شبكة ذي قار
عـاجـل










يتميّز المجتمع العراقي بحراك وقدرات تغيّر مشخّصة تاريخيا. الشخصية العراقية تتشكل ماديا من بناء جسدي عالي المواصفات ومن بناء روحي يطل بتفرد خاص على ثبات لا يتزعزع بما ينساب إلى العقل والوجدان والضمير من قناعات مختلفة. العراقيون أهل دين ينبع من عميق إيمان يربو على أية مظهرية وهم أهل عقائد سياسية يحملونها قرينة للشرف وأسمى معاني الوجود.

 

لا يتنازل العراقي عموما عن قناعات يرى فيها عناوين وجوده وألوان حياته التي بدونها تفقد الحياة مضامينها وتنزوي في دهاليز الجبن وصغر الكيان ومجهريه الذات وتهالك الكينونة. ومن بين ما هو مستقر في كينونة الإرث الاجتماعي والسياسي  والوراثة الجينية لسواد شعب العراق هو إن للعراق جغرافية لا تنصهر إلا ضمن جسد الأمة العربية كلها كوحدة تشكيلية من وحدات بناء الأمة المقدس غير انه غير قابل للقسمة على أي رقم مفترض. الثبات على وحدة أرض العراق حيث عرفها الأطلس العالمي من يوم ولدت الأقوام والشعوب والدول والأمم بتضاريسها الواقعة بين الجبال العالية والسهول المنبسطة والصحارى المقفرة, هو أحد مكونات جيناتنا التي تغلب وتسود, وفق نظريات بيولوجيا الوراثة وعلمها, على كل عوامل الولاء غير الوراثية والمتغيرة طبقا لتحولات القناعة المنطلقة والمؤسسة على تدرج النضج والمصالح كعاملي توجيه مغناطيسي لهوى النفس البشرية في مدارات الحياة التي لا تزيد في محصلتها العمرية الزمنية على 50 عاما في أحسن الأحوال بين العشرين والسبعين ومن بينها الدين والمذهب والعشائرية والقومية. بعبارة أخرى إن كل القناعات قد تتغير إلا قناعة إن العراق واحد، لان للقناعات عمر محدد مع عمر الإنسان في حين إن قناعة إن العراق واحد هي الأزل بعينه.

 

بعد أسابيع من الغزو المجرم حاول العملاء والقتلة القادمون من إيران إلى الفرات الأوسط والجنوب حاولوا إشاعة ثقافة عامة مفادها إن المنطقة الغربية وشمال العراق لم تقاتل الغزاة، بل استسلمت وقدمت الولاء للغزاة وعملاءهم مستشهدين بموقف معلن شخصيا من قبل خلف العليان مثلا ومواقف معلنة من عدنان الدليمي وغفور السامرائي في تبعيتهم الذليلة وولاءهم المشين لضباط الاحتلالي الأمريكي. لمن لا يعرف الحقيقة, يتصور فورا إن من أشاع هذه الأفكار الهدامة قد شبع موتا في الجنوب!! و انه لم يكن قابعا كالفأر في طهران ينتظر استتباب الأمر للأمريكان قبل أن يأتي ليلعب الدور المرسوم له كعميل وفأر مزابل رافعا شعارا علنيا اجبن من الجبن نفسه وأخس من الخسة نفسها هو إن عليه أن ينتظر في إيران لكي لا يورطه الأمريكان كما ورطوه عام 1991. أي بمعنى إن أميركا لم تفي بوعدها لأوغاد إيران باحتلال العراق حينذاك لمساعدتهم في السيطرة على الحكم وإنها غدرت بهم على حد زعمهم وتركت نيران العراقيين تأكلهم وتلتهم جماجمهم العفنة.

 

من يسمع أو يقرأ تلك الثقافة الوسخة يتخيل إن (الشيعة) هم مَن قاتل لوحدهم في معارك أم قصر والبصرة وذي قار والمثنى والنجف والمطار وسواها وليس جيش العراق الباسل الذي يتشكل من كل الشعب العراقي بلا استثناء, وليس مقاتلوا جيش القدس والبعثيين والفدائيين الذين يتشكلون من كل جبال وهضاب وصحارى العراق. منطق المناطقية الكريهة وتغليب موقف العملاء على مواقف النشامى العراقيين من كل إرجاء العراق كان هو المدخل والمحاولة الأولى لتفريق الموقف الشعبي العراقي إلى فرق وملل ونحل كلها تنهش بجسد العراق وتغذي مشروع التفتيت كل على هواه وكيفما يرى مصالحه.

 

ولم تكن الفلوجة الأولى والفلوجة الثانية التي سجلت للعراق وللعرب وللمسلمين سفرا يتألق على المدى سوى بطاقة عز ليس للعراق كله، بل للحزب الإسلامي العميل وأزلامه وللعليان وعدنان الدليمي وصالح المطلك والعيساوي وغيرهم لينفذوا إلى قلب العملية الاحتلالية وليبصم كل منهم على مشروع توطين الاحتلال بتوطين الطائفية. بمعنى إنهم استخدموا ملاحم الفلوجة لتبييض وجوههم الكالحة أمام نظراءهم الطوائفيين وإيجاد قنوات الدخول على المحتلين كرموز طائفية ليس إلا .

 

محسن عبد الحميد وطارق الهاشمي وخلف العليان وصالح المطلك والعيساوي وعدنان الدليمي وسواهم من أقطاب الطرف المعادل والمناظر والمماثل لطوائفي بلاد العجم هم من تحايل على العراق ومرر دستور الصهيوني نوح فيلدمان الذي صار خنجرا مسموما يقطع وحدة شعبنا ويسري كما السم الزعاف في بدن العراق الواحد ليوهنه ويفقده مناعته الأزلية. هم أنفسهم مَن غازل بعض أطراف وفصائل المقاومة بهذا الشكل أو ذاك ليسلك إلى جسدها المقدّس فيغدر بها بتشكيل الصحوات التي أرادوا بها محاكاة جيش مقتدى الأعجمي المجرم وفيلق الغدر حيث كان بعض طوائفي السنة يعلنون عن حيف واقع عليهم لأنهم بلا ميليشيات!!! وليوزعوا من خلالها أدوار ذبح المقاومة البطلة على عشائر وقبائل وعوائل ركبت عقالها على جماجم عفنة خائنة منافقة تقع في ذيل خلق الله خُلقا وخَلقا ولا تتساوى مع البشرية إلا في مخارج الفضلات ومقدمات الشهوة الحيوانية، وهم أتعس من كل الذين أعاب الله سبحانه عليهم مواقفهم في القرآن المجيد و أسوء من المرتدين و الخوارج وأتعس من كل مَن وسمهم التاريخ بنياشين العار.

 

عدنان الدليمي وأياد السامرائي وغفور وصالح وخلف هم أنفسهم مَن يفتحون النار الآن على وحدة العراق بعد أن عجز عمار الحكيم وتلاشت عظام عمه وأبيه تحت أنقاض الحلم الذي سيبقى العراق وشعبه بأذن الله عصيّا على تحقيقه .. إنهم يفتحون الجرح العراقي النازف ليضعوا عليه الملح ليتوافقوا مع جلال ومسعود ووائل عبد اللطيف ليكونوا كلهم صورة واحدة لحفنة المفتتين لوحدة بلدنا وشعبنا تمثلا لأجندات بايدن وحكام بني صهيون وتوافقا وارضاءا لمنهج خامنئي المجرم الذي يروم به استعمار العراق بعد أن يحوله إلى كيانات مسخ هزيلة تحت حماية الاحتلال الأمريكي وقبل أن يرحل غجر العصر.

 

عدنان الدليمي ليس أكثر من بقايا إنسان يتقيأ بقايا روحه المتهالكة وليس أكثر من هيكل بشري يتآكل ومن معه لا يزيدون عليه بخردله, ضخمهم وضحلهم, طويلهم وقصيرهم, صاحب الطربوش أو العمامة منهم, لابس الثوب أو مكشوف الخلف يتبختر بعار العهر والزنا والسحت الحرام, كلهم عناوين لموقف متهالك مذعور وجبان ,, طارئ كما الزبد,, فهل بوسع هياكل وأشباه أوادم أن تمس جبل العراق المقدس؟؟. جواب السؤال عندنا نحن عشاق الحياة الحرة الكريمة وعبيد الله العلي العظيم في إرادته الموحدة.. نحن سراة التحرير وقيادتنا التي هي قيادة المقاومة بكل فصائلها قومية وإسلامية ووطنية. جواب السؤال عند العراقيين الاصلاء الذين قدمنا لهم بعض وصف الاستحقاق في مدخل حديثنا هذا.

 

aarabnation@yahoo.com

 

 





الاحد١٩ صفر ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ٢٣ / كانون الثاني / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب أ.د.  كاظم عبد الحسين عباس نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة