شبكة ذي قار
عـاجـل










على ضوء التطورات التي تشهدها ليبيا, و التي اتخذت شكل التمرد المسلح السافر, و برغم كل أخطاء نظام معمر القذافي, فإن "المعارضة"الليبيبة بدأت تسير في طريق لايستطيع أي عربي شريف أن يقف معهم, لأنهم بدأوا بخطاياهم التمهيد لتدخل أجنبي مرفوض, و الاستقواء بالولايات المتحدة و حلف الناتو, و دعوتهم للتدخل الاجنبي تحت مسمى فرض مناطق حظر جوي وغيره. وهنا تبرز علامات استفهام مريبة؟؟

 

بداية، عندما لجأت "المعارضة الليبية" إلى حمل السلاح, تكون - رغم براءة الشباب الذي حمل السلاح - بدأت السير في طريق لايخدم مستقبل ليبيا, و لا إطروحات الديمقراطية و الحريات التي نادوا بها

 

الرئيس الامريكي و حلف الناتو, بدأوا يجاهرون بنواياهم بالتدخل العسكري, تحت مبررات ومسوغات مرفوضة شكلاً ومضموناً. و هي تذكرنا بالمبررات الكاذبة التي ساقوها قبلا لتبرير غزو العراق وإحتلاله؟! و هذه المعارضة إذا واصلت السير في هذا الاتجاه, فأنها لن تختلف عن "مسيرة" ما سمي  ـ آنذاك ـ المعارضة العراقية, التي شاركت قوات الاحتلال بغزو واحتلال العراق. وهنا تصبح علامات الاستفهام التي أشرت إليها سابقاً أكثر وضوحاً

 

وقبل أن أتابع مقالتي, يهمني أن أذكر ما قاله لي الصديق والمناضل الليبي المعروف منصور الكيخيا (الذي اختطف لاحقاً من القاهرة بتواطؤ بين المخابرات الليبية والمصرية)بعد عودته من زيارة للولايات المتحدة. فقد أخبرني أن الادارة الامريكية اتصلت به, وعرضت عليه دعماً لامحدوداً وعلى جميع الصعد, فأجابهم: أنا لاأخون بلدي. وإذا خيرت بين التعامل معكم ونظام القذافي, فخياري لن يكون معكم. بل مع بلدي بغض النظر عن النظام القائم ومعارضتي له..هذا الرجل, بالتأكيد, ليس من طينة "المعارضين"الآن, الذين يدعون علناً للتدخل الأجنبي

 

وأيضاً من المفيد التذكير بطروحات "بريجنسكي" وزير خارجية الأسبق, الذين دعا إلى إعادة تقسيم الوطن العربي وتفتيته على أسس طائفية ومذهبية وعرقية ومناطفية وقبلية, لأنه اعتبر أن اتفاقية سايكس ـ بيكو قد تجاوزها الزمن!؟

 

بالعودة إلى موضوع ليبيا, والمؤشرات على التدخل الأجنبي فيها, فإن "السيناريو" الذي قد يعملون عليه هو التدخل العسكري في وسط ليبيا (للسيطرة على ثروة النفط) وترك نظام القذافي في الغرب وعاطمته طرابلس, والتشكيل الآخر في الشرق وعاصمته بنغازي. ومن هنا يمكن رؤية الاعتراف السريع من فرنسا بما يسمى (المجلس الانتقالي)؟

 

إذن, يريدون تقسيم ليبيا إلى دولتين والسيطرة على ثروة النفط

 

في هذه الليلة, التحركات الأجنبية, بدأت تأخذ منحى بإتجاه التحضير للتدخل العسكري بشكل أو بآخر. وأرى أن هناك تسريع ومحاولة تشريع لهذا التدخل, بما يتردد عن مشروع فرنسي ـ بريطاني لفرض حظر جوي في ليبيا. وهذا يعني التدخل العسكري

 

منذ الآن أعلن موقفي و ليعذرني الاخوة في المعارضة الليبية، انني سأكون مع حكومة ليبيا الشرعية، اذا ما حصل اي تدخل اجنبي تحت اي مسمى او اي شكل، لأن الخلاف مع النظام شئ، و الاستقواء بالأجنبي شئ آخر, في هذه الليلة، أشعر بأسى وحزن كبير. لأن أمتنا العربية عرضة لعدوان جديد, وكأن لم يكفنا اغتصاب فلسطين واحتلال العراق وضياع الصومال

 

المخجل حد القرف- هذه الليلة -  دعوة دول الخليج للغرب إلى فرض حظر جوي في ليبيا!؟

 

في هذه الليلة أحيي موقف روسيا التي سارعت إلى الإعلان عن معارضتها لأي تدخل عسكري أجنبي في ليبيا

 

وأحيي أكثر وأكثر موقف الأستاذ عزة الدوري في رسالته قبل أيام حول الموقف في ليبيا, و أثبت بموقفه أصالته القومية التي كانت دائماً منارة مشعة ومضيئة

 حمى الله ليبيا وأمتنا العربية

 

 





الثلاثاء٠٣ ربيع الثاني ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ٠٨ / أذار / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب علي نافذ المرعبي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة