شبكة ذي قار
عـاجـل










أسوأ ما يمكن أن يتمخض عنه مرض انفصام الشخصية لمن يبتليه به الله سبحانه وتعالى هو الإمعان في متاهة التقييم الذاتي المعزول عن الواقع عزلا تاما و المرتكز إلى عقلية جامحة في عالم الخيلاء والإحساس المعاكس في أجواء من عالم شخصي صرف متكون من الاستجابات المتضادة والمخالفة لمعطيات الواقع. من بين مظاهر انفصام شخصية إبراهيم الاشيقر الجعفري المعبرة عن استفحال التعارضات الذاتية المرضية التي تحرك مفاصله كسياسي ينتمي إلى حزب الدعوة العميل هي:

 

إظهار الذات والحزب العميل بموقع المظلوم يمعنا انه هو وحزبه أصحاب ثأر لكن الحقيقة هي النقيض إذ كليهما ,هو وحزبه ,مطلوب ومدين بثأر للعراق ولشعب العراق كله.

 

محاولة الظهور بشخصية طاهرة عفيفة وهو وحزبه غارق في العهر والفجور السياسي والفساد المالي والاجتماعي .

 يتبختر خلف خيلاء صورة الرجل المنتصر ليحاول الخروج من شباك السقوط المدوّي في تهلكة العمالة والخيانة لأميركا والصهيونية وبلاد العجم و حكامها المجوس وهو يدرك انه يمارس سلوكا منفصما ليس بوسع الخطب والكلام الفارغ أن يخرجه هو وحزبه من المال الأسود الذي وقعوا فيه.

 

يحاول أن يظهر انه مسلم بالتعكز على آية قرآنية حفظها في دراسته الحوزوية التي لم تفلح في إنقاذ خلية واحدة من جسده من السقوط في بئر الخيانة والإجرام.

يحاول أن يطفو على زبد أوهن من خيط العنكبوت ليركب عليه في محاولة الظهور بصورة المتزن الموضوعي الداعي إلى الخروج بذاته وحزبه من شرنقة الإجرام والقتل المجاني الذي مارسوه من يوم بدأت إيران بحربها الإجرامية ضد العراق عام 1979 والى يومنا هذا عبر عمليات الإرهاب بالتفجيرات في بغداد ومدن عراقية أخرى، والمشاركة في جرائم الحرب الإيرانية ضد العراق وشعبه ووصولا إلى قمم الإجرام بعد أن جاء يجري هو وأعوانه وأمثاله مثل كلاب السلوقية خلف عجلة الغزو المجرم بعد أن تعاقدوا معه لاحتلال العراق وتدميره.

 

يطل الجعفري في زفة العجول والخرفان التي سمنتها أميركا وحمت قطعانها بالطرق المعروفة لكل العالم .. يطل الجعفري البليد هذا ليقول للناس انه وحزبه وجوقة القتلة والسرّاق والمفسدين والمرتزقة ونهّازي الفرص والمنتفعين في لحظات الإعلان عن وزارة الاستحمار الخامسة في زمن الاستحمار الذي حمله الجعفري وأقرانه مثل حمّالة الحطب ليحرق به العراق أرضا وشعبا وزرعا ,مستعدين ليعملوا بنظام: عفا الله عما سلف!!!.

 

إذا كان السلف الذي يقصده الأفغاني المستعرب أو المستعرق هو تنفيذ قوانين الإعدام بأعضاء حزبه في زمن الحكم الوطني، فان عليه أن يدرك انه لو عاش ألف عمر فانه لن يغيّر من حقيقة أن من اعدم من أوغاده إنما أعدمه القانون لأسباب مقرّة ومثبتة قانونيا وليس له من ثأر شخصي ولا حزبي في هذا الملف. ثم أن من اعدم من أعضاء حزبه العميل الخائن والذين اشتغلوا كطابور خامس لإيران سواء في زمن الحرب أو قبله قد اعدموا لأنهم مارسوا جرائم يعاقب عليها القانون بالإعدام وكلهم خالفوا القانون مع سبق الإصرار والتعمد والترصد سواء في قتل العراقيين أو الانضمام إلى جيش الدولة التي تحارب العراق أو بالانضمام إلى حزب محظور لأنه حزب طائفي وعميل وينتمي إلى دولة أجنبية ومعادية، وتعمل ليل نهار على تقويض أمن العراق وبث الفتن المدمرة في جسده لإضعافه ومن ثم احتلاله ...

 

أليس هذا بعض ما أثبتته أحداث ما بعد الغزو وبشكل لا يمكن أن ينكره أي إنسان يقف على الحد الأدنى من الإنصاف والموضوعية؟؟ أليس هذا هو حال الجعفري وأقرانه وحزبه ومَن هم على شاكلة حزبه الذي عرفه الناس بلا رتوش بعد الاحتلال؟

 

على أية حال .. الجعفري يطرح الآن موضوعة عفا الله عما سلف: ونحن نرد بتساؤلات ستبقى صرخات تقض مضجعه حتى يلاقي رب جبّار متجبر هو قاصم ظهر الجبارين المتجبرين:

 

هل يجوز أن يطرح مجرم قاتل مثل إبراهيم الاشيكر شعار عفا الله عما سلف بعد أن يساهم علنا في التحضير لغزو العراق واحتلاله وتدميره؟

هل يحق لخائن قاتل سفاح أن يطرح هذا الشعار بعد أن يكون قد ساهم بشكل مباشر أو غير مباشر بقتل مليون ونصف مليون عراقي على اقل تقدير بعد يوم 9-4-2003 ، وما زال يقتل كل يوم في الشوارع وفي السجون والمعتقلات وفي أقبية ودهاليز الحوزة وجيش مقتدى وفيلق بدر ومنظمات الموت الجلبية؟

 

لمن يكون ثار الله عينا بعين وسنا بسن  .. لمن تم إعدامه بقوة القانون أم لمَن تم قتله سفاحا بواسطة عصابات إجرامية دربتها أميركا والكيان الصهيوني وإيران؟ ومنهم مثلا وليس حصريا 140 ألف بعثي وآلاف من الضباط والطيارين والعلماء وكوادر الدولة؟

 

مَن يثأر من من .. مَن دافع عن العراق والأمة ولحماية البناء والعمران والازدهار والأمن والثروات والسيادة والإرادة الوطنية أم مَن جلب الاستعمار ودمّر الأرض والعرض ومزّق الأمن والأمان وبث الفتن الطائفية والعرقية؟؟

 

انه انفصام الشخصية للجعفري وأقرانه ... انه التخبط الأعمى في أوحال البؤس والخيانة ؟؟ انه التخبط أمام العراقيين الذين يدركون اليوم أكثر من أي يوم مضى أن عمالة الدعوة وأزلامها قد صارت برهانا لا يقبل الشك وسقوط الدعوة وأقرانها من أحزاب وميليشيات في بؤر الموت السياسي أمر لا جدال فيه ... العالم كله يعرف أسماء وعناوين الكلاب السلوقية التي هرولت خلف عظام الغزو والاحتلال ولن يخرجهم من مأزق الموت السياسي أي مخرج .. فالاحتضار السياسي حقيقة لا يغطيها كلام الخطباء حتى لو كان هذا الخطاب هو الوصفة السحرية التي راهن عليها سحرة الطائفية والعرقية المقيتة قبل أن يشيع شعبنا جثامين كل السحرة في يوم قريب آت لا ريب فيه بحول الله وقوته.

 

aarabnation@yahoo.com

 

 





السبت١٩ محرم ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ٢٥ / كانون الاول / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب أ.د. كاظم عبد الحسين عباس نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة