شبكة ذي قار
عـاجـل










نعم حبسنا الأنفاس .. وقلقنا سيدتي مصر .. نعم حسبنا ألف حساب وحساب .. ووضعنا كل السيناريوهات والاحتمالات .. نعم دقّت قلوبنا وجل .. وارتجفت أضلعنا خوفا من أن تُسرق الثورة، أو أن تعجز إمكانات الشباب، أو أن يلتف الخبيث ابن الخبيث، أو أن تمتد له يد الصهيونية والامبريالية التي صافحها وقوّاها علينا وعلى قضايانا بلا حياء وبلا لحظة حساب لوجعنا ولا لحظة مراجعة للموت الذي يسببه لنا نحن ملايين العرب قهرا وذلا وانحطاطا.


نعم سنبقى نقلق ونتحسب ونرتجف حبا وتعاطفا ومشاركة وإيمانا وألقا وزهو .. حتى نرى إن مصر قد عادت إلى مكانها الطبيعي تقود وحدة الأمة وتحرك إمكانات تطورها وازدهارها وترفع لواء الحرية والحق .. حتى نرى الثورة وقد حقّقت أهدافها التي ترتبط بعضوية وجدلية بتسميتنا نحن العرب لها بالثورة.


ومع القلق والتحسب .. نقف مرفوعي الهام لما أُنجز إلى اللحظة فهو كان محض حلم ولما تحقق إلى اللحظة، فلقد كان في وصف المعجزات في زمن اللا معجزات. نرفع الأيادي نحيّ ونمسك القلوب تهتف ونجول في أبصارنا حيث آفاق العز والانعتاق من الخوف والعبودية والغياب عن حواضر الزمن وعن صفحات وسفر التاريخ. نحن معكم ومنكم وبكم أيها الأسود الخارجين من عرين الكنانة وشلالات العروبة التي نحرها حسني الخفيف في حفر الباطن وفي إسطبلات كامب ديفيد وفي حصار العراق وما تلاه من غزو مرّت بوارجه وحاملات سفنه من قناتنا التنفسية ومسالكنا الدموية في قناة السويس ونفذت توقيع مبارك على ذبح العراق من مياه العرب ومن آبار نفط الكويت ومن رمال نجد والحجاز حيث كانت حرارة الانجاز العراقي الوطني والقومي تخيف كل الأذناب.


أمامكم الكثير أيها النشامى وأمامنا معكم الكثير .. نحن نقهر أميركا ونمزق خاصرتها في عراقنا الذي احتلته لتنفذ مشروع الشرق الأوسط الكبير، فقلبناه على رأسها شرا مستطيرا وخسائر لا تُحتمل حتى مع وصفها الأهوج الذي مزق طبلات آذان العرب (دي أمريكا يا صدام .. دي أمريكا) .. نحن عاونا على انطلاق ثورة العرب الكبرى بفعل مقاومتنا الجسور التي قصمت ظهر أميركا وأخرجتها من دائرة (دي أميركا) إلى دائرة العجز اقتصاديا والجبن عسكريا والترهل سياسيا، وصارت بيت أرانب أمام أقطاب نمت ونمور عادت إلى الحياة مثل روسيا والصين وأوربا. فاتكلوا على الله أيها الغيارى وأكملوا مشوار ثورتكم بتوحيد الصفوف وإبراز القيادات الوطنية الحقّة التي لم تُدنس لها صفحة لا في عهر السقوط في إسطبلات الصهيونية ولا في عبودية الدولار القذر ولا في المشاركة بذبح العروبة في العراق وتمزيق قلب العرب في فلسطين الحبيبة. اطردوا كل الذين سمّنتهم أميركا وبثّتهم كما الذئاب في جمعكم الطاهر، والأسماء معروفة لكم كلها ومعروفة لكم أدوارها المخزية وتحركاتها التي جعلت من نظام مبارك كابوسا فوق رأس الأمة وتحولت في لحظات من الزمن بإيعاز من أميركا والكيان الصهيوني إلى (ثوار) يحاولون اختراق صدوركم والركوب فوق أعناقكم ليسرقوا دماء شهداءكم وعظيم انجازاتكم والهدف هو إبقاء مصر تحت قبضة أعداء الأمة.


معكم أيها النشامى .. نقاتل على نفس الأهداف ولنفس خط سير الحرية والتحرير ونعضد جهدكم وجهادكم وقلوبنا وأعناقنا تقفز تلاحما وتفاعلا معكم حتى تنجزوا كل مشروعكم الذي أقام الدني .. ولن يقعده .. إلاّ على أنغام مصر العربية البانية الطامحة للرفاه والرقيّ والازدهار لشعبها ولكل الأمة .. أنغام ,,,(( مصر يا أمه يا بهيه .. يا أم طرحه وجلابية .. الزمن شاب وأنت شابه .. وهو رايح وإنتِ جايه )) .. نعم يا أسود الكنانة .. الزمن يذهب وانتم قدمتم , الزمن يذهب وانتم حضرتم .. فلله درّكم ومن الله ندعوا أن يوفقكم وينتصر للأمة بكم.


احذروا أيها النشامى .. خذوا حذركم فو الله إن المتربصين بكم كثيرون وقوتهم لا يُستهان بها غير إن الله معكم وأنتم قوة شعب لا تُقهر وإرادة امة لا تتراجع. النصر لكم ونحن نترقب وندعو لكم ونعاونكم بإذن الله بطرائقنا التي تعرفونها في أوحال العراق التي أسقطنا بها مشروع الشرق أوسط الكبير وأسقطنا بها إمبراطورية فارس الخمينية. ونحن معكم في ما يغلي في صدور شعبنا، وستأتي لحظة انفجاره بركانا يهز أوكار الزنيم والعاهر والفاسد من خونة العراق ويلحق العراق من جديد بركب سير الأمة نحو الوحدة والحرية والاشتراكية.

 

مبروك لنا نصركم ومبروك للأمة نصركم ومبروك عودة زمن كنّا نرى فيه وحدة الأمة تأكل وتشرب معنا وتنمو وتكبر مع أطفالن .. زمن لقاء البعث العربي الاشتراكي العظيم وعبد الناصر القومي الكبير.


aarabnation@yahoo.com

 

 

 





السبت٠٩ ربيع الاول ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ١٢ / شبــاط / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب أ.د. كاظم عبد الحسين عباس نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة