شبكة ذي قار
عـاجـل










تناقلت الفضائيات العربية امس خبر البراءة التي تقدم بها والد زوجة مفجر ستوكهولم (تيمور العبدلي) والتي قال فيها بان (علاقته قد انقطعت مع ابنته وزوجها بعد اصرار البنت على الزواج والعيش مع تيمور خلافا لرغبته وان الوالد المسكين بالوقت الذي يعلن فيه براءته من تيمور فهو مستعد للتصالح مع ابنته بعدما فقدت زوجها ومساعدتها في تربية الاولاد)، البراءة هذه جائت نتيجة لثقافة الرجل الذي عشعش رقيبا (شرطي) في راسه، فالسويد لم تطلب منه البراءة ولم تجبره على ذلك باي حال من الاحوال، فثقافة البراءة وكما هو معلوم قد انتهت في اوربا بعد انتهاء القرون الوسطى و محاكم التفتيش، وبالعودة الى تصريحات الرجل نجد ان الاسقاط الذي حدثنا عنه علماء النفس والخوف من المجهول كان واضحا في تصرفاته، فلو اكتفى الرجل بالصمت لكان افضل له ولنا من هذا التصريح المتناقض الذي لانجد له تفسير في ثقافة الشعب السويدي الحالية.


وبالوقت الذي لا نعرف فيه ماهو الربط بين الرجل (النسيب الزعلان) وبين فعل تيمور، فاننا نقف حائرين امام براءة المطلك والعاني والكربولي من البعث الذي لم ينتموا اليه يوما، ونحن لانعرف مصير زميلهم العوادي الذي لم يرفع الاجتثاث عنه، فهل تقدم الرجل ببراءة على منوال براءتهم ولم تقبل منه لاسباب طائفية او بسبب امتناعه عن تقديم البراء ة لكونه من البعثيين السابقين؟ لماذا يجبر البعض على التقدم ببراءة خطية من حزب البعث وليس من غيره من الاحزاب العراقية الاخرى، فهل كان البعث تابعا او عميلا لايران او امريكا او الكيان الصهيوني وهل هناك وثائق حقيقية تشير الى عمالته لهؤلاء لكي يتبرأ البعض منه؟ لماذا لاتطلب البراءة من اعضاء الاحزاب التي تمارس العمالة بالقول والفعل مع الجهات المذكورة اعلاه وكما يقول المثل العراقي (على عينك ياتاجر).؟ نعتقد ان زمن ازدواجية المعايير والعهر السياسي هو الوصف الدقيق لما يحصل.


يتبرأ المطلك والعاني والكربولي من الفعل العنصري الذي مارسته حكومة البعث اتجاه القوميات غير العربية في العراق لكنهم بالوقت نفسه يتناسون ان يذكروا في براءتهم الممارسات التي مارستها وتمارسها الاحزاب القومية الكردية اتجاه العرب والتركمان في كركوك والموصل وديالى، ويتناسون ايضا فعل تلك الاحزاب في سرقة المعامل والاسلحة والمعدات التي باعتها الاحزاب الكردية(خردة) بالمزاد العلني في ايران وتركيا بعد الاحتلال مباشرة وبعدما امتدت سلطتهم الى هذه المحافظات العراقية.


لم يتبرأ المذكورين اعلاه عن المجازر التي ارتكبت بحق نساء واطفال العائلة المالكة عام 1958 التي ارتكبت باوامر قادة الثورة، والمجازر التي ارتكبها الشيوعيون عام 1959 في مدينة الموصل ومدينة كركوك بحق القوميين العرب والتركمان وبشاعة فعلهم، والمجازر التي ارتكبت بحق (جند السماء) وعوائلهم في مدينة الزركا ومجازر احزاب السلطة الحالية في البصرة ومدينة الثورة في عملية (فرض القانون)، ولم يتذكروا في براءتهم ماحصل ويحصل في السجون السرية والعلنية في العراق للرجال والنساء على حد سواء في العهد (الديمقراطي الجديد) على يد المحتل الامريكي والحكومات المتعاقبة بعد الاحتلال.


ولم يتبرأ هؤلاء عن فعل المليشيات الطائفية التابعة للسلطة والاحزاب المشاركة بالعملية السياسية الحالية بحق ابناء شعبنا في العراق وذلك بممارستهم القتل على الهوية ولم يتذكر هؤلاء في براءتهم السيارات المفخخة التي حصدت الاف الابرياء من ابناء الشعب العراقي والتي تقف وراءها ايران وامريكا، ولم تتطرق البراءة الى الاحوال المعاشية والخدمية التي يعيشها ابناء العراق نتيجة للاحتلال والممارسات التي يمارسها الحكام الجدد بحق هذا الشعب، ولم يتبرأ احدا منهم من السرقات التي حولتها الاحزاب المشاركة في السلطة الحالية الى فيللات وبيوت وفنادق وحفلات ترفيهية خارج العراق والتي يمارسها اعضاء الحكومة والبرلمان بعد الاحتلال من غير خجل.


نتمنى ان لاتكون هذه البراءة مقدمة لاجبار ابناء العراق على التوقيع على نموذج مشابه، يجبرعليه من يريد التعيين في دوائر الدولة او من يريد السفر او من يريد ان يعيش بكرامة وعزة ويناهض الاحتلال الامريكي والايراني ويعترض على فساد المفسدين، نتمنى ان لاتكون براءة هؤلاء (سنة) ينسجون على منوالها مستقبلا، ان اصرار الاحزاب الحاكمة على مثل هذه البراءة سيقود الى دوامة العنف والعنف المضاد، البراءة والبراءة المضادة التي عرفها ابناء العراق منذ تأسيس الدولة العراقية الحديثة، نتمنى ان ينتهي عصر البراءة ببراءة هؤلاء الذين ينطبق عليهم قول الامام علي (ع) (اشباه الرجال).
 

 





الاثنين١٤ محرم ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ٢٠ / كانون الاول / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب فالح حسن شمخي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة