أسباب إختيار هذا العنوان

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

في بداية مباشرتي للكتابة بموضوع الساعة الخاص بثورة جماهير الأمة في كل من تونس ومصر , والعدوى التي إنتقلت منهما لتحفز جماهير الأمة في باقي اقطارها , كنت استمع لبعض فضائيات النيل وهي تستعرض تراث مصر من أناشيد وطنية وقومية أيام عز ثورة 23 يوليو عام 1952 . والتي كان الشباب العربي في كل مكان آن ذلك يهتز نشوة من إنتصار ارادته من خلال ما كانت تحمل شعاراتها وكلماتها من دعوة لوحدة الامة والإصرار على إسقاط الانظمة التي نصّبها الإستعمار في الاقطار العربية لتكبت أنفاس الشعب العربي في هذه الأقطار ولتتآمر مع الاستعمار على ضياع فلسطين واحتلالها من قبل شذاذ الآفاق من يهود العالم بعد أن طرد اهلها الفلسطينيين ليعيشوا في المخيمات ، لاجئين خارج أرضهم فلسطين . وقد كان من بين هذه الاناشيد ؛ نشيدا ًللسيدة أم كلثوم رحمها الله ؛ تقول فيه ( راجعين بقوة السلاح ... راجعين نحرر البلاد ... راجعين كما رجع الصباح ... من بعد غيبة مظلمة ) . كان ذلك في عقد الخمسينات من القرن الماضي ... فتصوروا ماذا سيقول الأمريكان والصهاينة والحكام الذين يحكمون بإسمهم في الاقطار العربية عن أم كلثوم لوأنشدت هذا النشيد الآن .......؟؟؟؟ . أتُرى أنهم سيتهمونها بالإرهاب أم أنهم سيقولوا عنها أنها تدعوا للتحرير ......!!!؟؟؟ ... وأتمنى أن يعمل النظام الجدبد في مصر على أن  يحقق  لأم كلثوم ما كانت تدعو إليه في عهد قائد أول ثورة لمصر في عهدها الجديد يوم أن رفع عبد الناصر شعار ( ما اتخذ من ارض العرب بالقوة ، لايُستعاد إلا بالقوة ) ...

إن الظروف التي تركتها ثورة شباب مصر ومن قبلها ثورة الشعب العربي في تونس ،  وعلى امتداد أقطار الوطن العربي ، تمثلت بحركة جماهيرية عائمة قد يختلط فيها الاسود بالابيض وقد تختلط فيها كل الاوراق التي يمكن أن يستثمرها العدو المثلث الرؤوس ( الأمريكي الصهيوني الصفوي ) في إنجاح نظريته السيئة الصيت ( نظرية الفوضى الخلاقة ) .

إنني أذكر هذا لا لكي أقف أمام الاندفاع الجماهيري العربي ضد ظلم حكامهم وعمالتهم وسرقاتهم لأموال شعوبهم ، بل أذكر ذلك من أجل أن لاينحرف إتجاه هذا الاندفاع عن هدفه التحريري ، بسبب الإحتمالات المتمثلة بإندساس الشعارات التي تهمل الأهداف المركزية للثورة لتستبدلها بالشعارات التفصيلية التي تفرغ التظاهرات الجماهيرية من مضمونها الثوري ... وهنا أدعو كل الحركات والاحزاب الثورية في الوطن العربي للتوحد والتدخل بشأن تحديد مطالب وهتافات الجماهير الثائرة في كل الاقطار العربية .... والخوف كل الخوف من إستثمار إيران (ولاية الفقيه ) من إيجاد موضع قدم لها في أي تغيير سياسي يقع في الخليج العربي وهذا ، ماحدث بالفعل في البحرين الذي خرج فيها أنصار نظام ولاية الفقيه بالتضاهر رافعين الشعارات الطائفية التي تصب في اطماع إيران بضم البحرين الى أراضيها ( علماً بأن إيران لا زالت تعتبر البحرين جزءً من أراضيها ...!!! ) . كما إننا لابد أن نحذر من تدخل أمريكا والكيان الصهيوني في أي تغيير سياسي لليمن بإتجاه تمزيق اليمن إلى دويلات وفق الأسس العشائرية والطائفية بعد أن توحدت على يد رئيسها الحالي علي عبدالله صالح . لذا فأن الصورة الجديدة من التغيير السياسي في اليمن والقاضي الى التجزءة لا يخدم ، في كل الأحوال ، إلا كل من أمريكيا والكيان الصهيوني في سيطرتهما على خليج عدن ومضيق باب المندب لأهميتهما في ربط آسيا وأوربا من الناحية التجارية بالإضافة الى ظهور النفط في اليمن والذي ساعد النظام الثوري في العراق على تدريب الكادر اليماني على المسح الجيولوجي وإستخراج النفط وتصديره من دون الرجوع في ذلك الى الشركات الأجنبية . وقد بدأت أُولى الأشارات الى ذلك في التصريحات الامريكية , وعلى لسان أوباما ذاته والتي نوه فيها ( بأنه إذا لم تحدث تغييرات سياسية في كل من اليمن والبحرين فستكون العواقب وخيمة على هذين البلدين والمنطقة ) . وقد لانكون مخطئين إذا قلنا بأن إيران بدأت بالتحرك ليكون لها مكانٌ متميز في كل من مصر وتونس ، وقد تمثل ذلك التحرك في الخطاب الذي القاه الولي الفقيه خامنئي منافقاً بشأن نجاح ثورة الجماهير في مصر وما أشارله حسن نصر الله رئيس حزب الله ممثل مجوس الفرس في لبنان من مزايدة كاذبة يقول فيها أنه سيباشر في تحرير الجليل  من الأحتلال الصهيوني ، مستهدفاً بذلك توجيه انظار الرأي العام والدعاية لإيران في أن الاخيرة لها حصة في ثورة الجماهير العربية لسواحل البحر الأبيض المتوسط ضد الكيان الصهيوني من جهة ، والتبرير للتدخل الصهيو أمريكي في المنطقة . وآخر هذه الاشكال من التدخل ؛ إعلان نظام ولاية الفقيه بإرسال باخرتين إيرانيتين حربيتين الى المنطقة الشرقية لسواحل البحر الابيض المتوسط  . ولربما أن اكبر الأخطار من تدخل أمريكيا وأوربا في ثورة الجماهير العربية في الشمال الأفريقي هو مايجري في القطر العربي النفطي ليبيا الذي قنن النظام فيه عمليات إستخراجه وفق ما ورثه من النظام الملكي الذي منع فيها الشركات الأجنبية من التنقيب خارج حدود ما لديها من حقول ، وأحصر لهذه الشركات أستخراج النفط وتصديره من الحقول التي حفرتها قبل صدور القانون الملكي أعلاه , وألزم النظام الجماهيري الجديد هذه الشركات بمشاركة ليبيا لها بنسبة 51 % من العائدات النفطية . وللحقيقة التي لابد من ذكرها والتي كانت سبباً في تأليب أمريكيا وأوربا على النظام الليبي الحالي هو وقوف القذافي الرافض للعدوان الأمريكي على العراق وموقفه الرافض للحلول الأستسلامية لقضية فلسطين , وإنحيازه ومساعدته للتوجهات العروبية في ليبيا والمنطقة .         

 الثورة الجماهيرية في العراق

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

قد يتصور الكثير بأن الثورة الجماهيرية في العراق ستقوم بعد ثورتي مصر وتونس متناسين بأن هذه الثورة قائمة منذ ثورة العشرين على الإحتلال الإنكليزي للعراق ، ومنذ أن اسقط الشعب العربي في العراق النظام الملكي في 14 تموز 1958 ولغاية هذا التأريخ ، مروراً بالانتفاضات والثورات ضد من قاموا بالأنحرافات في مساراتها التحررية والتنموية في العهدين القاسمي والعارفي ، إلى أن قامت ثورة 17 – 30 تموز من عام 1968 والتي قام الشعب بمساعدة قادة ثورته بتأميم نفط العراق وأستثمار كل ثرواته المعدنية من كبريت وفوسفات إستثماراً مباشراً ، ثم  تبدأ ثورته باختصار الزمن في بناء مجتمع العراق الجديد علمياً وتربوياً وصناعياً وزراعيا .ً  فقامت ثورة الشعب في العراق بمحو الامية في العراق واصبح العراق البلد الوحيد الخالي من الامية في العالم في ذلك الوقت وذلك بفتح مراكز محو الأمية فيكل أنحاء العراق , واصدر قانون إلزامية ومجانية التعليم لغلق كل منافذ الامية فيه ، كما اصبح في العراق 24 جامعة بكل الاختصاصات موزعة على جميع المحافظات ، بعد أن كان في هذا القطر جامعتين هما جامعة بغداد والجامعة المستنصرية , وأنشأ اكثر من مئتين من المعاهد المهنية لتوفير الأطر الوسطى للمصانع التي بناها ثوار العراق التي استوعبت كل الأيادي العاملة العراقية وأفرغت القطر من أي نوع من أنواع البطالة ، كما قامت جامعات القطر بتخريج الآلاف من العلماء وعشرات الآلاف من المهندسين الذين بنوا اسس الصناعة التي أوصلت العراق الى أن يكون على ابواب الدول المتقدمة صناعياً خلال الفترة مابين عامي التأميم 1972 وعام العدوان الأمريكي على العراق في 1990 . فقد تقدمت الثورة في ميادين الصناعات المعدنية والخدمية والكهربائية والصناعات العسكرية ، فصنعت الثورة السلاح الخفيف والمتوسط ( حيث كان قائد الثورة شهيد الحج الاكبر صدام حسين يقول ؛ بأن الدول التي تستورد سلاحها من الدول الكبرى المصنعة له ستكون تحت رحمة شروط هذه الدول التي لا يمكن إلا أن تكون قيداً يضعها تحت سيطرتها الإستعمارية ، ولذلك فلابد من أن نقوم نحن بصناعة ما نحتاجه من سلاح حماية للوطن )  ، ولذلك فقد صنعت الثورة دبابة (بغداد ) وصواريخ الحسين والعباس التي ضربت بها الكيان الصهيوني حينما ساهم طيران هذا الكيان في قصف بغداد إثناء العدوان الثلاثيني على العراق الذي قادته امريكيا ضد ثورة العراق ، بعد أن تأكدت بأن العدوان الإيراني الطامع في ارض العراق وأحتلاله ، وبدفع من أمريكيا والكيان الصهيوني ، كان غير مُجدي ، خصوصاً بعد إنتصار الثورة في العراق على العدوان الفارسي في 8 8 1988 . ومما قامت به هذه الثورة من إنجازات أدخلت العراق عصر الفضاء الخارجي أنها اطلقت بنجاح في نهاية الثمانينيات من القرن الماضي صاروخاً الى الفضاء الخارجي وكانت بصدد إرسال قمراً صناعياً مصنوعاً بأيدي علمائه الى الفضاء الخارجي لولا التآمر الامريكي الصهيوني الفارسي الكويتي على هذه الثورة والذي أدى الى احتلال العراق وكان ما كان من تخريب ما بناه العراقيون وتفكيك بناه التحتية ومصانعه وسرقة اعوان مجوس الفرس هذه المصانع وإرسالها لإيران بإعتبارها أسلاب عسكرية تكفلت الأحزاب الطائفية ، التي تحكم العراق اليوم ،  بتهريبها الى إيران ، ومن هذه الأحزاب ؛ حزب الدعوة والمجلس الأعلى لثورة المجوس ومنظمة بدرالتي تحتوي على مجموعة من القتلة والمجرمين الذين تدربوا على القتل عند جارة السوء إيران ، والتيار الصدري الذي يقود جيش الدجال الذي قتل الآلاف من المواطنين العراقيين على أساس الهوية الطائفية،  وغيرهم من اللصوص والبلطجية الذين امتلأت الاجهزة الامنية والجيش الإنكشاري لحكومات الأحتلال المتعاقبة بهم . وفي المجال الزراعي قامت الثورة باستصلاح الاراضي الزراعية الواسعة وهيئت للفلاح العراقي كل الضروف والمعدات للدخول في الممارسات الزراعية الحديثة من خلال تنظيمات الجمعيات الفلاحية . وقد باشرت الثورة في تعليم الفلاح الطرق الحديثة للري من مثل الري بالتنقيط والرش إقتصاداً في إستعمال الماء في الزراعة ، بعد أن بنت الثورة السدود لخزن مياه الفيضانات ، وربما كانت السدود التي أُنشأت في مصبات الوديان التي تصب في نهر الفرات في المنطقة الغربية ( محافظة الانبار ) والتي صممت لمنع التصحر وزراعة الصحراء الغربية بطريقة الرش ومنع الرعي الجائر في هذه المنطقة .........   وفي مجال التطبيق الحقيقي للديمقراطية ( لا التي جاء بها الأحتلال التي فرضت على العراقيين حرية الأحزاب الدينية التي صنعت في طهران والخونة الذين جاءوا على ظهور الدبابات الأمريكية أدلاء أذلاء للأمريكان واليهود والمجوس ليحتلوا العراق وينهبوا ثرواته التي حررها العراقيون بعد قيامهم بثورة 17-30 تموز عام 1968 ) ، قامت الثورة منذ بدايتها  بسن التشريعات الخاصة بحرية العمل النقابي للعمال ولجميع المهن الأخرى وللجمعيات الفلاحية ومنظمات المجتمع المدني الذي أختفى صوتها بعد الأحتلال وتولى اللصوص من امثال اللص الدولي احمد الجلبي والملاية الباكستاني ابراهيم الجعفري وبائع الخرز جواد المالكي وابناء الحكيم الإيرانيي الاصل والجنسية ، ناهيكم عن إحتقار اغلب هؤلاء الذين يحكمون العراق اليوم جنسيتهم العراقية ويلوذون بجناسيهم الأجنبية التي حرّمها النظام الثوري القديم لأي مسئول في دولة العراق ، وكان تعميم المدارس لمحو أمية المواطن العراقي جزء أساسي لممارسة الديمقراطية عن علم ودراية    ...... كما أعطت الثورة الحقوق القومية للمواطنين الأكراد في محافظاتهم الثلاث أربيل والسليمانية  ودهوك ، وأعطت حقوقهم بالتدريس باللغة الكردية في جميع مدارس المحافظات الكردية الثلاث وفي جامعة أربيل . والتعامل بهذه اللغة في المعاملات الرسمية . وتأسيس مجلس حكم يتناول إصدار قرارات وتوصيات للحكومة المركزية من خلال وزاراتها المختصة تتناول مايريده المواطنين الاكراد من حكومة الثورة . وكل هذه الإنجازات التي لم ينالها أبناء جلدتهم الاكراد في كل من إيران وتركية وسورية لم توقف تآمر الحزبين الكرديين العمبلبن للكيان الصهيوني على النظام الثوري في العراق .

 ملاحظات وتوصيات

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

في ملاحظاتي حول الإعلام ، لابد أن نكون واعين إلى أن ماتذيعه أكثرالفضائيات وماتكتبه صحف اليوم  إنما هو فن التحكم بعقول المستمعين والمشاهدين والقارئين , عبر إسلوب تمرير الكثير من الأكاذيب والتلفيقات عبر خبر لحدث صحيح يعرفه بعض الناس أو من خلال التحكم بعرض الصور التلفزيونية المصممة على مقاسات مايريده المستفيد من الخبر وكذلك الحال بالنسبة لما يكتب في الصحف ، والمستفيد اليوم عبر الفضائيات التي تتجاهل الثورة العراقية المسلحة التي قامت في الساعات الأولى من إحتلال بغداد هو المحتل الأمريكي الصهيوني الفارسي  ... وفيماعدا الثورات الجماهيرية في مصر وتونس والعراق ، فإن االكثير مما تنقله هذه الفضائيات إنما يصب في مصلحة هذا المحتل المثلث الرؤوس ، وقد يكون أغلبه تنفيذاً للنظرية الصهيونية الأمريكية التي أفشلها الشعب العراقي بوحدته ومقاومته المسلحة الباسلة ، وعكس نتائجها السلبية على رؤوس المحتلين  ذاتهم . وهذه النظرية الصهيونية الخبيثة هي ( نظرية الفوضى الخلاقة ) . وهم يطبقونها اليوم لخلق هذه الفوضى اعلاه بشكل إنتقائي بين الأقطار العربية ، بواسطة عملائهم في المنطقة ووسائل إعلامهم الخبيثة التي تقوم اليوم بأكبر عملية تشويش وتضليل للرأي العام العربي ، وصولاً الى إنجاح مخططهم لخلق شرق اوسط جديد ممزق الى دويلات مكرسكوبية واهنة القوى لاتستطيع الدفاع عن نفسها تجاه التوسع الصهيوني والإيراني على حساب الأرض العربية ، وسرقة نفط الشعب العربي وثرواته المدفونة تحت أرضه من قبل الشركات الأمريكية عابرة القارات .      

وبعد كل ماتقدم من معلومات وملاحظات لابد من أن تؤكد جماهيرنا قي العراق ، في إنتفاضتها على الاوضاع الراهنة في العراق ، وتضمن شعاراتها على ما يلي :-  

1 ) إنها جزءٌ من مقاومة العراق المسلحة البطلة التي دمرت آلة الإحتلال الأمريكية العسكرية وجعلت من أمريكية مضحكة أمام العالم ، كما كشفت للرأي العام العالمي بأن أمريكية ما هي إلا نمر من ورق .

2 ) إسقاط النظام العميل في العراق ؛ ( رئاسة وحكومة وبرلمان ودستور ) ، والذي جاء به الإحتلال المثلث الرؤوس , ليسيطر به على كل العراق , وعلى الجماهير المنتفضة في العراق أن لا تنشغل بالهتافات التي تطالب هذا النظام بالإصلاح لأن فاقد الشيء لايعطيه ، ولأن الإحتلال قد صمم هذا النظام لكي ينشر في دوائره ومؤسساته كل الموبقات ومسببات الفساد .

3 ) أن لاتنسى الجماهير الثائرة في العراق وفي كل الأقطار العربية هدفها المركزي في تحرير فلسطين من الأحتلال الصهيوني من البحر الى النهر ...

وسنعود إن شاء الله وبعونه وقوته وبقوة السلاح ابطال الأمة .