شبكة ذي قار
عـاجـل










والله أسأل أن ينفعنا بما نعمل وما نقول ، وان يهدينا الى سواء السبيل . ( وما توفيقي الا بالله ، عليه توكلت واليه أنيب )


* دم الشهداء في العراق ليس من اجل الطماطة والبطاطا يا عرب ؟

الصعاليك والتافهون يلغون بدم شهداء العراق ويسعون لجعل اهداف ثورة الغضب العراقي من اجل الحصول على الطماطة والبطاطا والماء والكهرباء والبطاقة التموينية ! و الاعلاميين المبرزين جدا على الفضائيات العراقية يتلعثمون عبر ساعات من البث حول توافه الامور يسألون عن المشهد .. عن المطالب ، متجاهلين ان العراق محتل وان العملية السياسية التي جاء بها المحتلين والغزاة ابطالها خونة وعملاء ، ودماء الشهداء من اجل تحرير العراق وسحق الخونة والعملاء . بكل اسف شاهدت على فضائية عراقية مذيع يتعصر مرددا وناقلا اقوال خونة الوطن والامة والدين ، ويبشر الشعب بمقولة ( الرقيع اسامة النجيفي بتشكيل لجنة تحقيق وهذا بغباء يراه بالانجاز العظيم . وبالمناسبة في علم الادارة قاعدة مفادها ان اردت تمييع قضية كثر من لجان التحقيق . ! وجاهل اخر في الاعلام يبشر ب قولة سيد الخونة والعملاء ايراهيم الاشيقر انه مع الشعب ! ونيابة عن الشعب يعلن الشعب لم يطالب باسقاط النظام ولم يطالب بتبديل الحكومة ! ويناشد جوقة الخونة والعملاء ( البرلمان ) لببذلوا الجهود ووضع خطة استراتيجية مدتها 4 سنوات لتوفير الطماطة والبطاطا والبطاقة التموينية كاملة ليسعد الشعب ويكونوا مع الشعب في اشباع البطون !


على من يتضاحك السفلة والمزيفيين ؟


امريكا قامت بأبشع الادوار في العراق ، قتلوا الملايين ، والملايين يموتون جوعا ، والالاف يموتون بالاشعاعت الفوسفورية والسل وغيرها من الامراض .. دمروا العراق كيانا .. هتكوا الاعراض .. سرقوا الثروات واموال الشعب .. سلطوا عربنجية وزعران و رعاع و بائع سبح وقواد متعة برخصة من خامنئي و حثالات بأرقاب العباد .. كل ذلك والصفويين الفرس يلغون في دماء العراقيين ، ويعيشون في ترف فاجر يستمتعون فيه بكل مايخطر على القلب من ألوان المتاع ، وعندما انفجرت ثورة الغضب من اجل تحرير الوطن و اسقاط العملية السياسية و العيش بكرامة سارع الصعاليك والتافهون ورجال الدين والدين منهم براء ، واهل العكل الميالة يقولون : المالكي الصهيوني سيوفر لكم البطاطا والطماطة والبطاقة التموينية ، عودوا الى بيوتكم ومارسوا الحب . والوطنجيين يقولون مظاهرات الشعب سلمية ومطالب الناس بسيطة بما معناه من اخذ رداءك فاترك له الثوب ايضا ، يخدرون الناس عن ثورتهم من اجل التحرير وعن احساسهم بالظلم والمهانة وفقدان الكرامة ، بما يمنونهم به من نعيم توفر البطاقة التموينية وكأنها نعيم الدنيا والاخرة للراضين بالذل والمهانة وبالشقاء .


الثورة – عندما تقوم – اهدافها تحرير الوطن من المحتلين والغزاة لن تعفي العملاء والخونة والجواسيس ومصاصي الدماء سواء كانوا مدنيين او عسكريين قتلة او تجار دين او شيوخ عشائر متمضرطين وهميين .


كتب لي صديق قومي عربي يقول : ( انت تشتم حالة التقاعس العربي من ثورة الغضب العراقية ، فتذكر ان المواطن العربي يعيش "فوبيا" (نظرية المؤامرة) وتراوده الشكوك دوما في كل ما يحدث خشية ان امريكا تتسلل الى كل حالة والى كل المعطيات وان تكون اصابعها الخبيثة وراء تحريك هذا الحدث أو ذاك ، وهنالك بعد آخر وهو ان الانسان العربي لكثرة ما عاش من انكسارات واحباطات وخيبات بات تفاؤله ضعيفا ) .


الامام الفقيه اوباما والغرب فوجئوا بثورات شباب تونس ومصر وليبيا والعراق ضد سطوة الاستبداد وحالة الاستجداء والتواطؤ العربي الرسمي ، وشباب الامة استجمعوا ارواحهم وقرروا ان يأخذوا طريقهم في الحياة وشكلوا بايمانهم زلزالا في المجتمعات العربية ، والامام الفقيه اوباما والغرب قطعا وجزما ويقينا لا دراية لهم ولا علاقة لهم بثورات الشباب العربي ، وحتما مصالحهم تقتضي ان يلهثوا وراء ما يجري من انفجارات ضد استعمارهم وغزوهم العسكري والسياسي ، و هم من اجل مصالحهم في المنطقة سيحاولون لاشك التدخل ولكنهم لن ولم يتمكنوا من اختراق الوعي العربي . و ليعفينا المنظرين من تنظيراتهم وفلسفاتهم وتخوفاتهم وهلوساتهم ، وليستدركوا الحقيقة وهي : العالم العربي في حالة فراغ وفوضى عارمة. بعض انظمته متهالكة وشعوبه مضطربة. وما ان اشتعلت الشرارة الاولى في تونس ، حتى انكشفت وجوه زعماء عرب واجهزتهم العسكرية والامنية ، والتقطت الاجيال الشابة الاشارة بالتحرك وتحطيم تلك الهياكل الخاوية ، التي لم يبق فيها ما يساعد على تنظيم اي عملية سياسية طبيعية ، وهي تستدعي البدء في تأسيس الدولة او الدول ، من نقطة الصفر ، من كتابة الدستور الى قوانين الانتخاب وصولا الى تنظيم عمل شرطة المرور. وثورة الغضب العراقية لن ولم تتمكن واشنطن من اختراقها ، ولن يطلب الشباب العراقي العون من واشنطن وطهران ، واميركا وايران وعملاءهم هم الطغيان في العراق .


سيظهر صدام حسين جديد في العراق رغم انف الضعفاء والخائرون ، و تضهد الجماهير العراقية ادعاءات الخونة والعملاء والجواسيس والمملوءة قلوبهم حقدا على العروبة والاسلام ، وكل فاسق من الشعراء والكتاب والصحفيين والبعثيين المرتدين الذين عفروا جباههم بالخزي والعار ، ومرقوا كرامتهم في الدنس ، ليستمتعوا بشيء من المتاع الزائل فضلا عن انه متاع حرام .


انا مقتنع أشد الاقتناع بأن جريمة من يريدون الولوغ بدم شهداء العراق وتحويل ثورة الغضب ضد الاستعمار الامريكي الاسرائيلي الصفوي الفارسي الى مطالبة بالبطاطا والطماطة والبطاقة التموينية جريمتهم أفحش من جريمة الخونة والعملاء و المرتزقة والفساق .


ان ثورة شباب العراق حركة تحررية من وحي الوطنية والقومية والدين ضد الاحتلال الاميركي الاسرائيلي الصفوي الفارسي وعلى ظلم نوري الصهيوني ، وهي ليست دعوة للاستخذاء والرضى بالظلم والهوان .
 

 

 





الثلاثاء٠٣ ربيع الثاني ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ٠٨ / أذار / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب نصري حسين كساب نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة