شبكة ذي قار
عـاجـل










بعد اقتناع ثلاثي حلف الشر( أمريكا – إسرائيل – إيران ) باستحالة هزيمة المقاومة العراقية عام 2006م بالأساليب العسكرية ، وتبنيهم العمل الاستخباراتي في تصفية المقاومة العراقية ، فتعمد حلف الشيطان منذ تلك الفترة وحتى يومنا هذا على إشعال الفتن في العراق وذلك لإلهاء المقاومة بها واستنزاف طاقتها و عزل المقاومة عن بعدها الجماهيري المسعّر للهيبها ، وهنا سنورد لكم إيجازا لتلك الألاعيب الاستخبارتية التي استهدفت القضاء على المقاومة العراقية وانتهاءً إلى ما يجري حاليا من تفجير الوضع بالوطن العربي .


1- الفتنة الطائفية :

لقد كان لحربة الفتنة الطائفية في العراق رأسين وليس رأس واحد ، ورأسيها هما تنظيم القاعدة وجيش المهدي والتنظيمات الموالية لإيران، ولكي نفهم حقيقة دور هذه التنظيمات في تأجيج هذه الفتنة يجب ان نسلط الضوء اكثر على كيف تم تأهيل هذه التنظيمات للقيام بهذا الدور ، ونبدأ بتسليط الضوء على تنظيم القاعدة ، وحقيقة الأمر أن الهدف المخابراتي الأول من تأسيس هذا التنظيم هو إحداث اختراق استخباراتي في المقاومة وذلك عبر تأهيل هذا التنظيم ليظهر أمام مجاهدي المقاومة العراقية بمظهر المجاهد ، وتأسس هذا التنظيم عبر عمل مخابراتي دقيق من مخابرات الدول المعادية بالتعاون مع مخابرات دول عربية جندت الكثير من الشباب المضلل من المساجد التي استطاعت مخابرات دولة عربية كبيرة "دينية" التأثير على الشباب البسيط الذي على الأغلب يكون دافعه صافي ونقي ولذلك لإضفاء طابع صادق ومؤثر يجعل مجاهدي المقاومة يتأثرون بتضحيات هؤلاء الشباب وذلك عبر قيامهم بعمليات ضد اهداف امريكية يسقط خلالها ضحايا من الجنود الامريكيين،فأمريكا لا يهما الضحايا من الجنود فهم مرتزقة ومع ذلك فالتضحية ببعض الخسائر مقابل الهدف الأكبر والاهم عادي ومقبول في عُرف السي آي أيه، يرافق ذلك ترويج وتضخيم إعلامي لعمليات التنظيم كي يظهر أمام الجميع بأنه الطرف الفعال في الساحة ، حينها يحصل التقارب بين القاعدة والمقاومة الذي يؤدي إلى تبني وضم المقاومة التنظيم ضمن تنظيماتها حينها تستيقظ الخلايا النائمة للاستخبارات المعادية داخل التنظيم فيتم الاختراق ، لكن رجال المقاومة فهموا هذه اللعبة فهم رجال دولة ولا تنطلي عليهم هذه الالعايب ، وحين تقينت أمريكا بفشل الهدف الأساسي من إنشاء تنظيم القاعدة بدأت تحريكه بأيادي خفية لتأجيج الحرب الطائفية ، لكن قبلها تم إعداد النسخة الكربونية من تنظيم القاعدة وهو جيش المهدي الذي مر أيضا بمراحل تأهيل في معارك النجف ، فتحول تنظيم القاعدة من استهداف الأمريكان لاستهداف الشيعة بحجة أنهم كفرة ، وفي الطرف المقابل تحول جيش المهدي من استهداف الأمريكان الى استهداف كل ابوبكر وعمر وعثمان يقع في أيديهم ، وكادت هذه الفتنة أن تعصف بالمقاومة لولا نصر الله وتمكينه ثم وعي القيادة وعدم انجرارها وراء هذه الفتنة وكذلك البعد الجماهيري للمقاومة ، إضافة لذلك فقد أثمرت الثقافة الوطنية التي غرسها حزب البعث والنظام الوطني في عقول الشعب العراقي فساهمت في إسقاط الطائفية للأبد .


2- فتنة الصحوات :

بعد فشل الفتنة الطائفية ونجاح المقاومة العراقية والشعب العراقي في احتواءها حركت نفس الأيادي الخفية التي تدير تنظيم القاعدة نحو هدف آخر وهو شق مجتمع المقاومة ، فأعلن هذا التنظيم الهلامي المخابراتي قيام دولة خاصة به اسماها " دولة العراق الإسلامية " ونسميها نحن " دولة الموساد الإسلامية " نسبة للأيادي التي تحركها وتديرها ، واجبر هذا التنظيم الدموي الجنوني الهستيري الجميع على مبايعته بقوة السلاح ومن لم يبايعه يقتل ، فقتل هذا التنظيم العديد من شيوخ العشائر وكوادر من المقاومة وغيرها من الشخصيات ، وعندما ضاق الناس ذرعا بهذا التنظيم وبدمويته حينها عملت أمريكا على البدء بلعبة استخبارتية يكون هدفها شق التلاحم بين الشعب ومقاومته ، فأنهت أسطورة الزرقاوي وأسست الصحوات التي كان هدفها المعلن القضاء على القاعدة فدخل الصحوات ثلاث أصناف ، الصنف الأول كان من العراقيين الذين قتل القاعدة أقاربهم ولديهم ثار مع القاعدة والصنف الثاني من دخله لأسباب مادية لكسب لقمة العيش بسبب الوضع الاقتصادي الصعب الذي خلفه احتلال العراق أما الصنف الثالث فهم العملاء المأجورين ، وبعد القضاء على القاعدة تحرك العملاء المأجورين في الصحوات لاستهداف المقاومة وتحريض الناس عليهم بحجة أنهم أيضا قاعدة مما جعلهم يتصورا بفكرهم الخائب أن المقاومة ستستهدف الصحوات فيسقط ضحايا من الصنفين الأول والثاني وحينها تدخل المقاومة في ثارات لا تنتهي ، لكن المقاومة استطاعت أن تحتوي هذه الفتنة الخطيرة وذلك عبر إقناع الصنفين الأول والثاني بترك الصحوات والانضمام للمقاومة ففرغت الصحوات منهم وضل الصنف الثالث معزول ومكشوف لعامة الشعب .


وحين سقوط فتنة الصحوات تأكد لأمريكا سقوط مشروعها بالعراق ، فبدأت بترتيب الأوراق لانسحاب آمن ومشرف ، لكن أمريكا تعلم أنه حين انسحابها من العراق وانتصار المقاومة المدوي سيكون ذلك ملهما للشعوب العربية التواقة للحرية وبالتالي ستتزعزع مصالحها في المنطقة ، وكأن لسان حالها يقول " لقد خسرنا العراق لكن لنحافظ على مصالحنا في المنطقة " ولكن كيف ذاك ؟ الجواب في ما يلي ..


3- تفجير الوضع بالوطن العربي ونشر الفتن والفوضى
اعتقد بأن مخابرات الحلف الشرير دقت نواقيس الخطر بعد خطاب قائد الجهاد والتحرير المعتز بالله عزت الدوري بمناسبة عيد الجيش العراقي في 6 من كانون الثاني 2011 م ، والذي تحدث فيه عن انتصار المقاومة العراقية في العراق ونجاح مشروع البعث الستراتيجي في تحجيم المشاريع الإمبريالية والصهيونية في المنطقة ، وتحدث عن صمود البعث والمقاومة العراقية في وجه كل المؤامرات التي استهدفت اجتثاث البعث كفكر وكعقيدة وانتماء ، وسقوط تلك المؤامرات أمام هامة البعث ومجاهديه ، وقال بالحرف الواحد " إن البعث قادم مع أمته " ، وأعتقد بأن هذا الخطاب قد تعرض لتحليل دقيق ، فاستشفوا منه بأن المقاومة ستحسم المعركة في هذا العام ، فلجئوا إلى خطوة استباقية تسبق الانتصار المدوي للمقاومة العراقية ، و الذي سيكون نصرها من أهم الانتصارات الستراتيجية للعرب المسلمين في تاريخهم وسيكون النصر ستراتيجيا كانتصار الرسول القائد " محمد عليه الصلاة والسلام " وأصحابه الكرام في معركة بدر الكبرى التي كسر النصر فيها حاجز الخوف وفتح الطريق أمام بناء دولة الحق ، وسيفتح النصر في هذه المعركة الإيمانية " الحواسم " التي يقودها صحابة العصر في البعث والمقاومة الطريق لعودة دولة الخلافة العربية الإسلامية ، وهذا يفسر محاولة الأعداء استباق هذا الحدث الكبير الذين حاولوا بكل الوسائل " عسكريا وسياسيا وإعلاميا " منع حدوثه ، وذلك بتفجير الوضع بالوطن العربي بنشر الفوضى والفتن في كل بلد ، والهدف من ذلك ، أولا تخفيف وطأة هذا الحدث إعلاميا بإشغال الناس بفتن هنا وهناك ترى الجزيرة وأخواتها بأنها أهم مما يجري في العراق ، ثانيا عزل المقاومة حين انتصارها عن محيطها القومي العربي لأنها وقتئذ ستنادي بالعرب فلا تجد الا طوائف متناحرة هنا وهناك ، وحينما تنادي المقاومة الشعوب العربية لتحرير الاجزاء المغتصبة من الوطن العربي وتحرير فلسطين وطرد الاستعمار سيرد عليها صدى الشعوب العربية " الشعب يريد إسقاط النظام " .


أنادي الجماهير العربية البريئة التي انجرت وراء تلك الفتن ، لعدم تصديق دجالين العصر فهم يستغلون فقر تلك الجماهير وجوعها وقهرها وطموحاتها لحياة كريمة ، وإلا لماذا استيقظ الضمير العالمي الآن واكتشف بأن هناك أنظمة عربية قمعية لماذا الآن ؟، لماذا لم يستيقظ لمأساة شعبنا الفلسطيني الذي يذبح من أكثر من نصف قرن ، لماذا لم تستيقظ الجزيرة وأخواتها لما تعرض له العراق من اكبر حرب إبادة بالتاريخ طالت ربع شعبه بين شهيد وجريح وأسير ومهجر !!!


لماذا أقاموا الدنيا ولم يقعدوها لما روجوه بأن القذافي قصف شعبه بالطائرات ، وصمتوا عن قصف الفلوجة بقنابل نووية هل لأن القاتل بالفلوجة أشقر وعيونه زرقاء ولا يجب أن يجرحوا إحساسه المرهف !!.


أخاطب كل مواطن عربي ضاقت به الدنيا بما رحبت وانقطع أمله ودفعه اليأس لأن يرى ما يروج له الإعلام هو خلاصه ، أقول له إذا كنت تريد أن تعرف من سرق قوتك ونهب ثروتك فأعلم بأنها الامبريالية وذيولها ، وأعلم أن المفسدين الذين تراهم يحكمونك ما هم الا وكلاء للأجنبي وأن أي حكومة تتشكل في اي قطر عربي تُعرض على السفارات الأجنبية لتوافق عليها ، و أعلم بأن من ينشروا الفساد هم العملاء الاقتصاديين لسي آي ايه والموساد فهناك عملاء متخصصين في تدمير الاقتصاد وزرع الفسادين وتشجعيهم ومساعدتهم ، وذلك لتفريخ الفشل في كل نواحي الحياة اليومية التي يلامسها الإنسان البسيط الأمر الذي يدفع العامة لليأس والإحباط والذي يكون بدوره قنبلة موقوتة معدة للانفجار في أي وقت ، لذلك تلاحظ أخي العربي بأنه تم استنساخ الفشل الذريع إداريا واقتصاديا وفي كل مناحي الحياة في كل الوطن العربي مع بعض الاختلافات البسيطة تبعا لطبيعة كل قطر ، أخي العربي .. هذه الأنظمة اوهن مما تتصور وسقوطها او إسقاطها سهل للغاية لذلك لا تشغل نفسك بها ولكن وهل تسألت ماذا بعد سقوط هذه الأنظمة في ظل وجود أم الشرور " امريكا " مؤكد بأنه سيستمر ما عانيته وما ستعانيه أجيالا وسيورث الفشل لا سمح الله للأجيال القادمة التي ستكون مستسلمة له ، اخي العربي .. اعرف بأن هذه الفتنة التي سماها نبينا الكريم " فتنة الدهماء " لا تتضح فيها الرؤى ولا تدري الحق من الباطل ، ولكن ولكي تتضح لك الصورة ففي ممثل الحالة سنجد في هدي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وسنته الحل ، فقد ابتلى الله رسوله والمؤمنين بفتنة حادثة الافك التي كان وراءها المنافقين ، وبالرغم من أن الله عز وجل قد كشف لنبيه الكريم "صلى الله عليه وسلم " المنافقين وطلب الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن يُعلمه بأسمائهم ليقتلهم فماذا كان رد معلم الإنسانية " صلى الله عليه وسلم " لقد رفض الرسول الكريم بشدة أن يقتلهم كي لا يتحدث الناس بأن محمد يقتل أصحابه. وذلك ليس حبا فيهم ولكن لدرء الفتن التي ستحصل من جراء قتلهم ، وقد أكمل الخلفاء الراشدين ما سار عليه نبيهم في ترتيب الأولويات وتحديد العدو الحقيقي ، وبالرغم من الأذى الكثير الذي ألحقه المنافقين بالمسلمين فلم تتوجه الجهود والطاقات والجيوش لمحاربتهم بل أتجهت لمحاربة من زرعهم وهو العدو الحقيقي وهم الكفار والفرس والروم ، وهنا أدعو الشعوب العربية بأن توزن الأمور بالميزان المحمدي وأن تضع الحكام العرب في خانة المنافقين ونعاملهم وفق المبدأ المحمدي " كي لا يتحدث الناس بأن محمد يقتل أصحابه " .


ولكن قد يلح تساؤل يائس من مواطن عربي ضاق صدره من فساد تلك الأنظمة .. في ظل هذا الطرح والمخطط الخبيث لتقسيم الأقطار العربية كيف السبيل لإزالة تلك الأنظمة ؟ وللجواب على هذا التساؤل فكما يهرع من يسرقون تلك الانتفاضات والحكام إلى أمريكا والغرب ليتنازعوا لكسب رضاها ، فإن على الجماهير العربية والقوى الوطنية في الوطن العربي أن تهرع أيضا لقيادة الأمة في العراق التي تقود معركة الأمة للتصدي للمشاريع الإمبريالية والصهيونية والصفوية منذ عشرات السنين، وعلينا جميعا أن نلتزم بتوجيهاتها فبفعل خبرتها الطويلة في مقارعة الأعداء عسكريا واستخبارتيا فهي الأجدر بقيادة الأمة للعبور بها إلى بر الأمان ، ويتوجب علينا أيضا أن نحشد القوى والطاقات للحافظ على وحدة الأقطار العربية .

 


Almaher09@gmail.com

 

 





الجمعة٠٦ ربيع الثاني ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ١١ / أذار / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب ماهر التويتي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة