طريق جديد , وتبقي طريق العراق مُعَوّمأ لحين تحقيق نجاحها عبر الطريق الجديد ...... وطريق أمريكا الجديد يبدأ من جنوب السودان ويمر عبر الصومال ومن ثم السيطرة على خليج عدن ومضيق باب المندب , ثم البحر العربي وجنوب الجزيرة العربية ( اليمن وحضرموت , وعُمان ) . وتكون بذلك قد طوقت المنطقة العربية من كل الجهات , ليكون أمر تفتيتها سهلاً لصالحها وصالح الكيان الصهيوني . وفي هذا الوقت تكون المفاوضات التي ترعاها أمريكا بين حكومة الدولة الفلسطينية والكيان الصهيوني شارف على نهايته في تحقيق يهودية هذا الكيان , بل وابتلاع كل غزة والقدس ,عن طريق استمرار الاستيطان اليهودي فيهما أمام عجز الحكومة الفلسطينية والدول العربية من إيقاف ذلك ..

 

الطريق الجديد لأمريكا يدخل فيه الكيان الصهيوني والصهيونية العالمية بشكل فاعل , حيث أن جميع عناصر إثارة الأزمات المحلية في هذه المناطق هم من الموالين للكيان الصهيوني أو أدوات بيد هذا الكيان , خصوصاً وان مناطق كثيرة من أفريقيا قد امتد إليها النفوذ الصهيوني , خصوصاً وان الحكومات العربية وجامعة الدول العربية قد أعفت نفسها من متابعة نشاط هذا الكيان الذي لم يصبح خطراً على الوطن العربي فحسب , بل على ما يحيط بهذا الوطن من مجالات إقليمية حيوية ( من النواحي السياسية والاقتصادية ) . وراحت هذه الجامعة منذ أن باع السادات القضية الفلسطينية ولحد الآن تتنصل عن مسئوليتها في الدفاع عن حق الفلسطينيين في فلسطين وعودة اللاجئين من أهلها في الشتات إليها ,  وركبت موجة التآمر مع الامبريالية العالمية على كل ما هو خيّر من تجارب الأقطار العربية لتسقطه لصالح أعداء الأمة , وما تآمرها والحكومات العربية على النظام الوطني في العراق مع التحالف الأمريكي الصهيوني الفارسي عام 2003 ببعيد عنا  ....

 

تسعى أمريكا بعد انسحاب بعض من قواتها من العراق إلى السيطرة وتثبيت أقدامها في أهم وأخطر منطقة إستراتيجية في العالم , وهي منطقة مضيق باب المندب وخليج عدن , وهذه المنطقة تقع طبعاً ضمن إطار الوطن العربي , ولتوضيح ذلك نذكر ما يلي :-

 

1) تحيط بهذه المنطقة كل من اليمن والسودان والصومال , وان كلٌ من أمريكا  والكيان الصهيوني يقومان منذ مدة باحتواء هذه المنطقة بكل هدوء ويستنفران الدول الصناعية الكبرى في كل من أوربا وأسيا للدخول بأساطيلها لحمايتها من مخاطر موهومة تصطنعاها لإرهاب تلك الدول التي لها مصلحة أساسية في حماية هذا الممر الدولي الهام . ومن هذه المخاطر المصطنعة , على سبيل المثال , مايلي :-

 

 أ ) حاولت أمريكا أن يكون لها قوة عسكرية في الصومال ولكنها لم تستطع بسبب رفض قواه الشعبية المسلحة وتصديها لعدة محاولات لقوات المار ينز للنزول على الساحل الصومالي , كما أن أمريكا لا تستطيع أن تدخل في عمق الصومال وهي منشغلة بحرب ضروس في كل من العراق وافغانسنان . ولذلك فقد ابتكرت من الإرهاب أسمته ( القرصنة ) , نوع وهو إرهاب من صناعتها , لاستدراج الدول ذات المصلحة في عبور تجارتها بسلام من هذا الممر الدولي الهام , ليكون لها وجود عسكري فيه .

 

ب ) إما في اليمن فإن أمريكا تتسابق مع نظام ولاية الفقيه للتدخل في الشؤون الداخلية لدولة اليمن , كلٌ لما يخدم مصالحه الخاصة . فعادت أمريكا لتستعمل ( مصطلح القاعدة ) الذي يعتدي على سفارات الدول التي لها مصلحة في عبور تجارتها مضيق باب المندب وفي الفترة الأخيرة صنعت أمريكا خديعة جديدة اسمها [ الطرود الملغومة ] لتزيد الضغوط على الحكومة اليمنية لترضى بتدخل  أمريكا أو من ينوب عنها بشؤونها اليمن الداخلية ...!!

 

ج ) ولإضعاف السودان ومصر المطلتان على الساحل الغربي للبحر الاحمر فقد وقفت أمريكا مع انفصاليو جنوب السودان , الموالين للصهيونية العالمية والكيان الصهيوني , متوخية إضعاف السودان بحرمانه من ثروة النفط المتوفرة في الجنوب . والتحكم بمياه النيل وفق ما يشتهيه الكيان الصهيوني وعلى ومفق لايرضي مصر والسودان ......        

 

2 ) تركت أمريكا أمر العراق إلى عملاءها ألمزدوجي العمالة من سفلة البشر وسقط المتاع وهي تعرف أنهم سينحازون إلى أمهم , دولة ولاية الفقيه في طهران . وهدفها من ذلك استغلال النزعة الإيرانية في تفتيت العراق عن طريق إثارة النزاعات الطائفية ومن ثم إجبار الحكومات للدويلات والإمارات العربية المجهرية في الخليج العربي للقبول بالحماية الأمريكية تجاه التهديدات الإيرانية القادمة من الشرق ومما لديها من نفوذ في العراق .... وفي هذا المجال فإن الكيان الصهيوني هو الآخر قد استغل هذه الناحية فعبرت وحداته البحرية عبر مضيق عدن (بعد أن كان محرماً عليها ) لتدخل الخليج العربي , وتعلن تواجدها في البحر العربي ....

 

إما بالنسبة لإيران فإن مشروعها في العراق قد تكفل به عملاءها وفي مقدمتهم المالكي ,الذي استمرأ طعم الدم العراقي فكانت مجازره التي راح ضحيتها الآلاف من الشهداء العراقيين والتي كان آخرها مذبحة إخواننا المسيحيين الذين كانوا يؤدون شعائرهم الدينية في كنيسة سيدة النجاة , وما أعقبها وسبقها من تفجيرات بالسيارات المفخخة والقنابل اللاصقة والصواريخ , وكانت كل هذه التفجيرات التي تقوم بها عصابات فيلق بدر وجيش المهدي وعصائب أهل الحق وغيرهم ممن تدربوا على الجريمة في فيلق القدس الإيراني . وقد كانت كل هذه الجرائم قد صممت على أساس إشعال الفتنة الطائفية والعرقية والدينية , بغية تفتيت النسيج الوطني العراقي وبالتالي شرذمة العراق إلى دويلات حقيرة تدخل في إطار مشروع الكيان الصهيوني الذي يجد في العراق الموحد العقبة الكأداء في بقاءه ككيان , فكيف إذا كان الأمر في توسعه وامتداده في الأرض العربية ........!!!!؟؟؟؟ .  

 

وتجاوزت إيران مهماتها في العراق لتمتد كما أسلفنا باتجاه البحر الأبيض المتوسط عبر النظام العلوي في سورية , تنفيذاً لحلمها القديم في ان يكون لها إطلالة على البحر الأبيض المتوسط , وما زيارة أحمدي نجاد إلى لبنان وخطابه بجماهير حزب الله العميل لإيران , وتحديه لدولة لبنان وكل العرب إلّا دليل لتوجهاتها هذه ... ولم تقف شراهة إيران عند هذا الحد بل توجهت أنظاره صوب أفغانستان  ليقوم بأرشاء رؤساء القبائل عن طريق رئيس الدولة الأفغانية المنصب من قبل الأمريكان ليثير القبائل ضد الثوار الذين يقاومون الاحتلال الأمريكي ...!!!

 

ألخاتمة

 

فيما تقدم بعض من الملاحظات حول التحرك الأمريكي الصهيوني الفارسي في المنطقة التي يراد السيطرة عليها , تشير الى أن أمريكا تحاول إن تخرج من ورطتها في احتلال العراق بإكمال المهمات الرئيسية للغريزة التوسعية للصفويين الذين يحكمون إيران .... ولكن الذي لابد أن تفهمه امريكا , وكذا إيران والكيان الصهيوني وعملاءهم الاخسّاء بأنهم سيهزمون على أيدي مقاومة أبطال الرافدين وستموت أحلام أمريكا في أن يكون القرن الحادي والعشرين قرناً أمريكيا, بل ربما ستدحرج لكي تسبقها دول أخرى وهي مرشحة الآن لذلك ، وكذا الحال بالنسبة لإيران المهددة بالانفجار من الداخل ، ولا أعتقد بأن الكيان الصهيوني ( الغريب قومياً ودينياً ) عن محيطه (العربي الإسلامي الواسع الكبير ) بقادر على المطاولة والصمود أمام الجيل القادم من شباب المقاومة الفلسطينية , الذي يرفض التهالك على المكاسب السياسية التي تمادى رجالات فلسطين الذين يسيطرون اليوم على نشاطات المقومة المسلحة في فلسطين ..... وسننتصر بإذن الله وسيندحر الاحتلال الصهيو أمريكي الفارسي , هو وعملاءه الذين سيحاسبهم شعب الرافدين , وإلى جهنم وبٍأس المصير ومن الله النصر والتوفيق ........

 

 





السبت٢٩ ذي القعدة ١٤٣١ هـ   ۞۞۞  الموافق ٠٦ / تشرين الثاني / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب محمد عبد الحياني نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة