شبكة ذي قار
عـاجـل










• الاحتلال يهدف إلى التقسيم .. والجهاد يقتضي التصدي للتقسيم .
• الاحتلال يريد صفقات للتقسيم .. والثوابت الوطنية ترفض الصفقات .
• من يدعي الجهاد .. عليه أن يجاهد ضد الاحتلال وصفقاته .
• الوطنية .. تسمو على أي تطلع طائفي أو عرقي أو عشائري أو مناطقي !!


أحياناً .. يضطر الكاتب أن يتحدث في البديهيات، ويُعَرِجُ على المسلًماتْ التي يفترض أن يدركها البعض ويتعامل معها دون أن يخلَ بالمفاهيم، التي تحكم والمعايير التي تقاس في ضوئها الأشياء .. أقول إن الجمع الوطني، والوطني المقاوم يدرك أن الأمريكيين المحتلين ما جاءوا إلى العراق بدون سياسة إستراتيجية يسيرون على هديها.. والأمريكيون المغتصبون ما جاءوا إلى العراق لمصلحة العراق والعراقيين .. وإن في مقدمة إستراتيجيتهم تدمير، ليس ما بناه البعث طيلة خمسة وثلاثين عاماً فحسب، بل انتزاع واغتيال الهوية القومية العربية للبعث والدولة العراقية، عن طريق اجتثاث الوجود القومي العربي وتفكيك عناصر قوة الدولة وتقسيمها إلى دويلات ضعيفة ومتصارعة مع بعضها على المواقع والمنافع والنفوذ .


فموضوعة التقسيم بات الحديث عنها من بديهيات الأهداف الأمريكية والصهيونية والصفوية المطروقة في أجندة الاحتلال بمشروع (جوزيف بايدن) الصهيوني، بيد أن الواقع يرصد محاولات بائسة تؤشر تحركات واتصالات تستهدف ترويج التقسيم ... إذاً .. هذا الهدف بات واضحاً ولا لبس فيه كحقيقة إجرامية مدانة يرصدها الشعب العراقي، فيما يحاول هذا البعض الضال اقتناص الفرص القذرة اعتقاداً منهم بأنهم قادرين على تنفيذه .. فكيف والحالة هذه نجد أن هذا البعض وهم يعلنون أنهم (يجاهدون) و (يعملون) في سبيل الله والوطن، وهم في الوقت ذاته يحاولون أن يحيطون أنفسهم بجزء من تراب الوطن الغالي يعلنون أنه إقليماً !!


ماذا نسمي ذلك .. ألا يعني شراكة في التقسيم ؟ وقبول بالمخطط ؟ وعلى حساب من يكون القبول بالإقليم العرقي ؟ ثم ما فرقه عن إقليم الأكراد في شمال العراق، هو الآخر يسعى إلى التقسيم .. ألم يكن تقسيماً يسير على حافة الانفصال عن الوطن ؟ وما فرقه عن دعوات طائفية لتقسيم الجنوب وإلحاقه تدريجياً بالدولة الفارسية ؟ ألم يكن تقسيماً ؟!


المفارقة هنا .. إن الأكراد لا يجاهدون ضد الاحتلال .. والطائفيون لا يجاهدون ضد الاحتلال .. ولكن الذين يعلنون أنهم يجاهدون ضد الاحتلال، كيف لهم أن يفصحوا عن توجهاتهم ورغباتهم في إقليم طائفي في الوسط ؟! ألم يكن تقسيماً يريده الاحتلال وتريده (إسرائيل) ويريده النظام الفارسي في إيران ؟!


إن كلمة (الجهاد) والعمل الوطني ، كلمة كبيرة وعميقة ولها مدلولات فكرية وفقهية- دينية وسياسية على مستوى من النقاء والمعنى السليم ، فكيف لهذا (البعض) الذين يدعون الجهاد والإسلام الحنيف أن يفرطوا في هذه المعاني السامية ؟ ويدْعونَ إلى ما يريده الاحتلال والصهاينة والنظام الإيراني ؟ ألم يكن منهج هذا البعض متناقضاَ ؟ ألم يكن فيه ما يفسر على أنه (تقيه) ، يفعلون خلاف ما يضمرون .. يدعون أنهم يجاهدون في سبيل الله والهوية القومية العربية وهم ينفذون ما شرًعته العملية السياسية للاحتلال الغاشم ؟!


هذه البديهيات، يعرفها عن ظهر قلب كل الشعب العراقي ، ولكن هذا (البعض) لم يكونوا يؤمنون بالجهاد طريقاً نبيلاً للخلاص من الاحتلال ومخلفاته، إنما ركبوا موجة الجهاد الصادق الأمين على الثوابت في الدين والدنيا لكي يكون لهم موقعاً، مهْما كان صغيراً ونشازاً ومؤذياً وضاراً بالشعب والوطن .. وإلا كيف يمكن أن نفسر دعوة هؤلاء الصغار إلى إقليم في الوسط.. إقليم طائفي سني لا يختلف عن إقليم متشيع فارسي ولا يختلف عن إقليم عرقي وطائفي كردي؟! ألا يدعوا التصرف المشبوه لهذا (البعض) إلى الشك والريبة في نياتهم وهم يدعون الجهاد من أجل الحرية والاستقلال ؟ وكيف سيتابعون مسيرتهم المشبوهة أمام الشعب العراقي العظيم وقواه السياسية المناضلة والمجاهدة ؟ وماذا سيقولون لمنتسبيهم أو للذين ينتمون إليهم المغرر بهم بمختلف التبريرات والتخريجات الفقهية غير القائمة على أساس رصين من الثبات والمنطق ؟ فمن المؤكد أن أتباعهم سينفضون عنهم عاجلاً أم آجلاً بالرغم من أعدادهم وحجمهم .. أما الذين يمولونهم على أساس طرد الاحتلال ومحاربة النفوذ الفارسي المستشري، فسيكفون عن دعمهم وذلك لانكشافهم الفاضح في نياتهم وتصرفاتهم التي تكرس التقسيم الطائفي والعرقي شعباً وأرضاً .


تحدثنا في البديهيات .. حتى يدرك هؤلاء الصغار حجم وجودهم المخرب في صفوف المجاهدين الحقيقيين الذين لا يصمد أمامهم احتلال غاصب ولا طائفي أو عرقي يخدم أسياده في خارج الحدود .. المجاهدون الحقيقيون الذين لن يلتفتوا إلى الوراء لأن أمامهم هدف مقدس هو تحرير العراق، كل العراق أرضاً وشعباً وهوية .. المجاهدون الحقيقيون الذين دخلوا في فعلهم الجهادي أسطورة التاريخ المشرف من أوسع أبوابها، لأنهم كبار وكبار جداً في نهجهم ومبادئهم وعقولهم ورؤيتهم للنصر وهو قاب قوسين أو أدنى من التحقق، بالرغم من تشابك السياسات واختلاط الأوراق وتداخل الخنادق، لأن بصرهم وبصيرتهم تفرق بين الأبيض والأسود بين الخطأ والصواب بين الخطيئة والفضيلة .


فإذا كان هذا (البعض) غير قادرين على مواصلة الفعل المناهض للاحتلال على مستوى المسؤولية ، فلماذا لا يعلنون انسحابهم ويتحاشوا تفجير فقاعة لا تفعل شيئاً سوى التشويش؟ ولا غرابة في أن الذين سيسوا الحركة الإسلامية واشتركوا في غزو العراق ومارسوا دور السمسار في العملية السياسية، أن يصلوا بلعبتهم القذرة إلى مرحلة الإفصاح عن النيات غير الوطنية باستحياء مرة ، وبشكل مكشوف مرة ثانية .. إنهم قد انحرفوا علناً ، ليس عن الثوابت الوطنية فحسب إنما عن ثوابت الدين الإسلامي الحنيف، ولا فرق في معنى الطائفية ، كما أسلفنا، بين (طائفية متشيعة فارسية) وبين (طائفية سنية)، كليهما تنظران إلى الوطن والوطنية العراقية بعين الطائفية المتقيحة .. لأن ترويج مشروع الإقليم (السني) هو ترويج للتقسيم الذي رفضه الشعب العراقي، وترويج للفيدرالية التي رفضها الشعب العراقي أيضا . إلى من تروج إذاً هذه المشاريع المشبوهة التي لا تخدم الشعب العراقي؟! وهل يمكن فصلها عن مشروع (جوزيف بايدن) الذي قدم مؤخراً إلى العراق من أجل جس نبض القوى السياسية، بعد عودة العميل الإيراني مقتدى الصدر من طهران، حيال مشروع التقسيم الذي يرفضه الشعب العراقي جملة وتفصيلاً؟!


هذا البعض ، سبق وصوَتَ على (الدستور) الكارثي الذي أعده الغزاة والصهاينة، وشاركوا الغزاة في إنشاء الصحوات وما فعلته دولارات الاحتلال في تأخير مسيرة الجهاد من أجل التحرير، بدعوى محاربة القاعدة ، وغرر بالكثير من أبناء الشعب العراقي الذين يهمهم الوطن وتهمهم حماية أسرهم وأعراضهم وأموالهم فوجدوا أنفسهم، عدا قياداتهم، منخرطون مع المحتل الغازي وتحت رحمة الحكومة العميلة.. بمعنى بين المطرقة والسندان .. مطرقة قوات الاحتلال وسندان قوات الحكومة العميلة .


إن وحدة العراق أرضاً وشعباً ملزمة للجميع، وهي الثابت الذي لا يستطيع أي وطني أن يتنصل عنها، وهي الشيء الملزم والشرعي في النضال والجهاد، ولا مجال للتفسير والتأويل حول هذا الثابت أبداً .. فالمجاهد يمثل إرادة الأمة، إرادة (الكل) وإذا مثل إرادة الطائفة أو العرق (الجزء) فأن وطنيته تكون جزئية وغير شاملة وبالتالي ناقصة الوطنية بالضرورة .. لأن مسميات (الأقلمة) و (الفدرلة) هي مسميات مشبوهة لا تتساوق مع المنطق الوضعي، ولا مع الشريعة الإسلامية التي تدعوا إلى الجهاد لتحرير الأمة من الاحتلال والفساد والمفسدين وإحقاق الحق وهزيمة الباطل .


وما فعله هذا (البعض) كان خطيئة أمام الله وأمام الشعب ، وتلك نهاية هؤلاء الصغار في الدنيا والآخرة .. والنصوحة التي تقدم لهؤلاء قبل فوات الأوان، هي أن يعيدوا النظر، وأن يكفوا عن النفخ في قربة مثقوبة .. لأن صراخهم في واد كمن ينفخ في رماد !!

 

 





الجمعة١٧ صفر ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ٢١/ كانون الثاني / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. أبا الحكم نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة