شبكة ذي قار
عـاجـل










عندما يتساءل مسؤول امريكي رفيع مثل جو بايدن عن موجبات اتخاذ الادارة الامريكية في عهد بوش الابن قرار شن الحرب على العراق عام 2003 فأنه بالتأكيد يحاول ان يتنصل عن موقفه المؤيد لشن الحرب عندما كان سناتوراً عام 2002 من فرط ما احدثه هذا العمل المشين واللاأخلاقي من تداعيات مازالت متواصلة على صعيد العراق والمنطقة والعالم.


فنائب الرئيس الامريكي جو بايدن الذي كان يتحدث كمسؤول عن ملف العراق أمام المجلس المحلي لولاية ميرلاند أعتبر ان احتمالات الفشل والنجاح في العراق متساوية.


ولم يكتف بهذه المقاربة غير المنطقية وأنما وجد في التأريخ ملاذاً وحكماً عندما قال ( لو كان بأمكاني اعادة التأريخ الى الوراء .. لكانت النتائج افضل لو لم يبادر الرئيس بوش الابن الاطاحة بصدام حسين ).


فتداعيات الحرب على العراق كما يعتقد بايدن ربما لاتستحق 4439 قتيلا في صفوف الجنود الامريكان وجرح نحو 32 الف اخرين في حين اغفل ما خلفته هذه المغامرة من من كوارث ادت الى ازهاق ارواح اكثر من مليون عراقي ومثلهم من المعاقين وترمل ثلاثة ملايين أمرأه وثلاثة ملايين طفل يتيم وتدمير البنية التحتية للدولة يضاف الى ذلك تهجير نحو اربعة ملايين عراقي لاذوا الى دول الجوار من العنف الطافي.


ناهيك عن هدر اموال العراق التي تقدر بمئات المليارات وأنتشار ظاهرة الفساد والبطاله والتصرف بالمال العام بغير مقاصده في اسعاد ورفاهية الشعب.


يقابل تكبد الولايات المتحدة نحو ترليون دولار جراء حربها على العراق يضاف الى ذلك الخسائر الكبيرة في معداتها والياتها ناهيك عن ان الادارة الامريكية ربما تخفض العدد الحقيقي لخسائرها البشرية والمادية جراء تورطها بالحرب على العراق.


ورغم إن تصريحات بايدن المثيرة جاءت متأخرة الا انها مهمة وتعكس المأزق الامريكي في العراق والمنطقة وأعترافاًواضحاً بأن قرار الحرب على دولة مستقلة ذات سيادة أستند الى معلومات مضلله وبمزاعم اثبتت السنوات التي اعقبت احتلال العراق بطلانها وزيفها.


فالأسف على غزو العراق وأحتلاله كما ورد على لسان بايدن بتقديرنا غير كاف ولامنصف خصوصاً بعد التأكد من خلو العراق من اسلحة الدمار الشامل وبطلان كل المزاعم التي سوقت قرار الحرب.


فالواجب الاخلاقي والقانوني يستوجب على من تسبب في تدمير البلاد بغزو غير مشروع ان يعتذر للشعب العراقي ويقدم التعويضات اللازمه عن هذا العمل الذي يتناقض مع قوانين المجتمع الدولي وشرعة الامم المتحدة.


فمن غير الأنصاف القبول بأنصاف الحلول في التعاطي مع تداعيات غزو العراق لاسيما وأن كل الحقائق التي احاطت بظروف قرار شن الحرب على العراق باتت واضحة ولاتقبل التأويل.


فالعراق منذ غزوه وحتى الان متداع وغير أمن ومستقر وحدته مهدده بفعل التدخلات وتنخر جسده الطائفيه وليس واحة للأستقرار والديمقراطية ونموذجا للحرية كما سوق لهذه الاكاذيب من روج لقرار شن الحرب.


ونخلص بالقول .. أن أسف بايدن على قرار الحرب قد يفتح ملف غزو العراق لكشف الحقائق ونصرة شعبه وتعويضه عن سنوات الاحتلال ومحاسبة من دفع بأتجاه الحرب على العراق رغم خراب البصرة .. كما يقولون.



a_ahmed213@yahoo.com

 

 





الاربعاء٢٢ صفر ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ٢٦ / كانون الثاني / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب احمد صبري نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة