كنت أبحث عن التي شيرتات والقمصان التي يرتديها جنود الإحتلال في العراق ، حين وقعت على خبر ومعلومة فظيعة.
الخبر صادر عن مصدر موثوق به وشاهد من أهلها: جوزف ولسون .

جوزف ولسون دبلوماسي امريكي تقاعد من الخدمة الخارجية في 1998 وكان آخر منصب شغله سفير أمريكا في الجابون بأفريقيا. عمل مبعوثا الى الدول الافريقية والعراق اثناء حكم بوش الاب ، وفي ايام كلنتون اصبح مدير الشؤون الافريقية في مجلس الأمن القومي. ويدير حاليا شركة خاصة به . جلب ولسون انظار العالم لأول مرة حين نشر في نيويورك تايمز بعد اربعة شهور من غزو العراق في 2003 مقالة بعنوان )مالم اجده في افريقيا( كذب فيها ماقيل عن شراء العراق يورانيوم من النايجر، وهي الكذبة التي عرفنا هنا في غار عشتار من وراءها. وفي المقالة وثق ولسون مهمته في عام 2002 لوكالة المخابرات المركزية للتحقيق في هذه القضية, وقال في المقالة ان ادارة بوش قد كذبت ولوت عنق المعلومات من اجل تهويل الخطرالعراقي. بعد اسبوع من نشر تلك المقالة ، قام الصحفي روبرت نوفاك في عموده بصحيفة واشنطن بوست بالكشف عن ان زوجة ولسون فاليري بليم تعمل ضابطا سريا في وكالة المخابرات المركزية. وكانت هذه محاولة من ادارة بوش للثأر منه لأنه فضح كذبها. ولعلكم تعرفون ملابسات وتوابع تلك القضية.

المهم ان ولسون زار العراق في أوائل هذا الشهر وعاد ليقول "لقد عدت لتوي من بغداد وهي في حالة فوضى ، وأود فعلا ان نتحدث حول سبب بقائنا هناك. لدينا 50 الف ولدا هناك. ماذا يفعلون؟" وأضاف - وهذا صلب موضوع ما اريد ترجمته :

"قضيت 45 دقيقة في بغداد (يقصد في أسواق الجيش الأمريكي في المنطقة الخضراء) محاولا ان اجد تي شرت لم يكن يحمل كتابات عنصرية او عدوانية . حيث كل ما لديك هو تي شرتات تباع للجنود مكتوب عليها "kill ragheads". كيف يتفق هذا مع قولنا "اننا هنا للمساعدة في جلب الديمقراطية لشعبكم؟"

تعبير raghead هو من التعبيرات الشعبية الأمريكية المهينة للعرب والمسلمين وكلمة (rag) تعني (خرقة) وهي تشير الى (العمامة او الكوفية او العقال) وأي شيء يوضع على رأس الرجال في المنطقة العربية والاسلامية . فكأن ترجمة التعبير قد تكون "اقتل أبو الخرقة".

تصور هؤلاء هم الذين سيجلبون لنا الكرامة والديمقراطية !!