شبكة ذي قار
عـاجـل










قد يبدو هذا السؤال شوفينيا متعنصرا يحمل جوابا قاطعا إلى انتماء امة أو شعب من يسأله فقد يبدو العربي متعنصرا إلى قوميته ضد إيران بالتحديد إذا كان مثلي ومن هم على شاكلتي في قوة التعلق بقوميتي لذلك ولتوضيح حقيقة مهمة أحب بداية أن أقول نحن لسنا ضد إيران كشعب ولا ضد إيران كحكومة فهم يعنون أنفسهم أمرهم لهم إذا كان سلبا أو إيجابا طالما ابتعدوا بمخططاتهم وأطماعهم عنا ولست معنيا بغيرنا من شعوب الأرض إلا بقدر ما تحمل قوميتي وتعاليم ديني من مبادئ حب وخير إلى الإنسانية ولكني ضد سلوك هذا البلد الذي يجاور امتنا ويسمي نفسه إيران ونقف بنفس الحدة مع أي دولة أخرى قريبة كانت كإيران أو تركيا أو اسبانيا أو بعيدة كالولايات المتحدة أو بريطانيا أو فرنسا أو الصين أو غيرها تحاول المساس من وجود امتنا وحضارة شعبا مهما كانت تمتلك من عناصر القوة والنفوذ والسطوة وكما إن من حقهم المساهمة في بناء الحضارة الإنسانية عن طريق تطورهم الذاتي وبناءا على ما تقتضيه مصالحهم الخاصة ، فان لنا نحن أيضا نفس الحق وبنفس القوة أن نجتهد في طريقة مساهمتنا وما نقدمه لتقدم الحضارة الإنسانية بمعنى إننا لن نقف ضد الفعل الإيراني تجاهنا في ذات الوقت الذي نفتح ذراعينا لاستقبال أي أجنبي آخر إلا بقدر استعداده للتعامل معنا ضمن اطار احترام سيادتنا بناءا على ما نمتلك من ارث حضاري وواقع مبني على أساس ذلك الإرث .


نعم لا نتنكر فقد كبت امتنا ووقعت كما وقع غيرها من شعوب الأرض تحت نير الاستعمار لفترات طويلة حالكة الظلمة واقتطعت أوصال من جسمها العزيز ولا فرق بين تلك الدولة المستعمرة أو هذه ولا بين شبر من أرضنا العربية في أي قطر تقع , فهل هذا يتوجب علينا نحن أبناء هذه الأجيال أن نستسلم للأمر الواقع ونقر بأننا متخلفين مستضعفين ولا يجدر بنا إعادة النهوض فتلك أيام خلت ولن تعود كان فيها أجدادنا لأتغيب الشمس عن إمبراطوريتهم وكانت علومهم منارا للأمم ومنهل للعطاء كما يقول قسم من المستغربين والمستشرقين الذين ينشرون ثقافة الاستسلام , هل يجب علينا أن نبحث عمن يحمينا تحت ذريعة تطورهم العلمي وقوتهم العسكرية بينما نضع رقابنا وأعراضنا وخيراتنا تحت رحمة الأجنبي نبحث بين ثناياها عما يبقينا يوما إضافيا ونحن نعرف مصيرنا الأسود .


عجبي لمن يدعي الانتماء إلى الشريحة المثقفة والواعية كيف يقر بان إيران دولة إسلامية ويجيز بل يوجب الاحتماء بها ولا يفقه إنها تعمل على تنفيذ مشروع يرتدي لباس الإسلام يخدمها ويحقق برنامجها التوسعي الذي يعيد أمجاد ساسان وفارس بالتعاون لا مع الغرب فحسب بل حتى مع الشيطان على حد تعبير دجالهم الكبير صاحب نظرية ولاية الفقيه المقبور خميني .


مفارقة غريبة تلك التي يعمل على نشرها وترسيخها رواد وانصار الفكر ألصفوي خصوصا منهم العرب بدعمه ومساعدته ومؤازرته حتى تصل بهم الوقاحة إلى الفصل بين أجزاء الجسد العربي الواحد مشرقه ومغربه أو شماله وجنوبه في نفس الوقت الذي يتعاملون به على أن الوطن العربي ككل يجب ان يخضع للنظريات الفارسية التوسعية والى إلغاء إمكانيات الأمة على النهوض إلا في ظل النهضة الفارسية تحت مسمى الدين الإسلامي فيسعى إلى تسخير طاقات امتنا للتنمية والتبعية الفارسية ولا يفكر في السعي إلى نهوض الأمة العربية فتكون محصلته مثلا لا حصرا أن توضع المقاومة العراقية بعد خلط الاوراق ضد الأمريكان كدولة احتلال في خانة الإرهاب لمحاربتها بينما يجب أن تخضع للاملاءات الإيرانية تحت ذريعة فراغ العراق الذي خلفه الاحتلال حتى من دعم النظام العربي الرسمي وغياب القوة العربية التي تكافئ القوى الأجنبية , فيما يشرعن المقاومة في بقعة أخرى لان إيران تدعمها فأي عمى يقع تحت تأثيره من لا يرى قدرات المقاومة العراقية التي دفعت بأمريكا ومن حالفها وما تتصف به من إمكانيات المواجهة القتالية والعلمية التي لا حصر لها إلى الانهيار الذي لا يحتاج إلى دليل لإثبات صحته ؟


أي معتوه يعمل على تذويب الفوارق بكل ما تحمله هذه الكلمة بين العرب وغيرهم في قلب وطنهم وتحت أي صيغة وبأي مبرر يمكن أن يحدث هذا فيرى التمدد الفارسي الذي استفحل في لبنان أو من خلال حماس توحدا عربيا فارسيا بينما يضع الفوارق بين العرب مع بعضهم البعض؟


إن صحح هذا فسينطبق على الحالة مع الفكر الصهيوني الذي يتمتع بالكثير من المزايا المعروفة التي لا يمتلكها الفكر ألصفوي بمعنى إذا كان الوجود ألصفوي الفارسي في لبنان وفلسطين أو الخليج العربي توحدا يتجاوز الهوية القومية إذن لماذا نقاوم الوجود الصهيوني في فلسطين ولماذا نطالب بلواء الاسكندرونة أو سبته ومليلة أو نؤكد على الهوية العربية لجنوب السودان والصومال وارتيريا وغيرها ما دام فرض الأمر الواقع هو المقياس المعياري للتعامل مع الأجنبي .


لقد ساهم النظام العربي الرسمي بأقصى حدوده وبغباء لا يمكن أن يتكرر في تاريخ امتنا العربية في غزو العراق وتدمير طاقاته البشرية والعلمية وسرقة ثرواته تنفيذا لرغبة الغرب ومشروعه الاستعماري ومع هذا فإننا نعتبر ذلك شأنا خلافيا عربيا داخليا لنا القدرة على تجاوزه وحله مع أخوتنا وأبناء عمومتنا , ولكن إيران تحالفت مع الغرب في تقاسم الغنائم بعد أن ساهمت في التخطيط والتنفيذ لعدوان يلغي كل ما هو عربي في العراق ويدمر طاقاته وقدراته ويعيده إلى عصور الظلام والتخلف لأنها تدرك أن العراق ونظامه الوطني هو اليد الضاربة التي لا يمكن للفرس مع وجودها أن يتمددوا غرب بلادهم ولو حتى سنتمترا واحدا لذلك وحسب تقاسم الأدوار وبعد خلق هذا الفراغ في توازن القوى الإقليمي أصبح احمدي نجاد يتحدث بلسان العرب ليسحب البساط من تحت أقدامهم مقابل صواريخ يطلقها حسن نصر الله أو حماس على الأراضي الخالية التي تخضع لسيطرة النفوذ الصهيوني يخلف ردة فعل قاسية جدا ومدمرة تثبت الضعف والعجز العربي وهذا بالضبط ما سعت كل القوى الغربية لتحقيقه وعلى أساسه قام مشروع العدوان على العراق .


سؤال بسيط يمكن أن نضعه للتميز بين العدو والصديق , ويجعلنا نقف على صحة ادعاءات إيران ويوضح تحالفها مع الغزو الأمريكي الصهيوني هو هل إن الكيان الصهيوني يحتل فلسطين وتعاليم ديننا تلزمنا قتاله بينما لا نسمي ما فعلته أمريكا في العراق احتلالا وهل إن فلسطين ارض إسلامية بحسب نظرية ولاية الفقيه يتوجب تحريرها والدفاع عنها بينا في العراق الحالة تختلف حيث يتم الترحيب بالوجود الأمريكي أو الفارسي؟


بمعنى هل نسعى لتحرير فلسطين من براثن الصهاينة ونقاومهم بينما نشرعن العدوان على العراق واحتلاله ؟
هذا هو بالضبط ما تفعله إيران ونظامها العنصري من خلال مشروعها الذي تسخر كل طاقاتها من اجل تنفيذه فدعمها لحسن نصر الله ولحماس من اجل إظهار التفوق الصهيوني والسعي إلى إقناع المواطن العربي بالاستسلام للإرادة الأجنبية والإقرار بحالة العجز وتشويه المعنى الحقيقي للمقاومة تحت عنوان المقاومة وهي وكما هو غيرها تدرك ثقل وعظمة الدور الذي لعبه العراق في خدمة قضية العرب الكبرى فلسطين ولن ينجز مشروع احتلالها مع بقاء العراق قويا موحدا خصوصا بعد ما وصل إليه من تطور صناعي وعسكري نوعي أصبح به يشكل مصدر قوة للعرب وتأكدت هذه القوة بعد أن دكت صواريخ العراق , صواريخ الحسين والعباس , حصون الصهاينة أبان العدوان الأمريكي في بداية تسعينات القرن الماضي وأصبح واضحا عجز الصهاينة بل وانعدام قدراتهم الدفاعية في مواجهتها وهذا ما تحقق بعد الغزو الأمريكي حيث تبنت أجهزة المخابرات الفارسية توجيه عملائها إلى إتمام تدمير ما عجز الأمريكان عن تدميره ليس في التقنية العلمية فحسب بل اتجهوا الى الانسان الذي يوجه تلك التقنية وتم سرقة كل مقومات الصناعة العراقية ومعدات منشآتها وخصوصا العسكرية إلى إيران ناهيك عن استعمال شتى أساليب الترغيب والترهيب الملتوية في نقل الخبرات العلمية الفنية وصل حد تسخير مختبرات الجامعات العراقية لتحقيق اغراض هذا الهدف .


لذلك فمن المنطقي وبالضرورة العمل العربي الجمعي شعبيا ورسميا على إتمام انجاز تحرير العراق أولا من الاحتلالين الأمريكي والفارسي وفق خطين متوازيين في آن واحد لتحقيق النهوض القومي العربي من خلال تثوير واستنفار كل الطاقات وبمختلف الاتجاهات لا استهانة ولا تقليل من شأن باقي الأجزاء العربية المغتصبة أو لأفضلية استثنائية للعراق على غيره بل لان تحرير العراق وسيلة مهمة لتحقيق الغاية الكبرى التي يبتغيها مشروع النهوض القومي العربي لما يمتلك من مقومات الثورة البشرية أو اللوجستية أولا ولخلق حاجز قوي لا يمكن اختراقه يحول بين قلب الوطن العربي و أطماع جيرانه .


Iraq_almutery@yahoo.com
alqadsiten@yahoo.com

 

 





الخميس١٢ ذي الحجة ١٤٣١ هـ   ۞۞۞  الموافق ١٨ / تشرين الثاني / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب عراق المطيري نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة