شبكة ذي قار
عـاجـل










المقدمة

 

منذ احتلال العراق في عام 2003 عاش العراق فوضى عارمة , اسماها ( دهاقنة السياسة الامريكان ) بالديمقراطية التي جاءت كبديل لدكتاتورية النظام الوطني ...!!! , الذي بنى عراقاً وصلت إنجازاته الى أن يدخل العراق عالم الفضاء ، بإرساله صاروخاً الى الفضاء الخارجي بنجاح كامل دفع ( بالنظام الدكتاتوري.....!!! ) الى أن يتهيء لصناعة قمراً اصطناعياً . وقد كان قاب قوسين أو أدنى من ذلك ، لولا خيانة ( أزلام الاحتلال ) الذين زينوا للمحتل الصهيوامريكي, وهم يرددون الأهازيج ( الفارسية ) ليُشعروا ابناء الرافدين بأنهم سيحكمون العراق ( بقوة احتلال ذي ثلاث رؤوس تتمثل بأمريكا وإيران والكيان الصهيوني ) . فلم يرضوا بأن يتحمل العراقيون ، وكما يقول المثل العراقي ، ( بجزة فصارت جزّة وخروف ) ...... وهكذا اتخذ اللاعبون ( على حبال الخيانة ) مقاعدهم المصممة وفق لعبة سياسية ، أسماها المحتلون ( لعبة الفوضى الخلاقة ) المبنية أساساً على ( كتل كونكريتة وبشرية  تعشق طعم ورائحة دماء أبناء الرافدين ) ...

 

الاطار الدموي لديمقراطية الفوضى الخلاقة

 

العمل السياسي في ظل الاحتلال للعراق قد صمم من قبل المحتلين على ان يكون ( وبحده الادنى من السوء ) على وفق ما ذكرناه في المقدمة اعلاه ، مصحوباً بالتنسيق الدائم لاطراف الاحتلال الثلاثة ، أمريكا وإيران والكيان الصهيوني . وإن كل من يقول بأن إيران لوحدها هي التي تحكم العراق ، أو أن حصتها من القوة في العراق اكبر من أمريكا ، إنما هو خاطيء أو متعامي عن قول الحقيقة ، لعدة إعتبارات ، من أهمها : إن اميركا هي التي قامت باحتلال العراق عسكرياً وان دور إيران كان عاملاً مساعداً ( كما هو الوصف في التفاعلات الكيميائية ) ، وكان الطرف الثاني من معادلة الاحتلال بالنسبة لمصمم المعادلة ( أمريكا ) ، هو تمزيق العراق والسيطرة على ثرواته النفطية والمعدنية ، وتوفير اكبر فرصة للتوسع الصهيوني على حساب الارض العربية وفرض سياستها على الحكومات العربية . وهنا لابد ان نعي بأن ترتيب عناصر اللعبة هي بيد امريكا والكيان الصهيوني . وإن ترقيق قطعات الجيش الامريكي وانسحابه الى قواعده في الكويت والخليج العربي كان ضمن خطة تقليل احتمالات خسائره امام ضربات المقاومة العراقية البطلة  وامتصاص نقمة الشعب الامريكي وباقي شعوب العالم من جهة ، وإشغال إيران ( كعامل  مساعد ) في استمرار إثارة النعرة الطائفية في العراق ، والتفرغ لترميم وتأكيد مواقعها الدولية الاخرى بما يطوق آسيا ابتداءً من البحر الاحمر فمضيق عدن وكل جنوب وشرق آسيا من جهة ثانية ... وصحيح ان لإيران اليوم قوة وسطوة في العراق ، وإن ( أزلامها ) يصولون ويجولون في العراق المحتل ، ولكن كل ذلك بإرادة وحماية المصمم الرئيسي لمشروع الاحتلال ( أمريكيا والكيان الصهيوني ) ، وإن تدمير المحتل الرئيسي واخراجه من أرض الرافدين بالقوة العسكرية للمقاومة العراقية البطلة ، هو الطريق الرئيسي نحو هزيمة الفرس وازلامه الاخساء من العراق بلا رجعة، إن شاء الله تعالى ، بعد ان يتفرغ لهم كل الشعب العراقي الموحد بكل اطيافه وعشائره العربية التي كانت ولا زالت الاصل والاساس لشعب الرافدين في وحدته التي تحاول إيران تفرقتها عن طريق الطائفية ، وليصبح هذا الشعب ، الذي رفض مجوس إيران عبر التأريخ ، مع مقاومته البطلة الموحدة تحت راية الجبهة الوطنية والقومية والاسلامية ، حراً لتكوين النظام التعددي الذي يعيد للعراق هيبته بين الامم ، بعد ان دمر الاحتلال ( المثلث الرؤوس ) وعملائه الأراذل كل ما كان يعتز ويفتخر به هذا الشعب الكريم    .....

 

وما دمنا قد احطنا بشكل مختصر بماهية العلاقة بين رؤوس أفعى الأحتلال الثلاث في احتلال العراق لا بد لنا أن نأتي بعد ذلك على ما اتفقت عليه هذه الرؤوس الثلاثة في تصميم الادوات التي سيتعاملون معها في ممارسة ديمقراطية الفوضى الخلاقة التي سيدمرون بها العراق .....

 

أدوات الاحتلال الخاصة بتدمير العراق ومحو هويته العربية

 

1 ) الاحزاب الدينية (الطائفية ) :-وهذه الاحزاب لاتقتصر على الاحزاب التي تدعي بأنها احزاب شيعية ( حيث ان الشيعة العرب براء منهم ) ، ولأن هذه الاحزاب كانت قد تكونت من قبل إيران الفارسية ، وهي لاتحمل من العقيدة ونظريات بناء المجتمعات والدول ؛ سوى الدعوة للتشيع ( الصفوي ) ،وتحطيم عروبة العراق وإلحاقه بدولة ( ولاية الفقيه الفارسية ) في إيران ، وفي مقدمة هذه الاحزاب حزب الدعوة والمجلس الاعلى لما تسمى بالثورة المجوسية ، بل ان هناك بالمقابل بعض من الاحزاب والعمامات السنية الموالية للاحتلال الامريكي الصهيوني الفارسي ، ويتقدم هذه الاحزاب الحزب الاسلامي في العراق ومن يلتف حول العميل احمد عبد الغفور الذي خان العراق لقاء توليه الوقف السني بعد أن مزق الاحتلال ضمن خطته الطائفية،  وزارة الاوقاف للنظام الوطني السابق الى الوقفين ( السني والشيعي ) ، كما كان للحزب الاسلامي ورئيسه طارق الهاشمي الدور الخبيث في إمرار الدستور الصهيوني الحالي لدولة الاحتلال الراهنة في العراق ...... ولعل من اكثر الاحزاب خطورعلى وحدة العراق الحزبين الكرديين ، الديمقراطي الكردستاني،الذي يتزعمه برميل الزبالة جلال الطالباني , والاتحاد الوطني الكردستاني ، الذي يتزعمه ( قاتل اخيه إدريس ) مسعود البرزاني  والذَّين لا يمثلان شعبنا الكردي في شمال العراق، بل يمثلان مصالح الكيان الصهيوني والصهيونية العالمية في الانفصال عن العراق ،  فهما يخضعان للاشراف المباشر من قبل الموساد التابع للكيان الصهيوني ، ومما يؤكد قولنا هذا ؛ ان برميل الزبالة جلال الطالباني والذي فرضه الاحتلال رئيساً على بلاد الرافدين للدورة الثانية ، هو نائب لرئيس منظمة من اكبر المنظمات الصهيونية في العالم ، وهي (منظمة الاشتراكية العالمية ) والتي سافر برميل الزبالة هذا الى باريس لحضور المؤتمر العام لهذه المنظمة الصهيونية ، بعد انتخابه رئيساً للعراق للدورة الثانية مباشرةً، تاركاً كل العراق في محنته التي خلقتهاالانتخابات الاخيرة ، ومن المؤكد انه استغل هذه السفرة ليشكر اسياده من كبار صهاينة العالم الذين حضروا هذا المؤتمر على فرضه رئيساً للعراق للدورة الثانية ، رغم انف ابناء الرافدين......!!!!.    

 

2 ) التيارات الطائفية والمليشيات التي أنشأتها إيران ودربتها على القتل الجماعي ، لتنشر الذعر والخوف بين صفوف المواطنين في العراق المحتل ، كي تدفعهم ليرضوا بالامر الواقع الذي فرضه عليهم الاحتلال . ولعل من أبرز التيارات الطائفية إجراماً هو التيار الصدري الذي يتزعمه (الزعطوط) مقتدة الصدر المرتهن في قم بأمر من ( الولي الفقيه ) كي يأتمر بأمره في تنفيذ خطة إيران في تقسيم العراق على الاساس الطائفي ، عن طريق إرهاب المواطنين ( أيّ كانت هوياتهم الطائفية والعنصرية ) ، بواسطة المليشية الدموية الشديدة الإجرام ( جيش المهدي)، وهي مليشيا إيرانية بالأساس ، وقد جعل الصفويون الفرس إسمها مقترناً بإسم (الزعطوط مقتدة الصدر ) ليظفوا عليها طابعاً عراقياَ . هذا بالأضافة الى ان اغلب الاحزاب الطائفية لها ميليشياتها الخاصة بها . ومن هذه المليشيات التي قتلت الآلاف من العراقيين والتي تُدرب وتُوجه من قبل النظام الصفوي الإيراني عصابات بدر التابعة للمجلس الاعلى للثورة المجوسية  وميليشيات حزب الله العراقية، وعصابات القاعدة التابعة لكل من إيران وأمريكا وكذلك عصابة دولة العراق الاسلامية ، وغير ذلك من المليشيات المصنوعة  لاجل خلق الجو الملائم لتطبيق سياسة ( ديمقراطية الفوضى الخلاقة ) المصنوعة بعقلية صهيونية امريكية تَضَمنها الدستور الذي كتبه اليهودي فيلدمان . ولعل من أكثر المليشيات خطورة هي تلك التي انشئها الكيان الصهيوني في شمال العراق منذ عهد العميل الصهيوني مصطفى البارزاني الذي استقدمه عبد الكريم قاسم من الاتحاد السوفيتي ليقضي به وبعصابات البشمركة على التيار العروبي في الجيش الوطني العراقي منذ بداية الستينات من القرن الماضي. تلك العصابات التي دربها الكيان الصهيوني واشرف على تنفيذ جرائمها ضد الانظمة التي توالت على العراق منذ ذلك الوقت الى ان تم احتلال العراق منذ عام 2003 ولحد الآن . وتتولى هذه العصابات الآ ن ومع الموساد الكردي ( الاسايش ) , وبإشراف الموساد الصهيوني , أمر تفريغ الاراضي العربية المحيطة  باراضي مايسمى اقليم كردستان ، من سكانها العرب ( مسلمين ومسيحيين ) , واستبدالهم بأكراد يهود وأكراد فيلية من خارج العراق ، بغية الانفصال عنه بأكبر مساحة من الارض ، وتحقيق جزء مهم من حلم الكيان الصهيوني في التوسع بكيانه نحو الشرق وبالأخص في ان يكون هذا التوسع على ارض الرافدين ...... ولتحقيق هذا الهدف فقد استهدفت هذه العصابات المسيحيين بالقتل في تجمعاتهم السكانية وبالأخص تجمعاتهم السكنية في محافظة نينوى , وكل ذلك يتم بالتنسيق مع حكومة الاحتلال وعصابات القتل الطائفية . وماجريمة كنيسة سيدة النجاة ببعيدة عن هذا المخطط ، بل هي من ضمن اساسياته ....

 

3 ) جماعات ضبابية من الافراد والتجمعات الهُلامية المتكونة من الجواسيس واللصوص المستفيدين من وضع الاحتلال الذي غاب فيه القانون واستُبيحت فيه حُرُمات المواطنين . وقد استفاد المحتلون من هذه الشريحة باعطائها المواقع التي مهدت لانتشار الفساد في كل مفاصل الدولة وغطت على السرقات التي قام بها كبار المسئولين في الدولة من خلال النشاطات المالية والاقتصادية لها . كما ان هناك قسم آخر من هؤلاء الذين فقدوا ذممهم وضمائرهم بسيطرتهم على الاحتكارات في القطاع الخاص ،لنهش قوت المواطنين ومعاشهم ، والتعهدات لمشاريع اما ان تكون وهمية أو حقيقية تترك بعد إنجاز جزء من اساساتها وبعد دفع قسم مما يحصل عليه هذا المقاول أو ذاك الرشوة الى المسؤول الحكومي عن هذه المشاريع . وهكذا ... إذ أن اساليب وطرق نهب أموال الشعب قد تعددت وتفنن بها السارقون ، ولم يعد حصرها بهذه الاسطر القليلة من موضوعنا هذا , وانا متاكد كل ابناء الرافدين يعرفون ذلك  .........  


التأريخ الامريكي الاجرامي وسياسة قتل الشعوب

 

لم يكن رعاة البقر الامريكان يعرفون غير سياسة القتل التي ابادوا بها الأبناء الأصليين للشعب الامريكي ( الهنود الحمر ) خلال اقل من قرنين . وكانت تلك الجريمة بالتعاون مع المال والسلاح الذي امدهم بها أثرياء اليهود في أوربا ، ليجعلوها تجربة للتوسع الاستيطاني في مناطق أخرى من العالم ، وفي مقدمة هذه المناطق القارة الاسترالية . وكانت كل هذه الجرائم الاستيطانية على حساب حياة الشعوب الاصليين لهذه البلدان . كما أن ادوات التجارب الصهيونية هذه هم مجرمي الدول الأوربية ، إذ دفعت حكومات هذه البلدان بالتخلص من سجنائها المحكومين بجرائم شتى لتسفيرهم لقاراتي أمريكا الشمالية واستراليا للتمهيد لهذه الدول بإرسال العصابات التي تقوم بتنفيذ مشاريع الاستعمار الاستيطاني ، بعد قتل الشعوب الاصلية لهاتين القارتين . وفي مقدمة هذه الدول التي قامت بهذه الجرائم ؛ بريطانيا وفرنسا وخصوصا ( ما بعد قيام الثورة فيها ) ، تلك الثورة التي سيطر عليها اليهود منذ ايامها الاولى ليقيموا من خلالها اغلب منظماتهم الصهيونية ومحافلهم الماسونية في العالم ....... ذكرت ذلك لكي يتعرف القاريء الكريم على الأساس الذي بنيت عليه ( دمقراطية الدم والقتل ) الامريكية ، التي تريد منها الصهيونية العالمية ان تنفذ سياستها في قتل وتهجير ابناء الرافدين من وطنهم العراق تنفيذاً لتحقيق حلم الرؤوس الثلاثة للاحتلال في آن واحد. فالكيان الصهيوني يحقق بذلك الامتداد شرقاً نحو الفرات واحلال اليهود الاكراد محل مسيحيو العراق ، كما يحقق الفرس قضم الكثير من ارض العراق وتخريب ما بناه أبناءه العرب من تراث حضاري ، وزراعة الفتنة الطائفية ما بين صفوفهم . إما أمريكا فستفوز بثروات العراق بعد تمزيق أوصاله الى دويلات صغيرة حقيرة تستمد سلطاتها وقوتها من عساكر المحتل الامريكي . وبعد كل ذلك ؛ أليس من حق عرب العراق الذين يشكلون نسبة ( 85 ) بالمئة من نفوسه أن يلقموا افواه ذوي الاصول الفارسية والعلمانيون المتفلسفون من البركماتيون ( اتباع الفيلسوف الامريكي الصهيوني جون ديوي ) حينما يستهزئون بالعراقيين الذين يدعون الى العشائرية ، ووحدة هذه العشائر الممتدة عبر كل الأقطار العربية ، ووحدة أبناءها ( سنة وشيعة ومسيحيين ) ، يريدون بذلك ان يمحو عروبة العراق .......!!!؟؟؟ .  

 

وعندما نذكر الفلسفة البركماتية ( الذرائعية ) ، التي بنى على اساسها الامريكان دستورهم في ضوء توجيهات فيلسوفهم جون ديوي ذاته ، لابد أن نشير الى ان كل جرائم الرئاسات والحكومات  الأمريكية ضد الإنسانية والبشرية ، عبر تأريخ هذه الدولة الأمريكية ( القصير) ، كان وفق مبدأ خلق ( الذرائع ) التي تجوّز لهم فيها إرتكاب هذه الجرائم ، إبتداءً من إفناء شعب أمريكيا الاصلي ( الهنود الحمر ) وحتى عصرنا الحاضر . فقد إتبعوا ذات المبدأ في قصف مدينتي هيروشيما ونكازاكي اليابانيتان ، بعد أن خلقوا ذريعتهم في قصفهم لميناءهم ( بورت هاربر ) والقوا بتهمة هذا القصف على اليابان ، كما أن تدميرهم بالتعاون مع اصحاب رؤوس الاموال اليهود لبرجي التجارة في نيويورك ليلقوا بتهمتها على ذمة تنظيم القاعدة بغية غزو افغانستان والعراق وكان لهم ما أرادوا ... وهم الآ ن ماضون بتدمير هذين البلدين المسلمين بالتعاون مع مجوس الفرس المتلفعين برداء الاسلام كذباً وعدواناً ، وعبر عمائم الدجل التي يُخرّجونها من مدينة قم الايرانية وهم يخلقون الآن الذرائع التي تجعلهم يتدخلون في شؤون البلدان المحيطة بخليج عدن والبحر الاصفر ، كجزء مهم للسيطرة على قارة آسيا ، وبعد ان ورّطوا حلف شمالي الاطلسي في احتلال وسط آسيا ( أفغانستان ) ضناً منهم ان السيطرة على آسيا سيضمن ان يكون لأمريكا سيادة على العالم بلا منازع في القرن الحادي والعشرين .. ولكن هيهات لهم ذلك لأنهم وصلوا للحد الذي بدأوا فيه يغرقون في بحر من مقاومة شعوب العالم المدافعين عن أوطانهم وفي مقدمتهم مقاومة أبناء الرافدين . كما أن هناك اقطاب دولية أخرى غير روسيا ، كالصين والهند واتحاد دول ، على سبيل المثال ، أصبحت منافسة لها في ذلك ، وهي قادرة بالفعل تحطيم كل احلامها النابعة من عقول ساستها المريضة . ورحم الله شهيد الحج الأكبر صدام حسين حينما قال ؛ إن امريكيا تستطيع احتلال العراق باعتبارها الدولة العظمى في العالم ، ولكن احتلالها للعراق هذا، هو الذي سيكتب لها نهايتها ، ويمزق اتحاد ولاياتها الى مجموعة من الدويلات الصغيرة    .......!!!

 

سياسة الموت في العراق

 

بعد ان احتلت امريكا العراق وجدت في الاحزاب الطائفية وعصابات الجريمة التي صنعتها إيران لتثير الفتنة الطائفية في العراق بغية تمزق النسيج الوطني لشعبه الذي بني عبر آلاف السنين ، والتي ذكرناها في أعلاه ، وفيما صنعته هي ( أمريكيا ) من عصابات للجريمة المنظمة من امثال عصابات القاعدة والعصابات التي ترأسها بعض من عملاءها وعصابات البيشمركة ، خير من ينفذ شكل هذه السياسة العرجاء وممارسة ما يسمونه الصهاينة ( ديمقراطية الفوضى الخلاقة) . ولكي يؤكدوا هذه الفوضى السياسية فرضوا على العراق دستوراً معبأً بالألغام التي تدير رؤوس أطفال السياسة الذين لا هم لهم غير تنفيذ أوامر أسيادهم الامريكان والفرس وما يحصلون عليه من مال حرام عبر سرقاتهم لاموال الشعب . وحتى تحقق هذه الادوات ما رسم لها من أهداف اتبعت المباديء التالية :-

 

1 ] نشر الخوف والرعب بين المواطنين عن طريق ما تقوم به عصابات الجريمة من قتل عشوائي للمواطنين ، فردياً عن طريق المسدسات والبنادق او جماعياً عن طريق الانفجارات بالعبوات الناسفة في المحلات العامة وذات الاكتضاظ السكاني العالي بغية قتل اكبر عدد من المواطنين . وعلى ان تكون هذه التفجيرات متناوبة مابين المناطق السنية والشيعية ، مستهدفين بذلك تأليب هذين الطرفين أحدهما على الآخر ، وليسولوا للحكام المنصبين من قبل الأحتلال, إتخاذ الاجراءات الخاصة بالعزل الطائفي ما بين المناطق في كل محافظات القطر. ويتبع ذلك بأن تقوم السلطات الحكومة ( الطائفية ) بعزل هذه المناطق عن بعضها البعض وتسويرها بالكتل الكونكريتية ، ليصبح العراق من شماله الى جنوبه ومن شرقه الى غربه عشرات المئات من السجون التي لا ينتقل المواطن من سجن من هذه السجون الى الآخر إلا بإبراز وثائقه الشخصية  


والاسباب التي استدعته للانتقال من ( هذا السجن الى الآخر ) وهذا يجري يومياً حتى لموظفي الدولة الذين ينتقلون من السجون التي فيها بيوتهم الى السجون التي تحتوي دوائرهم وبالعكس عند انتهاء الدوام الرسمي لهؤلاء الموظفين . ونتيجة لكثرة نقاط التفتيش على طرق المواصلات فأن الموظفين يقضون في الطريق ذهاباً وإياباً ما بين البيت والدائرة بنفس أو اكثر من الوقت الذي يقضونه في إداء أعمالهم الوظيفية .

 

 2 ] وفي خضم ما ذكرنا في [ 1 ] أعلاه من السياسة الخاصة بديمقراطية التفجيرات والقتل والتهجير ، تعطي السلطات الحكومية التي اشرفت على تنفيذ هذه الجرائم ، أمر القيام بحملات المداهمات لاعتقال الأبرياء من الشباب من دونما ذنب اقترفوه إلا ان هذه التفجيرات كانت قرب مساكنهم ، ولتسومهم سوء العذاب في المعتقلات وفي كثير من حالات التعذيب يصلون بالمعتقلين  الى حد الموت ... وتستهدف حكومات الاحتلال المتعاقبة من ذلك ، إضعاف قدرة المقاومة العراقية التي تحتاج للقدرات الشابة القادرة على حمل السلاح لدحر القوات العسكرية للأحتلال، ولتنفيذ خطة الاحتلال (برؤوسه الثلاث ) من حرمان العراق من عناصره الشابة القادرة على بناء العراق بعد أن هدموا كل ما بناه نظام البعث من إنجازات مدنية وحظارية دفعت بالعراق لأن يتجاوز الزمن في تنفيذ ثورته على مستويات التقدم العلمي والصناعي والثقافي والاقتصادي والتربوي الذي وصل لان يكون قريباً من مستوى الدول المتقدمة صناعياً .    

 

3 ) لقد اتُخذ قرار تهجير المواطنين بكلا طائفتيه ( سنة وشيعة ) بهدف خلق العزل الطائفي مابين المحلات والمناطق ضمن المحافظة الواحدة , ومابين المحافظات ذاتها  , من قبل الأفغاني الاصل إبراهيم الجعفري , وكان هذا القرار , قراراً لحزب الدعوة قبل انفصاله لحزبين . كما كان هذا القرار مفروضاً من حكومة ولاية الفقيه في طهران . ولما عجز الجعفري من النجاح بتنفيذ هذا القرار فرضت أمريكا والكيان الصهيوني ودولة ولاية الفقيه احد المجرمين الذين اشتهروا بالاعمال الاجرامية منذ ما قبل الاحتلال كمُنفذ لعدد من التفجيرات ضد المواطنين في داخل العراق وخارجه في عهد النظام الوطني السابق , لقد كان هذا المجرم حاقداً على كل ماهو خيّر وشريف ، وكان لشدة نرجسيته ودونيته وغيرته من الآخرين أنه كان شديد الانتقام ممن هم افضل منه ( حتى في حياته الاعتيادية ) ، وقد كان هذا المجرم هو من يحكم العراق هذه الايام جواد أو مايسمى نفسه اليوم ( نوري المالكي ) ، وقد جاء تنصيبه رئيساً لحزب الدعوة ليكون له الامكانية للنزول بقائمة ( حزب ) من قبل دولة ولاية الفقيه ، وليفّوّزوه في دورتين إنتخابيتين متتلاليتين كرئيس لوزراء العراق المحتل عبر مهزلة الانتخابات المزورة جملة وتفصيلاً ... وقد كان القرار بتنصيبه في هذا الموقع لمواصفات هذا المجرم المذكورة في أعلاه والتي لها القدرة على مايريده المحتلون من تنفيذ لسياستهم الخاصة بتدمير العراق .....


الخاتمة

 

فيما تقدم نرى ان صراع الاحزاب والتيارات الدينية على تولي السلطة في العراق المحتل لم يكن وفق نظريات وخطط بنائية درسها الشعب ، الذي انتُهكت حقوقه المعاشية والامنية ، ولم يسمع من أي واحد من هؤلاء الذين يشاركون في [ مهزلة ديمقراطية الموت ] بأنه سيتصدى للاحتلال وتطهير ارض الآباء والأجداد من دنس ثالوثه [ أمريكيا والكيان الصهيوني وإيران ] . ذلك ، لأنهم جميعاً من صناعة هذا الثالوث المجرم . وإذا كان القليل منهم ‘ ممن هرول وراءهم ليشترك في [ ماخور ] هذه السياسة من دون صناعة مسبقة له من قبل ثالوث الاحتلال ، فهو قد باع نفسه لهذا الثالوث مقابل ما وجده في هذه الهرولة من اختصار طريق الوصول الى الثروة من خلال السرقات لأموال الشعب والسحت الحرام ، ويصف الشعب هرولتهم هذه بالمثل العراقي الذي يقول ؛ ( على حس الطبل خفّي ية رجلية ) ... ولكنه في النهاية سيسجل في سجل الخيانة الذي سيكون مصيره الموت [ إسماً وحياةً ] ....وإلى جهنم وبئس المصير ..... 

 

وأخيراَ نقول ؛ بأن لايصح إلا الصحيح ..وأن لا ديمقراطية ولانشاط لسياسة بناء العراق بعد ان خربه المحتلون وعملاءهم ، إلا بالطرق المميت على رؤوس قوات الاحتلال ( وبالاخص منه الاحتلال الأمريكي ) بقنابر وصواريخ والغام المقاومة العراقية البطلة ، إذ أن إيران وأزلامها من أفندية ومعممين لايمكن أن يصمدوا أمام قوة والتحام الشعب مع المقاومة ، بعد أن ذاق الأمَرين منهم  ، وكذلك سيكون هذا الأمر سارياً لما بناه الكيان الصهيوني من اساسات عدوانية في عراقنا الحبيب ..... وسننتصر ونبني عراق المجد بإذن الله  ... ومن الله تعالى النصر والتوفيق ....  
 

 

 





السبت٠٥ محرم ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ١١ / كانون الاول / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب محمد عبد الحياني نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة