شبكة ذي قار
عـاجـل










المقدمة

 

لم نتحدث تأريخياً عن اطماع الفرس واليهود في الارض العربية منذ إتفاق هذين العنصرين على أن يغزو الفرس الإخمينيين أرض بابل في عام 539 ق . م ، عندما اعتمدوا على اليهود الذين كانوا يسكنون بابل كجواسيس ومثيرين للفتن والاشاعات التي تثير الاحباط في نفوس البابليين . ولم يكتف الفرس الأخمينيون بغزو العراق واجهاض حركته الحضارية ، بل اعتبروا العراق مفتاحاً للبيت الكبير ( بلاد العرب ) ، وهكذا .... وبالاعتماد على خيانة اليهود أيضاً ، واصل الفرس أيضاً غزوهم لأقسام من سوريا ، واسنطاعوا في زمن حكم قمبيز من إحتلال مصر . كما توجه داريوس في بعض خططه لاحتواء منطقة الخليج العربي والسيطرة على طرق المواصلات فيه .... ثم دارت الدوائر بالفرس الاخمينيين بعد أن لعب العراقيون والسوريون والمصريون في مفاومتهم لهذا الاحتلال الاجنبي ، كل من جانبه ، دوراً مهماً في إضعاف البناء السياسي والعسكري لدولة كورش وداريوس الاول . وتكررت الثورات في مصر وبابل ، وبقي هذان المركزان يقضان مضاجع الحكام الفرس الاخمينيين الى ان قضى علي احتلالهم هذا المقدونيون بقيادة الأسكندر المقدوني ....  لقد ذكرت هذه النبذة التأريخية من فيض تأريخي واسع لأطماع الفرس واليهود في الارض العربية من أجل أن يكون ابناء امتنا على دراية بما يخطط لهم في زمن المتكاسلين والاغبياء والعملاء الذين يديرون دفة الحكم في اقطارنا العربية ..

 

ماذا فعل الحكام العرب لتحرير الاراضي العربية المحتلة ...؟؟

 

لم نتوسع في هذا الموضوع لاكثر من ثلاث اقطار عربية محتلة في هذا الوقت ، وهي كل من الاحواز وفلسطين والعراق ، منتظرين ما سيكشفه لنا التأريخ الحديث من احتلالات أخرى وحكامنا العرب ما بين عميل للمحتل أو متكاسل لايهمه غير المنصب وما يدر عليه هذا المنصب من مال حرام . وحينما نذكر الاحواز فإننا لانستثني بالتبعية كل الجزر العربية في الخليج العربي ومضيق هرمز ( لان الضفة الشرقية منه هي عربية ولكنها محتلة من قبل ايران ) . ولابد لنا هنا ان نذكر دور كل من إيران والصهيونية العالمية في هذه الاحتلالات للاقطار العربية الثلاثة اعلاه معتمدين على مساعدة قوى الاستكبار العالمي . وهنا نسأل السؤال الكبير ( ما هو موقف الانظمة العربية ، السياسية والعسكرية ، في طرد المحتلين من هذه الاقطار العربية  ......!!؟؟؟ ) .

 

     منذ إحتلال الفرس للاحواز العربي بمساعدة الاحتلال البريطاني الذي احتل المنطقة العربية (العراق والجزيرة العربية والاراضي العربية المطلة على الخليج العربي , الشرقية منها والغربية ) في الحرب العالمية الاولى ، وها هم ( الفرس ) وهم يسعون منذ عام 1925 م ولحد الآن في فرض الاستيطان غير العربي فيه , ومسح هوية ارض الاحوازالعربية واستبدالها بالهوية الفارسية . وكان من اخبث الاساليب التي اتبعها الفرس في تنفيذ ذلك ، اسلوب ( فرض زواج المرأة العربية بالرجل الفارسي )مما دعى جميع شيوخ العشائر العربية في الاحواز لأن يكتبوا مذكرة جماعية لأول امين عام للجامعة العربية في اول إنشائها يذكرونه بأهمية دور هذه الجامعة في تحرير الاحواز من الاحتلال الاستيطاني الفارسي ويصفوه بانه أخطر من الاحتلال الصهيوني لفلسطين ، حيث جاء في هذه المذكرة ؛ (إنكم أيها المجتمعون في الجامعة العربية لتناقشوا كيفية التصدي للحتلال الاستيطاني اليهودي لفلسطين وهو امرلابد منه ، لابد ان تناقشوا بجانب ذلك امر الاحتلال الفارسي لارضنا العربية ، الاحواز ، فمناقشتكم لهذا الامرمهم جداً ، فكلما طال الزمن ، فإن الدولة اليهودية ستزول بالمقاومة والتصدي لهذا الاحتلال ، ذلك ؛ لأن هذا الكيان سيكون غريباً عما يحاط به من مجتمع عربي إسلامي , فهو لايمكن ان ينسجم مع هذا المحيط طال الزمن به ام قصر . ولكن احتلال ارضنا الاحواز يستغل فيه الفرس الدين الاسلامي ليُذبونا وارضنا في بلادهم ( فارس ) ‘ ويكونوا بذلك قد حققوا احتلالنا بالدين .... ) فماذا فعل الحكام العرب والجامعة العربية بشأن تحرير الاحواز أو مساعدة مقاومة الاحواز واحرارها منذ ذلك الوقت لحد الآن ........!!!؟؟؟ .....  فحينما نستعرض الزمن منذ تأسيس الجامعة العربية ولحد الآن لم نسمع منها اي خبر يشير الى موقفها المدافع عن الاحواز وعن تحرير هذه الارض العربية التي اغتصبها الفرس . ذلك ؛ لان هذه الجامعة كانت تاخذ مواقفها ، بطبيعة الحال ، من الانظمة العربية التي لايمكن لها ان تعارض الاستعمار الذي وضعها في هذه المناصب ، عدا عن بعض الانظمة الثورية ، كثورة 23 يوليو في مصر في عهد الرئيس جمال عبدالناصر وثورة البعث في العراق في 17- 30 تموز ، الّتان سارعت الامبريالية الغربية  لإنهاءهما بالتعاون مع  العملاء لها في المنطقة . وفي هذا المجال لابد ان نشير بأن الرئيس الشهيد صدام حسين رحمه الله كان على اتصال دائم مع جبهة تحرير عيلام منذ ما قبل قيام ثورة 17تموزعام 1968 .

 

إما مواقف الحكام العرب من الاحتلال الصهيوني لفلسطيين ، وخصوصاَ منذ ان زار السادات الكيان الصهيوني واعترافه رسمياً بهذا الكيان وبالقدس عاصمة ابدية له ، ، فهو كما نشاهده ونسمع عنهم في كل يوم ، تلك المواقف التي تمثلت في الاعترافاتات بهذا الكيان من قبل بعض الحكومات العربية التي أشهرت عمالتها للامبريالية وطاعتها التامة للصهيونية العالمية معتبرة ان ذلك هو من باب الاعتراف بالأمر الواقع متجاوزة بذلك كل النداءات الشعبية في  الاقطار العربية الداعية للمقاومة الاحتلال وإنهاء الاحتلال الصهيوني لارض فلسطين العربية الذي شرد الملايين من الفلسطينيين من أراضيهم لكي يعيشوا لاجئين في شتى انحاء العالم ، ولم يكتفي هؤلاء الحكام بذلك بل انتقلوا في مهادنتهم وتطبيع علاقتهم بهذا الكيان المحتل الى قتل روح المقاومة في نفوس الفلسطينيين ( ولكن هيهات لهم ذلك ، حيث أن الشباب الفلسطيني قد عرف حقيقة الذين يسمون انفسهم حكاماً لفلسطين أولائك الذين يتحكم فيهم كل من الكيان الصهيوني وامريكيا في آن واحد ، وعرف هذا الشعب ، أن لاطريق لعودة بلاده بكاملها إليه إلا بسلاح المقاومة ، طال الزمن على ذلك أو قصر ....!!! ) .

 

ولابد لنا هنا أن نتحدث عن خائن فلسطين الاول محمود عباس الذي تآمر على القيادة الشرعية لمنظمة فتح ( الشهيد ياسر عرفات ) بالتعاون مع فرنسا ليقتلوه في إحدى مستشفيات هذا البلد الاخير حينما ارسله ( ابو مازن !!! ) للعلاج من مرض بسيط الَمّ به ليستفرد بالمنظة وليحولها عن المقاومة المسلحة ضد الاحتلال الصهيوني الى الرضوخ لمشاريع الحلول الاستسلامية التي يدعو لها المتخاذلون والعملاء من الحكام العرب بإدارة وتوجيه امريكا التي يوجه اداراتها اللوبي الصهيوني فيها . لقد تجاوز محمود عباس كل خيانات الحكام العرب في موقفه من الاحتلال للعراق ليكون الساعد الايمن للموساد الصهيوني حينما زار ما يسمى إقليم كردستان مصرحاً لحكومة العملاء فيه بأن ( وضع إقليمهم يشابه وضع الإحتلال اليهودي لأرض فلسطين .........!!!! . طالباً منهم الموافقة على فتح قنصلية فلسطينية في هذا القليم الداعي للانفصال عن العراق ، تحت رعاية وإشراف الكيان الصهيوني ، على أمل ان تتطور هذه القنصلية الى سفارة بعد انفصال هذا الجزء الغالي عن العراق لا سامح الله ......!!! . وبعد كل هذه المواقف المعادية لمقاومة شعب العراق للتجزءة ، وما يتوخاه الاحتلال من شرذمة هذا القطر المقاوم وتجزئته خدمة للكيان الصهيوني ، سيجعل شعبنا الفلسطيني بشكل خاص والشعب العربي بشكل عام ان لا يتوقع من هذا الدمية ان يقود الفلسسطينين نحو التحرير وإنهاء وجود المحتل الصهيوني لارض الآباء والاجداد ....!!!؟؟؟ .... إنها اللعبة الامريكية الصهيونية في كسب الوقت للتوسع داخل قطاع غزة والقدس وبعدها يخلو لهم الجو للقيام بنفس اللعبة في الضفة الغربية ، ويكونوا بذلك قد حققوا حلمهم في ( رمي شعبنا الفلسطيني في البحر والشتات ) . وكل ذلك تحت رعاية ودفع عرّابي سياسة الأستسلام من الحكام العرب .

 

كان نظام البعث في العراق بقيادة فارس الامة أبو الشهداء شهيد الحج الاكبر صدام حسين ، هوالسيف الذي وقف بوجه المخطط المرسوم لابتلاع كل فلسطين وطرد ابناءها الاصليين ، ذلك النظام الذي رفع شعار تحرير فلسطين من البحر الى النهر ، ولذلك حرض الامريكان والكيان الصهيوني كل عملاءهم في المنطقة وفي مقدمتهم الحكام العرب ومجوس الفرس ، لاثارة المتاعب بوجه هذا النظام بهدف إتعابه واثارة المشاكل بوجه تقدمه وكان كل ذلك بعيداً عن إرادة شعوبهم التي كسروا شوكتها واسكتوها بالقوة والقسوة  . وناصروا العدو الامريكي الصهيوني الفارسي بالقوات العسكرية  وسهلوا مروراساطيلهم وصواريخهم وطائراتهم المقاتلة في المياه والأجواء العربية ، وقدموا اراضيهم لتكون قواعد إنطلاق للقوات التي ساهمت في احتلال العراق عبر سفر من تصدي العراقيين الاصلاء منذ عام 1980  م وحتى احتلال بغداد العروبة في 9 نيسان (ابريل) من عام 2003 ، الذي تأسست فيه المقاومة بعقيدتها الجديدة التي بدأت تتصاعد ، قوة وضراوة ، منذ الساعات الأولى لأحتلال بغداد ولحد هذا الوقت . وقد كان فارس الامة الشهيد صدام حسين قد أعلنها وهو يتقدم صفوف المناضلين وهو يحمل على كتفه سلاح (الآربيجي ) ، امام جامع أم الطبول ، وهو يقتنص مع رفاقه الأبطال دروع العدو الواحدة تلو الاخرى حتى اصبح الطريق من ام الطبول وحتى مشارف حدود بغداد في اليوسفية مملوءً بأشلاء هذه الدروع . هكذا هي حربنا بعقيدتها الجديدة كما املتها طبيعة ضروف المعركة مع العدو (عقيدة حرب لم يجربها العدو ، فاطلق عليها العدو الأمريكي ذاته بأنها معركة يواجهون بها مقاتلون اشباح )....... وستسمر معارك ابطال الرافدين هكذا الى أن يخرجً آخر جندي محتل مهزوماً ، لينفرد شعب العراق ومقاومته الباسلة بالعملاء الذين تمسحوا بأحذية المحتل ليُذيقوا شعب الرافدين المرارة والهوان .

 

ثلاث اقطار عربية محتلة والحكام العرب لايناموا في العسل فحسب ، بل يجتهد الكبار في مص والسعودية والخليج العربي ليُقنعوا الشعب العربي في أقطارهم بأن يرضى بهذه الحالة من المهانة والذل الذي تخطط له الصهيونية العالمية وأمريكيا لتلحق اقطارهم بالاقطار الثلاثة المذكورة في اعلاه .... وفوق كل هذا تجد مهزلة الزيارات المتبادلة بين مسئولي هذه الاقطار الذين ربطوا وجودهم بالأستكبار الأمريكي وحكومة العار التي يرفضها شعب العراق ويعتبر وجودها سرطاناً زرعه الاحتلال الأمريكي الصهيوني الفارسي في الجزء المهم من هذه الأمة. بهدف اتشاره لكل جسدها ليسهل له من خلال ذلك تمزيق هذا الجسد الى اشلاء يُسّهل للكيان الصهيوني وإيران ابتلاعها وتقاسم ثرواتها مع العدو الأمريكي . ومن الأمور المؤسفة  ان مشايخ الخليج العربي اخذوا ، في الآونة الأخيرة ‘ يتعاملون مع ما يُسمى بإقليم كردستان على أنه دولة مستقلة ليدخلوا معه بمشاريع اقتصادية ، وخصوصاً فيما يتعلق بالمشاريع النفطية ....... 

 

دعوة لشعبنا العربي في كل اقطاره

 

وبعد كل ما تحدثنا عنه ، ولعدم تكرار مآسي احتلالات أخرى لأقطار عربية خصوصاً لتلك الاقطارالمحيطة بالكيان الصهيوني ( مصر ، سوريا ، الأردن ، السعودية ) ، ندعو شعبنا العربي في هذه الأقطار بوجه خاص ، وفي باقي الاقطار العربية بشكل عام ، الى الضغط على حكامها من اجل ترك سياسة الحلول الاستسلامية الذي تقوده أمريكيا لصالح الكيان الصهيوني ( على أساس انها حلو ل سلمية ما بين الكيان الصهيوني المحتل لأرض فلسطين وبين العميل محمود عباس . وان تدفع جماهير الأمة حكامها لمناصرة المقاومة المسلح في الأقطار العربية المحتلة في العراق وفلسطين والاحواز ورفع أغطية التعتيم في وسائل إعلامها عن الإنجازات القتالية لمناضليها الابطال . وبدورنا نبشر كل جماهيرنا في الوطن العربي بأن أبطالكم المقاومين في العراق يتقدمون يوماً بعد يوم في الطَرق على رؤوس جنود أقوى دولة في العالم . ونعاهدكم على ان نهاية أمريكيا كأعظم دولة في العالم ستكون على يد مقاومتكم الباسلة في وادي الرافدين  تنفيذاً لما قاله شهيد الحج الأكبر صدام حسين بهذا الشأن .............. وإن شاء الله تعالى سيتم ذلك ، ومن الله النصر والتوفيق ............  والله أكبر  ......   

 

 





الاحد٠٥ صفر ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ٠٩ / كانون الثاني / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب محمد عبد الحياني نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة