شبكة ذي قار
عـاجـل










ان اللحظات المصيرية التي يمر بها عراقنا العظيم اليوم ، تكشف لكل صاحب ضمير ، وبما لايقبل الشك عمق التواطؤ العدواني الهمجي بين المحتل الامريكي و المحتل الفارسي وعملائهم الصغار الهادف الى تدمير الارث الثقافي العراقي الذي يمثل العمق الحضاري لامة العرب ، فالحرق والتدمير المنظم الذي استهدف المؤسسات الثقافية والفنية العراقية منذ اليوم الاول لاحتلال العراق الى يومنا هذا هي حقائق ساطعة كالشمس والتي تضع الراي العام العراقي والمثقفين خاصة امام قضية بالغة الاهمية لها علاقة بالسيادة الوطنية فهي تشكل عنصر مهم من عناصر استقلال بلادنا الناجز ، ان للثقافة الوطنية اهمية في تعزيز سيادة الشعوب وصيانة حريتها من العبث الذي يمثله اليوم النشاط الاجرامي الذي تمارسه حكومة الاحتلال واتباعها بمباركة المحتل الامريكي والفارسي في استهداف ثقافة وفنون شعبنا التي هي نتاج ابداع مضني عبر السنين .


ان هناك اخطارا مباشرة وغير مباشرة لا حصر لها تترتب على التدمير المنظم لموروثنا الثقافي وفي المقدمة منها خطر فقدان الهوية الثقافية التي ستعاني منها اجيالنا القادم بسبب تدمير الجسور التي تربط الحاضر بالماضي على يد خونة الشعب الذين يعملون جاهدين على تنشئة الجيل العراقي الجديد تنشئة لا وطنية تستهدف ابعاده عن التفاعل البناء مع قضايا بلاده وهذا خطر غير مباشر ، ان اكثرية العملاء المرتبطين باجندة خارجية يسيطرون على مؤسسات تربوية وثقافية وفنية في عراقنا اليوم يقومون بتأدية المهمة التدميرية الموكلة اليهم والتي تمثل امريكا التي تريد اعادة العراق الى القرون الوسطى وبث سموم الثقافة الاستعمارية التي تقوم على تحقير الاندفاعات الوطنية والتحررية لدى شعوب العالم الثالث وتشويه معانيها الانسانية ، وتمثل ايضا الاطماع الفارسية باارض الرافدين منذ كورش الى يومنا هذا، هذه الاطماع التي ترتدي عباءة الدين الاسلامي الحنيف في العصر الحديث .


اما الخطر المباشر فهو ازدحام المؤسسات الثقافية والتربوية والفنية في العراق بعناصر وكالة المخابرات الامريكية والفارسية التي لعبت وتلعب دورا مخربا ومظرا بالمصالح الوطنية والقومية للشعب العراقي ، ولعل ماحدث في معهد الفنون الجميلة بعد تحطيم النصب الفنية في العراق وما ينشره موقع ويكي هذه الايام دليل دامغ على مانقول ، فالاخطار التي نتحدث عنها تلخص الطابع الاساسي للمؤسسات الثقافية والتعليمية والفنية التي تنفذ اجندة المحتل الامريكي والفارسي ، وبالتالي فانها لايجوز باي حال من الاحوال ان تبقى مهيمنة على مقدرات شعبنا ولاسيما الشباب ، وانطلاقا من هذا الواقع وبعيدا عن التحزب نطالب الشعب العراقي البطل باتخاذ خطوات حازمة في سبيل الوقوف امام هذا الخطر المحدق باجيالنا ولاسيما الشباب.


بالوقت الذي نرى فيه الشعوب والامم ومنها ايران تسعى للحصول على العلوم الحديثة بهدف عسكري وغير عسكرى نرى ان عملاء المنطقة الخضراء يجتثون كل ماهو حضاري وجميل في بلدنا الجريح نتيجة جهلهم او عمالتهم فهم يتجرعو السم الامريكي والفارسي والذي يقدموه لشعبنا على انه الدسم العلمي والثقافي ، اننا كشعب نريد العلم والثقافة ولكننا نرفضها على يد وكالة الاستخبارات الامريكية والفارسية وعملائهم، ان هذا الوضع الشاذ الذي يتحكم بثقافتنا وفنوننا وتعليمنا يمكن ان يصل الى نهايته اذا ماتسلح شعبنا وشبابنا ومثقفينا بالجرأة اللازمة واقدم على اتخاذ الخطوات التالية:


اولا ـ التصدي بكل ماهو ممكن ومتاح لاي قرار يستهدف ارثنا الثقافي والفني والتعليمي وان من ابسط الاشياء الممكنة هي القيام باحتجاجات ومسيرات والتقدم بشكوا جماعية الى المؤسسات الدولية التي لاتخضع لهيمنة الامريكان ومنها اليونسكو واليونسيف ...الخ.


ثانيا ـ دعم الشخصيات العلمية الكفوءة العاملة في مجال التعليم العالي والبحث العلمي والمؤسسات التربوية والفنية المناهضة للاحتلال ونبذ العناصر العميلة التي لاتتمتع بأي كفاءة وفضح اصحاب الشهادات العلمية المزورة بكل الوسائل والسبل ، فهؤلاء الاميون هم سبب الداء وهم من يريد العودة بعراقنا المتحضر الى الوراء.


ثالثا ـ العمل على كشف الخونة والجواسيس الذي يعملون في مؤسساتنا الثقافية والتعليمية والفنية والذين جندوا كمرشدين و ضباط لدى المخابرات الامريكية والايرانية ، فعملية كشف هؤلاء ستمكن اخوانكم رجال المقاومة العراقية من تنفيذ حكم الشعب بحقهم .


رابعا ـ احتقار العناصر الانتهازية العاملة في المؤسسات الفنية والتعليمية والثقافية واسقاطها اجتماعيا لاسيما هؤلاء الذين كانوا يزمرون ويطبلون وكانت لهم (شنه ورنه) كما يقول ابناء الشام ايام الحكم الوطني في العراق والذين تحولوا لخدمة المحتل واعوانه هذه الايام على حساب الشعب المجاهد.


ان المؤسسات الثقافية والفنية والتعليمية العراقية امانة في اعناق الرجال والنساء في عراق المجد والشموخ فحافظوا عليها فهي نتاج تفاعلنا واستلهام لكل ماهو ايجابي وهي هديتنا لاجيالنا القادم ، فاقطعوا الايادي التي تمتد بهدف اقتلاع ارتنا تنفيذا لامر ملالي طهران واليمن الصهيوني الامريكي .

 

 





السبت٠٥ محرم ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ١١ / كانون الاول / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب فالح حسن شمخي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة