بمبادرة من المؤتمر القومي العربي والمؤتمر القومي الإسلامي والمؤتمر العام للأحزاب العربية انعقدت الدورة الطارئة الخامسة للمؤتمر العربي العام لدعم الثورة العربية وبحضور 350 شخصية عربية من مختلف الأقطار العربية من شباب ومفكرين ومثقفين وصحفيين وسياسيين .وبعد الاستماع إلى كلمات قادة المؤتمرات الثلاث والمقاومات الثلاث  ( فلسطين والعراق ولبنان )  وشهادات المشاركين في الثورات, سجلت الملاحظات والتساؤلات الآتية:

1  - تدهور المشروع الأمريكي  - ا لصهيوني بفضل المقاومة الوطنية العراقية وهناك دليلان كما عبر الأستاذ عبد العزيز السيد :

الدليل الأول الانهيار المالي حيث بلغت خسائر الولايات المتحدة الأمريكية في العراق وأفغانستان أكثر من ثلاثة تريليونات دولار

الدليل الثاني الخسائر الجسيمة للقوات الغازية للعراق أكثر من 32 إلف قتيل أمريكي وأكثر من 242 إلف جريح أمريكي حسب إحصائيات أمريكية رسمية .

و على ضوء ذلك تؤكد شهادات الشباب العربي المشاركة في تلك الثورات بقولهم :

 (  لولا المقاومة العراقية وشراستها لما قامت الثورات في تونس ومصر, كما أنها حمت سوريا وإيران بصورة خاصة وبعض الأقطار العربية؛ وهو الدرس الأول الذي تعلمناه من المقاومة العراقية  ) .

أن هذه الثورات الشبابية منزهة ومقدسة لأنها انطلقت من معيار الوطنية والقومية بأنها لم تكن طبقية اجتماعية ضد طبقة أخرى ولم تكن طائفية ضد طائفة أخرى ولم تكن ثورة الأرياف ضد المدن (  وكشفت الثورة التونسية الوليدة عن عودة الروح والفاعلية الراديكالية إلى القوى الوطنية والقومية واليسارية والديمقراطية ؛ وأثبتت بالملموس أن هذه القوى كانت صاحبة الدور الأول والباع الطويل في تأجيج هذه الثورة وتأطيرها وقيادتها للانتصار  )  .

ومن عوامل تراكم الغضب الشعبي في مصر هو مصادرة دور مصر العربي بقيود واتفاقيات إقليمية ودولية وخاصة اتفاقية كامب ديفيد . ولعل تقسيم السودان ومن قبله غزو واحتلال العراق , ألا أن الثورات حققت اكبر الانجازات بالرد على الانقسام

والتقسيم والفتنة الطائفية والتمسك بالوحدة الوطنية الشعبية التي صنعتها وحدة المصير والمعاناة النضالية.فإذا كان الشباب العربي شكلوا الشرارة الأولى ؛فان لهيب الثورة لكل فئات الشعب وقواه الشعبية المنتجة والمحرومة .

ونتذكر جيدا بان الشعب العربي المصري وقف وقفة حزن وألم عند إعدام الشهيد صدام حسين رحمه الله كما انه أيد الموقف البطولي للشاب العراقي منتظر الزيدي عندما رشق المجرم بوش بحذائه .

2  - كشف وتعرية وسائل الإعلام المعادي أكد الأستاذ الدكتور اشرف بيومي عندما قال  ( يجب أن نذكر المقاومات بنفس واحد وبصدق لا نمارس التعتيم على المقاومة الوطنية العراقية ) . حيث وجدنا أن بعض وسائل الإعلام العربية والدولية لعبت دورا خطيرا في التهويل لهذه الإحداث في بعض الأقطار وتجاهلت إلى حد التواطئ ما يحدث في العراق وخاصة قناة الجزيرة والعربية والحرة الأمريكية والعالم الإيرانية والمنار اللبنانية والعراقية الموالية لحكومة الاحتلال الأمريكي في العراق ؛ حيث التزمت صمت المقابر حيال الجرائم البشعة والإبادة الجماعية في العراق والتعتيم الإعلامي على جرائم الاحتلال وحكومته الناقصة وعلى فعاليات المقاومة العراقية ؛فالسؤال الذي يطرح نفسه ما سر تلاقي الخط الإعلامي لتلك القنوات ؟

حيث شاهدنا فضائية العربية تهول الإحداث الجارية في ليبيا منذ الساعات الأولى وتتجاهل انتفاضة الشعب العراقي ضد الاحتلال وحكومته العميلة.

3  - ما هي المحاذير والمخاطر التي تواجه الثورات العربية ؟

هناك عدة محاذير تواجه الثورات العربية منها:

ا  -  حذاري من النفاق الأمريكي الصهيوني الأوربي الصفوي

أصبحت تونس مزارا للوفود الخارجية وبالمئات سواء كانت اقتصادية أو سياحية وتقدم القروض لكي تخسر الثورة قرارها الوطني؛ حيث وصل الأمر بان هناك عقد مؤتمر أوربي في تونس؛ هل يمكن يتحول الجلاد إلى طبيب؟

حيث قال الأخ احمد كحلاوي وهو من الثوار التونسيين :

 (  هناك مسيرات طلابية وشبابيه ترفع شعار تونس . . تونس علمانية ؛وبعد التدقيق ظهر هؤلاء من المنظمات الفرنساوية .ومسيرة أخرى ترفع شعار تونس. . تونس خلافة إسلاميه يعني هذا الشعار يقود إلى صراعات إيديولوجية  )

تونس لن تكون ألا عروبية وإسلامية أي تونس بلد عربي إسلامي .

ب –التحذير من الثقة المطلقة بالجيش؛ يجب أن يكون الجيش عنصر لحماية الثورة لا عنصر للحكم.

ج  - لايجوز استبدال حرس بحرس والثورة لا تريد ترقيع الدستور.دستور مؤقت في الوقت الحاضر أفضل بكثير من الدستور الدائم الذي يكتب بعجالة طالما الظروف غير طبيعية ؛فيجب أيضا الحذر من الانتخابات السريعة لأنها تعيد الوجوه القديمة المطلوب إطلاق الحريات العامة للشعب والتعددية وإصدار قانون الصحافة والأحزاب قبل الانتخابات حيث قال الشاهد الشاب المصري احمد النهري عيد  ( رحل حسني ولكن لم يرحل طنطاوي )

4 -  المقترحات :

 - على القوى العربية أن تعدل من أساليبها وخطابها السياسي  ( البارحة يروح مع البارحة )

ب  - المطلوب أنشاء جامعة عربية شعبية تكون قيادتها من الشباب العربي ؛لا وجود لمستقبل الجامعة العربية؛أليست هذه الجامعة هي من طلبت الأمريكان لغزو واحتلال العراق وتدميره وسكتت عن الاحتلال واعترفت بحكومة الاحتلال

ج - دعوة إلى تطهير أعضاء المؤتمرات الثلاث  ( القومي العربي والمؤتمر القومي الإسلامي والأحزاب العربية  ) من الشيخوخة والترهل حيث وصل البعض منهم من العمر عتيا .أين الشباب في هذه المؤتمرات ؟ وأين تواصل الأجيال ؟فليكن شعارنا  ( خبرة الشيوخ واندفاعات الشباب  )  .لان الشباب طاقة لا تقدر بثمن ولكن هذه الطاقة تحتاج إلى وعي ثوري ووطني وقومي تقدمي أنساني.

د  -  يجب أن نثق في شبابنا أولا فهو واجب وطني وقومي تقدمي أنساني لان اصغر تلميذ هو أثمن وانفع للأمة من اكبر سياسي حافل بالتضحيات.حيث قال الشهيد صدام حسين رحمه الله :  (  الشباب الصحيح طريق الثورة الصحيح . ومن يكسب الشباب يضمن المستقبل  )  .

ه  - يجب الاعتماد على الذات ولا نستقوي بالأجنبي الولايات المتحدة الأمريكية أو البريطانية اوالايرانية أو غيرها هؤلاء دمروا العراق ومصر وتونس ودمروا المشروع القومي النهضوي.

و  - ضرورة قراءة الاتفاقيات الإذعان من سايكس  -  بيكو  - كامب ديفيد  - أسلو  - وادي عرفه ليطلع عليها الشعب العربي وفي المقدمة منهم الشباب .

ز - إعادة النظر بالمصطلحات السياسية التي أطلت علينا بعد نكبة الخامس من حزيران 1967 التي كانت تستهدف الأمة العربية منها:

العالم العربي والشرق الأوسط الكبير أو الجديد والشعوب العربية أو الأردن أولا ومصر أولا وليبيا أولا في ظل القطرية المتشرنقة . . .الخ .

ح  - إعداد صور لشهداء الثورة العربية المعاصرة في فلسطين والعراق ومصر وتونس ولبنان وليبيا والبحرين واليمن وفي كل قطر عربي.طالما الشهداء أكرم من جميعا

ط -  دعم المقاومات العربية إعلاميا وماديا وبشريا ولوجستيا, والابتعاد عن الخطابات النمطية ويجب إن تكون خطاباتنا تحليليه

المجد والخلود لشهداء الأمة العربية
الخزي والعار لعملاء الأجنبي
ثورة .. ثورة حتى التحرير