شبكة ذي قار
عـاجـل










يؤمن الفرس بأنهم أفضل الأجناس البشرية وأن الله خلقهم ليقودوا العالم ويكون باقي البشر عبيداً لهم ،، وهذه النظرة المتعالية التي أختلطت مع طبيعتهم خلفت نوعاً من الرفض لكل أمتياز يحصل عليه غيرهم ،، وخصوصاً من العرب ،، ولهذا السبب أعتبر الفرس وصول الأسلام لهم عن طريق العرب هزيمة زاد من مرارتها دخولهم تحت مظلة الخلافة الراشدية العربية ،، فكان رد فعلهم أن قتل المجوسي أبو لؤلؤة فيروز الخليفة عمر بن الخطاب (رض) ،، وقد أزداد رفض الفرس وتمردهم على الواقع في فترة حكم الدولة الأموية ،، لأن الأمويين حصروا الحكم والمسؤوليات بالقيادات العربية دون منح دور للفرس ،، ما أعتبروه أضطهاد عرقي لهم ،، فظهرت نتيجة ذلك أفكار تمخضت عنها حركة أجتماعية يطلق عليها (حركة التسوية) تدعوا للمساواة بين العرب والفرس بالحقوق والواجبات ،، ثم تحولت هذه الحركة مع مرور الزمن إلى حركة شعوبية تحمل العداء لكل ماهو عربي ،، وتسفه العرب وتصغرهم أمام الفرس ،، ثم أصبح كل شيء عربي محرماً فارسياً ،، فمنع تداول الأسماء العربية (عدا أسماء آل البيت) ،، وتم محاربة وقتل عدد كبير من رجل الدين العرب لمنعهم من التصدي للمرجعية ،، بل ذهبوا بالتعصب إلى أكثر من ذلك ،، ففضلوا رجل الدين الفارسي المدعي بأنه من ذرية الحسين على من يدعي أنه من ذرية الحسن!!.



أن أكثر ما يغيض الفرس أن الدين الأسلامي نزل على أمة العرب بخطاب عربي ،، فأدعوا أن ذلك يعود لأنحراف العرب وسفاهتهم ،، معتمدين على الآية الكريمة ،،"إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ" (الزخرف 3) ،، ولسلخ العرب عن النبوة جردوا الرسول (ص) من عروبته وقالوا أنه ليس عربي وأنما (مستعرب) !!،، رغم الدلائل التي جاء بها القرآن الكريم لتأكيد عروبة الرسول ،، لَقَدۡ جَآءكُمۡ رَسُولٌ مِّنۡ أَنفُسِكُمۡ (التوبة 128) ،، وكذلك قوله تعالى ،، وَمَا أَرۡسَلۡنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ بِلِسَانِ قَوۡمِهِ (إبراهيم 4) ،، فقال بلسان قومه ولم يقل بلسان القوم الذي أرسل لهم ،، وحتى يجعل الفرس لأنفسهم بصمة كبيرة في الأسلام أختصروا قوميتهم بشخص الصحابي الجليل سلمان الفارس (رض) ،، وأدعوا أن الرسول (ص) قال عنه "سلمان منا آل البيت" ،، وهذا حديث ضعيف غير متفق عليه كما هو حال الأحاديث التي نسبوها للرسول (ص) للتناسب مع مايروجون له ،، مثل أدعاءهم بأن الرسول قال لو لم تنزل النبوة على بنو هاشم لنزلت في بيت سلمان الفارسي!!،، وهذا يعني أن الرسول (ص) منح فضلا للفرس على العرب بأشارته لسلمان الفارسي (رض) ،، وبما أن قاعدة المذهب الشيعي ترتكز على أتباع الأئمة المعصومين أبتداءاً من علي بن أبي طالب ثم ولده الحسن ومنه إلى أخيه الحسين ثم تنتقل الإمامة إلى ولده (المعقب الوحيد) علي السجاد ومن بعده ذريته ،، محمد الباقر ،، جعفر الصادق ،، موسى الكاظم ،، علي الرضا ،، محمد الجواد ،، علي الهادي ،، الحسن العسكري ،، أنتهاءاً بالإمام محمد المهدي (الغائب) ،، عليهم السلام اجمعين ،، فقد أدعى الفرس أن الحسين بن علي (ع) تزوج من شاه زنان (أو شهربانويه في بعض المصادر) بنت يزدجر أخر ملوك الفرس وأنجبت له الإمام الرابع علي السجاد الذي خرجت بقية الأئمة من ذريته ،، وذلك حتى يقال أن الدم الفارسي أختلط مع دم بني هاشم ليحمله أئمة الشيعة ،، ولهذا السبب يفضل الفرس ابناء الحسين (ع) الذين خرجوا من صلب على السجاد على أبناء الحسن (ع) ،، لأن أبناء الحسن لايحملون الدم الفارسي !!،، ولهذا نجد أغلب المدعين بالنسب الهاشمي من الفرس ينسبون نفسهم للحسين ،، مثل علي (الحسيني) السيستاني ،، والخميني الموسوي ،، وفلان الرضوي ،، ألخ ،، طبعاً قصة زواج الحسين من بنت يزدجر كذبة اراد منها الفرس جر بيت النبوة لهم ،، فبعد أن أدعوا أن الرسول ليس عربي وأن الإئمة يحملون دم فارسي لم يبقى للعرب من الرسول والدين الأسلامي من شيء يذكر ،، وأصبح الفرس أقرب للأسلام من العرب!!.




بلال الهاشمي
باحث في الشؤون الإيرانية والتاريخ الصفوي
الموقع : http://bilalalhashmi.blogspot.com

٠٩ / أذار / ٢٠١١

 

 





الاربعاء٠٤ ربيع الثاني ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ٠٩ / أذار / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب بلال الهاشمي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة