بقلوب يعتصرها الألم ننعى إلى جماهير شعبنا وأمتنا المناضل القومي الكبير عبد الله الحوراني "أبو منيف"، الذي عرفناه عن قرب مناضلا صلبا في دفاعه عن قضايا الأمة المصيرية، وعلى رأسها قضية فلسطين وقضية العراق.

وإننا في القيادة العليا لحزب البعث العربي الإشتراكي الأردني، ونحن ندرك حجم الخسارة برحيل مناضل كبير بمواصفات أبي منيف الذي كان أحد أبرز رموز التيار القومي في الوطن العربي، فإننا على يقين بأنه أدى رسالته وكان أمينا على المبادئ التي آمن بها، فقد كان رحمه الله يعمل بدون كلل على جبهتين، الأولى إصراره على إنجاز مشروع التيار القومي على مستوى الوطن العربي، والثانية الدفاع عن حق العودة، معتبرا هذين المشروعين هما مشروعا حياته، ويعرف رفاقه وأصدقاؤه أنه قطع خطوات مهمة في تحقيق هذين المشروعين.

إن جماهير المقاومة الباسلة في فلسطين والعراق عرفت عبد الله الحوراني من خلال مواقفه القومية المبدئية الصادقة، التي ظل فيها منحازا لخيار المقاومة، وهو الخيار الذي لم يغادر خندقه حتى يومه الأخير.

إن رفاقه وأصدقاؤه وتلامذته الذين أحزنهم رحيله في وقت هم بأمسّ الحاجة إليه، يعرفون أن ما تركه الراحل الكبير من تراث فكري ونضالي، سيظل حاضرا في مسيرة المناضلين الذين ينتمون إلى نفس المدرسة الفكرية التي تخرج منها أبو منيف.

وتتقدم القيادة العليا وكوادر الحزب وأعضاؤه واصدقاؤه في الأردن، بأحر التعازي لعائلة الفقيد ولرفاقه وأصدقائه، سائلين المولى جلت قدرته أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جنانه، وأن يلهم أهله ومحبيه الصبر والسلوان.