شبكة ذي قار
عـاجـل










سعت أنظمة عربية عده، يُعضدها عدد من مُنظمات المُجتمع المدني، وعدد من الباحثين والكُتاب، للنفي بشكلٍ قاطع، بأنَّ من أهداف غزو واحتلال العراق عام 2003 غير المُعلنة كانت أهدافٌ عقيدية، تتمحور حول محاربة الإسلام، وفق إستراتيجية طويلة الأمد، وبمراحل عده، ترتكز على نقطتين رئيسيتين:

 

 الأولى: خلق أكبر قدر ممكن من كراهيةٍ، وحقدٍ على الإسلام والمُسلمين، لدى الرأي العام العالمي، سيما الغربي منهُ، من خلال اختلاق شخصيات إسلامية وهمية/غير موجودة، أو حقيقية/موجودة، ولكنه مُبالغ في بيان خطورتها، ودمويتها، و...إلخ، فضلاً عن التحالف مع الدول، والمذاهب، والفرق، و...إلخ الدينية، التي تملكُ تاريخاً حاقداً على الإسلام والعروبة، في تنفيذ هذه الإستراتيجية، عبر توظيفها بعمليات إرهابية دموية، وفتن طائفية دينية...إلخ بحيث يظهر الإسلام من خلال تلك الأعمال المُختلقة، بأنه دينُ إرهابٍ، وقتل، و...إلخ، في حين أنهُ من اليقين المُطلق أنَّ تلك الشخصيات، والمذاهب، والفرق..إلخ، لا تُمثلُ سوى نفسها، وليس للإسلامِ أية علاقة بأفعالها الإرهابية الدموية، ومن الأمثلة الأخرى التي تُعزز هذه النقطة، أنَّ الرئيس الأمريكي السابق "جورج بوش" قد كان المُحرك الفاعل، والمؤثر لمثل ذينك الكراهية والحقد، لدى الرأي العام الغربي، بعد وقت قصير من هجمات 11 أيلول/سبتمبر عام 2001 المُبهمة على الولايات المتحدة.؟! فقد أعلن جِهاراً الحربِ على ما أسماهُ "الإرهاب الإسلامي" كـ "حربٍ صليبية" جديدة مُعاصرة، مُعيداً للذاكرة "صور الفُرسان المسيحيين وهم يُهاجمون مدن المسلمين خلال العصور الوسطى"...؟!

 

الثانية: ما ورد آنفاً، سيخلقُ قناعة قوية، وراسخة لدى الرأي العام العالمي على الأعم، بأنَّ الإسلام يُمثل خطراً، وتهديداً كونياً، لذا يجب درء خطره بوقتٍ مُبكر، وبعيداً عن أراضي الغرب المُتحضر، بمعنى آخر يجب مُحاربته في عقرِ داره، وإلا فإن "الإسلام الإرهابي" المُتخلف، سيعمُ بلاد الغرب على الأعم برمتها، وهذه المُحاربة تعني الغزو كما حدث لأفغانستان والعراق، وما يجري في اليمن، فضلاً عن دور الحكومة والمؤسسة الإيرانية التي كشفت علناً عن حقدها على الإسلام والعروبة على ذات منوال ما يجري في الغرب، فكان لها إستراتيجيتها الفاعلة كما هو الآن في العراق، ولبنان، والتمرد الحوثي في اليمن، وباكستان وأفغانستان...إلخ والقائمة تطول.

 

ما ورد آنفاً يُمثل بلا مُنازع نظرية المؤامرة الأولى التي ينكرها الكثير ممن أشرنا إليهم آنفاً، وليس من سبب يكمنُ في هذا الرفض سوى الضعف، والتشرذم الإسلامي، والعربي، بحيث أصبحَ كُل نظام من الأنظمة الإسلامية، والعربية معنياً بما يجري ضمن حدود بلاده، وليذهب أخوته في العقيدة والعروبة إلى الجحيم؟!

 

 

 

رموز وطلاسم من الإنجيل واضحة المعالم على النواظير المُصدرة للعراق وأفغانستان

 

لم يكن ما اشرنا إليه آنفاً، اتهاماً، أو كلاماً عاطفياً، أو لإثارة فتنة ضد الغرب المُتحضر، فمن الأدلة والشواهد التي لا حدود لها، أنهُ:  (( خلال الأسبوع الثالث من شهر كانون الثاني/يناير 2010 نشر السيد "ميكي وينستاين" مؤسس "جماعة حرية الدين" بالجيش الأمريكي، صورة على موقع الجماعة على الانترنت، تتضمن أرقام، وحروف تُشير لأيات معينة في الإنجيل، محفورة على تلكسوب، يُركب على بنادق تنتجها شركة (( تريجيكون انك اوف ويكسوم ))، فضلاً عن طلاسم، لا يعرف كنهُها إلا المُتطرفين الإنجيليين، التي ترمزُ لعدوانيتهم القائمة على نبوءات وهمية، تتمحور حول محاربة الإسلام بشكلٍ خاص، والإنسانيةِ بشكل عام...؟!))

 

حقيقة الأمر أعلاه، أنَّ شركة: (( تريجيكون انك اوف ويكسوم )) ومقرها بولاية ميشيجان الأمريكية، أنتجت بنادق مزودة بمناظير مُقرِبة (تلسكوبات)، محفورٌ عليها تلك الرموز، و...إلخ، وأرسلت بالذات لأفغانستان والعراق.   

 

هذا الاكتشاف الذي فضح عنصرية الشركة المُصنعة أعلاه، دفعها لأن: (( تُعلن بتاريخ 21/1/2010 (الخميس) عن توقفها عن وضع تلك الرموز، و...إلخ على مُنتجاتها التي تصنعها للجيش الأمريكي، وغيره من الجيوش الأجنبية.)) وبذات الوقت، قررت تقديم: (( مئة قطعة بديلة، حتى يستطيع الجيش الأمريكي وضعها على الأسلحة المُستخدمة، وستتبع نفس الحل مع الجيوش الأجنبية، التي ابتاعت ذلك المُنتج.)) ولم يكُن قراراها هذا إلا بعد أنْ قدرت بأن مثل ذلك التصرف العنصري، سيُؤثر على مبيعاتها من تلك البنادق، من جهتِهِ، (( رحب مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية بقرار الشركة، وكان المجلس بدوره قد حذر الأربعاء 20/1/2010 من أن منظر هذه البنادق هو: (( أداة تجنيد تستخدمها القوات المعادية لأمريكا)).

 

الأمر أعلاه، ألقى بظلالهِ على القيادة المركزية الأمريكية، سيما وأنها تُعاني من غليان شعبي في العراق خاصةً، ثم في أفغانستان، والباكستان، و..إلخ، ضد جرائمها الدموية الإرهابية ليس فقط بقتل الإنسان، بل امتدت جرائمها إلى قتل الحيوان، والنبات، وسرقة الثروات فيها، حيث أعلن  بتاريخ 22/1/2010 قائد القيادة أعلاه الجنرال "ديفيد بتريوس"، في كلمةٍ لهُ أمام منتدى في مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية، بأنه: (( بأنه علم بالأمر قبل يوم فقط ))، وعد ما ورد من رموز، و...إلخ أعلاه: (( مَثار قلقِ بالغ للجيش، ولمشاة البحرية، التي تعاقدت على تلك المشتريات، سيما الحساسية الدينية التي يواجهها الجنود الأمريكيون في الدولتين المُسلمتين العراق وأفغانستان.)) مؤكداً، بأنَّ: (( هذا مثار قلق بالغ لي وللقادة الآخرين في العراق وأفغانستان، لأنهُ حقاً يكشفُ عن مفهوم يُناقض تماماً ما نسعى إليه، سيما وإني أؤكد لكم أنَّ هناك قدرا كبيرا من الحساسية يتحلى به جنودنا إزاء هذه النوعية من الأشياء يفوق فيما يبدو المتعاقد الذي أنتجَ هذا المُنتج..؟!)) ([1])

لم يكن ما ورد آنفاً إلا شاهداً من جُملة من الشواهد التي تؤكد على الغزو الديني الأمريكي للعراق، سيما وأن الجرائم الدموية الأمريكية التي تجري يومياً في العراق خلال الفترة منذ بداية الغزو (2003-000)، قائمةً على تأليب المذاهب الدينية، والمكونات القومية، و...إلخ بعضها على البعض الآخر، تأكيد آخر لا يُمكن التملص منهُ أو نكرانه في ما ذهبنا إليه أعلاه.

 

almostfa.7070@yahoo.com

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

[1] اقتبست المعلومة من الموقع الإلكتروني: http://www.akhbaralaalam.net، رموز إنجيلية" تثير قلق قادة الجيش الأمريكي بالعراق وأفغانستان، أعرب الجنرال ديفيد بتريوس قائد القيادة المركزية الأمريكية الجمعة 22-1-2010، عن "قلقه" من وضع شركة منتجة إشارات من الإنجيل على بنادق مزودة بمناظير مقربة (تلسكوبات) أرسلت إلى أفغانستان والعراق، 22.01.2010 11:02

 

 





الخميس١٢ ذي الحجة ١٤٣١ هـ   ۞۞۞  الموافق ١٨ / تشرين الثاني / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الدكتور ثروت اللهيبي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة