شبكة ذي قار
عـاجـل










بودي أن اطرح السؤالين الذين أشرت إليهما في المقال الذي يحمل العنوان ( ما تخطط له أمريكا وينفذه العملاء تستثمره الصهيونية العالمية ) والذي نشر عبر شبكتي البصرة والمنصور بتاريخ ( ١١ كانون الثاني ٢٠١٠ ) والكثير من المواقع والشبكات الإخبارية الأخرى وهما :

س1. كيف استغلت الصهيونية العالمية تبديل صفحات إستراتيجيتها لتحقق تقسيم المقسم وتجزئة المجزأ وبدون حروب ؟
س2. من هم الأدوات المهمة التي ساعدت الصهيونية العالمية على تبديل هذه الصفحة الخطيرة ؟ .


الجواب على السؤال الأول : ان الصهيونية العالمية اعتمدت اعتمادا كاملا على جميع حركات التمرد والميليشيات الطائفية والاثنية والدينية الموجودة في جميع الدول العربية والتي كرست ذلك بدعمها الغير محدود لهم ماديا وإعلاميا وعسكريا وسياسيا ..


أما الجواب على السؤال الثاني : فهم معروفين للشعب العربي ابتداء من هيئة الأمم المتحدة ومجلس أمنها الذي اعتمد اعتمادا كاملا على أهم أداة تتمثل بالولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها المعروفين بصورة عامة والعربي بصورة خاصة لتنفيذها جميع القرارات التي يصدرها جورا سواء كان ذلك التنفيذ بالقوة العسكرية أو الاقتصادية أو السياسية أو إلاعلامية الخ , والجامعة العربية التي أصبح لها دور مهم في تنفيذ هكذا صفحات ضد الأمة وبالتحديد منذ عام ١٩٩٠ م ومعها منظمة المؤتمر الإسلامي والنظام الرسمي العربي وبجميع وسائله المخابراتية والإعلامية وبثقله المادي ومساحات أراض وبحار حدود دول أنظمته الجغرافية , وإيران الشر والتوسع وما لها من نفوذ نافذة في الجسد العربي وبجميع مؤسساتها الدينية والعسكرية والمخابراتية والإعلامية والأحزاب والميلشيات المنضوية تحت الوصاية الفارسية , والكثير من المنظمات الخاصة بالمجتمع المدني المدعومة من الدول الاستعمارية والصهيونية العالمية , والأحزاب والحركات والمنظمات والجمعيات والشخصيات التي تطلق على نفسها بقوى ( المعارضة ) .. ودليلنا على ذلك هو ما قامت به هذه الأدوات وبدون استثناء من تنفيذ صفحات مهمة من صفحات الإستراتيجية الأمريكية في العراق والذين أوصلوا العراق وشعبه إلى ما هو عليه الآن وطن وشعب محتلان بالاحتلالين الأمريكي والإيراني .


في مقالي هذا لا يسعني إلا أن التمس الاعتذار من أشقائي الليبيين الذين لديهم وجهات نظر أخرى حول موضوعي هذا , ولكن اعتزازي الكبير بالشعب الليبي الشقيق وارض القائد المجاهد عمر المختار وحرصي عليهما كونهما من هذه الأمة المجيدة بتاريخها ونسبها وحضاراتها يجعلني أن أنبه واذكر واحذر إخواني الشعب الليبي اطرافه للمخاطر الكبيرة المرسومة لهذا الوطن العزيز وشعبه معززا هذه المخاطر بالدليلين التاليين :


1.على الشعب الليبي الشقيق أن يدرك ويعلم جيدا بأن الذي يجري الآن على ليبيا هي ليس ثورة مع احترامي وتقديري للكثير من الذين خرجوا للتظاهر وهم لا يدركون حقيقة المخطط الاستعماري المرسوم على وطنهم وشعبهم , وإنما هي نسخة طبق الأصل من الذي جرى على العراق وشعبه عام ١٩٩٠ م !! والسبب في ذلك هو :


أ‌. استخدام التظليل الإعلامي لشعوب العالم بصورة عامة والشعب الليبي بصورة خاصة من خلال وسائل الأعلام الغربية ضد ليبيا ونظامها الشرعي .
ب‌. توحد موقف قوى الشر المتمثل بأمريكا وحلفائها ضد ليبيا .

ج. إعادة سيناريو المشهد المشابه لمشهد ابنة السفير الكويتي أمام أعضاء مجلس الأمن من قبل الممثل البارع في فن البكاء والتمثيل رئيس بعثة ليبيا ( شلغم ) في الأمم المتحدة ومطالبته أمام الجميع مستغلا نفوذه السياسي في النظام الليبي كحجة وذريعة أمام مجلس الآمن لأجل تمرير الصفحة المعدة من الصهيونية العالمية والولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها ضد ليبيا وشعبها .


د. وبموجب هذا المشهد الساخر أصدر مجلس الأمن قرارا يفرض فيه الحصار على الرئيس الليبي معمر ألقذافي وعائلته وكما فرض على الرئيس العراقي الشهيد المجاهد صدام حسين رحمه الله .


هـ. كما اصدر مجلس الأمن جراء المشهد الساخر قرارا بفرض الحظر الجوي على ليبيا وكما فرض على العراق آنذاك .
و. كثرة التهديدات من دول الاستعمار الغربي باستخدام القوة العسكرية ضد ليبيا وبدأت الاستحضارات العملية لذلك.


ز. جعل ليبيا وشعبها تحت البند السابع وكما فعل بالعراق عندما اصدر مجلس الأمن قرارا ضد العراق عام ١٩٩٠ م.


2. على الشعب الليبي إن يعلم ويدرك أيضا بان الذي يجري في ليبيا هو مختلف كليا عن ما جرى في ثورتي تونس الخضراء ومصر العروبة والدليل على ذلك هو :


أ. إن الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها لم تتدخل في كل من ثورتي تونس ومصر وإنما واجهوا صدمة كبيرة للحدث التاريخي في كل من مصر وتونس .


ب. لم يتخذ مجلس الأمن أي قرار يفرض فيه الحصار أو التهديد باستخدام القوة العسكرية أو بفرض الحظر الجوي أو وضعهما تحت طائلة البند السابع على كل من تونس ومصر العروبة , بينما في ليبيا اتخذ قرارا برقم ١٩٧٠ يضع ليبيا تحت طاولة البند السابع . .


ج. لم يتخذ الاتحاد الأوربي وإسرائيل أي مطلب ضد النظامين البائدين نظام زين العابدين بن علي ونظام حسني الخفيف بل على العكس من ذلك أصبحوا في حالة قلقة جدا بسبب مطالبة الثوار في تونس ومصر بإسقاط نظاميهما .


د. عدم قيام الولايات المتحدة الأمريكية بأي اتصالات مع معارضي النظامين التونسي والمصري أو الأحزاب الموجودة في الداخل والسبب في ذلك هو معرفتها بان الشباب التونسي والمصري هم الثوار الفرسان في تفجيرهما .


إذن على الشعب الليبي أن يدرك جيدا بان الذي يجري في ليبيا هو ليس معزولا عن تدخل وتحريك من قوى الشر أمريكا وحلفائها مستغلة معاناة الليبيين والتي عبروا عنها في الشعارات المطروحة في التظاهرات , حيث أصبح تدخل قوى الشر في ليبيا مكشوفا للجميع من خلال تصريحاتهم وإجراء العملية التي بدءوا بتطبيقها ومنها ما يتعلق بالتدخل المباشر وتحريك قطعات عسكرية على مقربة منها .. وهذه ليست إجراءات لغرض إرهاب وتخويف النظام في ليبيا وإنما لغرض تنفيذ ما صرحوا به .. وأصبحت جميع تحركات قوى الشر واتصالاتهم بعملائهم واضحة .


ولذلك ادعوا الإخوة الليبيين إلى عدم إغفال هذا المخطط الذي يستهدف ليبيا وشعب ليبيا ونفط ليبيا .. وأناشد الليبيين جميعا والذين لهم موقف من النظام أو من العقيد معمر القذافي أن يتوحدوا لمواجهة هذا المخطط الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية والرامي إلى احتلال ليبيا والسيطرة الكاملة على نفط ليبيا وإخضاع الشعب الليبي واستعباده وتدميره بالكامل .


أيها الإخوة الليبيون لا تستعينوا بالأجنبي لحل أوضاعكم الداخلية .. ولا تتوقعوا أن يقف معكم احد من الأنظمة العربية فالكل ينام مستسلمون ولكن لن يكن أيا منهم في مأمن من غدر الأجنبي وخصوصا أمريكا التي يعتبروها صديقا لهم .. نعم ستغدر بهم وقد بان غدرها .... ولا بد لي أن اذكر وأناشد الجماهير في تونس ومصر أن يحذروا اشد الحذر من أمريكا وحلفائها فقد يكون لديهم من يعتمدون عليه لتولي السلطة في كل من تونس ومصر وقد يتخذوا هؤلاء بعض الإجراءات لاحتواء ثورة الشعب في كلا القطرين ثم بعد ذلك ينفذوا مشروعهم الخبيث في تأجيج الصراعات الطائفية والعرقية وإثارة الفتنة الكبرى لتمزيق وتجزئة البلاد .


اكرر مناشدتي لإخواننا الليبيون باليقظة والحذر من المخطط المعد لبلادهم , فأمريكا تثير الصراعات والفوضى مستخدمة كل الوسائل لغرض إعادة ترتيب الأوضاع لمصلحتها ومصلحة الكيان الصهيوني وقتل إرادة الشعب وتقسيم البلاد إلى أكثر من كيان لإضعاف الأمة العربية واستعبادها وإلغاء هويتها .


وختاما أقول لإخواني في ليبيا توحدوا وتصدوا للخطر الحقيقي الذي يداهمكم واحموا ليبيا وشعبها .. احموا تاريخ مقاومتها الشجاعة التي قادها المجاهد العربي عمر المختار وان لم تفعلوا ستندمون اشد الندم .. تداركوا حالكم فمستقبل ليبيا بأيديكم , فالغزو الأجنبي قادم إليكم .. اللهم أحفظ ليبيا وشعبها .. اللهم اخذل من يريد سوء بهذه الأمة .. اللهم آمين .



أبو علي الياســــــري
العراق المحتل / النجف الأشرف
١ اذار ٢٠١١ م

 

 

 





الثلاثاء٢٦ ربيع الاول ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ٠١ / أذار / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب أبو علي الياسـري نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة