شبكة ذي قار
عـاجـل










ان من يريد البحث عن اسباب الازمة السياسية التي يعانيها شعبنا في العراق، عليه البحث بشكل جدي عن الانحرافات الاخلاقية التي يتصف بها عملاء الاحتلال الذين يحاولون احتراف العمل السسياسي في العراق هذه الايام والذين يهيمنون على السلطة بدعم امريكي وايراني مباشر وغير مباشر ، فهذه الطغمة الفاسدة التي تحكم العراق هي من نشرت في البلاد جوا خانقا من العادات السياسية السيئة التي لم يعد الشعب قادرا على احتمالها، فالحقيقة التي توصل لها شعبنا خلال سنوات الاحتلال العجاف وحكم هؤلاء تؤكد بان السياسة قد هوت على ايديهم من مرتبة الهدف السامي الى مرتبة المساومة والمتاجرة.

 

وان اي ذكر لهؤلاء بات مقترنا بالكره والاشمئزاز واصبحت جميع تصرفاتهم عرضة لنقد الشعب اللاذع وهذا ما تنقله لنا الفضائيات العربية والعراقية بشكل دائم ، ومن كان في شك مما نقول فما عليه الا ان يشاهد هذه القنوات بحياد او الاستماع الى حديث الناس في المدارس والجامعات و في الاسواق والحافلات التي تنقل الركاب، وليستمع الى حديث انصارهم في الاجتماعات الخاصة ليعرف الى اي درك هوت حكومات الاحتلال المنصبة امريكيا والى اي نقد فضيع يتعرضون.

 

ان المواطن العراقي البسيط قد توصل اليوم الى نتيجة مفادها ان الحكومات الخمسة التي نصبها الاحتلال باتت تراكم الاخطاء المخجلة وهي مستمرة في استهتارها بارتكاب هذه الاخطاء بحق العراق ارضا وشعبا ، وانها غير قادرة على انتهاز الفرص لتصليح مافسد وترفع ما انحط ، وان كل مانتج عنها من اعمال لايتعدى ان يكون تخريب في تخريب ومن له راي مخالف لهذه النتيجة عليه العودة بذاكرته الى ابتداء هذا العهد الذي سموه ظلما (العهد الجديد) ، ليقارن بين معنويات وامكانيات الشعب اليوم وبين ماكان عليه بالامس.

 

لقد تحمل البعض من ابناء شعبنا وبحسن نية هؤلاء الساسة واعطاهم اكثر مما يستحقون وسكت عن مساوئهم وسهل لهم الكثير من الامور، املا بأن يتخلص من الوضع الشاذ الذي وجد نفسه فيه بعد احتلال العراق لكن دون جدوى ، فهل سيسكت هذا الشعب اليوم وهو يرى بان هذه الحكومات تحول دون خروج المحتل من البلاد وتعمل على تكريس القوانين التي وضعها المحتل ( بريمرونوح ) للحفاظ على مصالحه وحماية عملائه .

 

ان شعبنا اليوم يعرف جديدا الطينة التي جبلوا منها والتربية التي نشأوا عليها قبل الاحتلال في بلدان اللجوء ومنها ايران ، فلا ينتظر من هؤلاء ان يقوموا باي عمل ايجابي بل على العكس من ذلك فكل اعمالهم السابقة واللاحقة ستكون مكرسة لتثبيت القوانين والاحكام التي جاء بها المحتل لانها تلبي مصالحهم التي تقوم على سرقة قوت الشعب وارسال المسروقات الى الخارج لتتحول الى قصور وحسابات بنكية في اوربا وامريكا ، فهولاء الذين حملتهم الدبابات الامريكية ليس في اجندتهم الا التخريب وكا يقول المثل العراقي ( خربها وكعد على تلتها ).

 

ان الشعب اليوم يرى ويشاهد مايحصل في العالم المتقدم انسانيا ويعرف ان سبب هذا التقدم هو اختيار الشعوب لحكوماتهم اختيارا حرا لاتلاعب فيه ولا اكراه ، ويعرف ايضا ان سبب تاخره عن ركب الشعوب المتقدمة هو عدم تمتعه بالحرية التي يتمتع بها غيره ، فالحرية الحقيقية هي وسيلة التطور والتقدم ولا وجود لوسيلة اخرى ، لقد امن الشعب العراقي بالديمقراطية وعرف انه لا تكون الديمقراطية صحيحة الا اذا كانت على اساس قياس الشعب صاحب المصلحة الحقيقية فيها ، وان اي قانون انتخابي يفصله المحتل على مقاس الطوائف والاعراق بذريعة ( العراق الحر الجديد )، سيجابه بكره ورفض الشعب له .

 

ان جل مايتمناه ابناء الشعب العراقي اليوم هو الحرية ( الديمقراطية الحقيقية ) وعلى حكومة الاحتلال الخامسة ان تعي ذلك وان لاتستهين بوعي الشعب حتى المغرر به عبر استغلال عاطفته الدينية وحبه للعتره المحمدية رضوان الله عليها و تعد البيانات الطويله لتعده بمستقبل مشرق ( هواء في شبك ) ، فالشعب سوف لن يسمح بأن يمنع من التمتع بحريته ونيل حقوقه المشروعة ، ان على حكومة الاحتلال الخامسة ان تعرف بان ليس من الصعوبة بمكان على ابناء هذا الشعب ان يجدوا حكومة جديدة تلبي مصالحهم لاسيما ونحن سنشهد هذه السنة اعادة انتشار المحتل وتخفيض عدد قواته ، فقاعدة الحبانية والشعيبة لم تنفع حكومة نوري السعيد والقواعد العسكرية المنتشرة في مصر والسيطرة على قناة السويس لم تنقذ الملك فاروق من التغيير وتذكروا مايقوله ابناء العراق اذ جد الجد ( وين يروح المطلوب النا ) .

 

 





الاثنين٢٨ محرم ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ٠٣ / كانون الثاني / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب فالح حسن شمخي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة