شبكة ذي قار
عـاجـل










مع تقادم عمر احتلال لقطرنا العراق العزيز يزاد تكشف أهدافه العدوانية ليس على العراق فحسب بل على كل الأمة العربية من خلاله وتتوضح ادوار التحالفات الخفية منها والمعروفة التي عقدتها الولايات المتحدة الأمريكية قبل العدوان لتحقيق إستراتيجيتها الاستعمارية البعيدة المدى ورغم تشخيصنا المسبق لهذا إلا إن الكثير من مثقفي الأمة وكتابها كان يروج إلى غير ذلك ويعلن دفاعه الشرس عن هذه الدولة الإقليمية أو تلك ويبني معتقداته على ما تطرحه دراسات هذا المستشرق أو الكاتب الغربي أو ذاك وفق نظرة ضيقة محدودة ينساق وراءها بالاستناد إلى معتقده السياسي أو توجهاته الدينية والطائفية , فمنذ الغزو الهمجي كنا نقول إن إيران هي جزء أساسي لا يتجزأ من العدوان على الأمة العربية رغم ما يصرح به زعماء نظامها من رفضهم للاحتلال أو لطريقة ضرب وإسقاط النظام الوطني العراقي الذي بناه ويقوده بكفاءة عالية حزب البعث العربي الاشتراكي ناهيك عن دور الكيان الصهيوني ولا نستثني من هذا تركيا أو غيرها من أنظمة اقليمية وحتى العربية كل حسب ما رسمته له أجهزة المخابرات الغربية وقد تعرضنا نتيجة هذا الموقف إلى الكثير من السب والقذف حتى ممن يحسبون أنفسهم على الصف الوطني أو القومي ولا نبالي لإيماننا المطلق بعدالة النهج الذي نستنير به وننهل من نبعه .


لقد صرح القزم بوش في بداية العدوان وربما كان ذلك دليلا إضافية على غبائه أو إمعانا في احتقار عملاء بلاده أن إدارته ستعيد رسم خارطة الشرق الأوسط وبدأ يطفو إلى سطح الأحداث بقوة مصطلح الشرق الأوسط الجديد وهو ما فسره توالي الأحداث بان الخارطة الجديدة التي أعدت منذ ما قبل نهاية الحرب الباردة المزمع العمل عليها مبنية على أساس تقسيم المنطقة دينيا وإنشاء دول ذات طابع ديني إسلامي ومن ثم إعادة تقسيم هذه الدول إلى دويلات طائفية متناحرة لخلق مزيدا من حالة الضعف التي تؤمن استمرار السيطرة الغربية التي تعمل أمريكا على فرض نفوذها كقطب واحد أوحد في العالم من خلالها .


وتأتي الترجمة العملية لذلك التصريح من خلال إطلاق يد إيران في العراق التي تنتهج سياسة توسعية باتجاه الوطن العربي حضريا تلافيا للاصطدام بالنفوذ الشيوعي شرقها على حد سواء كان روسيا أو صينيا سابقا والى الآن وغربيا لاحقا وتمكينها بعد فشل عدوانها الذي قاده وفق مبدأ نشر نظرية ولاية الفقيه دجالهم المقبور خميني استمر أكثر من ثمان سنوات لبناء منظمات مليشياوية تعمل على نشر الفكر الطائفي تحت عناوين رنانة بين أبناء الشعب العراقي وجعلها قاعدة انطلاق إلى باقي أجزاء الوطني العربي بالاستعانة بموطئ القدم الذي أسست له في لبنان ودفعت بحسن نصر الله إلى قيادته .


وإذا كانت الدراسات والبحوث الغربية وقسم من الوثائق المعدة مسبقا للنشر بما فيها والوثائق التي نشرها موقع ويكيلكس تعمل على الإيحاء بان المليشيات الطائفية التي يديرها فيلق القدس الإيراني في العراق تعمل على شن هجمات ضد قوات الاحتلال فإنها تحاول من خلال ذلك دعم وجودها وتبريره بل ولزيادة التفاف القوى المناهضة للاحتلال حولها لإفراغها من توجهاتها التحررية وتحويلها من دون علمها إلى أدوات تضرب المواطن العراقي وتنشر ثقافة القتل والانتقام وتنمية روح الثأر والعشائرية بين مواطنيه في الوقت التي تذوب فيه الانتماء للوطن والقومية فإنها من خلال هذا المنهج تحاول التعتيم على دور المقاومة الوطنية العراقية التي تمكنت من إرغام قوات الاحتلال على الانسحاب من مراكز المدن واللجوء إلى جحور محصنة تمهيدا لانسحابها .


لقد تمكنت المقاومة العراقية الباسلة التي تدرك الحضور العراقي القومي ودوره في كل مراحل التاريخ ليس من إفشال المشروع الأمريكي في العراق فحسب بل في كل المنطقة العربية التي تمتلك خصوصية مهمة لموقعها الجغرافي أو لما تمتلك من ثروات مهمة تؤثر في الخارطة الاقتصادية والسياسية العالمية يسيل لها لعاب القوى الاحتلالية الغربية وهي في عزها وقوة تحالفها فتراجع اندفاعها وتعاونها مع أمريكا أدت في النتيجة إلى فقدها لمشروعية غزوها للعراق ودفعتها إلى البحث عن سبل تستعين بها للخروج من مأزقها التي ورطتها به سياسة بوش الرعناء وثبت زيف ادعاءاتها الفارغة , ورغم الضغوط الكبيرة التي مارستها لابتزاز أنظمة الحكم في المنطقة لتحمل تكلفة عدوانها على العراق إلا إن انهيار اقتصادها كان من ابرز علامات فشلها رغم استنزافها لثروات القطر وتحويلها إلى مصدر دعم لتمويل احتلالها .


إن اعتماد الولايات المتحدة الأمريكية على إيران في تنفيذ أهداف غزوها للعراق وفق مبدأ الحرب بالنيابة لحرصها الشديد على الابتعاد عن مواجهة رجال المقاومة العراقية البواسل لتقليل خسائرها المادية والبشرية لا يلغي السعي في محاولاتها للحد من النفوذ الإيراني وجعله ضمن السقف المرسوم له لكنه ساعد في إفشال تحقيقها لأهدافها رغم السياسة الجديدة التي انتهجها الرئيس الأمريكي الجديد اوباما والتي امتازت بالمخادعة والاستفادة من أصوله العرقية والإيحاء بوعود تتهرب إدارته من الالتزام بها إلا بما يحقق تقوية شعبيته في أمريكا حصرا , ذلك لتقاطع المصالح التوسعية الفارسية مع المصالح الأمريكية الأمر الذي دفعهم إلى مساومات يكون فيها النفوذ في العراق هو الفيصل على غرار المفاعل النووي الإيراني , الأمر الذي فسر تأخير إعلان تشكيل حكومة الاحتلال .


إن الدروس التي يوحي بها تاريخ أمريكا توحي بأنها لا تفهم إلا منطق القوة وان أعلنت انسحابها فان هذا لا يعني استسلامها لأنها تقف في خندق المتربص الذي يمنحا القدرة على إعادة هجومها تلبية لمصلحة منهجها الرأسمالي الذي يدير عجلة القيادة فيها وفق منطق الربح والخسارة وإذا كانت قد نجحت في حشد أكثر من ثلاث وثلاثين دولة في عدوانها ضد العراق فالتاريخ لن يعيد نفسه أبدا والأحداث لن تتكرر بعد أن تلقنت درسا بليغا قاسيا على يد رجال المقاومة العراقية الأبطال في العراق وان بدلت ثوبها أو قناع وجهها القبيح وهذا الأمر يتطلب مزيدا من الضربات الموجعة لقواتها ولحلفائها الفرس أو عملائها خصوصا وإنها تترنح وهي في طريق الهروب .


Iraq_almutery@yahoo.com
alqadsiten@yahoo.com

 

 





الجمعة١٧ صفر ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ٢١/ كانون الثاني / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب عراق المطيري نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة