شبكة ذي قار
عـاجـل










في غمرة الأحداث التي يشهدها الوطن العربي، تناقلت وسائل الإعلام أخباراً أتتنا من مصر، عن اشتباكات طائفية مأساوية، إنساق إلى هاويتها المدانة البعض. وكأن الإنسان الذي يشارك بها يعيش في قرون سحيقة، لاتمت إلى تقاليدنا وأصالتنا العربية النبيلة بأي علاقة. وأجزم أن الواقفين خلفها يخدمون مخططات خارجية لاتنتمي لأمتنا العربية بأي صلة


إن الشحن الطائفي والمذهبي، الذي يعصف بالعديد من دولنا العربية, هو نتيجة لعوامل ذاتية وموضوعية، تشكلت ونمت وكبرت، في ظل غياب الوعي المجتمعي والوطني، الذي يجب أن يكون الرادع لمثل هذه الظواهر. وأعتقد أن العلاج الحقيقي والفعلي لايمكن أن يكون من خلال "فلكلور" لقاء رجال الدين من كلا الطرفين، والزيارات المشتركة للمساجد والكنائس. لأنها تشبه كما يقال علاج السرطان بحبات الاسبرين!! لأنه يتوجب علينا إستئصال هذا المرض الخبيث بحلول جذرية تتجاوز النوايا الحسنة لبعضهم، إلى إرساء مفهوم المواطنة المجتمعية في نفوس شعبنا، بما يوحد في الحاضر، إلى البناء من أجل المستقبل


روح المواطنة- كما أراها- لايمكن أن تكون واقعية ومنسجمة مع روحها وجوهرها, إذا بقيت أسيرة الحدود القطرية الضيقة، التي صاغتها ونفذتها اتفاقية سايكس ـ بيكو المشؤومة، لأنها لم تستهدف إيجاد حالة التجزئة المقيتة وحسب، وإنما أوجدت خللاً في التركيبات المجتمعية (حقول ألغام)، تستطيع تفجيرها في الوقت المناسب، بما يخدم سياستها ونظرتها إلى الأمة العربية


علينا، أن نعي جميعاً، حقائق لابد من تجذيرها. ويأتي في مقدمتها، أننا جميعاً أبناء أمة عربية واحدة. وأن وطننا الكبير يتسع للجميع، وأن أحداً لايستطيع إلغاء الآخر أو السيطرة عليه أو تهميشه!! وأن الإنتماء يتجاوز حدود الإحتماء خلف الدين أو المذهب، لأن التنوع الديني والمذهبي يجب أن يؤطر ضمن التعايش الواحد والمشترك، بما يعزز روح المواطنة ويصقلها لخدمة الأمة في حاضرها ومستقبلها


في ظل حالة الوطن العربي، وماتشهده، أعتقد جازماً ان التوجه نحو مطلب تحقيق الوحدة العربية، هو الخلاص الحقيقي من الاحتلالات الأجنبية، والصراعات الدينية والطائفية والمذهبية، لأن الحضن الوحدوي هو الحل الذي يضم كل الأطياف ويشعرها بالإنتماء. وماتكريس القطرية البغيضة، إلا حالة تنتعش في ظلالها كل الظواهر المؤسفة والمدانة والمرفوضة


ويهمني أن أؤكد, لأهلنا الطيبين في مصر الشعب والتاريخ والحضارة، لأي دين أو مذهب إنتموا, أن تكبروا على هذه الظاهرة. وأن الوطن يتسع لجميع أبنائه. ويجب أن تكون أيديكم معا لبناء الحاضر والمستقبل، والإرتفاع عن الصغائر المدمرة

 

 





الخميس٠٥ ربيع الثاني ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ١٠ / أذار / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب علي نافذ المرعبي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة