شبكة ذي قار
عـاجـل










مهما كانت اسماء جُمعكم ايها المتظاهرون الرومانسيون العراقيون : الغضب او الكرامة او الندامة، ومهما كانت أدوات السلامة التي تحملونها : قلوبا حمراء ملتهبة أو ورودا صناعية او أغصان زيتون، فسوف تنتهي ثورتكم الى نفس النهاية. لأنكم مقلدون ولستم متظاهرين أصلاء.


لكل ثورة شروطها وظروفها. انظروا ماحدث لمتظاهري ليبيا، خرجوا حاملين الورود ظانين ان القذافي سيأخذ خيمته ويرحل بعد اسبوع، فّإذا بهم يجدون أنفسهم في خضم حرب عالمية، والبوارج تحيط بهم ، والقوات الخاصة الأجنبية تنسل بين صفوفهم، والرجل يبحث عنهم زنكة زنكة ودار دار. ليس هناك ثورة تشبه أخرى، يمكن تستلهم ، تستوحي، ولكن الوعي مهم بظروف كل بلد. والعراق يتميز عن كل دول المنطقة بشروط نجاح غير مسبوق، ليس بسبب كونه الأول على قائمة الفساد والجرائم والسلب والنهب ، ولا بسبب العملاء والاحتلال ، ولكن لخاصية اخرى يملكها العراق.


ولهذا أعجب أشد العجب أن تتفتق أذهان الداعين الى المظاهرات عن مناسبات مثل عيد الحب!! للخروج للتعبير عن (ثورتهم) ، ولديهم مناسبات لا وجود لها في تراث الشرق والغرب؟ كيف لم يخطر على بالكم الخروج في ذكرى استشهاد الإمام الحسين أو اربعينيته؟ وذكرى استشهاد واربعينية الإمام علي؟ أو بقية الإئمة الـ 12؟ أليس الحسين رمز الثورات على الظلم ؟ يعني أسألكم بالله وبكل مقدساتكم، هل يمكن تحريك وجدان الشعب العراقي بعيد القديس فالنتاين؟ أم باستشهاد الإمام الحسين؟ وتتساؤلون بعد ذلك: لماذا لم يخرج الكثير من العراقيين للتظاهر؟


في أي من هذه المناسبات الدينية العراقية ، تتوفر كل أركان المسيرات التي تؤدي الى ثورات، وهي جاهزة، ولا تحتاج الى التعب والتحضير والتخفي ، ولا تحتاج بالتأكيد الى كهرباء او انترنيت او فيسبوك او تويتر. هناك مسيرات مليونية يشترك فيها كل اطياف الشعب، من الصغير الى الكبير، وهي مسيرات عاطفية يتجشم اصحابها السير على الأقدام أميالا ، لا يوقفهم شيء ولا يقطع مسيرتهم قاطع. ولايناقش أحد حملهم للاسلحة البيضاء المشروعة للتطبير. ثم هناك بقية افراد الشعب الذين يتبرعون بالطعام والغذاء ، وهناك الوحدات الصحية والخيام المضروبة على طول الطريق.


إذن ، على الداعين الى التظاهرات ، الاتفاق فيما بينهم لأخراج 100 واحد فقط منهم للاندساس في المسيرات المليونية : في اولها ووسطها ونهايتها. نعم .. يكونوا مندسين .. هذه الكلمة الخلاقة التي وردت على ألسنة جميع الحكام العرب. اندساس . يالها من كلمة عبقرية. كل ما على هؤلاء أن يحملوا لافتات قماش تحت ملابسهم، وربما يحملون سيوفا او قامات للتطبير ولكن ضمن قانون القرن الرابع عشر المتفق عليه وليس خارجه، وذلك لغرض الدفاع عن أنفسهم وليس لتطبير رؤوس الشرطة . عليهم أيضا أن يقرأوا بضعة مقالات أو يتشاركوا بخبرات كيفية توجيه أهداف الجماهير بحيث تجد تلك الحشود أن هدفها الذي خرجت من أجله هو نصرة الإمام الحسين في ثورته ضد من خانوه من اللصوص والظالمين في المنطقة الخضراء، وهو هدف مشروع لا أحد يستطيع ان يقول شيئا عنه.


وقبل أن تصل المسيرة الى المكان النهائي، تخرج الرايات واللافتات المائة ، وتصدح حناجر المتظاهرين المندسين بهتافات ضد المالكي وبقية اللصوص وضد أسيادهم المحتلين، سوف ينقاد بقية الجمهور الى ترديد نفس الهتافات، رافعين سيوفهم مهددين بها . وكلما تصاعدت هتافات اكثر ، تردد صداها بشكل أكبر. وأقترح أن يكون بين المندسين من يجيد إطلاق الهوسات المحرضة، وطالما يسمع الناس (ها..ها.. اخوتي ..) حتى تنبعث في الإعماق شرارات ثورة العشرين.


كيف تنجح الثورة ؟ هل سيتمكن المالكي من إخمادها ؟


لن يستطيع ذلك للأسباب التالية:


1- سوف تتجه كل الفضائيات التي كانت حتى الآن عازفة عن إلقاء الضوء على المظاهرات العراقية، لقلتها وتشتتها ولا معقوليتها. او لأسباب سياسية مفروضة من جهات بعينها. الآن هناك شيء غريب يحدث، مظاهرة مليونية ذاهبة لإحياء الحسين وليس للتعزية فيه! لا يستطيع أي إعلامي فاهم عمله ان يتغاضى عنها. وحالما تتجه الفضائيات العالمية الى التصوير، لن يستطيع المالكي او غيره قمعها.

2-إذا قمعها المالكي ، فهو يقمع شعيرة من الشعائر الدينية التي ينتمي اليها ويعتاش عليها. وإذا تدخلت امريكا في قمعها، فسوف تناقض دعواها بأنها حررت الشعب العراقي حتى يستطيع ممارسة طقوسه الدينية بحرية.


3- بما أن المسيرة أو المظاهرة اصبحت مليونية وتحت الأنظار ، فإن أمريكا سوف تشعر بالحرج مما يدفعها الى الإطاحة بنفسها بالحكومة العميلة.، سيحدث ذلك في نفس اليوم وقبل أن تغرب الشمس.


4- يقوم الثوار بتأليف لجنة أو مجلس ثوري ، للتفاوض مع امريكا على الخروج، ثم يكتبون دستورا جديدا، ويأتون بوجوه جديدة لم تسرق ولم تقتل ولم تأت على الدبابات او الأباتشي. وجوه من العراقيين الفقراء الذين تحملوا الحصار والحروب والاحتلال .


وبعدين ادعوا لي.


لن تنجح أية مظاهرة الا بهذه الوصفة . وبخلافه، لن ينفع الا الكفاح المسلح.


 


* عشتار العراقية محاربة بالكلمة تقيم في غار عشتار

 

 





الاثنين٠٢ ربيع الثاني ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ٠٧ / أذار / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب اقتراح عشتار العراقية نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة