شبكة ذي قار
عـاجـل










على إثر اندلاع ثورتيْ تونس ومصر، في شهر كانون الثاني من العام 2011، أصدرت قيادة حزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي البيان التالي نصه :

 


يا جماهير شعبنا العربي في تونس ومصر

يا جماهير شعبنا العربي من المحيط الأطلسي إلى الخليج العربي
لقد حسبت قوى الصهيونية والاستعمار، ووكلائهما من بعض الأنظمة العربية الرسمية، أنها قد نجحت في تطويع إرادة الشعب العربي وربطها بمشاريع الاستيطان الصهيوني واقتصاد السوق، فراحت تعمل على تثبيت مشاريعها المشبوهة من أجل تثبيت واقع الأمة العربية إلى تابع ووكيل لمصالحهما، فاغتصبت فلسطين واحتلت العراق تحت سمع بعض تلك الأنظمة وبصرها، وخالت أنها أصبحت مُصانة، وبدأت ببسط إرادتها السياسية والأمنية والعسكرية لحماية شركاتها الكبرى باعتبار الوطن العربي سوقاً استهلاكية، وأرضه منجماً تسرق ثرواته الطبيعية، وحسبت أنها محمية من أكثرية الأنظمة التي تقودها نخبة من الفاسدين والتجار والرأسماليين المحليين، وساعدتهم على تشكيل أنظمة أمنية قمعية تحميهم وتوفر لهم الضمانة ضد كل التحركات الشعبية.


كان التحالف الأميركي – الصهيوني يخطط لتنفيذ آخر حلقات مشروعه باحتلال العراق، ولكن غرزت جنازير دباباته في رمال المقاومة الوطنية العراقية، وتوقفت عجلات اقتصاده وشارفت أميركا على الإفلاس الحقيقي بفعل الاستنزاف الذي أحدثته تلك المقاومة البطلة.


لم تُجد وسائل إدارة بوش الوحشية نفعاً في توقيف حركة المقاومة، وجاءت إدارة أوباما لتستخدم أسلوب الحوار وما نجحت، ووزَّعت الأنظمة الموالية لها بين معتدلة وغير معتدلة، فإذا بشعوب من وصفوها بالمعتدلة تجترح المعجزة وتنطلق منها ألسنة اللهيب التي حرقت أخضر تلك الأنظمة ويباسها، فاعتمد رئيس تونس طريقة الفرار المذلّ، بينما لا يزال رئيس مصر يكابر ويراهن على أن ثورة الشعب المصري ليست أكثر من سحابة صيف ستذروها رياح أجهزته القمعية، وما درى أن أفراد تلك المؤسسة سينضمون إلى أهلهم وطبقتهم التي تكويها نيران الجوع والمرض والفاقة كما تكويها اللوعة والحسرة على كرامتها الإنسانية والوطنية والقومية.


يا جماهير أمتنا العربية
وإن كانت ثورة الشعبين التونسي والمصري برزت إلى الوجود بوجه طبقي، وجه رغيف الخبز وحبة الدواء والبطالة، إلاَّ أن لهما وجهاً وطنياً تحررياً يحمِّل الغرب الرأسمالي مسؤولية استعباد الشعب العربي وإخضاعه لنزعة إمبراطورية رأسمالية وصهيونية تعتمد الاحتلال المباشر أو غير المباشر أسلوباً ووسيلة، ورفضاً للاعتراف بالعدو الصهيوني واستمرار التطبيع معه.


وإذا كانت أبواق الرأسمالية والصهيونية تخشى من إلحاق الأمة العربية القصاص بوكلائها المتمثلين ببعض الحكام العرب، إلاَّ أنها شديدة الخوف والجزع على مصير الأنظمة التي انزلقت في مشروع ما يسمى بحل الصراع العربي الصهيوني على قواعد الاستسلام والخضوع بتوقيع معاهدات كامب ديفيد وأوسلو ووادي عربة، تلك الاتفاقيات التي دفعت بالعدو الصهيوني للاطمئنان وتجديد الأمل في إنعاش مشروعه التوراتي «أرضك يا إسرائيل من الفرات إلى النيل».


يا جماهير الوطن العربي من المحيط إلى الخليج العربي
ليست أزمة نظام حسني مبارك طبقية فقط يمكن تصحيح مسارها ببعض الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية، ولكنها أزمة وطنية مصرية وأزمة قومية أيضاً بعد ان تحول هذا النظام إلى غطاء لتمرير المشروع الأميركي – الصهيوني وحمايته.


وإن حزبنا، بالإضافة إلى دعوة أحزاب وقوى حركة التحرر العربي إلى الاصطفاف حول الثورتين المندلعتين، وإلى دعوة أحزاب تونس ومصر وقواهما الوطنية إلى التوحد في جبهة واحدة، ننظر بعين التفاؤل والأمل، مستندين إلى وعي من يقود الثورتين، ووعي جماهير تونس ومصر، بأن الثورة التي اندلعت لن يستطيع إيقافها أو الالتفاف عليها كل وسائل وأدوات الخداع التي سوف يستخدمها الاستعمار والصهيونية.


يا شعب تونس ومصر
إضربوا رأس الأفعى الأميركي حتى يفقد رشده خاصة وأنه يتلوى الآن خوفاً من ثورة الشارع العربي في أماكن أخرى. وكونوا على يقين بأن إسقاط أحدهما هو إسقاط للآخر، وإضعاف أحدهما هو إضعاف للآخر.


شددوا ضرباتكم ليس من أجل لقمة الخبز وفرصة العمل فحسب بل أيضاً من أجل استعادة الكرامة القومية التي أهدرها أعداؤنا في كل مكان من وطننا العربي الكبير.



حزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي
في ١ شباط ٢٠١١

 

 





الثلاثاء٢٨ صفر ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ٠١ / شبــاط / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب حزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة