شبكة ذي قار
عـاجـل










يخطئ من يظن أن القيادة المنصورة للبعث المجيد قد  أغفلت البعد القومي حين وضعها للأهداف الستراتيجية لمعركة الحواسم المباركة ، بل ما يميز المقاومة العراقية " أم كل المقاومات العربية " عن غيرها  هو تبنيها البعد القومي وهو ما اكسبها ديمومتها ، وأذكى نيرانها الذي اكتوت بلهيبها الامبريالية والصهيونية والصفوية الفارسية .

 

فمنذ أن منّ على أمة العرب " خير الأمم"  بحزب  طلائعي وقيادة  مجاهدة مؤمنة بتاريخ الأمة ودورها الرسائلي الحضاري ، حملت على عاتقها مسؤولية بعث مجد هذه الأمة العظيمة ، وذلك لا يتحقق إلا بالوحدة ، والحرية ، والاشتراكية ، ولأن الامبريالية الاستعمارية  قد زرعت الكيان الصهيوني في قلب الوطن العربي لتقسيم الوطن العربي إلى شرق وغرب ، بل وقسمت الوطن العربي إلى أقطار ونصبت عليها أنظمة عميلة مدعومة  امنيا وعسكريا وماديا من قبل الغرب الاستعماري ، لمنع امة العرب من الوحدة والنهوض ، وأوكلت إلى هذه الأنظمة الكبت على صدر الشعب العربي ومصادرة حريته وخياره في الوحدة والنهضة ، وفي المقابل أكمل الكيان الصهيوني والصفوية الفارسية خطط الغرب الاستعماري في تمزيق الوطن العربي عبر ألاعيبهما  المخابراتية أو بالتعاون و التكامل مع الأنظمة العميلة ، لذلك كله فقد شخّص حزب البعث وقيادته المجاهدة الداء ووصف الدواء ، فالداء هو الامبريالية المتمثلة بأمريكا ، وعلاجها باستهداف رأس الأفعى بدلا عن ذيولها " إسرائيل والأنظمة العميلة " ، وهذا ما يفسر فشل كل محاولات العرب في التوحد وتحرير فلسطين لأنها كانت تنصب على محاربة الذيل  ، التي  وحتى أن استطعت قطع ذيل الأفعى فرأس الأفعى قادر إنتاج المزيد من الذيول ، وبدلا من أن تستنزف الطاقات باستهداف الذيول والدخول في معارك جانبية تؤخر او تدفن مشروع النهضة العربية ، وهذا ما عناه القائد المنصور بالله بمقولته الشهيرة " لا  تستفز الأفعى من جحرها قبل أن تبيت النية على قطع رأسها " ، و تولى مهمة قطع رأس الأفعى جيش العراق العربي الأبي وقيادتهم المنصورة وشعب العراق الحر .

 

لقد اعد  البعث ومنذ زمن بعيد مشروعا ستراتيجيا  مضاد ونقيض للمشاريع السراتيجية الصهيونية والامبريالية والفارسية  ، وهذا المشروع يتمثل في عودة الخلافة العربية الاسلامية ، وبناء نموذج حضاري نهضوي يكافئ حجم الأمة لإكمال الرسالة الخالدة للبشرية جمعاء  ، فقد خاض لأجل ذلك المشروع الستراتيجي معارك عديدة ، بدأ بقادسية صدام المجيدة ، ومرورا بأم المعارك الخالدة ، وتوجت بمعركة الحواسم  المباركة ، التي  مرت بصفحات عدة تعتمد أساسا على الاستنزاف الاقتصادي لأمريكا  ، وذلك لأن الاقتصاد هو المغذي الرئيسي لأذرع الشر الأمريكية وهو عصب الحياة لقوتها العسكرية والاستخبارتية والإعلامية ، التي من خلالها تدعم حلفائها " الكيان الصهيوني والأنظمة العربية العميلة ودهاقنة قم ،  وبالرغم من أن غبار معركة الحواسم لم يهدأ بعد ليكشف الهزيمة المذلة للامبريالية الأمريكية وحلفائها  إلا أن الأهداف الستراتيجية  لمعركة الحواسم بدأت تتحقق الواحد تلو الأخر ،  فها هو الكيان الصهيوني لأول مرة منذ اغتصابه ارض العرب في فلسطين " بمباركة الغرب الاستعماري" ينكفي على ذاته ويحاول أن يُرّسم الحدود ، وهو ما أعلنه أولمرت صراحة حيث قال " إن فكرة "أرض إسرائيل الكبرى" قد انتهت، ولا يوجد أمر كهذا ومن يتحدث عن ذلك إنما يوهم نفسه وحسب". وأضاف "أننا نرفض رؤية الحقيقة ،والزمن لا يعمل في صالح إسرائيل، وهذا ليس لأننا لسنا على حق وإنما لأنه للزمن عواقبه الخاصة به " .

 

كل ذلك نتيجة للمشاكل الاقتصادية التي تعاني منها أمريكا التي جعلتها تقلل من نفقاتها خصوصا دعمها اللامحدود لإسرائيل ، هذا الأمر جعل إسرائيل تشعر بقلق كبير في حال رفع يد الدعم الأمريكية تدريجيا وانكفاء أمريكا لحل مشاكلها الاقتصادية ، كما أن الصهاينة يعرفون أكثر من غيرهم حقيقة ما يجري للجيش الأمريكي في العراق وأفغانستان الذي دمرت واستنزفت أكثر من ثلثي قوته القتالية والاستنزاف جاري ، لذلك نلاحظ القلق الهستيري للكيان الصهيوني الذي يقوم بمناورات عسكرية دفاعية بمعدل مناورة كل 6 أشهر ، وهذا المعدل الكبير والغير المسبوق للمناورات الضخمة على مستوى كافة أنحاء الكيان الصهيوني ، ما هو إلا استعداد لمواجهة المد العربي البابلي الذين يعرفون بأن كل الألاعيب المخابراتية تؤجله فقط لكنها تفشل في إيقافه .

 

أما على صعيد الأنظمة العميلة ، فقد تأثرت أيما تأثر بهرم وعجز الغول الأمريكي ، فقد قل الدعم الأمني والمخابراتي والاقتصادي لهذه الأنظمة من قبل أمريكا ، الأمر الذي جعل قبضة هذه الأنظمة العميلة تخف وبدأ الشعب العربي في كافة الأقطار العربية يحس بهشاشة هذه الأنظمة ، وها قد شاهدنا بأم أعيننا سقوط احد أعتى الأنظمة العربية العميلة وهو نظام الخائن بن علي الذي حاز على شهادة الإعجاب الغربية والصهيونية في قمع شعبه ومصادرة حقوقه وتطبيق الأجندة الغربية الصهيونية ، لكنه سقط سريعا كبيت العنكبوت ، فدقت أجهزة الاستخبارات المعادية نواقيس الخطر لمحاولة منع الانهيار السريع لباقي الأنظمة العميلة  وذلك عبر محاولات سرقة ثورة شعب تونس العربي الحر وتحويلها عن مسارها لكي لا تكون ملهمة للشعب العربي التواق للحرية والكرامة والرقي والتقدم ، ولأول مرة نلاحظ بأن القبضة الحديدية لنظام فرعون مصر اللا مبارك  قد أصبحت قبضة من عجين ،  وأصبح الشعب المصري يهتف بسقوطه هو و زبانيته ، بل وتعالت أصوات الشعب العربي المطالبة بالتغير  في أقطار عربية كان مسألة المساس برأس النظام من المحرمات .

 

والسؤال الذي يطرح نفسه بقوة .. كل هذا الحراك الرائع الذي نراه في الوطن العربي  المستلهم من ثورة شعب تونس الأبي التي بدورها هي إحدى ثمار الثورة العراقية المسلحة  ، فماذا سيحصل في الوطن العربي حينما ينقشع  غبار معركة الحواسم ويقود جيش العراق الأغر شعب الحضارات  لتحرير بغداد والاقتصاص من عملاء المنطقة الخضراء ؟؟

 

هل عرفتم لماذا تآمرت ولا زالت تتآمر هذه الأنظمة على المقاومة العراقية والبعث المجيد ، لأنها ترتبط ارتباط مصيري مع الامبريالية والمشاريع الاستعمارية .

 

وهل عرفتم أيضا لماذا يحاولون اجتثاث البعث كفكر وكعقيدة ، ولماذا تم شيطنة وتكفير البعث ، ولماذا لا زالت تمارس وسائل الإعلام الإرهاب الفكري على كل ما هو بعثي ، كل ذلك لكي يمنعوا عامة الشعب العربي من فهم فكر البعث ، الذي بجوهره بسيط جدا وغير معقد ،  لكن البعث اسقط كل مؤامرت الشيطنة والاجتثاث عبر قدسية مناضليه   الذين تقدموا  الصفوف ، ولأول مرة منذ عصر أجدادنا الأوائل البررة نشهد قادة يقولون ما يفعلون ، لا تجار مواقف .

 

وختاما سأختم بكلمات من نور للشهيد الحي المنصور بالله القائد صدام المجيد مقتبسة من خطاب له يتحدث عن الحكام بالنيابة عن الاجنبي ، ويكأنه يتحدث للشعب العربي التونسي ولكافة الشعوب العربية وسأرفق لكم  هذه الكلمات بصوته المهيب وهاكم ما قاله القائد :

 

" ... بحرابه وجيوشه داخل ارض العرب وسياجهم المسلمين ، فليس ناتج هذا وناتج تسلله الخبيث إلى مواطن الضعف في النفوس الخائرة إلا مزيدا من القذارة والتلوث والضعف والدماء التي تراق ليحافظ الاجنبي على توازن وجوده ، ومع الزمن  تزداد الهوه بين الحاكم والمحكوم بنفوذ او حراب الاجنبي من خلال صورة حاكمه المحلي فيصبح الشعب امام شعار لم يكن قد تمناه مسبقا ، وإنما اصبح حالة حاكمة وفرضا لا بديل غيره ، وهو أن الخلاص من حراب الاجنبي وتحكمه في رقاب الاحرار ودسائسه وخبثه وتلاعبه في مصائر الشعوب , وقذارات فعله الشرير ، لا يتحقق الا بالخلاص من الحكام بالنيابة، أولئك الإمعات الذين ارتضوا أن يتمرغوا على اقدام الاجنبي بعد ان يكونوا قد ألحقوا العار الكبير بالشعب ، وعند ذلك يصبح غسل العار واجبا .. وكلنا يعرف كيف ينظر العربي إلى الحال ، وكيف يتصرف عندما يصبح غسل العار واجبا لا طريق غيره إلى الكرامة والعزة والوجه الخالي من لطخاته

المجد لشهداء أمتنا .. شهداء الاستقلال والحرية والسعي إلى العدالة .. المجد لشهداء مسيرة تموز  .. ورحمة الله على أمواتنا الباذلين في هذه المسيرة .. ورحمة الله أيضا على أبي هيثم احمد حسن البكر وحماد شهاب وصالح مهدي عماش وسعدون غيدان واسكنهم الله إن شاء الله في رحاب جنانه .

تحية إلى ثوار تموز .. وإلى حاملي الراية والمبادئ من غير إلتواء او تردد على طريق مسيرة تموز العظيمة ، عاش نضال الأمة العربية وكفاح جيوشها من اجل فلسطين حرة عربية .. عاش نضال شعب فلسطين .. وعاش مجاهدو فلسطين ومناضلوها ..

 

ولتسقط الصهيونية .. وليسقط الضعف والمدنسون في صفوف أمتنا

والله أكبر .. الله أكبر وليخسأ الخاسئون ."

 

رابط الخطاب بصوت القائد صدام

http://ia700406.us.archive.org/10/items/saddamal3arb/saddam.mp3

 

-----------------------------------------------------------------------------

 

تحية للشعب العربي التونسي البطل  الذي غسل عار العمالة والتبعية للاجنبي

تحية للشعب العربي المصري الباسل الذي في طريقة أيضا لغسل عار الخيانة

تحية للبعث الصامد و للمقاومة العراقية البطلة  ولرجالها وقادتها الأبطال  ، ونبارك لهم ما زرعته أيديهم الطاهرة ، فها هي  ثمار جهوده ونضالهم تحصد  في الوطن العربي ، وتبقى الحصاد الكبير لرأس للإمبريالية وربيببتهما الصهيونية المجرمة والصفوية الحاقدة .

 

ويا محلى النصر بعون الله .

 

 

Almaher09@gmail.com

 

 





الجمعة٢٤ صفر ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ٢٨ / كانون الثاني / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب ماهر التويتي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة