شبكة ذي قار
عـاجـل










قبل أكثر من سنة كتبت مقالة على شبكتي البصرة والمنصور بعنوان ( من يستغني عن الشعب كانما يستغني عن رحمة الله ) ردا على مقالة الأخ فواز الفواز يؤكد حقيقة ماذهبت إليه وهي ليست اقتراع بل انطلقت من أن الجماهير هي الضمانة للثورات, وطالما عصرنا عصر الجماهير .

 

فاليوم الشباب العربي في مصر العروبة مصر أم الدنيا ينتفض من سباته ويطلق شرارة ثورية ووطنية وقومية تقدمية إنسانية وحضارية على الاستبداد والدكتاتورية واتفاقية كامب ديفيد التي أخرجت مصر من عروبتها وتاريخها وانبطحت للكيان الصهيوني والمشروع الأمريكي. وليس غريبا على هذا الشعب الأبي شعب مصر أن ينتفض على دعاة الاستسلام وهتك الكرامة العربية بإعمالهم المشينة وأخرها تمرير العدوان الأمريكي الصهيوني الصفوي على العراق, فشعب مصر الذي قدم تضحيات جسيمة عبر تاريخه الوطني المعاصر منذ عام 1948 و 1956 و 1967  1973 وكل هذه التضحيات ليست منة على الأمة العربية وإنما واجبه القومي الإنساني وأتذكر جيدا عندما طلبت مصر في عهد السادات بحرب تشرين نفط من العراق كان قرار القيادة العراقية بأقل من دقيقة بالموافقة على تزويد مصر بالنفط مجانا دون منة لان شعب مصر يستحق ذلك لأنه قدم تضحيات جليلة من اجل الدفاع عن قضايا الأمة المصيرية.

 

فاليوم انتفاضة شبابا مصر وسبقتها انتفاضة  الشباب التونسي البطل التي هزت الضمير العربي من المحيط الأطلسي إلى الخليج العربي, ماكانت هذه الضمائر تهتز من اجل لقمة العيش فحسب بل من اجل الكرامة التي هدرها حسني اللامبارك وكذلك لولا الوجود القومية العربية التي يتغنى بها أبناء مصر العروبة, فالقومية العربية ليست نظرية, بل هي مبعث النظريات, وهي حب قبل كل شي, وهي قدر محبب,واليوم تلتقي الصخرة العراقية المعجزة المتمثلة بالمقاومة الوطنية العراقية مع انتفاضة الشعب العربي في تونس الخضراء مع الشباب العربي المصري في ارض الكنانة لتبعث من جديد ثورة الحجارة المقدسة في فلسطين.

 

وأكون أكثر تفاؤلا مايحدث ألان من سقوط النظام الاستبدادي في تونس وبعده المصري بسرعة الضوء يذكرنا مطلع عقد التسعينات من القرن الماضي في أوربا الشرقية بالرغم من قناعتي أن التجارب لاتستنسخ بل تتشابه في الإحداث, فان الأوهام الأمريكية  والصهيونية والصفوية الفارسية متصورة بان الأقطار العربية محصورة بين خيار الأنظمة الاستبدادية أو خيار المشروع الأمريكي الصهيوني أو خيار ولاية الفقيه, ( كشفت الثورة التونسية الوليدة عن عودة الروح والفاعلية الراديكالية الى القوى الوطنية والقومية واليسارية والديمقراطية, وأثبتت بالملموس أن هذه القوى كانت صاحبة الدور الأول والباع الطويل في تأجيج هذه الثورة وتاطيرها وقيادتها للانتصار ).

 

ولايخفي على المتابع السياسي البسيط بان القوى والجماعات الإسلامية التي مالبثت أن سيطرت على الشارع العربي في عهد السادات قبل أن تنقلب عليه وتجندله وتعادي النظام السعودي الذي مولها وسلحها وأرسلها للحرب ضد الاتحاد السوفيتي السابق في أفغانستان لكي تشغل النظام العربي وأسياده الأمريكان عن ملاحقة القوى الوطنية والقومية التقدمية واليسارية التي وجدت في كل ذلك فرصة لالتقاط  الأنفاس. وأثبتت انتفاضة الياسمين وانتفاضة مصر العروبة أم الدنيا بان الهموم الوطنية والاجتماعية لا تنفصل عن الهموم القومية, وان المطالبة بالخبز والحرية لاتفترق عن الدعوة لوقف التطبيع مع الكيان الصهيوني , وصدق الشهيد صدام حسين (رحمه الله) عندما قال :( ستسقط عروش ورؤوس على الأكتاف )  من الحكام العرب الذين سلكوا طريق المساومة طريق الباطل واضطهاد الشعوب والانبطاح للمشروع الأمريكي الصهيوني الصفوي. ستبقى مصر العروبة مصر عبد الناصر ثقل الأمة العربية تاريخا وحضارة وعمقا بشريا للأمة وبدونها ستبقى الأمة العربية تمشي على رجل واحدة.

 

فالنصر عظيم وسيكون القادم أعظم بإذن الله

 

 





الخميس٠٧ ربيع الاول ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ١٠ / شبــاط / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب جابر خضر الغزي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة